السبت، 25 يناير 2014

اضطراباتُ الشخصية الأمراض النفسية

اضطراباتُ الشخصية - كافةاضطراباتُ الشخصية هي أنماطٌ طويلة الأمد من التفكير والسُّلوك فيما يخصُّ العملَ والعلاقات مع الآخرين. يجد المُصابون باضطرابات الشخصية صعوباتٍ في التعامل مع شدائد الحياة اليومية ومشكلاتِها. وتكون علاقاتُهم مع الأشخاص الآخرين مُتقلِّبةً عاصفةً عادةً. لا يزال السببُ الدقيق لاضطرابات الشخصية غيرَ معروف. لكنَّ العوامل الوراثيَّة والتجارب التي مرَّت بالمرء في طفولته يُمكن أن تمارسَ دوراً في هذه الاضطرابات. قد تختلف الأعراضُ اختلافاً كبيراً بحسب النوع المُحدَّد من اضطراب الشخصية. وتُستَخدَم المعالجةُ بالكلام عادةً، إضافةً إلى الأدوية أحياناً، في حالات اضطرابات الشخصية. 

مقدِّمة

اضطراباتُ الشخصية هي أنماطٌ طويلة الأجل من التفكير والسُّلوك فيما يخصُّ العملَ والعلاقات مع الآخرين. هناك أنواع كثيرة من اضطرابات الشَّخصية. ويُؤثر كلٌّ منها في المرضى تأثيراً مختلفاً. لكن، يُعاني المُصابون باضطراب الشخصية من صُعوباتٍ في التعامُل مع شدائد الحياة ومشاكلها اليومية عادةً. يساعد هذا البرنامجُ التثقيفي على فهم اضطرابات الشخصية. كما يستعرِض أكثرَ أنواع هذه الاضطرابات شُيوعاً، ويُناقِش أعراضَها وأسابها وسُبُل معالجتها. 

اضطراباتُ الشخصية

يشمل مصطلحُ "الشخصيَّة" أفكارَ الشخص وانفعالاته وسلوكه. ولاضطرابات الشخصية أثرٌ في نظرة المريض إلى العالم وعلاقته به وفهمه له، ولها تأثيرٌ في نظرة المريض إلى نفسه أيضاً. تتطوَّر شخصيةُ الإنسان خلال مرحلة الطُّفولة. وهي تتشَكَّل بفعل شيئين اثنين: الميول الموروثة والبيئة المُحيطة. المُيولُ الموروثة هي سِماتُ الشَّخصيَّة التي يأخذها الإنسانُ من والِديه. ومن المُرَجَّح أن يكونَ أبناءُ الأشخاص الاجتماعيين المُنطلقين كثيري الكلام، في حين يكون أبناءُ الأشخاص المُتَحَفِّظين المُنطَوين أميَلَ إلى الخَجل. تتعلَّق البيئةُ المُحيطة بشروط حياة الإنسان. وهي تشمل المُحيطَ الذي نشأ فيه، والأحداثَ التي مَرَّت به. كما تشمل أيضاً نمطَ علاقاته بأفراد أسرته، وبالأشخاص الآخرين في حياته. اضطراباتُ الشخصية هي أنماطٌ طويلة الأمد من التفكير والسُّلوك، يكون لها أثرٌ سَلبي فيما يخصُّ العمل والعلاقات مع الآخرين. اضطرابُ الشَّخصية نوعٌ من المَرَض النفسي. ويستخدم اختصاصيُّو الرعاية الصحيَّة مُصطَلَح "اضطرابات الشخصية" للإشارة إلى السِّمات المُختلَّة في شخصية المريض. يُعاني المُصابون باضطرابات الشخصية من صُعوبة في التعامُل مع شدَّات الحياة اليومية ومشاكلها. ويجد هؤلاء الأشخاص عادةً صُعوباتٍ في بناء علاقات إيجابية مع الآخرين، وفي المحافظة على هذه العلاقات. تبدأ اضطراباتُ الشخصية خلال الطفولة عادةً. لكنَّ تشخيصَها لا يكون في أغلب الأحيان إلاَّ بعدَ نُضج الشخص، لأنَّ أنماطَ التفكير والسلوك في مرحلة المُراهقة تكون مؤقَّتةً أو عابِرة عادةً. 

الأعراض

تُصنَّف الأنواعُ المحدَّدة من اضطرابات الشخصية ضمن مجموعات. ويعتمد تحديدُ المجموعة على تشابُه الخصائص والأعراض. هناك ثلاثُ مجموعات: المجموعة (أ) والمجموعة (ب) والمجموعة (ج). اضغط على كلِّ رابِط من الروابط التي تراها في الفقرة التالية لتتعرَّف إلى أعراض كلِّ نوع من أنواع اضطرابات الشخصية. اضطراباتُ المجموعة (أ) هي اضطرابات تتضمَّن سلوكاً أو تفكيراً غريباً أو غير مألوف:
  • اضطراب الشخصية الزَّوَري.
  • اضطراب الشخصية الفُصامي.
  • اضطراب الشخصية الفُصاميُّ النَّمَط.
اضطراباتُ المجموعة (ب) هي اضطرابات تتضمَّن تفكيراً أو سلوكاً دراماتيكياً أو شديد الانفعالية:
  • اضطراب معاداة المُجتمع.
  • اضطراب الشخصية الحَدِّي.
  • اضطراب الشخصية التَّمثيلي.
  • اضطراب الشخصية النَّرجِسي.
اضطراباتُ المجموعة (ج) هي اضطرابات تتضمَّن القلق والتفكير والسلوك المتَّسِمَين بالذُّعر:
  • اضطراب الشخصية الاجتنابي.
  • اضطراب الشخصية الاتِّكالي.
  • اضطراب الشخصية الوِسواسي القَهري.
يجب استشارةُ الطبيب عند ظهور أعراض أي اضطراب من اضطرابات الشخصية لأن الحالة يُمكن أن تتفاقَم إذا لم يتلقَّ المريض المعالجة المناسبة. وقد تُسبب هذه الاضطرابات مشكلاتِ كبيرة في حياة المريض. 

الأسباب

إنَّ الأسباب الدقيقة لاضطرابات الشخصية غير معروفة. وقد تكون هذه الاضطراباتُ ناتجةً عن مزيجٍ من سِماتٍ عائلية في الشخصية ومن تأثيرات البيئة المحيطة. يمكن أن تنتقلَ سِماتُ الشخصية من أحد الوالدين إلى بعض أطفال الأسرة. ويُعدُّ التمييزُ العُنصُري أو الجنسي من سمات الشخصية التي يُمكن أن يتأثَّرَ الطفلُ بها في البيت. ومع الزمن، يُمكن أن يبدأَ الطفلُ في إظهار سِماتٍ مماثلة. تأثيراتُ البيئة المُحيطة هي الظروف التي تكون موجودةً خلال نُموِّ الطفل. وتعدُّ حالاتُ الإساءة إلى الطفل وقيام أحد الوالدين بتعاطي المخدِّرات من الأمثلة على تأثيرات البيئة المُحيطة. رغم عدم معرفة الأسباب الدقيقة لاضطرابات الشخصية، إلاَّ أنَّ هناك عوامل محدَّدةً يبدو أنَّها تزيد من احتمالات ظهور هذه الاضطرابات. يمكن أن يكونَ للعوامل التالية أثرٌ في ظهور اضطرابات الشخصية:
  • التعرُّض للإساءة أو الإهمال في الطفولة.
  • تشخيص اضطراب السلوك الطُفولي.
  • وجود تاريخ عائلي للمرض النفسي.
  • خسارة أحد الوالدين بسبب الوفاة أو الطلاق خلال الطفولة.
  • الفَقر.
  • عيش الطفل في أسرة غير مستقرَّة أو شديدة الفوضَويَّة.



التشخيص

لا توجد اختباراتٌ طبِّية تستطيع كشفَ الإصابة باضطراب الشخصية. ولابدَّ من قيام طبيب نفسي بالتشخيص. والطبيبُ النفسي هو طبيبٌ متخصِّص في الاضطرابات النفسيَّة والانفعالية والسلوكية. يعدُّ توفُّرُ معلومات التاريخ الاجتماعي والطبِّي للشخص المريض ضرورياً لتشخيص اضطراب الشخصية. وقد يسأل الطبيبُ النفسي عن الأعراض وعن تاريخ الأسرة. كما يُمكن أن يقابِلَ أفرادَ الأسرة والأصدقاء لمعرفة أيَّة تغيُّرات في سلوك المريض. يكون الفحصُ الجسَدي جزءاً من عملية التشخيص عادةً. ويمكن أن يُجري الطبيبُ فحصاً للدم وتصويراً للدماغ، لأنَّ هذه الفحوصات تساعد على تحديد ما إذا كانت الأعراض ناجمةً عن أيَّة مُشكلات صحِّية أخرى. 

المعالجة

تستمرُّ اضطراباتُ الشخصية مُعظمَ حياة المريض عادةً. لكنَّ المعالجة بعيدة المدى يُمكن أن تساعدَ على السيطرة على الأعراض. وعندَ تقديم المعالجة المناسبة، يتمكَّن كثيرٌ من المرضى من عيش حياة مُرضِية. تشملُ معالجةُ اضطرابات الشخصية واحداً أو أكثر ممَّا يلي عادةً:
  • المعالجة النفسية.
  • المعالجة الدوائية.
  • المعالجة في المُستشفى.
تُدعى المعالجةُ النفسية أحياناً باسم "المعالجة بالكلام". وهي السبيلُ الرئيسي لمعالجة اضطرابات الشخصية. خلال المعالجة النفسية، يتعرَّف المريضُ على حالته وكيفية تأثيرها في تفكيره وسلوكه ومِزاجه ومشاعره. وهذا ما يساعده على تعلُّم طُرق صحيَّة من أجل التعامُل مع الأعراض. هناك أنواعٌ مختلفة كثيرة من المعالجة النفسية. ويستطيع الطبيبُ مساعدةَ المريض على تقرير نوع المعالجة المناسب لحالته. تشمل الأدويةُ النفسيَّة التي يُمكن استخدامُها لمعالجة اضطرابات الشخصية الأنواعَ التالية:
  • مُضادَّات الاكتئاب.
  • أدوية لاستقرار المِزاج.
  • مُضادَّات القَلَق.
  • مُضادَّات الذُّهان.
تحمل الأدويةُ كلُّها مخاطرَ ظهور آثار جانبية. ولابدَّ من استشارة الطبيب فيما يخص الأدوية التي يُمكن أن تُستخدَم لمعالجة الأعراض. ولا يجوز أن يبدأ المريضُ تناولَ أي دواء ولا أن يتوقَّفَ عن تناوله من غير استشارة الطبيب أوَّلاً. يشعر كثيرٌ من المرضى براحة أكبر عندَ المزج بين المعالجة الدوائية والمعالجة النفسية. ومن الممكن تقليلُ خطر النُّكس من خلال المواظبة على خطَّة المعالجة طوالَ الفترة التي يوصي بها الطبيب. يمكن أن تحتاجَ الحالاتُ الشديدة من اضطراب الشخصية إلى إدخال المريض إلى مستشفى الأمراض النفسيَّة. ويكون هذا الإجراءُ مُستحسناً عادةً إذا كان اضطرابُ الشخصية يُعرِّض صاحبَه أو الأشخاص الآخرين لأخطارٍ مباشِرة. إذا كان المريضُ معرَّضاً لخطر مباشِر يتمثُّل في إقدامِه على إيذاء نفسه أو على إيذاء الآخرين، فلابدَّ من التماس المعونة الطبية. وقد يوصى أحياناً بالعِلاج في المستشفى بالنسبة لمريض اضطراب الشخصية الذي يحتاج إلى مكان يُوفِّر له المساعدةَ اللازمة في أثناء تلقِّي العلاج. 

الخلاصة

اضطراباتُ الشخصية هي أنماطٌ طويلة الأمد من التفكير والسُّلوك فيما يخصُّ العملَ والعلاقات مع الآخرين. ويجد المُصابون باضطرابات الشخصية صعوباتٍ في التعامل مع صعوبات الحياة اليومية ومشكلاتِها. تبدأ اضطراباتُ الشخصية منذ الطفولة عادةً. لكنَّها لا تُشَخَّص في معظم الأحوال إلاَّ بعدَ أن يكبُرَ المريض. إنَّ السببَ الدقيق لاضطرابات الشخصية غيرُ معروف. لكن هناك عوامل يبدو أنَّها تزيد من احتمال نُشوئها وتطوُّرها. ويرتبط كثيرٌ من هذه العوامل بظروف اجتماعية أو انفعالية أو اقتصادية يعيشها الشخص في طفولته. 
لا يوجد اختبارٌ طبِّي يسمح بتشخيص اضطراب الشخصية. ولابدَّ من إجراء ذلك التشخيص من قبل طبيب نفسي، وهو طبيبٌ متخصِّص في الاضطرابات النفسية والانفعالية والسلوكية. تشمل معالجةُ اضطرابات الشخصية استخدامَ المعالجة النفسية أو المعالجة الدوائية، أو الاثنتين معاً عادةً. وقد تنشأ الحاجةُ إلى المعالجة في المستشفى إذا كان اضطرابُ الشخصية شديداً إلى درجة تجعله مصدرَ خطرٍ على المريض أو على الآخرين. تستمرُّ اضطراباتُ الشخصية طوالَ حياة المريض عادةً. لكنَّ المعالجة بعيدة المدى يمكن أن تساعدَ على ضبط الأعراض. ومع المعالجة، يُمكن أن يتحسَّنَ مرضى كثيرون بحيث يتمكَّنون من عيش حياةٍ مقبولة. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق