الأربعاء، 22 يناير 2014

التَّوسيع والتجريف أمراض النساء والولادة

التَّوسيع والتجريف - كافةعمليةُ التوسيع والتجريف أو الكَشط هي عمليةٌ تهدف إلى تشخيص ومعالجة أمراض الأعضاء التناسلية للمرأة، وهي: • النزف الغزير الطَّمثي. • النزف غير الطبيعي. • الأورام السليمة في الرحم (الأورام الليفية). • العُضال الغُدِّي ـ نموُّ البطانة الداخلية للرَّحِم داخل الطبقة الوسطى العضلية للرحم. • الدَّاء الالتهابي الحوضي. • الإجهاض العفوي. • الإجهاض. • إزالة اللَّولب داخل الرحم. • التحرِّي عن أسباب العُقم يمكن إجراء هذه العملية بالتخدير الموضعي أو النَّاحي أو العام. وقبل يوم من العملية، يمكن أن يضع الطبيبُ مادَّةً على عنق الرحم كي يلين ويتوسَّع. ويتم خلال العملية توسيعُ عنق الرحم بحيث يسمح بدخول أدوات التجريف. تُرسَل عَيِّنات من النسيج المُجَرَّف إلى المختبر للدراسة. ومن الطبيعي، بعد العملية ببضعة أيَّام أو أسابيع، أن تحدث نزٌّ دموي عبر المهبل. ويقوم الطبيب بإخبار المريضة متى يمكنها العودة إلى استخدام الدَّكة المهبلية، أو متى يمكنها ممارسة الجنس أو حمل الأشياء الثقيلة. 

مقدِّمة

عمليةُ التَّوسيع والتجريف هي عمليةٌ تهدف إلى تشخيص عدد من الأمراض النسائية ومعالجتها. يعدُّ التَّوسيع والتجريف أحدَ أكثر العمليات النسائية شيوعاً، ولعلَّ الطبيب قد يطرح على المرأة إجراءَ هذه العملية ذات مرَّة. يساعد هذا البرنامج التثقيفي على فهم عملية التوسيع والتجريف، وما هي الأمراض المحتملة التي تُعالج أو تُشخَّص بهذه العملية. 

التشريح

الأعضاءُ التناسلية للمرأة هي:
  • المَهبِل.
  • الرحم.
  • قناتا فالوب (البوقان).
  • المَبيضان.
تتوضَّع الأعضاء التناسلية في الحوض، بين المثانة والمستقيم. للمبيضين وظيفتتين:
  1. الإباضة أو تحرير البيوض، وهذه وظيفةٌ ضرورية للتناسل.
  2. إنتاج هرمونات خاصَّة، مثل الإستروجين والبروجستيرون. وهذه الهرموناتُ تنظِّم الإباضة وتُحضِّر بطانة الرحم للحمل.
عندما تتحرَّر البيضةُ، فإنَّها تمرُّ عبر قناة فالوب (البوق الرَّحمي)، حيث يمكن أن يجري تلقيحُها. إذا لم يتم تلقيحُ البيضة، فإنَّها تُطرَح مع بطانة الرحم خارج الجسم خلال الدورة الشهرية (الحيض). يكون الرحم على شكل الإجاصة. ويبلغ طولُه سبعة أو ثمانية سنتيمترات، ويتألَّف من ثلاث طبقات. تُدعى الطبقةُ الداخلية من الرحم بطانة الرحم. وهذه البطانةُ تُطرَح مرة كلَّ شهر إذا لم تحمل المرأة وإذا كان مبيضاها يعملان بصورة جيِّدة. وهذا ما يُسمَّى الدورة الشهرية أو الدَّورة الطمثيَّة. تكون الدَّوراتُ الطمثيَّة منتظمة نسبياً، فهي تتكرَّر كلَّ 28 يوماً عادةً، ويستمرُّ الطمث 4-7 أيَّام. مع اقتراب سنِّ اليأس، تصبح الدورةُ الشهرية غير منتظمة، ثم تتوقَّف بعد فترة. ويحدث سنُّ اليأس عندما يتوقَّف المبيضان عن إنتاج الهرومونات وتحرير البيوض. إذا حصل الحملُ، يبقى الجنين في الرحم حتَّى الولادة. ويكون الرحم قادراً على التمدُّد بشكل كبير. كما أنَّ الطبقة الوسطى العضلية من الرحم هي التي تُولِّد تقلُّصات المخاض عند الولادة لدفع الطفل إلى خارج الرحم. تُسمَّى الطبقةُ الخارجية من الرحم الطبقةَ المَصلية. يُدعى الجزءُ السُّفلي من الرحم عنقَ الرحم، وهو ينفتح على المهبل الذي ينفتح بدوره على الوسط الخارجي بين الإحليل (فتحة المثانة البوليَّة) والمستقيم. يُثبَّت الرحمُ في مكانه بواسطة الأربطة التي تمنعه من الهبوط في المهبل. 

دَواعي الاستِعمال

يمكن أن تفيد عمليةُ التَّوسيع والتجريف في تشخيص أو معالجة عدد من الأمراض النسائية المختلفة. وهذه الأمراضُ يمكن أن تسبِّب نزفاً مهبلياً غزيراً أو غير سويٍّ، كما يمكن أن تؤدِّي أيضاً إلى عجز المرأة عن الحمل أو عن إتمام الحمل. فيما يلي وصفٌ لبعض الأمراض التي يمكن تشخيصها أو معالجتها بعملية التوسيع والتجريف. ويخبر الطبيبُ المريضةَ إذا كانت هذه العملية نافعة لها. النزف الطمثي. إذا كان النزفُ الطمثي غزيراً، فإنَّه يمكن أن يسبِّب خسارة كبيرة في الدم. وقد تترافق الدورة الطمثية في هذه الحالة بتشنُّجات مؤلمة وآلام بطنية. النزف غير الطبيعي. يمكن أن يحدثَ لدى المرأة نزفٌ في غير وقته الطبيعي، وهذا ما نسمِّيه النزف الشاذ. ومن الأمثلة على الحالات التي يحدث فيها ذلك:
  • خلال أو بعد سنِّ اليأس.
  • بين الدورتين الطمثيَّتين، وهذا ما يُسمَّى "التَّلطيخ أو التَّمشيح".
  • بعد الجماع، ويُسمَّى "النزف التالي للجماع".
الأورام الحَميدة. يمكن أن تسبِّب الأورامُ الليفية أو البوليبات التي تنشأ في الطبقة العضلية من الرحم الكثيرَ من النزف. ونقصد بالورم الحميد الورمَ غير السرطاني، لكنَّ هذا الورمَ يمكن أن يصبح كبيراً ويسبِّب تشنُّجات وألماً وضغطاً على الأعضاء المجاورة. هذا، ويجري استئصالُ البوليبات خلال عملية التوسيع والتجريف. الورم الخبيث. إذا كان الورمُ الخبيث موجوداً في الرحم، فقد يشمل بطانة الرحم وعنق الرحم. ويمكن الشفاء من سرطان الرحم إذا جرى تشخيصُه باكراً. العُضال الغُدِّي. إذا نمت بطانةُ الرحم داخل الطبقة العضلية للرحم، فإنَّنا نُسمِّي هذه الحالة العُضالَ الغُدِّي. وهو يُسبِّب ألماً وتَشنُّجات ونزفاً غير طبيعي. الداء الالتهابي الحوضي. يمكن أن يمتدَّ التهابُ الرحم أو قناتي فالوب إلى أجواف الحوض، ممَّا يؤدِّي إلى حالة تُسمَّى الداءَ الالتهابي الحوضي. وهذه العدوى تنتقل عن طريق الجنس عادة. وقد يسبِّب الداء الالتهابي الحوضي الكثيرَ من الألم، ويُمكن أن يؤدِّي إلى العُقم. الإجهاضُ العفوي أو الاختِيارِيُّ. يمكن أن يحدثَ النزفُ عندما تتم إزالة الجنين من الرحم لأيِّ سبب كان. وهناك حاجةٌ لإزالة أيِّ نسيج متبقٍّ خشية أن يسبِّبَ التهاب باطن الرحم. يجرى أحياناً التوسيع والتجريف من أجل إزالة اللولب من الرحم، واللولب هو أداة مانعة للحمل توضع في الرحم. يمكن إجراءُ عملية التوسيع والتجريف للنساء اللواتي لا يستطعن الحمل والإنجاب من أجل معرفة سبب ذلك. 

العملية أو الإجراء

تهدفُ عملية التوسيع والتجريف إلى كشط الرحم باستخدام أدوات تُسمَّى المجارف. ولكي يمكن إدخال المجارف عبر عنق الرحم، لابدَّ من فتحه أو "توسيعه". ولهذا تُسمَّى العملية "عمليةَ التوسيع والتجريف". يمكن إجراءُ التوسيع والتجريف في المستشفى أو في عيادة الطبيب. قبلَ يوم واحد من العملية، يمكن أن يضع الطبيبُ مادَّةً خاصَّة على عنق الرحم من أجل تليينه وتوسيعه. وقد تسبِّب هذه المادة بعضَ المَغص والتشنُّجات للمريضة. يجب أن تسأل المريضةُ الطبيبَ عن أنواع الأدوية التي تستطيع تناولها إذا اشتدَّت عليها هذه الآلام. يمكن أن تُجرى عمليةُ التوسيع والتجريف تحت التخدير العام أو الموضعي أو الناحي. ويقوم طبيبُ النسائية بمساعدة المريضة على اختيار التخدير الأنسب. يُطلب من المريضة الاستلقاء على الظهر مع ثني الركبتين. ويقوم طبيب النسائية بإدخال المنظار في المهبل لإبقائه مفتوحاً. بعدَ ذلك، يمكن أن يقوم الطبيبُ بأخذ مسحة من عنق الرحم قبل أن يبدأ العمل، ثمَّ يُرسلها إلى المختبر للدراسة. وهذا ما يُسمَّى اختبارَ لطاخة بابا نيكولاو (من اسم الطبيب بابا نيكولاو الذي ابتكرَ هذه الطريقة). طبيبُ التَّشريح المرضي هو طبيبٌ متخصِّص في دراسة عيِّنات الدم أو الانُّسُجة تحت المجهر للتحرِّي عن السَّرطان أو غيره من الأمراض. بعد ذلك، يجري توسيعُ عنق الرحم بأداة خاصَّة تُدعى "الملقط" . ثم يتمُّ إدخالُ المجارف إلى الرحم، ويجري كشط بطانة الرحم. وتُرسَل الكُشاطةُ إلى مختبر التشريح المرضي. وبعد ذلك، يجري سحبُ الأدوات والمنظار. بعد انتهاء العملية، يجري رفعُ التخدير عن المريضة، ويمكنها الذهاب إلى البيت بعدَ استراحة قصيرة في غرفة الإنعاش. لا يمكن للمريضة أن تقودَ السيَّارة بنفسها، لذلك لابدَّ من مرافق يوصلها إلى البيت. 

المخاطرُ والمضاعفات

تعدُّ عمليةُ التوسيع والتجريف آمنة جداً. ومع ذلك، هناك بعض المخاطر والمضاعفات الممكنة رغم ندرتها. ولذلك، من الأفضل أن تعرفها المريضة تحسُّباً لحدوثها، لأنَّ معرفتها قد تسمح للمريضة بمساعدة الطبيب على التحرِّي المبكِّر عنها. هناك مخاطر ومضاعفات لها علاقة بالتخدير، ومنها ما يتعلَّق بالعملية نفسها. تشتمل المخاطرُ المتعلِّقة بالتخدير على الغثيان والتقيُّؤ واحتباس البول وجرح الشفتين وتكسُّر الأسنان وألم البلعوم والصُّداع. وهناك مخاطر للتخدير العام أكثر خطورة هي النوبات القلبية والسكتات والتهاب الرئة. يناقش طبيبُ التخدير هذه المخاطرَ مع المريضة، ويسألها إذا ما كان لديها تحسُّس لدواء معيَّن. يمكن أن تحدث خثراتٌ دموية في الساقين بسبب انعدام حركة المريضة في أثناء العملية وبعدها. وتظهر هذه الخثراتُ بعد أيَّام قليلة من الجراحة عادة. وينجم عنها ألمٌ وتوَرُّم في الساق. يمكن أن تتحرَّر الخثرةُ من الساق، وتنتقل إلى الرئة حيث تسبِّب صعوبة في التنفُّس وألماً صدرياً، وقد تؤدِّي إلى الموت أحياناً. ولذلك، من المهمِّ جداً أن تخبر المريضةُ الطبيبَ في حال ظهور أيٍّ من هذه الأعراض. وفي بعض الحالات، تحدث صعوبة التنفُّس دون أيِّ إنذار مسبق. تقلِّل حركةُ المريضة بعد وقت قصير من العملية من مخاطر تشكُّل الخثرات الدموية في الساقين. هناك مخاطر نراها في أيِّ نوع من العمليات، وهي:
  1. العدوى، في المهبل أو الرحم أو الحوض.
  2. النزف، في أثناء العملية أو بعدها.
وهناك أيضاً مخاطرُ ومضاعفاتٌ تتعلَّق بهذه العملية تحديداً، حيث يمكن، في حالات نادرة، أن يُصاب جدارُ الرحم أو ينثقب، وهذا ما قد يؤدِّي إلى إصابة أعضاء أخرى في الحوض، مثل الأمعاء أو المثانة أو الأوعية الدموية أو الأعصاب. وفي هذه الحالة، قد تكون هناك ضرورة لإجراء عملية أخرى. 

بعد التوسيع والتجريف

تستطيع المريضةُ أن تذهب إلى بيتها بعد عملية التوسيع والتجريف، وذلك بعد استراحة قصيرة في غرفة الإنعاش. من الطبيعي أن يحدثَ لدى المريضة تصريف أو نزٌّ دموي من المهبل، بما في ذلك النزفُ المهبلي وطرحُ مادَّة بنِّية اللون. وتحتاج المريضة إلى استخدام الرَّفائ النسائية الصحِّية بضعة أيَّام أو بضعة أسابيع. ينبغي أن تمتنع المريضةُ عن الأمور التالية دون تصريح من الطبيب:
  • استخدام الدكَّة المهبلية.
  • ممارسة الجنس.
  • حمل أوزان ثقيلة.
لا تغيِّر عملية التوسيع والتجريف نمطَ الحياة الجنسية للمرأة ولا أحاسيسها. يجب إبلاغُ الطبيب إذا لاحظت المريضةُ أيَّ شيء ممَّا يلي:
  • الحُمَّى.
  • طرح مفرزات نتنة الرائحة من المهبل.
  • زيادة في الألم البطني.
  • زيادة في طرح الدم.
  • أيَّة أعراض أخرى غير مألوفة.

الخلاصة

تعدُّ عمليةُ التوسيع والتجريف عمليةً آمنة جداً وناجحة. ويمكن من خلالها تشخيصُ أمراض خطيرة تُصيب الأعضاء التناسلية عند المرأة، وعِلاجها أحياناً. أصبحنا نعرف الآن أنَّ حدوث المضاعفات أمرٌ ممكن. ومعرفةُ المريضة بهذه المضاعفات تساعدها على اكتشافها باكراً حين تحدث. من خلال مساعدة الطبيب ونتائج الاختبارات التي تُجرى بعد عملية التوسيع والتجريف، يمكن معالجةُ بعض الأمراض التي تعاني منها المرأة، كما يمكن أن تتابع المرأة حياتها بصحَّة وعافية! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق