السبت، 19 مارس 2016

الدورة الـشهرية "الحـيـض" Menstrual Cycle

الدورة الـشهرية "الحـيـض" Menstrual Cycle


الإنسان هو أحد الكائنات الحية التي لديها دورة إنجابية شهرية Monthly Reproductive Cycle و ذلك للتعويض عن فرصة الإخصاب (الحمل) المُنخفضة نسبياً و البالغة 30% . عادة ما تكون مدة هذه الدورة 28 يوم و بإنتظام, و لكن يجب أن نعرف بأن إنتظام هذه الدورة ليس بالضروري للتمتع بصحة جيدة!!
يُمكن تقسيم الدورة الشهرية حسب الأطوار أو التغيرات التي تطرأ على المبيض, فتكون:
  • الطور الجُريبي Follicular Phase
  • الإباضة (التبويض) Ovulation
  • الطور التال للإباضة Postovulatory Phase أو الطور الأصفري Luteal Phase

التحكم الهرموني بالدورة الشهرية:
يتحكم محور تحت المهاد-النُخامي-المبيضي Hypothalamo-Pituitary-Ovarian Axis بتطور و نضوج الجُريب Follicular Maturationفي المبايض و الذي ينتج منه البويضة, و الإباضة Ovulation (طرح البويضة من الجُريب). منطقة تحت المهاد Hypothalamus(هايبوثلاماس) في المخ تتحكم بتغيرات الدورة الشهرية, و هذه المنطقة تتأثر بمراكز عليا في المخ Brain Higher Centers مما يؤدي إلى تأثر إنتظام الدورة الشهرية بعوامل مثل القلق و التوتر و الضغط النفسيين.
منطقة تحت المهاد (الهايبوثلاماس) تفرز الهُرْمونُ المُطْلِقُ لمُوَجِّهَةِ الغُدَدِ التَّناسُلِيَّة
Gonadotrophin-Releasing Hormone "GnRH"   و تفرزه في نبضات كل 90 دقيقة تقريباً (أي تفرز الهرمون ثم يتوقف الإفراز و تفرزه مرة أخرى بعد 90 دقيقة و هكذا). يرحل هرمون GnRH عبر الأوعية الدموية الدقيقة في الجَهازُ النَّخامِيُّ البَوَّابيّ Pituitary Portal System ليصل الجزء الأمامي للغدة النخامية Anterior Pituitary و يُحفز الخلايا المُوَجِّهَةٌ للغُدَْدِ التَّناسُلِيَّة Gonadotrophsلكي تُصنّع و تفرز الهُرْمونُ المُنَبِّهُ أو المُحرّض للجُرَيب Follicle-Stimulating Hormone "FSH"   و الهُرْمونُ المُلَوتِن Luteinizing Hormone "LH" .
الهُرْمونُ المُنَبِّهُ أو المُحرّض للجُرَيب FSH يُحفز نضج الجُريب في المبيض أثناء الطور الجُريبي من الدورة الشهرية. و كذلك يعمل مع الهُرْمونُ المُلَوتِن LH على تحفيز الخَلاَيا المُحَبَّبة Granulosa Cells في الجُريبة المِبيضية الناضجة Mature Ovarian Follicle لإنتاج و إفراز الهرمونات الأستيرودية خاصة الأستيروجين Oesterogen .
الهُرْمونُ المُلَوتِن LH يلعب دور أساسي في الإباضة (طرح البويضة من الجُريبة الناضجة) , حيث أن مستواه يرتفع عالياً في منتصف الدورة الشهرية. كذلك إنتاج البروجيستيرون Progesterone من الجسم الأصفر Corpus Luteum يكون تحت تأثير الهُرْمونُ المُلَوتِن في الطور الأصفري من الدورة الشهرية.

التغيرات التي تحدث في المبيض نتيجة لتأثير هذه الهرمونات خلال أطوار الدورة الشهرية تكون تحت تأثير آلية التلقيم الإرتجاعيFeedback Mechanism التي تعمل ما بين منطقة تحت المِهاد في المخ و الغدة النخامية و المبيض.

hormonal_control.gif
رسم توضيحي يُبين التحكم الهرموني في الدورة الشهرية, الأسهم الصاعدة تُمثل آلية
التلقيم الإرتجاعي سواء كان إيجابي أم سلبي.

التغيرات التي تحدث في المبيض أثناء الدورة الشهرية:

1- الطور الجُريبي Follicular Phase

الأيام 1 - 8 من الدورة

في أول أيام الدورة الشهرية يكون مستوى FSH و LH عاليين نسبياً, و يحُثان تطور 10 - 20 جُريبة, و لكن عادة واحدة فقط سوف تصل للنضوج التام و تكون الجُريبة المُسيطرة Dominant Follicle و تظهر في منتصف الطور الجُريبي. المستوى المُرتفع نسبياً لهرمون FSH و LH هو من تأثير المستوى المُنخفض لهرمون الأستيروجين و البروجيستيرون من الدورة السابقة (تلقيم إرتجاعي إيجابي Positive Feedback), أثناء و مُباشرة بعد الطمث (الحيض) يكون مستوى الأستيروجين مُنخفض نسبياً و يبدأ بالإرتفاع مع التطور الجُريبي Follicular Development في المبيض.
الأيام 9 - 14 من الدورة
مع زيادة حجم الجُريبة تتجمع السوائل بين الخَلاَيا المُحَبَّبة التي تندمج مما ينتج عنه جوف مركزي ممتلأ بالسوائل يُسمى غار الجُريب Antrum Folliculare , هذا الجوف يُحول الجُريبة الأولية Primary Follicle إلى جُرَيبُ غراف (الجُرَيباتُ المَبيضِيَّةُ الحُوَيصِلِيَّة) Graafian Follicle , و تحتل الخَلِيَّةُ البَيضِيَّة Oocyte جزء طرفي منه مُحاطة ب 2 - 3 طبقات من الخَلاَيا المُحَبَّبة تُسمى رُكْمَةٌ مَبِيْضِيَّةٌ Cumulus Oophorus .
مع نضوج الجُريبة المِبيضية يزداد إفراز هرمون الأستيروجين خاصة الأستيرادايول Oestradiol من الخَلاَيا المُحَبَّبة و يصل ذروته 18 ساعة قبل الإباضة. مع إرتفاع مستوى الأستيروجين في الدم يتم تثبيط إفراز FSH و LH بآلية التلقيم الإرتجاعي السلبي Negative Feedback Mechanism و ذلك لمنع فرط تحفيز المبايض و نضوج أكثر من جُريبة, و كذلك مادة الأنهيبين Inhibin التي تفرزها الخَلاَيا المُحَبَّبة للغرض نفسه.
2- الإباضة Ovulation

اليوم 14 من الدورة

الإباضة (التبويض) هي عملية طرح البويضة من الجُريبة المِبيضية في المِبيض. يحدث إزدياد سريع في حجم الجُريبة و تبرز من سطح القشرة المِبيضة Ovarian Cortex و من ثم تنفجر مُطلقة الخَلِيَّةُ البَيضِيَّة مع الرُكْمَةٌ المَبِيْضِيَّةٌ المُلتصقة بها. بعض النساء يشعرن بألم عند الإباضة و هذا الألم يسبق إنفجار الجُريبة و يُسمى ميتل شميرز Mittleschmerz . يُعتقد بأن إرتفاع الأستيرادايول يُحفز جيشان LH عند منتصف الدورة Mid-Cycle LH Surge (إرتفاع مُفاجئ في مستواه في الدم) و بدرجة أقل إفراز FSH بآلية التلقيم الإرتجاعي الإيجابي. تحدث الإباضة أثناء 18 ساعة من بدء جيشان LH. قبل الإباضة بقليل ينخفض إنتاج هرمون الأستيرادايول و يزيد إنتاج هرمون البروجيستيرون.
3- الطور الأصفري Luteual Phase

الأيام 15 - 28 من الدورة
ما يتبقى من الجُريبة المِبيضية في المبيض بعد طرح البويضة تنفذ خلاله شعيرات دموية دقيقة Capillaries و أرومات ليفيةFibroblasts , و تتلوتن الخلايا المُحببة في الجُريبة (أي يتغير شكلها و هيئتها لتكون الجسم الأصفر), و هذه الخلايا مع بعضها تُكوّن الجسم الأصفر Corpus Luteum الذي يكون مصدر الهرمونات الأستيرودية الجنسية Sex Steroid Hormones البروجيستيرون و الأستيروجين الرئيسي بعد الإباضة. يرفع الجسم الأصفر مستوى هرمون البروجيستيرون في الدم بشكل ملحوظ و يُسبب إرتفاع ثانوي في مستوى الأستيرادايول. أثناء هذا الطور ينخفض مستوى الهرمونات المُوَجِّهَةِ للغُدَدِ التَّناسُلِيَّة Gonadotrophins و هما FSH و LH و تبقى مُنخفضة حتى يتم تَقَهْقُر الجسم الأصفر الذي يحدث في الأيام 26 - 28 من الدورة.
إذا حدث تلقيح للبويضة و انْغِراس (البويضة المُلقَّحة) في جدار الرحم فإن الجسم الأصفر لا يتَقَهْقُر و يستمر في عمله لأنه يكون مُصان بالهرمون مُوَجِّهَةُ الغُدَدِ التّناسُلِيَّةِ المَشيمائِيَّةُ البَشَرِيَّة
HCG (Human Chorionic Gonadotrophin) التي تفرزه الأَرومَات الغاذِيَة ( الأَدِيْمُ الغَاذي) 
Trophoblasts و هي الخلايا التي تُثبت المُضغة في جدار الرحم و تمدُها بالغذاء.
في حال أنه لم يتم تلقيح و غرس البويضة فإن الجسم الأصفر يتَقَهْقُر و يحدث الحيض (نزول دم الدورة الشهرية), و ينخفض مستوى الهرمونات الأستيرودية الجنسية (الأستيرادايول و البروجيستيرون) مما يُسبب إرتفاع في إفراز الهرمونات المُوَجِّهَةِ للغُدَدِ التَّناسُلِيَّة بآلية التلقيم الإرتجاعي الإيجابي و تبدأ الدورة الشهرية التالية.

follicle_maturation.gif
رسم توضيحي يُبين تطور و نضوج الجُريبات في المبيض و الإباضة
و تكوين الجسم الأصفر أثناء الدورة الشهرية.

التغيرات التي تحدث في الرحم أثناء الدورة الشهرية:

بِطانَةُ الرَّحِم 
Endometrium تتكون من طبقتين, طبقة سطحية Superficial Layer و هي التي تنفصل و تُذرف أثناء الحيض و طبقة قاعدية (أساسية) Basal Layer و التي لا تُذرف في الحيض و إنما تبقى لتُجدد الطبقة السطحية أثناء الدورة الشهرية التالية. نستطيع أن نُقسم التغيرات في الرحم إلى:
1- الطور التَكاثُرِيّ Proliferative Phase
أثناء الطور الجُريبي للمبيض تكون بطانة الرحم تحت تأثير هرمون الأستيروجين مما يُسبب تكاثر الغدد في البطانة, و يكون شكلها أنبوبي و مُرتبة بشكل نظامي و مُتوازية.

endometrium_proliferative.jpg
صورة مجهرية لبطانة الرحم في الطور التكاثري.
2- الطور المُفْرِز Secretory Phase
بعد الإباضة تكون بطانة الرحم تحت تأثير هرمون البروجيستيرون مما يُحفز إنتاج الإفرازات في غدد بطانة الرحم. و هذا يجعلها مُنتفخة و مُتعرجة.

endometrium_secretory.jpg
صورة مجهرية لبطانة الرحم في الطور المُفرز.

3- الطور الحيضي Menstrual Phase
توقف إفراز الجسم الأصفر في المبيض لهرمون الأستيروجين و البروجيستيرون في نهاية الطور الأصفري للمبيض ينتج عنه تقلص شديد في شُرينات بِطانَةُ الرَّحِم Endometrial Arterioles مما يسبب نَخَرٌ إِقْفارِيّ Ischaemic Necrosis للطبقة السطحية من بطانة الرحم (أي موت الخلايا نتيجة نقص أو توقف جريان الدم لها) و هذا يسبب ذرفها و نزول دم الحيض. تقلص الشُرينات يكون نتيجة للإنتاج المحلي لمواد تُسمى البروستاغلاندين Prostaglandins , و هي كذلك تُسبب زيادة في تقلصات الرحم أثناء الحيض مما قد يُسبب عُسْرُ الطَّمْث Dysmenorrhoea (الآلام التي تشتكي منها بعض النساء أثناء نزول دم الحيض).
التغيرات التي تحدث في المُخاط الرَقَبِيّ Cervical Mucus في الرحم أثناء الدورة الشهرية:

في بداية الطور الجُريبي للمبيض يكون المُخاط ثخين و مُتلزج و غير قابل للإختراق بواسطة الحيوانات المنوية. و في أواخر هذا الطور و تحت تأثير مستوى هرمون الأستيروجين المُتزايد تزيد كمية الماء تدريجياً في المُخاط و يُصبح مائي و سهل الإختراق بواسطة الحيوانات المنوية قبل حدوث الإباضة. بعد الإباضة و تحت تأثير هرمون البروجيستيرون من الجسم الأصفر و الذي يضد عمل الأستيروجين , يعود المُخاط الرقبي مرة ثانية ليُصبح ثخين و مُتلزج و غير قابل للإختراق بواسطة الحيوانات المنوية.
التغير الذي يطرأ على حرارة الجسم

بعد التبويض يحدُث إرتفاع في درجة حرارة الجسم الأساسية بمعدل 0.5 o C   (نصف درجة مئوية) و يستمر هذا الإرتفاع حتى نزول دم الحيض , و يكون من تأثير هرمون البروجيستيرون في الجسم الذي يزيد مستواه بعد الإباضة. إذا وقع الحمل فإن هذا الإرتفاع في درجة حرارة الجسم يستمر طوال فترة الحمل حتى الولادة.

Menstrual_cycle.gif
رسم توضيحي يُبين التغيرات التي تطرأ أثناء الدورة الشهرية.
حقائق : إذا كانت الدورة الشهرية طويلة, أي أكثر من 28 يوم, فإن الطور الجُريبي تكون مدته هي الأطول و مدة الطور الأصفري (بعد الإباضة) تكون دائماً 14 يوم .
 
الـمُـتـوسـط
الـمـجال من و إلى
طول الدورة الشهرية
26 - 28 يوم
21 - 35 يوم
عدد أيام نزول دم الحيض
3 - 4 يوم
2 - 7 يوم
كمية الدم المفقودة الطبيعية
30 - 40 مليليتر
20 - 80 مليليتر
د.خليل رضا اليوسفي
استشاري طب العائلة - الكويت

الـــشـــرايــيــن الــتـــاجـــيـــــة Coronary Arteries











الـــشـــرايــيــن الــتـــاجـــيـــــة Coronary Arteries

سُميت شرايين القلب بالشرايين التاجية Coronary Arteries لأنها تُطوق القلب كالتاج. يُغذي القلب شريانان تاجيان هما الشريان التاجي الأيمن Right Coronary Arteries و الشريان التاجي الأيسر Left Coronary Arteries .
الشريان التاجي الأيمن و الشريان التاجي الأيسر يُشكلان دائرة شريانية Arterial Circle تقع في الأخدود الاُذيني البُطيني (التاجي) AtrioVentricular ( Coronary )  Groove للقلب و تُطوقه , و يتفرع من هذه الدائرة الشريانية عروة (حلقة) شريانية Arterial Loop تجري في الأخدود وسط (بين) البطينين الأمامي Anterior InterVentricular Groove و الأخدود وسط (بين)البطينين السُفلي Inferior InterVentricular Groove.
cor_art_origin.jpg

بعد منشأهما من الجيوب الأبهرية , يلتف الشريانان التاجيان بإتجاه الأمام و يجريان على جانبي جذر الجذع الرئويPulmonary  Trunk (الجذع الرئوي ينشأ من البطين الأيمن Right Ventricleو ينشأ عنه الشريانان الرئويانPulmonary Arteries الأيمن و الأيسر).
coronary_arteries_SCV.jpg
رسم توضيحي يُبين الشرايين التاجية على سطح القلب المواجه للقفص الصدري الأمامي. 
coronary_arteries_DV.jpg
رسم توضيحي يُبين الشرايين التاجية على سطح القلب المواجه للحجاب الحاجز.
د.خليل رضا اليوسفي
استشاري طب العائلة - الكويت
الدم الوريدي Venous Blood الراجع من عضلة القلب يجري في أوردة Veins تتبع الشرايين التاجية , معظم الأوردة تصب في الجيب التاجي Coronary Sinus الذي عبارة عن قناة وريدية Venous Channel قصيرة طولها 4 سنتيمتر و واسعة , تقع في الأخدود التاجي و تفتح في الاُذين الأيمن Right Atrium.
الشريان التاجي الأيسر Left Coronary Arteries بعد منشأه يجري بين جذر الجذع الرئوي و الاُذينةُ اليُسرى Left Auricle حتى يصل الطرف العلوي من الأخدود وسط البطينين الأمامي , هنا ينقسم إلى فرعين :

1- الفرع وسط البطينين InterVentricular Branch , و الذي يُسمى كذلك بالشريان بين البطينين الأماميAnterior Interventricular Aretry , و يجري في الأخدود وسط البطينين الأمامي بإتجاه الأسفل حتى يصل الحد السُفلي للقلب Inferior Border قريباً من ذروة القلب Apex , عندها يلتف ليصل الأخدود بين البطينين السُفلي و ينتهي بمُفاغرة الشريان وسط البطينين السُفلي.

2- الفرع المُلتف Circumflex Branch , يجري بإتجاه اليسار في الأخدود التاجي و يلتف حول الحد الأيسر للقلبLeft Border و ينتهي بمُفاغرة الشريان التاجي الأيمن.
الشريان التاجي الأيمن Right Coronary Arteries بعد منشأه يجري بين جذر الجذع الرئوي و الاُذينةُ اليمنى Right Auricle حتى يصل الأخدود التاجي في السطح الأمامي للقلب و يجري فيه للأسفل و لليمين حتى يصل إلى نقطة لقاء الحد الأيمن Right Border بالحد السُفلي للقلب Inferior Border, هنا يتفرع منه الشريان الهامشي Marginal Artery.
بعدها يجري الشريان التاجي الأيمن للوراء في الجزء الخلفي من الأخدود التاجي و يتفرع منه الشريان وسط البطينين السُفلي (أو الخلفي) Inferior Interventricular Aretry الذي يهبط بإتجاه الأمام في الأخدود وسط البطينين السُفلي و ينتهي بمُفاغرة الشريان وسط البطينين الأمامي Anterior Interventricular Aretry الذي يتفرع من الشريان التاجي الأيسر , و ينتهي الشريان التاجي الأيمن بمُفاغرة الفرع المُلتف Circumflex Branch من الشريان التاجي الأيسر (يُفاغر "مُفاغرة", تعني إلتصاق و إندماج طرف نهاية وعاء دموي بطرف نهاية وعاء دموي آخر , Anastomosis).
الشريان الأبهر (الجزء الصاعد) Aortic Artery بعد منشأه من البطين الأيسر Left Ventricle يتورم ليُشكل 3 إنتفاخات تُسمى بالجيوب الأبهريية Aortic Sinuses , واحد أمامي Anterior و إثنان خلفي Posterior أيمن و أيسر.
الشريان التاجي الأيمن ينشأ من الجيب الأبهري الأمامي Anterior Aortic Sinus و الشريان التاجي الأيسر ينشأ من الجيب الأبهري الخلفي الأيسر Left Posterior Aortic Sinus.

الـــجـــهـــاز الـــعـــصـــبـــي Nervous System


الـــجـــهـــاز الـــعـــصـــبـــي
 Nervous System


الجهاز العصبي ينقسم إلى قسمين رئيسيين :

1- الجهاز العصبي المركزي Central Nervous System "CNS" .
2- الجهاز العصبي المُحيطي Peripheral Nervous System .

وحدة بناء الجهاز العصبي هي العصبون (الخلية العصبية) Neurone , و الجهاز العصبي في الإنسان يتكون من نوعين أساسيين من الخلايا , هما الخلايا الدبقية Glial Cells و العصبونات Neurons.

و العصبون يتكون من جسم Cell Body و محور Axon , و جسم الخلية يحتوي على نواة الخلية و يبرز من سطحة تغصنات أو تشعبات للخارج لها علاقة في إستقبال أو نقل الإشارات الكهربائية , و يستقبل جسم العصبون الإشارات الكهربائية (العصبية) من العصبونات الأخرى عن طريق التغصنات Dendrites من جسم عصبون آخر أو من محور عصبون آخر عن طريق مشابك Synapsis , و المشبك هو عبارة عن فضاء عند إلتقاء غصن عصبون أو محور عصبون مع جسم خلية عصبون آخر لنقل الإشارات الكهربائية عن طريق مواد كيماوية تُسمى الناقلات العصبية Neurotransmitters و هي عديدة و منها الأسيتايل كولين Acetylcholine و الأدرينالين Adrenaline و النورأدرينالين Noradrenaline.
محور العصبون Axon هو عبارة عن إمتداد يخرج من جسم الخلية و ينقل الإشارات الكهربائية من العصبون. و المحور مُغلف من الخارج بصفائح المايلين (النُخاعين) Myelin Sheaths و هي عبارة عن مادة عازلة للمحور و ضرورية لنقل الإشارات الكهربائية فيه , في الجهاز العصبي المركزي الخلايا الدبقية قليلة التغصنات Oligodendrocytes هي المسؤولة عن إنتاج النُخاعين , أما في الجهاز العصبي المُحيطي فخلايا شوان Schwann Cells هي المسؤولة عن إنتاج النُخاعين (المايلين).

في الجهاز العصبي تتجمع أجسام العصبونات في مجاميع , و هذه المجاميع في الجهاز العصبي المركزي تُسمى نواةNucleus أو عُقدة Ganglion , أما في الجهاز العصبي المُحيطي فتُسمى هذه المجاميع , عُقد (مُفرد "عُقدة")Ganglion.
كذلك تتجمع محاور العصبونات مع بعضها لتكون الأعصاب Nerves, و الأعصاب تنقسم من حيث موقعها من العُقدة إلى نوعين :

1- أعصاب ما قبل العُقدة Pre-Ganglionic Nerves.
2- أعصاب ما بعد العُقدة Post-Ganglionic Nerves.

في الجهاز العصبي , أعصاب (محاور أجسام العصبونات) ما قبل العُقدة تتشابك مع أجسام العصبونات التي ينشأ منها أعصاب ما بعد العُقدة خلال المشابك في العُقد لنقل الإشارات الكهربائية.يُمكننا القول أو تشبيه العُقد بمحطات قطار يتم فيها نقل الحمولة (الإشارات الكهربائية العصبية) من قطار لآخر ليتم في النهاية توصيلها للعضو المطلوب.
الخلايا الدبقية Glial Cells هي خلايا مُساندة للعصبونات في الجهاز العصبي و لا تُشارك في نقل الإشارات العصبية (الكهربائية). و يبلغ عدد الخلايا الدبقية تقريباً عشرة أضعاف عدد العصبونات في الجهاز العصبي , و لكن بما أن حجم الخلية الدبقية يساوي عُشر حجم العصبون فهما يشغلان نفس الحيز (الكتلة) في الجهاز العصبي. تسمية الخلايا الدبقية مُشتقة من الكلمة اللاتينية "غليا" (Glia) و التي تعني الدبق أو الغراء أو الصمغ و ذلك للإعتقاد السائد سابقاً بأن عملها الأساسي هو الربط بين العصبونات (كالإسمنت في البناء).
  1. هناك أربعة أنواع من الخلايا الدبقية , هي:

    1) الخلايا الدبقية النجمية Astrocytes:
    الخلايا الدبقية النجمية هي أكبر الخلايا الدبقية حجماً , و سُميت بالنجمية لكثرة تشعباتها البارزة للخارج من الخلية كشعاع النجم Astro. تشعبات الخلايا النجمية تربط ما بين الأوعية الدموية و العصبونات لنقل الغذاء إليها. و لديها القدرة على تحويل الجلوكوز Glucose إلى اللاكتيت Lactate الأسهل إستخداماً لإنتاج الطاقة في العصبونات. الخلايا النجمية لديها القدرة كذلك على تحويل الجلوكوز إلى الجلايكوجين Glycogen لتخزينه و استخدامه عند الحاجة لمد العصبونات بالطاقة في حالات هبوط مستوى السكر في الدم. تُساهم الخلايا النجمية في إزالة الشحنات الكهربائية الزائدة في السائل خارج العصبونات للمحافظة على المُحيط الأيوني (الكهربائي) المُناسب لعمل العصبونات على أكمل وجه في نقل الإشارات العصبية. و لها دور مع الخلايا الدبقية الصغيرة في إفراز مواد مُحفزة لنمو العصبونات بعد تلفها (مثال- بعد السكتة الدماغية – Stroke).
    2) الخلايا الدبقية قليلة التغصنات (التشعبات) Oligodendrocytes:
    تعمل هذه الخلايا على تكوين الطبقة العازلة المحيطة بالعصبونات في الجهاز العصبي المركزي Central Nervous System , و التي تُسمى بصفائح مايلين Myelin Sheaths , بالطبع هذه الصفائح (الطبقات العازلة) تعزل الشحنات الكهربائية (الإشارات العصبية) التي تنتقل في الأعصاب عن بعضها البعض حتى لا تؤثر شحنة على شحنة أخرى و بالتالي على معناها بالنسبة للمخ الذي يترجم هذه الشحنات إلى أفعال و ردود أفعال. الخلايا الدبقية قليلة التغصنات لا تُحيط بنفسها حول العصبونات , و إنما يصدر منها تشعبات و هذه التشعبات هي التي تلتف حول العصبونات و تكون الطبقات العازلة.
    neurone_cns.jpg
    3) الخلايا الدبقية الصغيرة Microglia :
    أصغر الخلايا الدبقية حجماً , تعمل كمزيل للخلايا التالفة و الميتة في الجهاز العصبي. هناك أدلة تفيد بأنها مسؤولة كذلك عن تجدد الخلايا التالفة و تُساعد في إرشاد نمو العصبونات (تحديد طريق نمو العصبونات و تشعباتها).
    4) خلايا شوان Schwann Cells :
    هي نظيرة الخلايا الدبقية القليلة التغصنات في الجهاز العصبي المُحيطي Peripheral Nervous System , و المسؤولة عن تكوين الطبقة العازلة (صفائح مايلين) للعصبونات في الجهاز العصبي المُحيطي. و تتكون هذه الخلايا بشكل أساسي من الشحوم Lipids و التي تُعطيها صفتها العازلة للشحنات الكهربائية. تُساعد خلايا شوان على سرعة إنتقال الإشارات العصبية (الشحنات الكهربائية) في العصبونات و كذلك لها دور في نمو العصبونات بعد تلفها. خلايا شوان تُحيط بنفسها إحاطة تامة حول العصبون بخلاف الخلايا الدبقية قليلة التغصنات في الجهاز العصبي المركزي.
    neurone.jpg
    يتلخص عمل الخلايا الدبقية بالآتي:
    1. تعمل كدُعامة و سند للعصبونات.
    2. تعمل كعازل للشحنات الكهربائية بين العصبونات و بين المشابك.
    3. تعمل كناقل غذاء للعصبونات.
    4. تعمل كمزيل للخلايا التالفة و الميتة , و تفرز مواد مُحفزة لنمو العصبونات.
    5. المحافظة على التركيبة الأيونية (الكهربائية) Ionic Composition للسوائل خارج العصبونات ExtraCellular Fluids.

    6. الـجـهــاز الـعــصـبــي الــمـــركـــزي
    يتكون الجهاز العصبي المركزي في الإنسان من الدماغ Brain و النخاع الشوكي أو الحبل الشوكي Spinal Cord.
    و يتكون الدماغ من :
    1) المخ Cerebrum.
    2) جذع المخ Brainstem , و الذي يتضمن الدماغ الأوسط Midbrain و الجسر Pons و النُخاع المستطيل Medulla Oblongata.
    3) المُخيخ Cerebellum.


    brain.jpg
    يقسم الشق الطولاني الإنسي (الداخلي) Medial Longitudinal Fissure المخ إلى نصفين غير مُنفصلين تماماً عن بعضهما البعض , و هما نصف الكُرة المخي الأيمن Right Cerebral Hemisphere و نصف الكُرة المخي الأيسر Left Cerebral Hemisphere. و نصف الكُرة الأيمن يتحكم بالجانب الأيسر من الجسم و بالعكس نصف الكُرة الأيسر يتحكم بالجانب الأيمن من الجسم , و أحدهما يكون نصف الكُرة المُخي المُسيطر Dominant Cerebral Hemisphere , فالأشخاص الذين يستعملون اليد اليمنى يكون نصف الكُرة المخي الأيسر هو المُسيطر عندهم و الأشخاص الذين يستعملون اليد اليسرى يكون نصف الكُرة المخي الأيمن هو المُسيطر عندهم.و بما أن أغلب الناس يستخدمون اليد اليمنى فإن الغالب أن يكون نصف الكُرة المخي الأيسر هو المُسيطر.
    تتجعد المادة الرمادية في المخ على شكل تلافيف Gyri و مُفرده تلفيف Gyrus , و هذا لزيادة مساحة سطح المُخ و بين التلاليف يوجد شقوق و هذه الشقوق لها أسماء و مهمة في معرفة التلافيف المختلفة من المخ و سوف نذكر التلاليف و الشقوق المهمة منها و وظائفها.
    و ينقسم كل من نصف الكرة المخي في السطح الخارجي إلى أربعة (4) فصوص , و هما :
    1. الفص الجبهي Frontal Lobe , و هو مسؤول عن التحكم بالعواطف و الإنفعالات في الإنسان و شخصيته , و كذلك مهم لتعلم و ممارسة المهارات الحسية الحركية المُعقدة , فالأشخاص الذين لديهم تلف في هذا الفص لا يُقدّرون المواقف الإجتماعية و كيفية التصرف الملائم لهذه المواقف و لا يتحكمون بعواطفه فتراهم يضحكون تارة و يبكون تارة و أي شيء يخطر على بالهم يقومون به دون تقييمه ما إذا كان فعل مُناسب في هذا الموقف أم لا. كذلك يحتوي التلفيف الجبهي السُفلي في الجزء الخلفي منه في نصف الكرة المُخي المُسيطر على منطقة بروكاس Broca's Area و هي المنطقة المسؤولة عن التكلم و تلفها يؤدي إلى الحُبسة الحركية Motor Aphasia حيث أن الشخص المُصاب يعرف ما يريد أن يقوله و لكنه لا يستطيع أن يتكلم أو يكون كلامه بطيء و غير مفهوم بالرغم من عدم وجود شلل في عضلات اللسان و الحلق و الحنجرة. التلفيف أمام الشق المركزي Precentral Gyrus و جدار الشق المركزي Central Sulcus الأمامي يحتويان على القشرة الحركية Motor Cortex المسؤولة عن حركة العضلات الإرادية في الجانب المُعاكس من الجسم , أي القشرة الحركية في نصف الكرة المخي الأيمن مسؤولة عن حركة عضلات الجانب الأيسر من الجسم و بالعكس القشرة الحركية في نصف الكرة المخي الأيسر مسؤولة عن حركة عضلات الجانب الأيمن من الجسم , و تلف هذه المنطقة يؤدي إلى شلل في الجانب المُعاكس من الجسم. في القشرة الحركية تكون أعضاء الجسم ممثلة بالمقلوب , أي الجزء السُفلي من القشرة الحركية يتحكم في اللسان و الحنجرة و من ثم الوجه و هكذا و في الأعلى تكون منطقة التحكم بعضلات القدم.

    2. الفص الجداري Parietal Lobe و يحتوي على التلفيف خلف المركزي Postcentral Gyrus و هذا التلفيف مع الجدار الخلفي للشق المركزي يحتويان على القشرة الحسيّة Sensory Cortex المسؤولة عن الإحساس في الجانب المُعاكس من الجسم.و تلف هذه المنطقة يؤدي إلى فقد الإحساس في الجانب المُعاكس من الجسم و تكون أعضاء الجسم ممثلة بالمقلوب كما هو في القشرة الحركية.

    3. الفص الصدغي Temporal Lobe و يحتوي التلفيف الصدغي العلوي Superior Temporal Gyrus على مناطق السمع و كذلك يحتوي على التلفيف الهامشي الفوقي Supramarginal Gyrus و التلفيف الزاويMarginal Gyrus و هما يحتويان على الذاكرة الخاصة بالكلمات المقروءة و المكتوبة و تلف هذه المنطقة يؤدي إلى خلل القراءة (صعوبة القراءة و تعلمها) Dyslexia.

    4. الفص القذّالي Occipital Lobe , يقع في مؤخرة المخ و يحتوي على مركز الإبصار و تلف المنطقة يؤدي إلى العمى. 

    left_hemisphere.jpg
    كما ذكرنا سابقاً فإن نصفي المخ ليسا مفصولين عن بعضهما تماماً ,يمكن القول بأنهم مفصولان عن بعضهما في الجزء العلوي , ففي السطح الداخلي يتصلان مع بعضهما البعض بواسطة الجسم الثفني Corpus Callosum و هو عبارة عن ألياف عصبية (محاور عصبونات) توصل بين مناطق متشابهة في نصفي المخ. و فوقه يكون التلفيف الحِزامي Cingulate Gyrus و هو جزء من الجهاز الحُوفي Limbic system و الذي يتحكم في العواطف و الأحاسيس لدى الإنسان. تحت الجسم الثفني يكون البطين الجانبي (الوحشي) Lateral Ventricle , و يوجد بُطينان, و احد أيمن و آخر أيسر و يتصل كل منهما بالبطين الثالث Third Ventricle بواسطة الثُقبة وسط (بين)البُطيناتInterventricular Foramen أو ثُقبة مونرو Foramina of Munro و يتصل البُطين الثالث بالبطين الرابع Fourth Ventricle الذي يقع في جذع الدماغ بواسطة مَسال سيلفيوس Aqueduct of Sylvius الذي يعبر خلال الدماغ الأوسط. و بعدها يتصل البطين الرابع بالقناة المركزية Central Canal في الحبل الشوكي و هذه الأربعة بُطينات و القناة المركزية تحتوي على السائل المُخي الشوكي (أو النُخاعي) CerebroSpinal  Fluid.
    brain_lateral.jpg

    رسم لسطح الدماغ الداخلي , المنطقة الخضراء هي إمتداد للقشرة الحركية و الصفراء إمتداد للقشرة الحسية , المنطقة بالتركواز هي مركز الإبصار في الفص القذالي و المنطقة الحمراء هي مركز الإبصار الدقيق.
    الدماغ الأوسط Midbrain و الجسر Pons و النُخاع المُستطيل Medulla Oblongata يكونون جذع الدماغ Brainstem. و يقع الدماغ الأوسط فوق الجسر و الجسر فوق النُخاع المُستطيل و الذي يكون مُتصلاً بالحبل الشوكي و خلفهم يقع المُخيخ Cerebellum , و يتصل المُخيخ بجذع الدماغ عن طريق السويقة المُخيخية العلويةSuperior Cerebellar Peduncle و السويقة المُخيخية السُفلى Inferior Cerebellar Peduncle. يوجد في الدماغ الأوسط مراكز ردة الفعل البصري , مثال ذلك عندما تلمس يداك شيء أو يلفت نظرك شيء و تُريد أن تراه أو تتفحصه عن قرب فإنك تلتفت نحوه و تركز بصرك عليه أو تقربه منك و هكذا. و كذلك يحتوي الدماغ الأوسط على مراكز ردة الفعل السمعي , مثال ذلك تسمع صوتاً ما فتلتفت نحو مصدر الصوت لترى ما هو. و يحتوي الدماغ الأوسط على نواة للأعصاب القحفية الثالث و الربع و الخامس.

    ventricles.jpg
    الجسر يحتوي على نواة للأعصاب القحفية الخامس و السادس و السابع و الثامن كذلك , و النُخاع المستطيل يحتوي على نواة للأعصاب القحفية التاسع و العاشر و الحادي عشر و الثاني عشر. و الأعصاب القحفية Cranial Nerves تُشكل جزء من الجهاز العصبي المُحيطي Peripheral Nervous System و سوف نذكر أسمائها بالترتيب التسلسلي لها ووظيفتها :
    Cranial_nerves.jpg
    رسم توضيحي للسطح السُفلي للدماغ يبين الأعصاب القحفية و إتصالها بالدماغ , و هي مبينة حسب أرقامها التسلسلية.
    المُخيخ يُنظم حركات العضلات لتكون مُتناغمة و كذلك التوازن عند الإنسان حيث أنه مسؤول عن الإحساس بوضع الجسم في الفضاء , فإذا كان لدى شخص تلف في المخيخ فإنه يترنح أثناء المشي و لا يستطيع أن يسير في مسار مستقيم و كذلك ترتجف يداه عندما يريد أن يلتقط شيء ما , و كذلك كلامه يكون بطيء و غير واضح و إرتجالي.
    الحبل الشوكي Spinal Cord يبدأ بعد النخاع المستطيل و يمتد للأسفل في القناة الفقارية Vertebral Canal في العمود الفقاري Vertebral Column إلى الفقرة القطنية الثانية و بعدها ينتهي على شكل ذنب الفرس Cauda Equina. و المادة الرمادية في الحبل الشوكي تكون على شكل حرف H و الذراع الأمامي يُسمى القرن الأماميAnterior Horn و الخلفي القرن الخلفي Posterior Horn و على الجانب القرن الجانبي (الوحشي) Lateral Horn و المادة الرمادية تتكون من أجسام العصبونات , و القرن الأمامي ينشأ منه الجذر الحركي Motor Root و منه الأعصاب الحركية للعضلات الإرادية , و القرن الخلفي حسي و تدخل الأعصاب الحسية الآتية من أعضاء مختلفة من الجسم القرن الخلفي عن طريق الجذر الحسي Sensory Root و تجري القناة المركزية في وسط المادة الرمادية. المادة البيضاء و التي تتكون من محاور العصبونات تُحيط بالمادة الرمادية في الحبل الشوكي و هي عبارة عن ألياف عصبية صاعدة , مثل السبيل الشوكي المُخيخي Spinocerebellar Tract و الذي يحمل معلومات حسية وضعية للمخيخ حتى يستطيع الشخص من التوازن و تعديل وضعه , و مثال آخر السبيل الشوكي السريري Spinothalamic Tract و الذي يحمل الإحساس الحراري للسرير (أو المهاد) Thalamus في المخ حتى يتمكن الجسم من تنظيم حرارته. و ألياف عصبية هابطة مثل السبيل القشري الشوكي Corticospinal Tract و الذي يحمل الأوامر من القشرة الحركية إلى القرن الأمامي و منه للأعصاب الحركية عن طريق الجذر الحركي لكي يقوم الجسم بالحركة المطلوبة منه حسب الموقف.



    spinal_cord_section.jpg
    تخرج الأعصاب الحركية من الحبل الشوكي على شكل أزواج , أي واحد من يمين و آخر من يسار الجهة الأمامية للحبل الشوكي, و تدخل الأعصاب الحسية كذلك في جانبي الحبل الشوكي من الخلف واحد من اليمين و الآخر من اليسار , أي زوج حركي و زوج حسي. و هذا هو الحال على طول الحبل الشوكي حتى يُغذي كل أعضاء الجسم و كذلك ينقل منها المعلومات للدماغ. و المناطق التي يخرج منها الأعصاب في الحبل الشوكي تُسمى المناطق الشوكية (النُخاعية) Spinal Segments , تُسمى هذه المناطق حسب الفقرة في العمود الفقاري و يوجد 31منطقة شوكية مُقسمة كالآتي :
    • 8 مناطق عُنقية (في الرقبة) Cervical Segments (C1,C2,C3,C4,C5,C6,C7,C8).
    • 12 منطقة صدرية Thoracic Segments (T1,T2,T3,T4,T5,T6,T7,T8,T9,T10,T11,T12).
    • 5 مناطق قطنية Lumbar Segments (L1,L2,L3,L4,L5).
    • 5 مناطق عجزية Sacral Segments (S1,S2,S3,S4,S5).
    • 1 منطقة عُصعصية Coccygeal Segment.

      و هذه الأرقام هي نفسها عدد الأعصاب الشوكية (النخاعية) Spinal Nerves التي تنشأ من الحبل الشوكي و تحمل نفس تسمية المنطقة التي تنشأ منها , مثال , العصب الشوكي الصدري الأول T1 Spinal Nerveينشأ من المنطقة الشوكية الصدرية الأولى T1 Spinal Segment.
    Spinal_cord_segments.jpg

    رسم توضيحي يبين االمناطق النخاعية (الشوكية) و كذلك الأعصاب الشوكية التي تنشأ منها .
    يُغلف الجهاز العصبي المركزي 3 أغشية و هي من الداخل للخارج :
    1)الأم الحنون Pia Matter.
    2) الأم العنكبوتية Arachnoid Matter.
    3) الأم الجافية Dura Matter.
    الــجـــهـــاز الــعــصـــبــي الــمُــحــيــطـــي


    يتكون الجهاز العصبي المُحيطي من :

    1) الأعصاب المُحيطية الحركية Peripheral Motor Nerves و التي تنشأ من الحبل الشوكي و تُغذي العضلات الإرادية في الجسم.
    2) الأعصاب المُحيطية الحسية Peripheral Sensory Nerves و التي تحمل الإحساس بجميع أنواعه من ألم و ضغط و لمس و حرارة و الإحاسيس العميقة و الإحساس باموضع للدماغ عن طريق الحبل الشوكي.
    3) الأعصاب القحفية Cranial Nerves و قد ذكرناها سابقاً.
    4) الجهاز العصبي المُستقل Autonomous Nervous System الذي يُغذي العضلات اللاإرادية مثل عضلة القلب و الرئتين و الجهاز الهضمي و كذلك الغدد الصماء و جدار الأوعية الدموية .و يتألف من الجهاز العصبي الوديSympathetic Nervous System و الجهاز العصبي اللاودي Parasympathetic Nervous System.
    الجهاز العصبي الودي ينشأ من القرن الجانبي للحبل الشوكي ,و ألياف ما قبل العُقدة الوديةPreganglionic Sympathetic Fibers تخرج ابتداءً من القطعة النُخاعية الصدرية الأولى T1 إلى القطعة النُخاعية القطنية الثانية L2 , و بعد خروجها تكون عُقد على جانبي العمود الفقاري و هذه السلسلة من العقد تُسمى بالسلسلة الودية Sympathetic Chain و من هذه السلسلة تنشأ ألياف ما بعد العُقدة الوديةPostganglionic Sympathetic Fibers التي تُغذي الجسم بأكمله بألياف الجهاز العصبي الودي. و عادة يوجد 11عُقدة صدرية Thoracic Ganglion و 4 قطنية Lumbar Ganglion و 4 عجزية Sacral Ganglion في كل من السلسلتين و يوجد في الرقبة 3 عُقد ودية.
    و خير مثال على عمل الجهاز الودي هي الحالة التي يحس بها الإنسان عند مواجهة الخطر , مثال ذلك مُصادفة أسد في الغابة , تتسارع ضربات قلبك و تتسع حدقة عينك و يقف شعر بدنك و تتوسع القصبات الهوائية و الأوعية الدموية في العضلات و تحس بأنك تستطيع أن تسبق الحصان في الجري و تتضيق الأوعية الدموية في الجلد فتحس بالبرودة و يزيد التعرق و يتقلص صمام المثانة البولية, و تنشأ ألياف الجهاز العصبي الودي من القرن الوحشي في الحبل الشوكي.
    أما عمل الجهاز العصبي اللاودي يؤدي إلى التقليل من ضربات القلب و زيادة إفراز الغدد اللعابية و زيادة حركة الأمعاء و توسع الأوعية الدموية في الجلد و إرتخاء صمام المثانة البولية و تضيق حدقة العين و تحرك العينين للداخل (لوضوح الرؤية القريبة). و تنشأ ألياف هذا الجهاز من القطع النُخاعية العجزية Sacral Segments الثانية و الثالثة و الرابعة من الحبل الشوكي
    ( S2,S3,S4) و كذلك تكون محمولة في العصب القحفي الثالث و السابع و التاسع و العاشر (راجع الأعصاب القحفية في الأعلى).

    Autonomic.jpg
    رسم توضيحي يبين الجهاز العصبي المُستقل و أليافه قبل العُقدة و بعدها.
    د.خليل رضا اليوسفي
    استشاري طب العائلة - الكويت
    1. العصب الشمي Olfactory Nerve المسؤول عن حاسة الشم لدى الإنسان.
    2. العصب البصري Optic Nerve المسؤول عن الإبصار لدى الإنسان.
    3. العصب المُحرك للعين Oculomotor Nerve و يُغذي عضلات العين الخارجية المسؤولة عن حركة العين كلها ما عدا العضلة المستقيمة الوحشية و العضلة المائلة العلوية. و يحمل معه ألياف عصبية ودية Sympathetic Fibers مسؤولة عن ردة فعل العين للضوء (المُنعكس الضيائي) Light reflex و كذلك مُنعكس التكيفAccommodation Reflex مثال ذلك تكيف العين للقراءة عن قرب.
    4. العصب البكري Trochlear Nerve, يُغذي العضلة المائلة العلوية للعين.
    5. العصب الثُلاثي التوائم Trigeminal Nerve , عصب حسي للوجه (الإحساس) و فروة الرأس و كذلك يحمل ألياف حركية لعضلات المضغ.
    6. العصب المُبعد Abducens Nerve و يُغذي العضلة المستقيمة الوحشية للعين.
    7. العصب الوجهي Facial Nerve , و يُغذي العضلات السطحية للوجه (عضلات التعبير مثل الإبتسام و العبوس) و يحمل ألياف حسيه للألم و الحرارة من الأذن و كذلك ألياف حسيه للتذوق في الثلثين الأماميين من اللسان و ألياف لاودية Parasympathetic Fibers للغدد اللعابية.
    8. العصب الدهليزي القوقعي Vestibulcochlear Nerve , العصب المسؤول عن السمع و التوازن عند الإنسان.
    9. العصب اللساني البلعومي Glossopharyngeal Nerve , يحمل ألياف حسية من الثلث الأخير من اللسان و ألياف لاودية للغدد اللعابية و ألياف حركية لعضلات البلعوم.
    10. العصب المُبهم Vagus Nerve و يحمل ألياف لاودية Parasympathetic Fibers لأعضاء الصدر و الجهاز الهضمي و القلب , مثال تحفيز العصب المُبهم يُقلل من سرعة ضربات القلب و يزيد من حركة الأمعاء. و كذلك يحمل ألياف حركية لعضلات الحلق و البلعوم و الحنجرة.
    11. العصب الإضافي Accessory Nerve و يُغذي عضلات الحنجرة و البلعوم مع العصب المُبهم و فرع منه يُغذي عضلات إرادية في الرقبة.
    12. العصب تحت اللسان Hypoglossal Nerve و هو العصب المُحرك للسان أي يُغذي عضلات اللسان.
    في المخ تكون أجسام العصبونات مُتركزة في الطبقة الخارجية (قشرة المخ) Cerebral Cortex و يكون لونها رمادياً و لهذا تُسمى المادة الرمادية Grey Matter و محاور العصبونات موجودة في الداخل و يكون لونها أبيضاً و لهذا تُسمى المادة البيضاء White Matter , و في المادة البيضاء يوجد تجمعات لأجسام عصبونات و هذه التجمعات تُسمى نواةNucleus أو عُقدة Ganglion. في الحبل الشوكي يكون العكس المادة البيضاء (محاور العصبونات) في الخارج و المادة الرمادية (أجسام العصبونات) في الداخل.