الأربعاء، 29 يناير 2014

التعامل مع فقدان عزيز الأمراض النفسية

التعامل مع فقدان عزيز - كافة
تنطوي الأَوقاتُ العَصيبة للأزمات العاطفية والنفسية على نوعٍ من الشعور بالخسارة والفقدان، كفقدان أحد أفراد الأسرة أو انتهاء العلاقة الزوجية أو أيَّة علاقة أخرى على سبيل المثال.
يشعر معظمُ الناس بالحزن والتفجُّع عندما يفقدون شيئاً أو شخصاً مهماً بالنسبة لهم. ويمكن أن يكونَ الشعورُ بالحزن لا يُطاق، لكنَّه حالة ضرورية في بعض الأحيان.

كيف يبدو الشعورُ بالحزن؟

تعتمد الطريقةُ التي يؤثِّر بها الحزن في الشخص على أشياء كثيرة، مثل طبيعة الخسارة، والتربية أو التنشئة التي درج عليها المرء، والمعتقدات أو الدين، والعمر، والعلاقات، والحالة الصحِّية البدنية والعقلية.
يمكن أن يتفاعل الشخصُ مع الحدث بعددٍ من الطرق تجاه الخسارة أو الفقدان. لكن الحزنَ أو التفجُّع يتكوَّن في نهاية المطاف من عدَّة عواطف أو انفعالات رئيسيَّة. يأتي القلقُ واليأس أوَّلاً في غالب الأحيان. كما أنَّ الغضبَ شائِع أيضاً، بما في ذلك الشعور بالغضب تجاه أيِّ شخص قد مات تارِكاً المرءَ الحزين وراءَه. وهذا جزءٌ طبيعي من عملية الحزن، ويجب ألاَّ يشعرَ المرءُ بالذنب حيال ذلك. وهناك الأسى أيضاً، وهو يأتي في وقت لاحق غالباً.
إنَّ معرفةَ هذه المشاعر، وإدراك شيوعها، يمكن يساعدَ على التكيُّف معها. ولكن من المهمِّ جداً أن نعرفَ أنَّها سوف تَمرُّ وتنقضي. ومع ذلك، يستغرق بعضُ الناس وقتاً أطول من غيرهم للتعافِي، ويحتاج بعضُهم إلى المساعدة من طبيب أو ناصح. ولكن في نهاية الأمر، يتكيَّف المرء مع الخسارة، وتخفُّ شدَّةُ المشاعر الجيَّاشة عادة.

التعامل مع العواطف والانفعالات

يتطلَّب الحزن فترةً من التكيُّف والتعافي دائماً. ولكن، ينبغي على الشخص أن يحترم نفسَه والحزن الذي يشعر به خلال هذه الفترة. وقد يشعر باليأس لفترة من الوقت، ولابدَّ من أن يكون صبوراً مع نفسه.
ليس هناك وقت محدَّد لديمومة الحزن، فقد يشعر المرء به كلَّ يوم لمدَّة عام إلى ثمانية عشر شهراً تقريباً بعدَ التعرُّض لخسارة كبيرة. وبعدَ هذا الوقت، يبدأ الحزن بالتراجع.

أشياء عمليَّة يمكن القيام بها خلال فترة الأزمة أو الخسارة

 التعبير عن النَّفس. يعدُّ التحدُّث في كثير من الأحيان وسيلةً جيِّدة لتهدئة العواطف المؤلمة؛ فالحديثُ مع أحد الأصدقاء أو أحد أفراد العائلة أو الأطبَّاء أو العاملين في القطاع الصحِّي يمكن أن يسهمَ في بدء عمليَّة الشفاء.
 السماح بالشعور بالحزن والأسى. إنَّ ذلك هو جزء صحِّي من عملية الحداد والتفجُّع؛ فالبكاءُ يمكن الجسِّمَ من تخفيف التوتُّر.
 الحفاظ على جدول زمني. يُوصَى بالإبقاء على أشياء بسيطة في حياة المرء الروتينيَّة، حيث يُقلِّل ذلك من مشاعر الذعر. ومن المهمِّ أن يرى الشخصُ الناس الآخرين مرَّةً في الأسبوع على الأقل، لأنَّها يمثِّلون أساساً يعتمد عليه المرء.
 النوم. يمكن أن يجعلَ التوتُّرُ النفسي المرءَ متعباً جداً؛ فإذا كان يواجه مشكلة في النوم، يجب مراجعة الطبيب.
 تناول الطعام الصحِّي. يساعد اتِّباعُ نظام غذائي صحِّي ومتوازن على التعامل والتكيُّف مع الانفعالات والمشاعر.
 تَجنُّب الأشياء التي تخدِّر المشاعر، مثل الكحول، حيث تجعل المرءَ يشعر بمزيد من الحزن بعدَ زوال تأثيرها.
● طلب المشورة إذا شعر الشخصُ بالحاجة إلى ذلك، ولكن ليس فوراً، إنَّما بعدَ حين؛ فالعواطفُ يمكن أن تطغى على المرء في البداية. ولذلك، قد تكون الاستشارة أكثرَ فائدة بعدَ بضعة أسابيع أو أشهر. ولكنَّ الشخص فقط هو الذي يعرف متى يكون مستعداً لذلك.

الأطفال

عندما يكون لدى الشخص أطفال، فقد لا يرغب في إظهار مشاعره أمامهم؛ وهذا أمر جيِّد أحياناً؛ فعلى سبيل المثال، يمكن أن يكونَ إظهار الغضب تجاه الوالد الآخر خِلال فترة الفِراق مؤلماً بالنسبة للطفل، حيث يجب طمأنة الطفل بأنَّ الفراقَ ليس ذنبَ أحد، لأنَّ ذلك هو مفهومٌ خاطئ شائِع بين الأطفال. كما يجب الحفاظ على روتين حياتهم بشكلٍ طبيعي قدرَ الإمكان.
ومع ذلك، إذا كان كلا الوالدين يشعران بالحزن تجاه أحد أفراد العائلة، فمن المفيد للأطفال في بعض الأحيان أن يروا أنَّ الشعورَ بالحزن والبكاء أمرٌ طبيعي. ولابدَّ من إيلاء مزيد من الاهتمام عندما يرغب الطفل بنقل مشاعره، سواءٌ أكان ذلك من خلال الحديث أو الرسم أو الألعاب. يحتاج الأطفال إلى الشعور بالمعرفة وإلى من يستمع إليهم، بحيث يُشمَلون بالقرارات والأحداث إذا كانت ذلك مناسباً.

طلب المساعدة والعون

هناك الكثيرُ من الدعم المتاح في أثناء الأزمات الشخصية أو الخسارات الكبيرة. لذلك، يجب طلب المساعدة إذا كان أيٌّ من الحالات التالية ينطبق على الشخص:
 الشعور بعدم القدرة على التكيُّف مع العواطف السَّاحقة أو الحياة اليومية.
 استمرار العواطف الأولية الجيَّاشة.
 عدم القدرة على النوم.
 ظهور أعراض الاكتئاب أو القلق الشديد.
 تأثُّر العلاقات الشخصية والعائلية.
 ظهور مشاكل جنسية بين الزوجين.
 التعرُّض للحوادث.
 عندما يكون الشخصُ مسؤولاً عن رعاية آخر غير قادر على التكيُّف.
عيادةُ الطبيب هي مكان جيِّد للبدء دائماً، حيث يمكن أن يقدِّمَ المشورةَ حولَ خدمات الدعم الأخرى، أو يحوِّل المريضَ إلى طبيب آخر إذا كان ذلك مناسباً، أو يصف الدواءَ إذا لزم الأمر.

التعامل مع الشدة النفسية الأمراض النفسية

التعامل مع الشدة النفسية - كافةيتعرض كل إنسان إلى التوتر النفسي أحياناً. وهو أيضاً يُصيب بعض الأشخاص في بعض المواقف أحياناً، كالتكلم أمام الجمهور مثلاً. ويمكن أن يحدث أيضاً عند بعض الأشخاص قبل الموعد مهم. إن ما يُسبب التوتر النفسي لشخص من الأشخاص لا يسببه لشخص غيره بالضرورة. وقد يكون هذا التوتر مفيداً أحياناً لأنه يمكن أن يشجعك على الوصول إلى غايتك أو على إنجاز عملك في اللحظة الأخيرة. لكن التوتر طويل الأمد يمكن أن يزيد من خطر حدوث بعض الأمراض مثل الاكتئاب ومرض القلب ومجموعة من المشاكل الصحية الأخرى. يدعى التوتر النفسي المتعلق بالمرض "اضطراب الكَرَب التالي للرَّض"، وهو ما قد يظهر أحياناً بعد وقوع حادثة كبيرة، كالحرب أو الاعتداء الجسدي أو الجنسي أو الكوارث الطبيعية مثلاً. 

وإذا أصيب المرء بشدة نقسية مُزمنة فإن أفضل طريقة للتعامل معها هي معالجة المشكلة الكامنة وراءها. ومن الممكن أن تساعدك الاستشارة الطبية في الوصول إلى حالة من الاسترخاء والهدوء. وقد تكون بعض الأدوية مفيدة أيضاً. 



مقدمة

الشدة النفسية هي استجابة جسدية وعاطفية تتولد عند كل شخص يواجه تغيرات في حياته. ويمكن أن يكون لهذه الاستجابات آثار سلبية أو إيجابية. 

يكون للشدة النفسية آثار إيجابية حين تجعل الناس يتعامل بشكل بنّاء مع مشاكلهم اليومية وتجعلهم يتغلبون على الصعوبات. ويكون للشدة النفسية آثار سلبية حين تصبح دائمة، ويمكن أن تؤدي مثل هذه الآثار السلبية إلى الاكتئاب واعتلال القلب وإلى الإصابة بالسرطان أحياناً. 

يشرح هذا البرنامج التعليمي الصحي الفرق بين الشدة النفسية الإيجابية والشدة النفسية السلبية ويقدم النصائح حول سبل التعامل مع الشدة النفسية السلبية وإدارتها. 



ما هي الشدة النفسية؟

يعتبر كثير من العلماء أن الشدة النفسية هي استجابة الجسد لدى الناس للتغيرات المفاجئة في المحيط. فالناس، والحيوانات أيضاً، يحتاجون إلى المزيد من الطاقة كي يصمدوا أو يواجهوا أو يهربوا حين يواجههم خطر ما. إن رد الفعل الطبيعي للجسم تجاه أي وضع خطير هو تزايد ضربات القلب والتوتر العضلي وارتفاع ضغط الدم. 

اليوم لا يواجه الناس المخاطر نفسها التي كانوا يواجهونها في الماضي البعيد، مثل العراك مع الحيوانات المفترسه لحماية عائلاتهم. غير أن الناس يواجهون أوضاعاً تجعل أجسامهم تستجيب بصورة مشابهة، فيتزايد عدد ضربات القلب ويرتفع ضغط الدم ويزداد توتر العضلات ويحدث التعرق. وهذه الاستجابات العاطفية والجسدية تساعدهم على الاستعداد لمواجهة الصعوبة من خلال زيادة تركيزهم ومن خلال غير ذلك من وظائف الجسم. 

بعد التغلب على التحدي، يسترخي الجسم وتعود ضربات القلب وضغط الدم وتوتر العضلات إلى وضعها الطبيعي. وهذا يعطي الجسم فرصة لاسترداد عافيته، ويجعل الشخص يشعر براحة نفسية لأنه تغلب على التحدي. 

يشعر الناس بشيء من التعرق والتزايد في ضربات القلب قبل الظهور أمام الجمهور أو قبل الامتحان، وهذه ميزة تساعدهم على النجاح. تدعى هذه الحالات "تحديات" أو "شدات نفسية جيدة"، أو "شدات نفسية حادة". 

وحين تكون الحالات التي تسبب استجابات الشدة الجسدية أو العاطفية حالات مستمرة أو حين يظن الإنسان أنها مستمرة، فإن الجسم لا يحصل على فرصة للاسترخاء. وهذا يسبب توتراً عضلياً مستمراً ومعدة "مشدودة". وهذه الحالة تدعى "شدة نفسية سيئة" أو "شدة مزمنة". 



أخطار الشدة النفسية

إن الشدة النفسية المزمنة التي لا تنتهي يمكن أن تؤدي إلى العديد من الأمراض. يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وهذا يمكن أن يقود إلى مشاكل قلبية بما فيها النوبات القلبية. 

يمكن أن تؤدي الشدة النفسية أيضاً إلى صداع الشقيقة وإلى ألم الظهر والقرحة وإلى الإصابة بالسرطان أحياناً. 

تربط دراسات عديدة بين الشدة النفسية وضعف الجهاز المناعي. إن الجهاز المناعي مسؤول عن مقاومة الأمراض والجراثيم التي تغزو الجسم. وغالباً ما يقع الشخص الذي يعاني من شدة نفسية مزمنة، ضحية المرض جراء ضعف جهازه المناعي. 

قد يحاول الناس الذين يعانون من شدة نفسية مزمنة التخفيف عن أنفسهم باللجوء إلى تعاطي المحظورات من المخدرات أو إلى التدخين. وقد يبدو أن المنشطات تخفف من وطأة الشدة النفسية، لكن مفعولها لا يدوم إلا لوقت قصير. وما يحصل في النهاية هو المزيد من التدهور لأن الشخص يصبح مصاباً بالإدمان والشدة النفسية معاً. 



أعراض الشدة النفسية

إن هناك حالات تسبب الشدة النفسية. ومن المهم أن يعرف الناس الحالات التي تسبب الشدة النفسية لكي يتمكنوا من السيطرة عليه. 

قد لا تكون الحالات التي تسبب الشدة النفسية واضحة تماماً. فالانتقال إلى بيت جديد واسع حدث إيجابي وممتع ولكنه يمكن أيضاً أن يسبب شدة نفسية غير متوقعة جراء كل التغيرات التي تحدث أيضاً. وحين يقع الناس تحت تأثير شدة نفسية فقد يشعرون بما يلي:
  • صداع
  • توتر عضلي
  • ارتعاش في اليدين
  • تعب
  • أرق
  • حرقة في فم المعدة


كما يمكن أن يشعر الناس الواقعون تحت تأثير شدة نفسية بما يلي:
  • قلق
  • خوف
  • تشوش
  • توتر
  • سرعة الغضب
  • عدائية
  • عجز عن التركيز
عادة ما تؤدي هذه المشاعر إلى تغيرات في السلوك مثل التكلم بفظاظة مع الآخرين، والتعرض للحوادث، والطرق بالأصابع على المكتب بطريقة لاإرادية. 

ولا تتماثل جميع الأعراض والمشاعر عند كل الناس الواقعين تحت تأثير الشدة النفسية. إن الحالات التي قد تسبب شدة نفسية عند بعض الناس قد تكون ممتعة لدى البعض الآخر. هل يمكن أعطاء أمثلة عن مسببات الشدة النفسية من هذا النوع؟ 

التحدث أمام جمهور، مقابلة المسؤول في العمل، مقابلات الحصول على وظيفة، فهذه أمثلة قليلة عن حالات تسبب شدة نفسية لدى بعض الناس وتكون ممتعة بالنسبة للبعض الآخر. 

حين يدرك الناس أنهم واقعون تحت تأثير شدة نفسية ، فمن المهم أن يعرفوا ما الذي يسبب لهم ذلك. وما هي الحالات التي تجعلهم تحت تأثير الشدة النفسية ؟ ما هي الحالات التي تحدث تغييرات في أجسامهم ومشاعرهم وسلوكهم؟ وهل يمكنهم أن يتذكروا سبعة أشياء تجعلهم يشعرون بأنهم واقعون تحت شدة نفسية؟ 

فالشعور بكثرة المشاغل في العمل أو في البيت، تجعل كثيراً من الناس يشعرون بأنهم تحت الشدة النفسية. 

كما أن عدم الثقة بالمستقبل يمكن أن تسبب شدة نفسية . وعدم معرفة ما ينتظر الإنسان بعد خسارته لعمله، أو بعد أن يتزوج، أو بعد أن يرزق بولد هي أمثلة عن عدم الثقة التي يمكن أن تضر به. 

من المفيد أن نصنف مسببات الشدة النفسية ضمن 3 فئات:
  1. المنغصات العارضة
  2. التغيرات الكبيرة في الحياة
  3. المشاكل المستمرة


المنغصات العارضة هي أحداث مزعجة مؤقتة ولكنها يمكن أن تولد شدة نفسية كبيرة. ومن الأمثلة على ذلك ضياع مفتاح البيت، انثقاب دولاب السيارة، التخلف عن موعد رحلة سفر، التعرض لغرامة بسبب مخالفة مرور. 

يمكن أن تشمل التغيرات الكبرى في الحياة أحداثاً إيجابية وأخرى سلبية. من الأحداث الإيجابية مثلاً الزواج، أو التخرج من الجامعة، أو البدء بالعمل، أو ولادة طفل. ومن التغيرات السلبية موت أحد أفراد العائلة، أو الفصل من الوظيفة، أو الطلاق. 

والمشاكل المستمرة التي تشمل الحالات التي تسبب الشدة النفسية مثل الزواج غير الموفق، أو الوظيفة غير الثابتة، أو العلاقة السيئة مع أحد أفراد العائلة أو مع أحد الزملاء، أو تراكم الديون. 



الوقاية من الشدة النفسية

هناك أشياء عديدة يمكن أن يقوم الإنسان بها للوقاية من الشدة النفسية. ومن النصائح العامة للوقاية من الشدة النفسية: 

على الإنسان أن يتجنب مسببات الشدة النفسية التي يستطيع أن يتجنبها يمكن للإنسان أن يسيطر على الكثير من الحالات التي تسبب الشدة النفسية، وقد يستطيع أن يتجنبها تماماً. ومن الأمثلة على ذلك أنه إذا كان تسوق الإنسان برفقة زوجته يسبب له التوتر فيمكنهما الاتفاق على عدم التسوق معاً. 

على الإنسان أن يخطط تخطيطاً جيداً للتغيرات الكبرى في حياته. إذ يمكن للعديد من التغيرات الكبرى أن تولد الشدة النفسية . فإذا خطط الإنسان للتخرج وللحصول على وظيفة جديدة وللزواج ولاستقبال مولود جديد في الأسرة في الوقت نفسه، ينبغي أن يكون مستعداً لاستقبال الكثير من التغيرات الجيدة، لكنها تغيرات ثقيلة الوطأة إذا حدثت كلها معاً. وعليه أن يضع خطة زمنية للتغيرات الكبرى في حياته. 

على الإنسان أن يعرف حدوده وعليه أن يتعلم كيف يرفض المسؤوليات الجديدة التي يشك في قدرته على توليها. فمن الأسهل أن يرفض عمل شيء من أن يبدأ في عمله ثم يقف عاجزاً عن إتمامه. فرفض عمل الشيء أسلم وأكثر عدلاً للأشخاص الذين لهم علاقة بهذه المسؤوليات الإضافية. 

على الإنسان أن يرتب الأولويات حين يواجه الإنسان مهاماً عديدة، عليه أن يرتبها حسب أولويتها! وعليه أن لا يعمل أشياء متعددة في الوقت نفسه. بل عليه أن ينجز المهمة جيداً ثم ينتقل إلى المهمة الأخرى! وعليه أن لا يدفع نفسه للاستعجال! 

على الإنسان أن يُحَسِّن تواصله مع الناس إذ يمكن للإنسان أن يقي نفسه من ضغط العلاقات في البيت والعمل إذا كان يصغي جيداً ويبتسم ويعترف بالخطأ ويجامل ويعبر عن مشاعره وأفكاره بشكل واضح. 

على الإنسان أن يشارك الناس بما يحمله من أفكار فعلى الإنسان أن يتبادل أفكاره مع زوجته أو أهله أو ابنه أو صديقه، وأن ياستمع إلى نصائحهم! وأن يفكر في كلامهم ويأخذ به إذا رآه معقولاً! فقد يجدون له مخرجاً لم يخطر في باله من حالته المسببة للشدة النفسية. 

على الإنسان أن يتخذ موقفاً إيجابياً من الصعب كثيراً أن يتفادى الإنسان الشدة النفسية أو أن يستطيع تدبيرها بشكل جيد إذا لم يكن لديه أسلوب إيجابي في الحياة. فإذا كان الإنسان يعتقد أنه لا يستطيع السيطرة على نفسه، فإنه سوف يتجه نحو الفشل والمزيد من الشدات. 

على الإنسان أن يكافئ نفسه ينبغي أن يكافئ الإنسان نفسه حين ينجح في التغلب على الصعوبات. وجزء من هذه المكافأة يجب أن يتضمن الاسترخاء مثل أخذ إجازة إذا كان الإنجاز كبيراً أو التمتع بمباهج خاصة إذا كانت الإنجازات صغيرة. 

على الإنسان أن يمارس التمارين الرياضية تعتبر ممارسة التمارين الرياضية إحدى الطرق الفعالة للوقاية من الشدة النفسية وتدبيرها. وعلى الإنسان أن يبدأ بزيادة النشاط الجسدي وأن يمارس التمارين مرة كل يومين لمدة 30 دقيقة على الأقل. 

على الإنسان أن يأكل جيداً وأن ينام جيداً فأخذ قسط وافر من النوم في الليل وتناول وجبات الطعام المغذية يمكن أن يساعد الإنسان على بلوغ نمط حياة صحي يقلل من الشدات النفسية. 



علاج الشدة النفسية

في الكثير من الحالات لا يمكن تفادي مسببات الشدة النفسية. إذ لا يمكن للإنسان أن يتفادى إجراء المقابلات عند بحثه عن عمل، ولا يمكن للإنسان أن يتفادى وفاة شخص يحبه أصيب بمرض في مراحله النهائية. ومن النصائح الهامة لإدارة حالات الشدة النفسية التي لا يستطيع الإنسان تفاديها، النصائح العشرة التالية التي يمكن للإنسان أن يجربها وأن يختار ما يناسبه منها. 

التخطيط وفق وضع تصور للأحداث المتوقعة إذا كان الإنسان يشعر بالتوتر النفسي بسبب مقابلة ينبغي عليه أن يجريها في بحثه عن العمل، أو بسبب وجوب تقديمه لعرض معين، فعليه أن يتدرب مسبقاً على هذا الأمر الذي يسبب له التوتر النفسي! وعليه أن يضع تصوراً للأمر مراراً وتكراراً. فبهذه الطريقة يصبح الموضوع مألوفاً أكثر بالنسبة للإنسان ويتحسن أداؤه. والأهم هو أنه سيكتسب الثقة بنفسه. 

على الإنسان أن يفكر بإيجابية حين يواجه الإنسان وضعاً صعباً عليه أن يتمهل كي يترتب الأشياء ضمن سياقها الصحيح. وعليه أن يسأل نفسه "ماذا يعني هذا الوضع ضمن المخطط العام للأشياء؟ هل المشكلة كبيرة حقاً؟" قد يكون من الصعب معرفة الإجابة على هذه الأسئلة ما لم يجلس الإنسان وحيداً في غرفة هادئة ويفكر جيداً في الأمر. 

على الإنسان أن يفكر في الأحداث السلبية الكبيرة التي يحتمل أن تقع فحين يطرد الإنسان من عمله، عليه أن يحاول التفكير في ما يمكنه أن يفعله. وإذا أخبر الطبيب أحد مرضاه أنه مصاب بالسرطان، ينبغي على ذلك المريض أن يضع تصوراً حول كيف ستتغير حياته. والهدف هنا هو عدم التفكير بالتصورات السلبية، بل إن على المريض أن يحاول أن يضع خطة داعمة ليتبعها إذا ما سارت الأمور على نحو غير النحو الذي كان يتوقعه. 

على الإنسان أن يسترخي وأن يتنفس بعمق فالاسترخاء والتنفس بعمق هو ردة فعل طبيعية للجسم على الشدة النفسية، إذ يمكن للإنسان أن يأخذ نفساً عميقاً، من خلال الشهيق البطيء من الأنف، وحبس النفس لبضع ثوان، ثم الزفير عبر الفم، فيتغلب بذلك على التنفس السريع السطحي الذي يصاحب عادة الشعور بالشدة النفسية . 

على الإنسان أن يسترخي عن طريق تصفية ذهنه إذ يمكن للإنسان أن يجبر ذهنه على الاسترخاء، بأن يخلد إلى الراحة في مكان هادئ، ويركز على صورة أو فكرة لطيفة واحدة. ويمكنه أيضاً أن يسعد ذهنه بالتفكير باللحظات المفضلة لديه وتصورها، مثل إجازة هادئة على شاطئ البحر أو صيد السمك في خليج صغير. 

على الإنسان أن يرخي عضلاته تسبب الشدة النفسية توتراً في العضلات. إن شد وإرخاء مجموعات عضلية مختلفة هي إحدى الطرق المتبعة في إرخاء العضلات. وأثناء تنفيذ هذا التمرين، على الإنسان أن يركز خلال شد إحدى العضلات لبضع ثوان، ثم عليه أن يسترخي ببطء بعد ذلك، وسيلاحظ الفرق. 

على الإنسان أن يسترخي بالتمطيط وممارسة التمارين إن تمطيط العضلات هي طريقة طبيعية أخرى يتبعها جسم الإنسان كي يقاوم الشدة النفسية. ويمكن ممارسة تمارين تمطيط العضلات في أي مكان وزمان. إن ممارسة التمارين هي أيضاً طريقة مهمة لتمطيط العضلات مع إبعاد الذهن في الوقت نفسه عن السبب الذي أدى لحدوث الشدة النفسية . 

على الإنسان أن يسترخي مع العلاج بالتدليك يمكن أن تسبب الشدة النفسية تشنجات عضلية في الظهر واليدين وفي مجموعات عضلية أخرى. ويمكن لخبير التدليك أن يرخي هذه التشنجات. وعلى الإنسان أن يخبر الطبيب الذي يعالجه بالتدليك عن حركات التدليك التي تجعله يشعر بالراحة. 

على الإنسان أن يلتمس المساعدة ينبغي على الإنسان أن يطلب المساعدة حين يقوم بأشياء يمكن أن تسبب له الإرباك. وقد يصاب الإنسان بالدهشة إذا لاحظ أن معظم الناس يرغبون بصدق في مساعدته. وعلى الإنسان أن يتذكر أن بعض الناس حوله قد عاشوا مشاكل مشابهة، وأنهم قد يجدون حلاً يفيده. 

على الإنسان أن يلتمس المساعدة الاختصاصية عند الحاجة إذ يشعر بعض الناس بالضيق في حالات يراها غيرهم عادية، مثل السير وحيداً في الليل، أو الطيران، أو الوجود في غرفة مزدحمة بالناس، أو إلقاء كلمة أمام جمهور. ونظراً لتعذر تجنب هذه الحالات، فإن مواجهة هذه المخاوف والتغلب عليها هي البديل الصحيح. لذا قد تمس حاجة الإنسان إلى مساعدة اختصاصية للسيطرة على مسببات الشدة النفسية. 



خلاصة

الشدة النفسية هي جزء من حياة كل شخص. فإذا لم يتدبر الإنسان أمر الشدة النفسية فإنها يمكن أن تؤدي إلى أمراض خطيرة وكآبة لديه، وإلى الإصابة بالسرطان أحياناً. ويمكن أن تؤدي أيضاً إلى تعاطي التدخين والخمر وتناول المخدرات. 

إن تجنب الشدة النفسية أمر سهل بالاستعانة ببعض التغييرات في نمط الحياة وتبني موقف أكثر إيجابية. 

حين يواجه الإنسان حالات تسبب الشدة له، فإن هناك طرق عديدة توفر له استرخاء الذهن والجسم. 

يمكن للإنسان من خلال محاولة اتباع بعض الطرق المعروضة في هذا البرنامج، أن يخفف وطأة الشدات النفسية غير الضرورية وأن يتمتع بالحياة بكل أبعادها! 

التأتأة الأمراض النفسية

التأتأة - كافةالتَّأتأةُ مُشكِلةٌ لها أثرٌ على طلاقة الكلام وتدفُّقِه. وعندما يكون شخصٌ من الأشخاص مصاباً بالتَّأتأة، فإنَّه: • يجعل بعضَ الكلمات تبدو أطول مما يجب أن تكون. • يجد صعوبةً في بدء كلمة جديدة. • يُكرِّر بعضَ الكلمات أو بعض أجزاء الكلمة. • يصاب بالتَّوَتُّر عندما يحاول بدءَ الكلام. وقد تُرفرف عيناه سريعاً أو ترتجف شفتاه أو يرتعش فَكَّاه عندما يحاول جاهداً أن ينُطق الكلمات. يمكن أن تُصيبَ التَّأتأةُ أيَّ شخص. لكنَّها أكثر شُيوعاً لدى الأطفال الذين لا يزالون في مرحلة تعَلُّم الكلام. يُصاب الصبيان بالتَّأتأة أكثر من البنات بثلاث مرَّات. لكنَّ التَّأتأة تزول وتختفي لدى معظم الأطفال عندما يكبرون قليلاً. أمَّا عندَ البالغين، فإنَّ نسبة المصابين بالتَّأتأة لا تتجاوز واحداً في المائة. لم يتوصَّل العلماءُ بعدُ إلى فهمٍ كامل لسبب إصابة بعض الناس بالتَّأتأة. ولكن، يبدو أنَّ هذه المُشكِلة تكون متوارثةً في بعض العائلات. لا يمكن الشفاء من التَّأتأة، لكن هناك معالجة للتأتأة تستهدف الأطفالَ الصغار، وتستطيع منعَ هذه المُشكِلة من مرافقتهم طوالَ حياتهم. 

مقدِّمة

التَّأتأةُ هي اضطرابٌ من اضطرابات الكلام يؤدِّي إلى تكرار أو إطالة بعض الأصوات أو المقاطع الصوتية أو الكلمات. إنَّه اضطرابٌ يؤثِّر في التدفُّق الطبيعي للكلام. يُصابُ بالتَّأتأة نحو خمسة بالمائة من الأطفال، وذلك خلال مرحلة من أعمارهم تدوم من أسابيع قليلة إلى سنواتٍ كثيرة. وقد تجعل مُشكِلةُ التَّأتأة التواصلَ مع الآخرين صعباً، وهذا ما يكون له في أغلب الأحيان تأثيرٌ في طبيعة حياة الشخص. يستعرض هذا البرنامجُ التثقيفي مُشكِلةَ التَّأتأة. كما يقدِّم معلوماتٍ عن أسباب التَّأتأة وكيفية تشخيص هذه الحالة ومعالجتها. 

التَّأتأة

التَّأتأةُ مُشكِلةٌ لها أثرٌ على تدفُّق الكلام. وعندما يتكلَّم الشخصُ المصاب بالتَّأتأة، فإنَّه يقوم بتكرار بعض الأصوات أو المقاطع الصوتية أو الكلمات، أو يعجز عن نُطقها. وعندما يحاول الشخصُ المصاب بالتَّأتأة أن يتكلَّمَ ويتواصل مع الآخرين، فإنَّ صعوبة ذلك يمكن أن تجعله يُرَفرِف بعينيه سريعاً، ويمكن أن تجعلَ شفتيه ترتعدان، وتظهر عليه علاماتٌ أخرى أيضاً تدلُّ على الجهد الذي يبذله من أجل إخراج الكلمات. يُدعى هذا باسم "صُعوبة النُطق". كثيراً ما يكون للتأتأة أثرٌ على طبيعة حياة الشخص، لأنَّها تزيد من صعوبة تواصله مع الأشخاص الآخرين. غالباً ما تنشأ التَّأتأةُ لدى الأطفال بين الثانية والخامسة من العمر، أي في مرحلة نماء المهارات اللغوية لدى الطفل. وغالباً ما يتخلَّص الطفلُ من التَّأتأة خلال نموه. أمَّا نسبةُ البالغين الذين يُتأتِئون فهي لا تتجاوز واحداً بالمائة. تظهر التَّأتأةُ لدى الصبيان أكثر ممَّا تظهر لدى البنات. 

الأعراض

تشمل أعراضُ التَّأتأة مُشكِلات الكلام والسُّلوكيات التي تدلُّ على صعوبة الكلام. إن لهذين النوعين من الأعراض أثرٌ سلبيٌّ على قدرة التواصل لدى الشخص المصاب بالتَّأتأة. قد يجد الشخصُ المصاب بالتَّأتأة صعوبةً كبيرةً في بدء كلمة أو جملة. كما قد تُسبِّب التَّأتأةُ أيضاً تكراراً لنُطق بعض الأصوات أو المقاطع الصوتية أو الكلمات. من الممكن أن تكونَ مُشكِلاتُ الكلام الناتجة عن التَّأتأة مترافقةً مع بعض السُّلوكيات الدالَّة على الصعوبة التي يعاني منها الشخصُ المصاب بالتَّأتأة. وتشمل هذه السُّلوكياتُ رفرفةَ العينين السريعة وارتعاش الشفتين والحنك. كما يظهر على بعض الأشخاص قدرٌ من التَّوَتُّر والتصلُّب وبعض الحركات في الوجه أو في القسم العُلوي من الجسم. يمكن أن تتأثَّرَ حالةُ التَّأتأة بالحالة الانفعالية لدى الشخص. وهذا يعني أن المُشكِلة تتفاقم عندما يكون الشخصُ مستثاراً أو متعباً أو واقعاً تحت شدة نفسية. وقد تتفاقم الحالةُ عندما يكون الشخص مصاباً بالارتباك. يمكن أن تصبحَ مُشكِلةُ التَّأتأة شديدةَ الصعوبة خلال بعض الحالات الاجتماعية. ومن الأمثلة على ذلك التحدُّثُ أمامَ مجموعة من الناس أو التحدث عبر الهاتف. لكن من الممكن أيضاً أن يكونَ الغناء أو التحدث أو القراءة بالمشاركة مع مجموعة من الناس مفيداً في تخفيف التَّأتأة على نحوٍ مؤقَّت. من الشائع أن تظهرَ التَّأتأةُ عند الأطفال بين الثانية والخامسة من العمر. إنها جزءٌ طبيعي من مرحلة تعَلُّم الكلام لدى معظم الأطفال، وغالباً ما تزول الحالةُ من تلقاء نفسها؛ لكنَّ التَّأتأة لا تزول لدى الجميع. ولابدَّ من معالجة التَّأتأة التي تستمرُّ أو التي تُسبِّب توتُّراً انفعالياً لصاحبها. لابدَّ من استشارة الطبيب إذا:
  • استمرَّت حالةُ التَّأتأة أكثر من ستة أشهر.
  • ازداد ظهور التَّأتأة.
  • ترافقت التَّأتأة مع تعابير وجهية تدلُّ على التَّوَتُّر.
  • ترافقت التَّأتأةُ مع حركاتٍ أخرى للوجه والجسد.
لابدَّ من استشارة الطبيب أيضاً إذا كانت التَّأتأة:
  • تؤثِّر سلباً في الأداء المدرسي.
  • تحُدُّ من التواصل الاجتماعي.
  • تجعل الطفلُ يخاف من أيَّة حالةٍ قد تضطره إلى الكلام.
  • تستمر بعد الخامسة من العمر.
  • قد ظهرت مع بداية القراءة بصوت مرتفع في المدرسة.
إذا كان شخصٌ بالغ يعاني من التَّأتأة، فعليه أن يلتمس مساعدةً طبية إن كانت هذه الحالة تجعله يشعر بالتَّوَتُّر والقلق. وعليه أن يلتمسَ العون الطبي أيضاً إذا كان للتأتأة أثرٌ سلبي على نظرته إلى نفسه أو على عمله أو على علاقاته. هناك برامج معالجة كثيرة متوفِّرة من أجل التَّأتأة لدى البالغين. 

الأسباب

رغمَ عدم التوصل إلى فهمٍ كامل لحالة التَّأتأة، فإن هناك ثلاثة أنواع منها. النوعان الأكثر شُيوعاً هما التَّأتأةُ النمائية والتَّأتأة عصبية المنشأ. وهناك نوعٌ ثالثٌ نادر هو التَّأتأة ذات المنشأ النفسي. تظهر التَّأتأةُ النمائية لدى الأطفال الصغار خلال تعَلُّمهم الكلام والمهارات اللغوية. وهي النوعُ الأكثر شُيوعاً من أنواع التَّأتأة. إن التَّأتأة النمائية حالةٌ متوارثةٌ في العائلات. تظهر التَّأتأةُ ذات المنشأ العصبي عندما يعاني الدماغُ من صعوبة في السيطرة على الإشارات الدماغية الذاهبة إلى الأعصاب أو العضلات. وقد تظهر حالاتُ التَّأتأة هذه بعدَ الإصابة بسكتة أو بصدمةٍ على الرأس أو بأي نوعٍ من أنواع الإصابات الدماغية. ومن الممكن أن تُسبِّب هذه الحالةُ ظهورَ التَّأتأة لدى شخصٍ لم يكن يعاني من التَّأتأة سابقاً. تظهر التَّأتأةُ ذات المنشأ النفسي بفعل إصابات أو مُشكِلات انفعالية تتعلَّق بالتفكير أو بالمنطق. لكنها حالةٌ نادرة. 

التشخيص

يجري تشخيصُ التَّأتأة عادةً من قبل الطبيب المتخصِّص في مُشكِلات الكلام واللغة؛ فهذا الطبيبُ مدرَّبٌ على فحص واختبار الأشخاص المصابين باضطرابات في الصوت والكلام واللغة. يدرس الطبيبُ المختص في الكلام واللغة جملةً من العوامل، من بينها:
  • تاريخ المريض، وذلك من حيث وقتُ ظهور التَّأتأة والظروف التي رافقت ظهورَها.
  • تحليل السُّلوك المتعلِّق بالتَّأتأة.
  • تقييم القدرات الكلامية واللغوية.
  • أثر التَّأتأة على حياة المريض.
عندَ تقييم حالة الأطفال الصغار فيما يتعلق بالتَّأتأة، يحاول الطبيبُ المتخصِّص في الكلام واللغة أن يُحدِّد إن كان من المُرجَّح أن تستمر مُشكِلة التَّأتأة والسُّلوكيات المرافقة لها في أثناء نموِّ الطفل. ولمعرفة ما إذا كان الطفلُ سوف يتجاوز مُشكِلة التَّأتأة مع نموِّه، يدرس الطبيبُ عواملَ من قبيل تاريخ الأسرة فيما يخص مُشكِلة التَّأتأة. كما يأخذ الطبيبُ في اعتباره أيضاً ما إذا كانت التَّأتأة قد استمرَّت ستة أشهر أو أكثر، وكذلك ما إذا كان الطفل يعاني من مُشكِلات أخرى في الكلام أو اللغة. 

عواملُ الخطورة

هناك بعضُ العوامل التي تجعل قسماً من الناس أكثر من غيرهم تعرُّضاً للإصابة بالتَّأتأة؛ فعلى سبيل المثال، فإن وجود قريب مصاب بالتَّأتأة يمكن أن يزيد خطرَ إصابة الشخص بالتَّأتأة. وكثيراً ما يتكرَّر ظهور مُشكِلة التَّأتأة في العائلة الواحدة. يمكن أن يؤدِّي تأخُّرُ تطوُّر الطفل ونموه إلى زيادة خطر ظهور التَّأتأة. إن الأطفال الذين يتأخَّرون في بلوغ بعض محطات التطوُّر والنمو معرَّضون أكثر من غيرهم للإصابة بالتَّأتأة. يزداد خطرُ الإصابة بالتَّأتأة لدى الأطفال الذين يعانون من مُشكِلات كلام أخرى. من الممكن أن يكونَ الجنسُ أحدَ عوامل الخطورة فيما يخص التَّأتأة، حيث يُصاب الذكورُ بالتَّأتأة أكثر من الإناث. تُعدُّ الشدةُ النفسية أحدَ عوامل الخطورة فيما يخص التَّأتأة. ومن الممكن أن تؤدِّي الحياة العائلية المُتوتِّرة إلى تفاقُم مُشكِلة التَّأتأة أيضاً. 

المعالجة

تتوقَّف معالجةُ التَّأتأة على سن الشخص والغايات المرجوَّة من التواصل مع الآخرين، وعلى عوامل أخرى أيضاً. وإذا أُصيب شخصٌ بالتَّأتأة، فمن المهمِّ أن يستعين باختصاصيٍّ في اللغة والكلام من أجل تحديد أفضل سبل المعالجة. بالنسبة لكل طفلٍ مصابٍ بالتَّأتأة، يمكن أن تكونَ المعالجةُ المبكِّرة مفيدةً في منع تحوُّل التَّأتأة النمائية إلى مُشكِلةٍ دائمة. وهناك أساليب محدَّدة يمكن أن تساعدَ الطفل على تطوير كلامه. كما يمكن أن تكون هذه الأساليبُ مفيدةً في جعل الطفل أكثرَ إقبالاً على التواصل مع الآخرين. تتضمَّن معظمُ أساليب المعالجة المعتمدة حالياً التوجيهَ بالبطء في الكلام، أو بالحرص على انتظام التنفُّس، أو الانتقال التدريجي من الكلمات ذات المقطع الصوتي الواحد إلى الكلمات الأكثر طولاً ثمَّ إلى الجمل الأكثر تعقيداً. تحاول معظمُ أساليب معالجة التَّأتأة المساعدةَ على معالجة القلق الذي يشعر به الشخصُ المصاب بالتَّأتأة في حالاتٍ بعينها. لم يُوافَق على استخدام أيَّة أدوية من أجل معالجة التَّأتأة. لكن هناك أدوية معتمَدة من أجل معالجة بعض المُشكِلات الصحية من قبيل الصرع أو القلق أو الاكتئاب. ويجري استخدامُ هذه الأدوية من أجل التعامل مع مُشكِلة التَّأتأة أيضاً. توفِّر مجموعاتُ المعونة الذاتية سبيلاً للأشخاص المصابين بالتَّأتأة من أجل العثور على موارد، وعلى دعم خلال مواجهة التحديات التي تفرضها التَّأتأة على حياتهم. 

نصائح لمساعدة الطفل

هناك أشياء يمكن أن يقومَ بها الأهلُ لمساعدة الطفل حتى يصبح أكثر ارتياحاً في الكلام. يعرض هذا القسمُ بعضَ النصائح الموجَّهة إلى الأهل الذين لديهم طفل مصاب بالتَّأتأة. اجعل التحدُّثَ ممتعاً بالنسبة للطفل. ولا تجبر الطفل على التحدث "على نحوٍ صحيح" طوالَ الوقت. امنحه فرصة الاستمتاع بالحديث من غير أن يكون قلقاً أو منزعجاً من التَّأتأة. اجعل فترات الوجبات العائلية أوقاتاً من أجل الحديث. أغلق جهازَ التلفزيون وتجنَّب أيَّ تشويش آخر. ركِّز على ما يقوله الطفل، وليس على طريقة قوله. لا توجِّه الانتقادات إلى الطفل في أثناء كلامه، ولا تصحِّح ما يقول. إن توجيه ملاحظات من قبيل "تحدث ببطء" أو "استنشق نفساً عميقاً" يمكن أن تجعلَ الطفل أكثرَ ارتباكاً. لا تحاول أن تجعلَ طفلك يتحدَّث أو يقرأ بصوتٍ مرتفع عندما يكون في حالةٍ غير مريحة، أو عندما تزداد التَّأتأة عنده. بدلاً من ذلك، عليك أن تشجِّعه خلال هذه الأوقات على نشاطات لا تتطلب كلاماً كثيراً. عندما تتكلَّم مع طفلك، حاول أن يكونَ صوتك واضحاً هادئاً. حاول أيضاً أن تتكلم ببطء. كما يجب أيضاً أن تفعل هذه الأشياء عندما تتكلم مع شخصٍ آخر في حضور الطفل المصاب بالتَّأتأة. عندما تستمع إلى طفلك وهو يتأتئ، حاول أن تحافظَ على التواصل البصري بينكما. لا تُدِر وجهك ولا تسمح للانزعاج بالظهور على تعابيرك. إن التواصل غير الكلامي ينقل مشاعرك إلى طفلك مثلما ينقلها الكلام الذي تقوله له. دع طفلَك ينهي كلامَه دائماً من غير مقاطعة. لا تتكلم بالنيابة عنه، حتى إذا كنت تعرف ما يريد قوله. وعندَ الاستجابة إلى شيءٍ يقوله الطفل، تمهَّل قليلاً لتفكر فيما قاله لك حتى تفهمَه على الوجه الصحيح. يمكنك مساعدة الطفل على الإحساس بمزيدٍ من الراحة في أثناء كلامه، وذلك من خلال كونك مستمعاً صبوراً مهتماً. تذكَّر أنَّ هذه المرحلة صعبة على الطفل، وأنَّ المساندة العاطفية أمرٌ شديد الأهمية من أجل نموه وتطوُّره. 

الخلاصة

التَّأتأةُ مُشكِلةٌ من مشاكل الكلام تتميَّز بتكرار أو بإطالة بعض الأصوات أو المقاطع الصوتية أو الكلمات. وهذا ما يسيء إلى التدفُّق الطبيعي للكلام. يمكن أن تُصيبَ التَّأتأة أيَّ إنسان. لكنها أكثر شُيوعاً لدى الأطفال الصغار في أثناء تعَلُّم الكلام. يمكن للأهل مساعدة الطفل وجعله يشعر براحةٍ أكبر عند الكلام، وذلك من خلال الصبر والإصغاء الجيد. وعلى الأهل أن يتذكَّروا دائماً أنَّ هذه المرحلة صعبة على الطفل. إن توفر المساندة العاطفية وتوفُّر الفرصة للكلام من غير انتقادٍ أو مقاطعة أمرٌ شديد الأهمية من أجل تطور الطفل ونموِّه. إن معظمَ الطرق الحالية لمعالجة المراهقين والبالغين الذين يعانون من التَّأتأة تركِّز على تعليمهم أساليب من أجل تقليل التَّأتأة في أثناء الحديث، وذلك من قبيل التحدُّث ببطء أو الحرص على التنفس المنتظم أو الانتقال التدريجي من الكلمات البسيطة ذات المقطع الصوتي الواحد إلى كلماتٍ أكثرَ طولاً، ثم إلى جملٍ أكثر طولاً وتعقيداً. 

الانتحار الأمراض النفسية

الانتحار - كافةقد يأخذُ الناسُ الانتحار بالاعتبار عندما يَشعرون باليأس ولا يكون بإمكانهم رُؤية أي حلّ آخر لمشاكلهِم. وهو يَرتبط غالباً بالاكتئاب الشديد وبمعاقرَة الكحول أو إدمان مادّة أو بحدث يثير توتّراً نفسياً كبيراً. تحدث مُعظمُ حالات الموت بِسبب الانتحار بين الرجال بيض البَشرة. بيد أنَّ التقارير تُفيد بمحاولات أكثر للانتحار بينَ النساء والمُراهقين. إذا تكلّم شخصٌ ما عن الانتحار، فيجب أخذه على مَحمل الجد. وينبغي حثه على الحُصول على مُساعدَة عند طبيب أو في غرفة الطوارئ. كما يُوجد في بعضِ المَناطق خُطوطٌ ساخنة للوِقايَة من الانتحار يستطيع الناس الاتصال بها ليحصلوا على استشارة فَوريّة عندما تكون عِندهم أفكار انتحاريّة. ويمكن أن تُساعد المُعالجة النفسية والأدوية معظم من عِندهم أفكار انتحاريّة. ويُمكنُ لعلاج الأمراض النفسيّة ومُعاقَرة مواد الإدمان أن يُقلل خُطورة الانتحار. 

مُقدّمة

الانتحارُ هو اللجوء إلى وَضع حدٍّ للحياة. وهو قضيّة صحّة عامّة رئيسيّة؛ فهناك نحوَ مليون شخصٍ يموتون في أرجاء العالم كلّ سَنة بسببِ الانتحار. الانتحارُ حدثٌ مأساوي، لكن يُمكن الوِقاية منه غالباً؛ فمعرِفَة عَوامِل خُطورَة الانتحار ومن يكون تحت خُطورته يمكنُ أن يُساعد على تقليل مُعدلات الانتحار. يتحدّثُ هذا البرنامج عن الانتحار. وهو يشتملُ مَعلومات عمن يكون تحت الخُطورة، وكيف يُمكن الوِقاية من الانتحار، وما الذي يُمكن فعله في حال أخذ شخص أو أحد مَعارفه الانتحار بالاعتبار.

الانتحار

الانتحار هو اللجوء إلى وَضع حدٍّ للحياة. وهو رَدّ فعلٍ على مواقف الحياة المُثيرة للشدّة النفسيّة. يَشعرُ مُعظم الناس بالانزعاج على موضوع الانتحار. كما يُلامُ الضّحايا ويلحقُ الخزي بعائلاتهم وأصدقائهم في الكثير من الأحيان. ولذلك لا يتكلّم الناس بصراحَة عن الانتحار. يحتل الانتحارُ المرتبةَ العاشرة بين أكثر أسباب الوفاة في أمريكا. قد يلجأُ النّاس إلى الانتحارِ عندما يَشعرون باليأس. وقد لا يكونون قادرين على رؤية أي حلٍّ آخر لمشاكلهم. يرتبط الانتحار غالباً مع:
  • حَدث رئيسي مثير للتوتر النفسي.
  • مُعاقَرة الكُحول أو مواد الإدمان.
  • الاكتئاب الشديد.
تشتملُ بعض المواقِف الحياتيّة الشائعة التي يُمكن أن تتسبّب بأفكار انتحاريّة على:
  • أزمة ماليّة، والتي لا يملكُ الشخصُ فيها عملاً أو يكون مُثقلاً بالديون.
  • مَشاكل صحيّة، والتي يكون المرض فيها قد قلل كثيراً من جودة الحياة.
  • فقد محبوب، والذي قد يحدث بسبب انفصال صَعب أو موت.
عندما لا يكون لدى الشخصِ أملٌ في المُستقبل، فقد يفترض على نحوٍ خاطئ أنَّ الانتحارَ هو الحلّ. قد لا يكون الشخصُ قادراً على تخيّل وقت في المُستقبل تكون فيه الأزمة قد انتهَت. وقد يبدو الانتحار على أنه السبيل الوَحيد للخروج من المأزق. من المُحتمل أن يكون الانتحار مُرتبطٌاً جُزئياً بالمورّثات؛ فالأشخاصُ ذوو التاريخ العائليّ للانتحار أكثر عُرضة لمحاولة انتحار أو لأن يكون عندهم أفكارٌ انتحاريّة. يعتقد بَعضُ الباحثين أن هذا قد يرتبط بجينات السلوك الاندفاعي. إذا تكلّم شخصٌ ما عن الانتحار، فيجب أخذه على مَحمل الجد. وينبغي حثه على الحُصول على مُساعدَة عند طبيب أو أن يذهب إلى غرفة الطوارئ. كما يُوجد في بعض المناطق خطوطٌ ساخنة للوِقايَة من الانتحار يستطيع الناس الاتصال بها ليحصلوا على استشارة فَوريّة عندما تكون عِندهم أفكار انتحاريّة. إذا كان عندَ الشّخص أفكارٌ انتحارية، يجب أن يحصل على مُساعدة من مُحترف. تستطيع المُعالجة النفسيّة والأدوية أن تُساعِد معظم المرضى على التغلُّب على أفكارهم الانتحارية وتحسين حياتهم. 

الوقاية من خلال العلامات المُنذرة

الانتحارُ هو مُشكلة صَحّة عامّة مهمّة. وهناك أمورٌ كثيرة يجب تعلّمها عن كيفيّة الوقايَة منهُ. وتكمنُ إحدى الإستراتيجيات في معرفة العلامات المُنذرة للانتحار. يستعرضُ هذا القسم بعض أكثر العلامات المُنذرة شُيوعاً. غالباً ما يتحدّث الأشخاص الذين يُفكرون بالانتحار عن الانتحار قبل أن يضعوا حداً لحياتهم. قد يقول الشخصُ أموراً من مثل: "سوفَ أقتل نفسي" أو "سيكون من الأفضل أن أموت". يجب حمل تعابيرَ من هذا النوع جدياً، حتى ولو بدا أنَّ الشخص غير جاد. قد تتركَّز أفكار الشخص الذي يُفكرُ بالانتحار حولَ الموت أو العنف. قد يختار الشخص كُتباً أو أفلاماً تدور عن تلك المواضيع دائماً. وقد يتحدث بشكلٍ مُتكرر عن قصص الأخبار التي تتحدَّث عن تلك المآسي. غالباً ما يأخذ الأشخاص الذين ينوون اقتراف الانتحار وَقتاً في التخطيط لكيفيّة تَنفيذه؛ فمثلاً، قد يسعى الشخص الانتحاريّ لاقتناء مُسدّس. وقد يجمع حبوباً يمكن أن يتسبّب فرط جرعتها بالموت. كما قد ينسحب الشخصُ من المُخالطة الاجتماعيّة إذا كان يُفكّر بالانتحار. وقد يتحدث باستمرار أنه يود أن يبقى وَحيداً. عندما يُفكّر الشخص بوضح حدٍّ لحياته، فقد تحدث عنده تغيّرات في الشخصيّة أو قد يُصبح قلقاً أو مُهتاجاً. ومن الشائع أيضاً أن يكون عِندهم تذبذبات في المزاج؛ فقد يكون إيجابياً جداً في أحد الأيام ومُثبط الهمّة للغاية في اليوم التالي. يتكلّم الناس الذين يُفكرون بالانتحار غالباً عن شُعورهم بالوقوع في شرك الموقف أو باليأس منه. وقد يبدؤون بتعاطي الكحول أو المُخدّرات أو قد يزيدون من تعاطيهما في مُحاولة للتعامل مع تلك الانفعالات. كما أنّ التغيّر في الروتين المُعتاد شائعٌ أيضاً عندَ الأشخاص الذين يُفكرون بالانتحار. ويتضمّن هذا تغيّرات في الأكل وأنماط النّوم وحضور العمل والمناسبات الاجتماعيّة. وقد تظهرُ عندهم تصرفات خَطيرة أو مؤذية للنفس، مثل تعاطي المُخدّرات أو القيادة المُتهوّرة. ومن الشّائع أيضاً أن يتخلّص من يأخذ الانتحار بنظر الاعتبار من متعلِّقاته؛ فقد يبدأ، دون سببٍ واضح، بوضع تسلسل لشؤونه، حيث قد يُسدِّد ديوناً قَديمة أو يضع وصيتَه الأخيرة. وقد يقول وداعاً وكأنك لن تراه مُجدداً. عند ظهور تلك العلامات المُنذرة، يجب الاتصال فوراً بشخص في خدَمات الدّعم؛ فبإمكانه أن يُساعد على إنقاذ الحياة. 

عوامِل الخُطورة

الانتحار لا يُميّز بين الناس، فكلّ الناس من جميع الأجناس والأعمار والأعراق هم تحت خُطورة الانتحار. بيد أنَّ الناس الواقعين تحت خُطورة أكبَر للانتحار يميلون إلى تقاسم خَصائص مُعيّنة. عَوامِل الخُطورة الرّئيسّة للانتحار هي:
  • مُحاولة انتحار سابقة.
  • اكتئاب أو اضطرابات نفسية أخرى أو مُعاقرة المواد المُسببة للإدمان.
  • تاريخ عائلي لاضطراب نفسي أو مُعاقرة المواد المُسببة للإدمان.
  • تاريخ عائلي للانتحار.
  • عُنف أسريّ، بما في ذلك الاعتداء الجسدي أو الجنسي.
تشتمل عوامل الخُطورة الأخرى للانتحار على:
  • التعرّض لسلوك انتحاري آخر، كما في ذلك الموجود عند أفراد آخرين من العائلة أو الأقران أو شخصيات وسائل الإعلام.
  • التعرّض للسجن أو الاعتقال.
  • وجود مسدسات أو أسلحة ناريّة أخرى في المنزل.
الرجالُ أكثر عُرضة للموت بِسبب الانتحار من النساء، إلاَّ أنَّ احتمال أن تحاول النساء الانتحار أكبر، فاحتمال أن يلجأ الرجال لطرق مميتة، مثل الأسلحة الناريّة أو الخنق، أعلى. بينما احتمال أن تحاول النساء الانتحار بالسم أعلى منه عندَ الرجال. الأطفالُ والشباب هم أيضاً تحت خُطورة الانتحار. ويبقى الانتحار مع توالي السنين واحداً من أكثر ثلاثة أسباب للموت عند الشباب بين عُمري 15-24 سنة في الدول الغربية. المُسنُّون عرضة لخُطورة الانتحار أيضاً. وعلى أرض الواقع يكون لدى الرجال البيض بعمر 85 سنة أو أكثر دوماً أعلى مُعدّل انتحار من بين أي فئة عُمرية أو عرقية أخرى. يكونُ لدى الكثير من الناس بعض عوامِل الخُطورة تلك، لكنهم لا يُحاولون الانتحار، الانتحار استجابةٌ غير طبيعيّة للتوتّر النفسي. وهو على أي حال إشارة إلى ضائقة شديدة لا محاولة غير مؤذيةٍ للفت الأنظار. 

الحُصول على المُساعدَة

إذا لجأ شخصٌ ما إلى مُحاولة انتحار وآذى نفسه، أو كان تحتَ خطورَة مُباشرة لأذيّة نفسه، فيجب الاتصال بالطوارئ أو بالإسعاف المحلي فوراً. وبالنسبة للأشخاص الذين لم يؤذوا أنفسهم، لكنهم يُعانون من أفكار مُستمرّة عن الانتحار، فيمكن الاتصال بأرقام خطوط الانتحار الساخنة إن وُجدت. من الصعب جداً على الشخص أن يَقومَ بمفرده بالسيطرة على أفكاره وسلوكه الانتحاري. مساعدة الأخصائي أمرٌ ضروريّ للتغلّب على المَشاكِل المُرتبطة بالتفكير الانتحاري. يجب أن يَتحدّثُ الأشخاص الذين عندهم أفكار انتحاريّة، لكنهم ليسوا في موقِف مُتأزّم مع مُقدّم الرعايَة الصحيّة حول الخَيارات العلاجيّة. وقد يتضمّن العلاج:
  • المُعالجَة النفسيّة.
  • علاج الإدمان.
  • الأدوية.
  • الدعم والتثقيف العائلي.
يمكن أن تُساعد المُعالجة النفسيّة الناس على اكتشاف القضايا التي تجعلهم يشعرون بالرّغبَة بالانتحار. وتُوضَع خِطّة علاج ذات أهداف تُحدّد ذهنياً. يجب عدم تفويت جَلسات المُعالجة النفسية، حتى ولو أحسّ الشّخص بعدم رغبة في الذهاب. إن تثقيف الأشخاصُ عن أسباب الأفكار والتصرفات الانتحاريّة سيقلل احتمالية محاولة الانتحار لديهم؛ فمعرفةُ السبب المُستبطن، مثل الاكتئاب، يمكن أن تُساعد الشخص على التغلّب على أفكار أذيّة النفس. كما يمكن أن تُساعدَ المعالجةُ النفسية وعلاجات أخرى في التغلّب على الإدمان. قد يُؤدّي إدمان المُخدرات أو الكحول إلى أفكار انتحاريّة. تُستخدم الأدوية غالباً لعلاج المرضى ذوي الأفكار الانتحاريّة. وتتضمّن الأدوية:
  • أدوية مُضادّة للقلق.
  • مضادات الاكتئاب.
  • مُضادّات الذُّهان.
  • أدوية أخرى تُستخدم لعلاج العلل النفسيّة.
يجب أخذ الأدوية في حال وصفها تماماً كما تم وصفها. ويجب ألاَّ يُفوّت الشخص جرعةً، حتى ولو أحسّ أنه على ما يُرام. كما يمكن للدعم والتثقيف الأسري أن يُساعِد. ويمكن تعليم الأشخاص الذين يسعون لعلاج أفكارهم الانتحارية عما يمكن أن يُثيرهم. ويَستطيعُ المرضى وأصدقاؤهم وعائلاتهم بعدها أن ينتبهوا للعلامات المُنذرة، وأن يتصرّفوا بشكلٍ صحيح. كما أنَّ هناك عدداً من المُؤسّسات التي تُساعد الناس على التعامل مع التفكيرِ الانتحاري. قد يُساعد الانضمام لواحدة أو أكثر من تلك المجموعات المرضى على اكتشاف المَشاكِل الشّخصيّة التي تتسبّب بالتفكير الانتحاري وتؤمّن بدائل صحية لحلِّ تلكَ المَشاكل. كما أنَّ هناك مجموعات لدعم وتثقيف العائلات. للمحافظة على وقاية النفس أو شخصٍ مُقرَّب من الشعور بالحاجة للانتحار يمكن:
  • الحُصول على علاج.
  • اتباع خِطة العلاج.
  • معرفة العلامات المُنذرة.
  • إزالة أية وسائل مُحتملة لاقتراف الانتحار.
  • تأسيس شبكة دعم من الناس المُهتمين.
  • تذكّر أنّ المشاعر الانتحارية هي مُؤقّتة.

الخلاصة

الانتحارُ هو اللجوء إلى قتل النفس. قد يأخذ الناس الانتحار بالاعتبار عندما يَشعرون باليأس ولا يكون بإمكانهم رؤية أي حلّ آخر لمشاكلهم. وهو يَرتبط غالباً بالاكتئاب الشديد وبإدمان الكحول أو مادّة أخرى أو بحدث يثير توتّراً نفسياً كبيراً. 
الانتحار لا يُميّز بين الناس، فكلّ الناس من جميع الأجناس والأعمار والأعراق هم تحت خُطورة الانتحار. يوجد العديد من الأسباب لأن يأخذ الشخص الانتحار في اعتباره. تنشأ الأفكار الانتحاريّة في المقام الأول عندما يشعر الشّخصُ كما لو أنّه غير قادرٍ على التّعامل مع ما يبدو له موقفَ حياة ساحِقاً. يعتمدُ الحُصول على مُساعدَة لعلاج الأفكار والتصرّفات الانتحارية على الموقف بحد ذاته، بما في ذلك مستوى خُطورة الانتحار عند الشخص والمَشاكل المُستبطنة التي تسبّب الأفكار أو التصَرفات الانتحاريّة. يمكن أن تكونَ المُعالجة النفسيّة والأدوية ومُعالجة الإدمان والدعم والتثقيف الأسري فعَّالة في مُساعدة المرضى على الوقاية من الانتحار.