الأربعاء، 22 يناير 2014

الإِجهاض أمراض النساء والولادة

الإِجهاض - كافةالإجهاضُ التلقائي أو الإسقاط هو فقدان الحمل لأسباب طبيعية، وذلك قبل الأسبوع العشرين من الحمل. يحدث القسمُ الأكبر من حالات الإجهاض التلقائي في وقت مبكِّر جداً من الحمل. وغالباً ما يحدث هذا قبل حتى أن تعرفَ المرأة أنها حامل. هناك كثير من الأسباب المختلفة المؤدية إلى الإجهاض التلقائي. وفي معظم الحالات، لا يكون هناك ما يمكن للمرأة أن تقوم به للوقاية من الإجهاض التلقائي. من الممكن أن تشتملَ علاماتُ الإجهاض التلقائي على تبقيع أو نزف مَهبِلي، أو ألم بطني، أو مَعَص وخروج بعض السائل والنسج من المهبل. ومع أنَّ النزفَ المهبلي عرض شائع من أعراض الإجهاض التلقائي، إلاَّ أنَّ التبقيعَ يظهر لدى كثير من النساء في وقت مبكر من الحمل، لكنهن لا يتعرَّضن للإجهاض التلقائي. وإذا كانت المرأة حاملاً ثم حدث لديها نزف أو تبقيع، فإنَّ عليها أن تستشير الطبيب فوراً. تكون المرأةُ التي تتعرض للإجهاض التلقائي في وقت مبكِّر من الحمل في غير حاجة إلى أي معالجة عادة. وفي بعض الحالات، يمكن أن تحتاج المرأة إلى إجراء يدعى باسم "التوسيع والكشط"، وذلك من أجل إزالة النسج الباقية في الرحم. ومن الممكن أن تكونَ الاستشارة النفسية مفيدة لمساعدة المرأة على التعايش مع حالة الحزن الناتجة عن الإجهاض التلقائي. وإذا قرَّرت المرأةُ أن تحاولَ الحمل من جديد فيما بعد، فإن عليها أن تعمل بالتعاون الوثيق مع طبيبها من أجل تقليل مخاطر حدوث إجهاض تلقائي. وهناك كثير من النساء اللواتي تنجبن أطفالاً أصحاء بعد التعرُّض للإجهاض التلقائي. 

مقدمة

يوصف الإجهاضُ التلقائي عادةً أنه فقدان الحمل لأسباب طبيعية قبل الأسبوع العشرين من الحمل. ويحدث القسم الأكبر من حالات الإجهاض التلقائي في وقت مبكر جداً من الحمل. وغالباً ما يحدث هذا حتى قبل أن تعرفَ المرأة أنَّها حامل. هناك أسبابٌ مختلفة كثيرة لحدوث الإجهاض التلقائي. وفي معظم الحالات، لا يوجد ما تستطيع المرأة أن تفعله لوقاية نفسها من حدوث الإجهاض التلقائي. يشرح هذا البرنامجُ التثقيفي الإجهاضَ التلقائي. وهو يناقش أيضاً أسبابه وأعراضه ومعالجته. 

الجهازُ الإنجابي الأنثوي

يتحدَّث هذا القسمُ عن الجهاز الإنجابي الأنثوي. توجد أعضاء هذا الجهاز في منطقة الحوض، بين المثانة والمستقيم. تتألف الأعضاء الإنجابية لدى الأنثى من:
  • المبيضين.
  • البوقين أو الأنبوبين الرحميين.
  • الرحم.
  • عُنق الرحم.
  • المَهبِل.
يقوم المبيضُ بإطلاق بيضة. تهبط البيضة عبر البوق حتى تصل إلى الرحم. ومن الممكن أن يتم تخصيبُها خلال سيرها عبر البوق. إذا حملت المرأة، فإنَّ الجنين يبقى في الرحم حتى يحين وقت الولادة. والرحمُ قادر على التمدُّد إلى حد كبير. يدعى الجزء الأسفل من الرحم باسم "عنق الرحم". وهو ينفتح على المهبل. يدعى المهبل باسم "قناة الولادة" أيضاً. وهو ينفتح على الوسط الخارجي. تقع فتحة المهبل بين فتحة المثانة والمستقيم. 

الحَمل

خلال الحمل، يعوم الجنينُ ضمن سائل خاص. يدعى هذا السائل باسم "السائل الأمينوسي". ويوجد كل من الجنين والسائل الأمينوسي ضمن كيس يدعى باسم "الكيس الأمينوسي". يتلقَّى الجنينُ غذاءه عبر المشيمة. وترتبط المشيمة بباطن الرحم. تنمو المشيمة مع نمو الجنين خلال فترة الحمل. يدخل دم الأم إلى المشيمة. وهو يحمل الأوكسجين والمواد المغذِّية إلى دم الطفل. كما يقوم دمُ الأم بأخذ الفضلات من دم الطفل. يسمح "الحبلُ السُّرُّي" لدم الطفل بالحركة من جسده إلى المشيمة. لكن دم الأم لا يختلط أبداً بدم الجنين. يظل دم كل من الأم والجنين منفصلين. عندما يقترب موعدُ ولادة الجنين، يهبط رأس الجنين إلى الأسفل ضمن حوض الأم. وهذا ما يجعل بطنَ المرأة الحامل يبدو اصغر قليلاً من ذي قبل. تدعى هذه الحالةُ باسم "التخفُّف". 

الإجهاض التلقائي

يوصف الإجهاضُ التلقائي عادةً أنه فقدان الحمل، أي فقدان الجنين، قبل الأسبوع العشرين من الحمل. وفي هذه الحالة، ينتهي الحمل تلقائياً قبل أن يصبح الجنين قادراً على العيش. ينتهي نحو 15٪ إلى 20٪ من حالات الحمل المعروفة بالإجهاض التلقائي. لكن العدد الفعلي قد يكون أكبر من هذا بكثير. وهناك حالات إجهاض تلقائي كثيرة تحدث في وقت مبكِّر جداً من الحمل بحيث لا تعرف المرأة أنَّها حامل. هناك مصطلحات كثيرة مستخدمة من أجل الإشارة إلى الأنواع المختلفة من الإجهاض التلقائي. ومنها:
  • إجهاض مُهدد.
  • إجهاض حتمي.
  • إجهاض فائِت.
  • إجهاض ناقص.
  • إجهاض كامل.
يشير مصطلح "الإجهاض المهدِّد" إلى أي نزف مهبلي غير التبقيع خلال الفترة الأولى المبكرة من الحمل. إن النزف المهبلي شائع جداً في بداية الحمل. ويظهر هذا النزف عند قرابة ربع عدد النساء خلال الأشهر القليلة الأولى من الحمل. ويتوقف النزفُ في نصف هذه الحالات تقريباً، ويكتمل الحملُ بشكل طبيعي. يكون النزفُ والألم المرافقان للإجهاض التلقائي المهدِّد معتدلين عادة. كما تكون فتحة عنق الرحم مغلقة. يستطيع الطبيب من خلال فحص الحوض تحديد ما إذا كانت فتحة عنق الرحم مفتوحة أم مغلقة. لا تخرج أي نُسُج من الرحم خلال الإجهاض التلقائي المهدِّد عادة. وقد يوجد إيلام في الرحم والبوقين. الإجهاض التلقائي الحتمي هو نزف مهبلي مترافق مع انفتاح عنق الرحم. ينفتح فم الرحم، أويتوسع. ويكون النزف أكثر شدة في العادة. وغالباً ما يظهر ألم ومَعَص بطنيان. يحدث الإجهاضُ الفائت عندما يظل كل من المشيمة ونُسج المضغة في الرحم. لكن المضغة تكون قد ماتت، أو لم تتكوَّن أصلاً. الإجهاضُ التلقائي الناقص هو خروج بعض "نواتج الحمل"، لكن ليس كلها. ويكون النزف أكثر شدة في هذه الحالة. كما أن الألم البطني يحدث في جميع الحالات تقريباً. ينفتح فم الرحم، ويجري طرد محتوياته. ويستطيع التصوير بالأمواج فوق الصوتية إظهارَ بعض النسيج الباقي في الجسم. الإجهاضُ التلقائي الكامل، أو التام، هو إخراج منتجات الحمل كلها من الرحم. وهذا ما يشتمل على الجنين والمشيمة. ويحدث نزف وألم بطني وخروج للنسج. لكن النزف والألم يتوقَّفان عادة. ويظهر الرحم فارغاً في صورة الأمواج فوق الصوتية. 

الأسباب

تحدث معظم حالات الإجهاض التلقائي لأنَّ الجنين لا يتطور على نحو طبيعي. وهناك أسباب مختلفة كثيرة للإجهاض التلقائي. وفي معظم الحالات، لا يكون هناك ما تستطيع المرأة أن تفعله للوقاية من الإجهاض التلقائي. من العوامل التي قد تساهم في حدوث الإجهاض التلقائي:
  • مشكلة جينية لدى الجنين.
  • مشكلات في الرحم أو عنق الرحم.
  • عدم توازن هرموني.
  • مشكلات تتعلَّق بتجلُّط الدم.
  • متلازمة المبيض متعدِّد الكيسات.
تحدث المشكلاتُ في جينات الجنين أو كروموسوماته بالمصادفة عادة. حيث تحدث أخطاء عندما تنقسم خلايا المُضغَة وتنمو. وهذه المشكلات غير موروثة عن الوالدين. ومن الأمثلة على هذه الشذوذات:
  • بيضة تالفة.
  • موت الجنين داخل الرحم.
  • الحمل الرَّحَوي.
تحدث حالة "البيضة التالفة" عندما تنجح البيضة المُلقحة في إنتاج المَشيمة والغِشاء، لكن من غير وجود مُضغَة. وهذه الحالةُ حالةٌ شائعة. وهي السبب في نحو نصف حالات الإجهاض التلقائي التي تحدث خلال أول اثني عشر أسبوعاً من الحمل. من الممكن أيضاً أن يكون موت الجنين داخل الرحم ناتجاً عن وجود شذوذ جيني في المضغة. وفي هذه الحالة، فإن المضغة تكون موجودةً. لكنها قد ماتت قبل ظهور أي أعراض لفقدان الحمل. الحمل الرَّحَوي، ويدعى أيضاً باسم "داء الأرومَة المغذِّية"، هو حالة أقل شيوعاً. وهو يحدث في حالة واحدة من كل ألف حالة حمل. وهو شذوذ يصيب المشيمةَ بسبب مشكلة في الإخصاب. في الحمل الرحوي، تتطور المشيمة الأولية إلى كتلة سريعة النمو من الكيسات في الرحم. وقد تحتوي هذه الكتلة مُضغة، كما يمكن ألاَّ تحتوي مُضغة. وإذا احتوت مضغة، فإن هذه المضغة لا تستطيع بلوغ حالة النضج. في بعض الأحيان، يكون دمُ الأم ودم الجنين غير متوافقين. وإذا أظهرت عينة مأخوذة من الدم أن عامل ريسيوس لدى الأم سلبي، فإنها تُعطى دواء من أجل ذلك. والهدف من الدواء هو الوقاية من حدوث تفاعل محتمل بين دم الأم ودم الجنين إذا كان عامل ريسيوس في دم الجنين إيجابياً. في بعض الحالات القليلة، يمكن أن تؤدِّي حالة الأم الصحية إلى حدوث إجهاض تلقائي. ومن أمثلة ذلك:
  • مرض السكَّري غير الخاضع للسيطرة.
  • مرض الدَّرَق.
  • حالات العدوى.
  • مشكلات هرمونية.
  • مشكلات في الرحم أو عنق الرحم.
  • الذئبة.
  • أمراض الكلية.
هناك نشاطات روتينية لا تؤدِّي إلى الإجهاض التلقائي:
  • التمارين الرياضية.
  • حمل الأشياء أو الشد.
  • ممارسة الجنس.
  • العمل، شرطةَ عدم تعرُّض المرأة إلى مواد كيميائيَّة ضارَّة.
هناك عوامل متعدِّدة تزيد من خطر حدوث الإجهاض التلقائي. ومن هذه العوامل:
  • التقدم في السن.
  • وجود حالات إجهاض تلقائي سابقة.
  • وجود حالات صحية مزمنة.
  • مشكلات في الرحم أو عنق الرحم.
  • التدخين والكُحول والعقاقير غير المشروعة.
  • اختبارات غازيَة تسبق الحمل.
عندما يتجاوز سنُّ المرأة خمسة وثلاثين عاماً، يزداد احتمال حدوث الإجهاض التلقائي بالمقارنة مع النساء الشابات. تكون نسبةُ الخطر 20٪ في سن الخامسة والثلاثين. وأمَّا في سن الأربعين، فإن نسبة الخطر تبلغ 40٪. لكنها تبلغ نحو 80٪ في سن الخامسة والأربعين. إنَّ تقدُّم الأب في السن يمارس دوراً في الأمر أيضاً. وهذا يعني أن احتمال حدوث إجهاض تلقائي يزداد مع تقدم الرجل في السن. وهناك بعض الدراسات التي أظهرت أنَّ احتمالَ الإجهاض التلقائي يكون أعلى إذا كان سن الرجل أكثر من خمسة وثلاثين عاماً. يزداد خطرُ الإجهاض التلقائي عند النساء اللواتي حدث لديهن أكثر من إجهاض تلقائي واحد في السابق. بعدَ إجهاض تلقائي واحد، يكون خطرُ حدوث إجهاض تلقائي آخر في المستقبل في حدود 20٪. وهذه نسبة تعادل نسبة خطر الإجهاض التلقائي لدى المرأة التي لم يحدث لديها إجهاض تلقائي من قبل. وبعد إجهاضين تلقائيين، فإن الخطر يزداد إلى 28٪ تقريباً. إن النساء المصابات ببعض الحالات الصحية المزمنة، كمرض السكَّري أو مرض الدَّرَق مثلاً، لديهن خطر أكبر فيما يتعلق بالإجهاض التلقائي. كما أن بعض الشذوذات في الرحم، أو وجود عنق رحم ضعيف أو قصير، يمكن أن يؤدِّي إلى زيادة خطر الإجهاض التلقائي أيضاً. المرأةُ التي تدخِّن أو تتناول الكحول خلال الحمل معرَّضة لخطر الإجهاض التلقائي أكثر من المرأة التي لا تدخن والتي لا تتناول الكحول خلال حملها. كما أنَّ استخدامَ العقاقير غير المشروعة يؤدي أيضاً إلى زيادة خطر الإجهاض التلقائي. ومن الممكن أن تكون هناك علاقة بين الكافيين والكحول والتبغ والكوكايين وبين الإجهاض التلقائي. في الغالبية العظمى من الحالات، لا يوجد شيء تستطيع المرأة فعله لوقاية نفسها من الإجهاض التلقائي. وإذا كانت المرأةُ قلقة فيما يخص الإجهاض التلقائي المبكر، فإنَّ عليها أن تركز على الاهتمام جيداً بنفسها وبطفلها. وعليها أن تلتمس الرعاية الطبية المنتظمة السابقة للحمل، وأن تنجح في التعامل مع أي حالة صحية مزمنة لديها، بالإضافة إلى تجنب عوامل الخطورة المعروفة ذات الصلة بالإجهاض التلقائي. 

الأعراض

من الممكن أن تشتمل علامات الإجهاض التلقائي على ما يلي:
  • تبقيع أو نزف مهبلي.
  • ألم أو مَعَص في البطن أو أسفل الظهر.
  • خروج سائل أو نسيج من المهبل.
  • ضعف أو دوخة.
  • غثيان أو تقيُّؤ.
  • إحساس بالحرقة أو الألم عند التبوُّل.
رغم أنَّ النزفَ المهبلي عَرَض شائع من أعراض الإجهاض التلقائي، إلا أن التبقيع يحدث عند نساء كثيرات في وقت مبكر من الحمل من غير أن يكون هناك إجهاض تلقائي. وأمَّا إذا كانت المرأةُ حاملاً وحدث لديها تبقيع أو نزف، فإن عليها أن تستشير طبيبها على الفور. من الممكن أن تأخذ المرأة إلى الطبيب أي نسيج يخرج من المهبل، وذلك في حاوية نظيفة. من المستبعد أن يُظهِر الفحص وجود أي سبب. لكنَّه يمكن أن يبين إذا ما كانت المشيمة قد خرجت. وإذا كانت المشيمة قد خرجت فعلاً، فإنَّ الأعراض لا علاقة لها بالحَمل البُوقي الذي يُعرف أيضاً باسم "الحمل المُنتَبِذ". تحدث عدوى رَحِمِية لدى بعض النساء اللواتي يتعرضن لإجهاض تلقائي . وتدعى هذه الحالة أيضاً باسم "إجهاض تلقائي إنتاني". وتشتمل أعراض وعلامات هذه العدوى على ما يلي:
  • حُمَّى.
  • قشعريرة.
  • آلام جسدية.
  • خروج مفرزات كثيفة كريهة الرائحة من المهبل.

التشخيص

من الممكن أن يُجري الطبيب مجموعة متنوِّعة من الفحوص للتحري عن الإجهاض التلقائي. وغالباً ما يُجري فحصاً حوضياً ليرى إن كان عنق الرحم قد بدأ بالتوسع. يساعد التصويرُ بالأمواج فوق الصوتية الطبيب على التحرِّي عن ضربات قلب الجنين. وهو ما يسمح له أيضاً بتقرير ما إذا كانت المضغة تتطور تطوراً طبيعياً. إذا حدث إجهاضٌ تلقائي، فإن تحليل الدم أو البول يستطيع قياس مستوى هرمون الحمل في الجسم. وهذا ما يسمح بمعرفة ما إذا كان نسيج المشيمة قد خرج بالكامل. من الممكن أيضاً أن تخضعَ المرأة للفحص بالمنظار. وفي هذا الفحص، توضع أداة معدنية أو بلاستيكية في داخل المهبل، ثم تُفتَح بعد ذلك. تقوم هذه الأداة بالمباعدة بين جدران المهبل حتى يستطيع الطبيب النظر إلى عنق الرحم. في حال وجود كثير من الدم أو الجلطات الدموية، فمن الممكن أن يستخدم الطبيب المِلقَاط أو الشاش من أجل إزالة الدم والجلطات. ونادراً ما يسبب ذلك ألماً. من الممكن أن يضعَ الطبيبُ قفازاً ثم يقوم بإدخال إصبعه في المهبل من أجل تَحَسُّس البطن من الخارج بيده الأخرى. وفي هذه الحالة، فإنه يحاول أن يتحسَّس:
  • ما إذا كان فم الرحم مفتوحاً.
  • مقدار حجم الرحم.
  • أي علامات على وجود عدوى أو حمل بوقي.
من الممكن أن يكون حجم الرحم أصغر من المتوقَّع بالنسبة لعمر الجنين إذا كانت المرأةُ قد تعرَّضت لحالات إجهاض تلقائي في السابق. 

المعالجة

إذا كان لدى المرأة إجهاضٌ تلقائي مهدِّد، فقد يوصيها الطبيب بالاستراحة حتى يتوقف الألم أو النزف. وقد يطلب منها الابتعاد عن ممارسة الجنس أو ممارسة التمارين الرياضية. وعلى الرغم من عدم ثبوت أن هذه الاحتياطات تؤدِّي إلى تقليل خطر الإجهاض التلقائي، إلا أنها يمكن أن تقلل مقدار النزف وتحقق الراحة للمرأة. يقوم الطبيبُ بمراقبة الحامل حتى يستأنف حملُها مسارَه الطبيعي أو حتى ينتهي بالإجهاض التلقائي. يستطيع التصويرُ بالأمواج فوق الصوتية إظهار ما إذا كانت المضغة قد ماتت، أو إذا كانت لم تتشكَّل أصلاً. وتعني هذه النتيجة، في الحالتين، أن الإجهاض التلقائي سوف يحدث بكل تأكيد. وفي هذا الوضع، فإن هناك خيارات متعدِّدة:
  • الانتظار اليقظ.
  • المعالجة الطبية.
  • المعالجة الجراحية.
من الممكن أن تختار المرأة تركَ الإجهاض التلقائي يحدث بشكل طبيعي. ويدعى هذا باسم الانتظار اليقظ. ويحدث الإجهاضُ التلقائي عادة خلال أسبوعين من موت المضغة. وللأسف، فإن هذا الإجهاض التلقائي يمكن أن يستمرَّ من ثلاثة أسابيع إلى أربعة أسابيع. وهذا ما قد يكون وقتاً عصيباً من الناحية النفسية والانفعالية. بعد التأكُّد من تشخيص فقدان الحمل، من الممكن أن تفضل المرأة تسريع العملية. وهناك معالجةٌ دوائية يمكن أن تجعل الجسم يطرد نسج الحمل والمشيمة إلى الخارج. من الممكن تناول الدواء عن طريق الفم. لكن الطبيب يمكن أن ينصح بتطبيق الدواء عن طريق المهبل. وهذا ما قد يزيد من فعالية الدواء ويقلل من الآثار الجانبية، كالغثيان وآلام المعدة والإسهال. بالنسبة لنحو سبعين بالمائة من النساء، يظهر مفعول هذه المعالجة خلال أربعة وعشرين ساعة. وإذا لم يظهر مفعولها خلال هذه الفترة، فمن الممكن أن يحدث الإجهاض ما بين عدة ايام الى بضع أسابيع. هناك خيار آخر وهو اللجوء إلى إجراء جراحة صُغرى تُدعى باسم التوسعة عن طريق الشفط والكشط. وخلال هذا الإجراء، يقوم الطبيب بتوسعة عنق الرحم. ثم يقوم بشفط النُّسُج من الرحم بلطف. في بعض الأحيان يجري استخدامُ "مِكشَطة" بعد عملية الشفط، وذلك من أجل كشط جدران الرحم من الداخل. إن مضاعفات هذا الإجراء نادرة، لكنها يمكن أن تشتملَ على إصابة النسج الضامة في عنق الرحم وفي جدران الرحم. لا يستغرق الشفاءُ الجسدي من حالة الإجهاض التلقائي، في معظم الحالات، أكثر من فترة قصيرة تمتد عدة ساعات إلى يومين. ومن المتوقَّع أن تعودَ دورةُ الطمث خلال ستة أسابيع. في أثناء ذلك، يكون على المرأة أن تستشير طبيبها إذا ظهر لديها نزف غزير أو حمى أو قشعريرة أو ألم شديد. من الممكن أن تشير هذه العلامات والأعراض إلى وجود عدوى. وعلى المرأة أن تتجنَّبَ ممارسة الجنس أو وضع أي شيء في الفرج، وذلك من قبيل "الدُّكة المهبلية" أو أداة الغسل المائي (الدوش). وتستمر هذه الاحتياطات مدة أسبوعين بعد الإجهاض التلقائي. من الممكن أن تحمل المرأة خلال دورة الطمث التي تعقب الإجهاض التلقائي على الفور. وإذا قررت المرأة وزوجها محاولة الحمل من جديد، فيجب التأكُّد من الاستعداد الجسدي والعاطفي لدى المرأة. ومن الممكن أن يوصي الطبيب بالانتظار حتى انقضاء دورة طمث واحدة، أو أكثر من ذلك. على المرأة أن تفكر في الخضوع لتجارب واختبارات من أجل تحديد السبب إذا تعرَّضت لأكثر من ثلاثة حالات إجهاض تلقائي على التوالي. وفي بعض الحالات، يمكن أن ينصحَ الطبيبُ بإجراء الفحوص بعد حالتي إجهاض تلقائي متتابعتين فقط. لكنَّ خسارةَ حملين متتابعين غالباً ما تكون مجرد مصادفة، وليست نتيجة سبب طبي محدَّد. في حال عدم التمكُّن من تحديد سبب الإجهاض التلقائي، فلا يجوز أن تفقد المرأة أملها في الحمل. وحتى من غير أي معالجة، فإن نحو سبعين بالمئة من النساء اللواتي يتعرضن لإجهاض تلقائي متكرر ينجحن بعد ذلك في إكمال حمل سليم. من الممكن أن يستغرقَ الشفاءُ العاطفي والانفعالي وقتاً أطول من الوقت الذي يستغرقه الشفاء الجسدي. ويمكن أن يكون الإجهاض التلقائي شديد القسوة من الناحية النفسية إلى حدٍّ لا يستطيع أن يفهمه الأشخاص الآخرون المحيطون بالمرأة. وقد تتراوح مشاعرُ المرأة بين الغضب واليأس. يجب أن تمنح المرأة نفسها وقتاً كافياً للحزن على فقدان حملها، وأن تلتمس العون من الأشخاص الذين يحبونها. وليس من الضروري أبداً أن تحتفظ المرأة بحزنها لنفسها. من المرجح ألاَّ تنسى المرأة أبداً تلك الآمال والأحلام التي رافقت حملها. ومع الوقت، فإنَّ القبول بالواقع يمكن أن يخفف الألم. وعلى المرأة أن تستشير طبيبها إذا شعرت بحزن عميق أو باكتئاب. يمكن أن تكونَ الاستشارةُ النفسية مفيدةً في مساعدة المرأة على التأقلم مع حالة الحزن. وإذا حاولت المرأة تجربة الحمل من جديد، فإن عليها أن تعمل ضمن تعاون وثيق مع طبيبها من أجل تقليل المخاطر. إن كثيراً من النساء اللواتي تعرضن للإجهاض التلقائي يعدن فيحملن وينجبن أطفالاً أصحاء من جديد. 

الخلاصة

يوصف الإجهاضُ التلقائي عادة أنه فقدان الحمل لأسباب طبيعية، وذلك قبل الأسبوع العشرين من الحمل. يحدث القسم الأكبر من حالات الإجهاض التلقائي في وقت مبكِّر جداً من الحمل. وغالباً ما يحدث ذلك حتى قبل أن تعرف المرأة أنها حامل. هناك أسباب مختلفة كثيرة لحدوث الإجهاض التلقائي. وفي معظم الحالات، فإنَّه لا يوجد أي شيء تستطيع المرأة أن تفعله للوقاية من الإجهاض التلقائي. من الممكن أن تشتملَ علامات الإجهاض التلقائي على ما يلي:
  • تبقيع أو نزف مهبلي.
  • ألم أو مَعَص في البطن أو أسفل الظهر.
  • خروج سائل أو نسيج من المهبل.
  • ضعف أو دوخة.
  • غثيان أو تقيؤ.
  • إحساس بالحرقة أو الألم عند التبول.
في معظم الحالات، لا يستغرق الشفاءُ الجسدي بعد الإجهاض التلقائي إلا فترة صغيرة تمتد من ساعات قليلة إلى يومين اثنين. وعلى المرأة أن تمنح نفسها الوقت الكافي للحزن على خسارة حملها، وأن تلتمس المعونة من الأشخاص الذين يحبونها. كما أنَّ الاستشارةَ النفسية يمكن أن تساعدها على التأقلم مع حالة الحزن. إذا قرَّرت المرأة محاولة الحمل من جديد. فإن عليها أن تتعاون جيداً مع طبيبها من أجل تقليل المخاطر. هناك نساء كثيرات يتعرَّضن للإجهاض التلقائي، ثم يحملن وينجبن أطفالاً أصحَّاء بعد ذلك. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق