الأحد، 19 يناير 2014

الحَصبَة أمراض الأطفال والمراهقين

الحَصبَة - كافةالحَصبَةُ مرضٌ مُعدٍ يسبِّبه فيروس. وهو سهلُ الانتقال من شخص لآخر. العَرَضُ الرئيسي للحصبة هو الطفحُ الجلدي الحاكُّ الذي يبدأ في الرأس غالباً، ثمَّ ينتقل إلى باقي الجسم. أمَّا الأعراضُ الأخرى فهي الحُمَّى والسُّعال وسَيَلان الأنف والتهاب المُلتَحِمة أو احمِرار العين. وفي بعض الأحيان، يُمكن أن تُؤدِّي الحَصبَة الى مشاكل خطيرة. لا يوجد علاجٌ للحصبة، ولكنَّ اللقاحَ الثلاثي (الحَصبَة، النُّكاف، الحَصبَة الألمانية) يمكن أن يقي منها. أمَّا الحَصبَةُ الألمانية (الحُمَيراء) وتُسمَّى "روبيللا" أيضاً فهي مرضٌ مختلف تماماً عن مرض الحَصبَة. 

مقدِّمة

الحَصبَةُ مرضٌ مُعدٍ يسبِّبه فيروس. وهو ينتقل بسهولة من شخص لآخر. والعرضُ الرئيسي للحصبة هو الطفحُ الجلدي الحاكُّ. يُمكن أن تُؤدِّي الحَصبَةُ إلى مشاكل خطيرة في بعض الحالات. ولا يوجد عِلاج للحصبة، ولكنَّ اللقاحَ الثلاثي (الحَصبَة، النُّكاف، الحَصبَة الألمانية) يُمكن أن يقي منها. يساعد هذا البرنامجُ التثقيفي على فهم مَرَض الحَصبَة، وكيف يصيب الأطفالَ والبالغين؛ وهو يتناول الأعراضَ والتشخيص والوقاية. كما يتضمَّن البرنامج معلوماتٍ عن لقاح الحَصبَة أيضاً. 

الحَصبَة

الحَصبَةُ مرضٌ تنفُّسي يُسبِّبه فيروسُ الحَصبَة. يتكاثر فيروسُ الحَصبَة في خلايا بِطانة الجدار الخلفي للبلعوم والحَنجَرة والرئتين عادة. تُسبِّب الحَصبَةُ الحُمَّى والطفح الجِّلدي. وفي حالات قليلة، يمكن أن تسبِّبَ مضاعفاتٍ خطيرة. يتعرَّض للإصابة بالحَصبَة الأشخاصُ الذين لم يتلقَّوا اللُّقاحات الكاملة، والذين لم يسبق لهم أن أُصيبوا بالحَصبة الحَصبَةُ مرضٌ شديد العَدوى، يُمكن أن ينتقلَ إلى الآخرين خلال مدَّة تبدأ من أربعة أيَّام قبلَ ظهور الطفح وتمتدُّ إلى أربعة أيَّام بعده. الحَصبَةُ معدية جداً إلى درجة أنَّ 90٪ من الأشخاص المحيطين بالمريض يُصابون بالمرض إذا لم يكونوا قد تلقَّوا اللقاحات. يعيش فيروسُ الحَصبَة في مُخاطية الأنف والبلعوم. وعندما يعطس المريض أو يسعل، ينتشر الرذاذُ في الهواء. وهذا الرذاذُ يمكن أن يدخلَ في أنف أو بلعوم شخص آخر من خلال التنفُّس، أو عندما يضع إصبعَه في فمه أو أنفه بعدَ وضعه على سطح مُلوَّث. يمكن أن يعيشَ فيروسُ الحَصبَة خارجَ الجسم نحو ساعتين تقريباً. وهو سهلُ الانتقال بين الأشخاص، بحيث تكون إصابةُ الأشخاص غير المُمَنَّعين أمراً مُرجَّحاً عندَ احتكاكهم مع المريض. يجب عدمُ الخلط بين الحَصبَة وبين الروبيلا والذي هو مرض أقل حدة من الحصبة. تُسمَّى الروبيلا الحَصبَة الألمانية أو "حَصبة الأيَّام الثلاثة". 

الأعراض

تبدأ أعراضُ الحَصبَة عادةً بعدَ سبعة إلى أربعة عشر يوماً من وقوع العدوى. أعراضُ الحَصبَة هي:
  • طَفَح جِلدي بقعي.
  • سُعال.
  • وَهَن وإرهاق.
  • حُمَّى.
  • سيلان الدمع واحمرار العينين.
  • سَيَلان الأنف.
  • بُقع بيضاء صغيرة ذات مركز أبيض مُزرَقٍّ داخل الفم.
يظهر طَفَحٌ جلدي أحمر أوبني مائل إلى الإحمرار بعدَ ثلاثة إلى خمسة أيَّام من بَدء ظهور الأعراض. يبدأ الطَّفَحُ على الوجه عندَ خَط الشعر عادة، ثمَّ يهبط إلى الرقبة والجذع والذراعين والساقين والقدمين. عندَ ظهور الطَّفَح الجلدي، يُمكن أن ترتفعَ حرارةُ المريض إلى أكثر من أربعين درجة مئوية. وبعدَ بضعة أيَّام، تتراجع الحرارةُ، ثمَّ يختفي الطَّفَح. 

المُضاعفات

يظهر واحدٌ أو أكثر من المضاعفات التالية في نحو ثلاثين بالمائة من حالات الحَصبَة:
  • التهاب الرئة.
  • التهابات الأذن.
  • الإسهال.
يكون ظهورُ هذه المُضاعفات أكثرَ شيوعاً عندَ الأطفال تحت سنِّ الخامسة، وعند البالغين فوقَ سنِّ العشرين. من الممكن أن تكونَ الحَصبَةُ خطيرةً، حتَّى عندَ الأطفال الأصحَّاء. وقد يحتاج المريضُ إلى دخول المستشفى، وذلك لأنَّ طفلاً واحداً يُصاب بالتهاب الرئة من بين كلِّ عشرين طفلاً مُصاب بالحَصبَة. كما يُصاب بالتهاب الدماغ طفلٌ واحد من كلِّ ألف طفل مريض بالحصبة. يموت طفلٌ أو طفلان من بين كلِّ ألف طفل مُصاب بالحَصبة. كما يمكن أن تسبِّبَ الحَصبَةُ الإجهاضَ للحامل أو الولادة المبكِّرة أو نقص وزن الجنين. 

التشخيص

يشكُّ الطبيبُ في وجود إصابة بالحَصبة حين يشعر المريضُ بالتعب ويظهر لديه سُعالٌ أو سيلان أنف أو ألم في العينين، مع حُمَّى يتلوها الطَّفَحُ الجلدي. يجب تأكيدُ تشخيص الحَصبَة من خلال الفحوص المختبرية؛ ففي حالة الاشتباه بالإصابة بالحَصبة، ينبغي إجراءُ اختبار دموي وأخذ عيِّنات من الأنف والبلعوم والبول لتأكيد التشخيص. 

التلقيح

اللقاحُ الثلاثي (الحَصبَة والنكاف والحَصبَة الألمانية) هو اللقاحُ الأكثر شيوعاً للوقاية من الحَصبَة. وهو من اللقاحات الشائعة التي تُعطى للأطفال. ويرى خبراءُ الصحَّة العامَّة وخبراءُ الطبِّ أنَّ اللقاحَ الثلاثي آمنٌ وفعَّال. يُنصَح بإعطاء الطفل جرعتين من هذا اللقاح:
  • الجرعة الأولى في عمر 12-15 شهراً.
  • والجرعة الثانية قبلَ دخول المدرسة، أي في عمر أربع إلى ست سنوات.
إذا كان الشخصُ من مواليد عام 1957 أو بعده، ولم يتلَقَّ لُقاحاً ضد الحَصبَة أو لم يصب به، فهو معرَّضٌ للإصابة بها، وعليه أن يأخذَ جرعةً على الأقل من اللقاح الثلاثي. يوصى بجُرعتين من اللقاح الثلاثي للبالغين المعرَّضين للإصابة بالحَصبَة مثل:
  • طلاَّب الجامعات والمدارس المهنيَّة وطلاب المدارس.
  • العاملون في المرافق الصحِّية.
  • المسافرون من دولة لأخرى أو المسافرون على السُّفن.
  • النساء في سنِّ الحمل.
على المرأة الحامل أن تنتظرَ حتَّى الولادة قبلَ أن تأخذَ اللقاحَ الثلاثي. ولا يجوز أن تحمل المرأةُ قبلَ ثمانية وعشرين يوماً من تلقّي اللقاح الثلاثي. 

المعالجة

غالباً ما يُطلَب من مرضى الحَصبَة الإكثار من الراحة وشرب السوائل، إضافةً إلى تناول السيتامول لخفض الحرارة. ولا وجودَ لعلاج خاص بالحَصبَة، ولكن هناك رعايةٌ داعمة يمكن أن تخفِّفَ من معاناة المريض. الرعايةُ الداعمة في مرض الحَصبة هي:
  • شرب كمِّيات كبيرة من السوائل للوقاية من الجفاف.
  • الراحة التامَّة.
  • تناول المُسكِّنات العادية التي تُباع من غير وصفة طبِّية.
لا يُعطى الأسبرين للأطفال دون الثامنة عشرة من العمر، لأنَّه يرتبط بحدوث مشاكل صحِّية كبيرة عند الأطفال. من المهمِّ جداً مراجعةُ الطبيب إذا تجاوزت الحرارة 38.3 درجة مئوية. على الحامل التي تتعرَّض للحصبة أن تراجعَ الطبيبَ حتَّى إذا لم تظهر عليها أيَّةُ أعراض. من المهمِّ ألاَّ يغادرَ الشخصُ المصاب بالحَصبَة منزلَه، وذلك لتقليل إمكانية انتشار العدوى. 

الخلاصة

الحَصبَةُ مرضٌ تنفُّسي يسبِّبه فيروسُ الحَصبَة. يتكاثر فيروسُ الحَصبَة في خلايا بِطانة الجدار الخلفي للبلعوم والحَنجرة والرئتين عادة. تسبِّب الحَصبَةُ الحُمَّى والسُّعالَ وسيلان الأنف والطفح الجلدي على كامل الجسم. 
يُصاب بعدوى الأذن طفلٌ من كلِّ عشرة أطفال مصابين بالحَصبَة. ويظهر التهابُ الرئة عندَ واحد من كلِّ عشرين مصاباً. كما يحدث التهابُ الدماغ عندَ واحدٍ من كلِّ ألف مصاب. ويموت واحد أو اثنين من كلِّ ألف مصاب. تنتقل عدوى الحَصبَة بالهواء عبرَ رذاذ التنفُّس والسُّعال والعُطاس. الحَصبَةُ مرضٌ شديد العدوى. وقد يمرض كلُّ من يتعرَّض للعدوى ولا يكون مُمنَّعاً ضدَّها. لا وجودَ لعلاج خاص بالحَصبَة، ولكن هناك رعاية داعمة يمكن أن تخفِّفَ من مُعاناة المريض. وغالباً ما يُطلَب من مريض الحَصبَة الإكثارُ من الراحة وشرب السوائل، إضافةً إلى تناول السيتامول لخفض الحرارة. هناك لُقاحٌ للوقاية من الحَصبَة. واللقاحُ الأكثر استخداماً هو اللقاحُ الثلاثي (الحَصبَة، الحَصبَة الألمانية، النُّكاف). وهو لقاحٌ شائع الاستخدام في مرحلة الطفولة. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق