الأربعاء، 22 يناير 2014

الخُزعةُ المخروطيَّة أمراض النساء والولادة

الخُزعةُ المخروطيَّة - كافةيتمُّ، خِلال الخُزعَة المَخروطيَّة، استئصالُ بعض أو كلِّ الجزء المصاب من عُنق الرَّحِم. وقد يوصي الطبيبُ، إذا كان قد تمَّ الكَشفُ عن سرطان عُنق الرَّحِم بواسطة اختبار لطاخة بابانيكولاو، بإجراء خزعة مَخروطيَّة للحُصول على مَزيد من الأنسجة من عُنق الرَّحِم بهدف تحديد المرحلة التي بلغها السرطان، أو مُعالجته إذا كان لا يزال في المراحل المبكِّرة. يتطوَّر سرطانُ عنق الرحم تدريجياً، ولا يكون موجوداً في المراحل المبكِّرة إلاَّ على سطح عُنق الرَّحِم. أمَّا إذا لم تتمَّ معالجةُ السرطان في هذه المرحلة، فإنَّه ينتشر في عُمق عنق الرحم، ومن هناك يُمكن أن ينتشرَ إلى أعضاء الجسم الأُخرى. تُجرى الخزعةُ المخروطية تحت التخدير العام، حيث تتمُّ إزالةُ قطعة صغيرة مخروطيَّة الشكل من عنق الرَّحِم. وبعد ذلك، يتمُّ فحصُ الأنسجة المأخوذة في المختبر، ثمَّ يقرِّر الطبيبُ ما إذا كانت هناك حاجةٌ إلى مُعالجات إضافيَّة. ويحتاج عُنقُ الرحم، بعد الخزعة المخروطية، إلى وقت كي يتماثلَ للشفاء. ويقوم الطبيبُ بعد هذا الإجراء بإخبار المريضة متى يُمكنها أن تستخدم حمَّام البُخار (الساونا) وحوض الاستحمام والقيام بالجِماع المَهبِليِّ ووضع الدكَّات المَهبِليَّة. 

مُقدِّمة

يصيب سرطانُ عُنُق الرَّحِم آلاف النساء سنويَّاً. 

يُمكن كشفُ الكثير من المراحل المُبكِّرة لسرطان عُنُق الرَّحِم ومُعالجتها بفضل إجراء يُسمَّى لُطاخةَ بابانيكولاو. 

قد يوصي طبيبُ الأمراض النسائيَّة، إذا اكتشف إصابةَ المرأة بسرطان عُنُق الرَّحِم، بإجراء خزعة مخروطيَّة للحصول على كمِّية أكبر من نسيج عُنُق الرَّحِم، وتحديد المرحلة التي بلغها السرطان، أو لمعالجته في مراحله المُبكِّرة. 

يمكن أن يوصي الطبيبُ المريضةَ بإجراء خزعة مخروطيَّة. وإذا أوصى بإجراء خزعة مخروطيّة للمريضة، فإنَّ القرار بالخضوع لهذا الإجراء أم لا يعود إليها. 

يُساعد هذا البرنامجُ التثقيفيُّ على تحقيق فهم أفضل لمنافع الخزعة المخروطيَّة ومخاطرها. 



تشريح الجهاز التناسلي الأنثوي

يتكوَّن الجهازُ التناسليُّ الأُنثويُّ من:
  • المَهبِل.


  • الرَّحِم.


  • البوقَين أو قناتَي فالوب.


  • المَبيضَين.


تتوضَّع هذه الأعضاءُ في منطقة الحوض ما بين المثانة والمستقيم. 

للمبيضين وظيفتان رئيسيَّتان، وهما:
  1. إنتاج الهرمونات، مثل الإستروجين والبروجستيرون.


  1. تحرير البيوض من المبيض أو ما يُدعى الإباضة.


يساعد الإستروجين والبروجستيرون على تحضير بطانة الرحم لاحتضان الحمل، كما أنَّها تعمل أيضاً على تنظيم عملية الإباضة. 

حين تتحرَّر البويضةُ، تهبط إلى الرحم عبر البوق أو قناة فالوب، حيث قد يتمُّ أو لا يتمُّ تلقيحُها من قِبل النِّطاف. 

إذا لم تُلقَّح البويضةُ، فإنَّها تُطرَح مع البطانة الداخلية للرحم إلى خارج الجسم خلال فترة الطمث. 

الرَّحِمُ عُضوٌ كُمَّثريُّ الشكل، يقيس سبعة سنتيمترات تقريباً. 

يُدعى الجزءُ السفلي من الرَّحِم عُنُقَ الرَّحِم، وهو ينفتح على المَهبِل. أمَّا المَهبِلُ فهو ينفتح على الوسط الخارجي بين الإحليل "فتحة المثانة" والمستقيم. 



أمراضُ عُنُق الرَّحِم

ترتبطُ بعضُ الأمراض التي تنتقل عن طريق الاتِّصال الجنسيِّ أو الجِماع مع سرطان عنق الرحم؛ فعُنُقُ الرَّحِم مُعرَّضٌ للإصابة بالأمراض المنقولة بالجنس، لأنَّه يكون على تماسّ مُباشر مع السائل المنويِّ في أثناء الاتِّصال الجنسيِّ غير المحميّ، أي الذي يتمُّ من دون استعمال الواقي الذكريِّ. 

يتطوَّر سرطانُ عُنُق الرَّحِم بشكل تدريجيٍّ غالباً؛ ففي البداية، تُصبح الخلايا التي تبطِّن عُنق الرحم غيرَ طبيعية قليلاً، وهذا ما يُسمَّى "اللانمطيَّة". ويُمكن أن تتحوَّل الخلايا اللانمطيَّة إلى سرطان بعد فترة من الزمن. 

يكون سرطانُ عُنُق الرَّحِم في مراحله الأولى موجوداً على الطبقة السطحيَّة من عنق الرَّحِم فقط؛ وهذا ما يُسمَّى "السَّرَطانة أو الكارسينوما المُوَضَّعة أو اللاَّبِدَة". 

أمَّا إذا لم تتمَّ معالجةُ السرطان في هذه المرحلة، فإنَّه ينتشر في عُمق عنق الرحم، ومن هناك يُمكن أن ينتشرَ إلى أعضاء الجسم الأُخرى. 

تكون مُعالجةُ "اللانمطيَّة" و"السرطانة اللابدة" ناجحةً جدَّاً في شفاء سرطان عُنُق الرَّحِم. 

كما أنَّ إجراءَ اختبار لُطاخة بابانيكولاو ضروريٌّ لكشف اللانمطيَّة مبكِّراً. وقد سُمِّي هذا الاختبارُ نسبةً إلى الطبيب الذي جعل هذا الاختبار مُنتشراً، وهو الدكتور بابانيكولاو. 

تُؤخذ في هذا الاختبار عيِّنةٌ من عُنًق الرَّحِم باستخدام ماسحة قُطنيَّة أو لُطاخة؛ ثمَّ تُرسل العيِّنة إلى المختبر لتحليلها. 

هناك لقاحٌ حديث أظهر فائدةً في الوقاية من العدوى بأربع سُلالات من فَيروس الوَرَمِ الحُلَيمِيِّ البَشَرِيِّ‎؛ حيث إنَّ هذا الفيروس هو السببُ الرئيسيُّ للإصابة بسرطان عُنُق الرَّحِم. ولذلك، يُنظر إلى هذا اللقاح، أو ما يُدعى "جارداسيل"، على أنَّه لقاحٌ للوقاية من سرطان عُنُق الرَّحِم أيضاً. 



الخزعةُ المَخروطيَّة

يتمُّ استئصالُ بعض أو كلِّ الجزء المُصاب من عُنُق الرَّحِم في أثناء الخزعة المخروطيَّة. ويكون شكلُ الجزء الذي يُستأصَل شبيهاً بالمخروط الصغير. 

يتمُّ إجراءُ الخزعة المخروطيَّة تحت التخدير العام عادةً، في المستشفى أو في العيادات الجراحيَّة الخارجية. ويستغرق الإجراءُ من خمس عشرة إلى عشرين دقيقة وسطياً. 

يُوضَع ساقا المريضة على رِكابين، بعد أن يقوم اختصاصيُّ التخدير بتنويمها؛ ثم يتمُّ إدخالُ أداة تُسمَّى المنظار برفق داخل المَهبِل لإبقائه مفتوحاً في أثناء قيام طبيب الأمراض النسائيَّة باستئصال الخلايا الشاذَّة بواسطة مِبضَع جِراحيٍّ. 

يقوم الطبيبُ بعد ذلك بإيقاف أيِّ نزف حاصِل، ثم يُخرج المِنظارَ ويسمح بإيقاظ المريضة وأخذها إلى غُرفة الإنعاش. 

يُرسَل النسيجُ الذي تمَّ استئصالُه بعد ذلك إلى المختبر ليتمَّ فحصُه من أجل البحث عن السرطان والمرحلة التي قد يكون بلغها. 

قد تكون الخزعةُ المخروطيَّة كافيةً لمعالجة السرطان في مراحله المبكِّرة. وقد يكون من الضَّروري اللجوءُ إلى مُعالجات إضافية في حالات أُخرى. 



مخاطر الخزعة المخروطية ومضاعفاتها

تعدُّ الخزعةُ المخروطية إجراءً آمناً جداً؛ والمخاطرُ والمضاعفات التي قد يُسبِّبها نادرةٌ للغاية. ولكن، تُساعد المعرفةُ الجيِّدة بهذه المخاطر والمُضاعفات على اكتشافها في وقت مبكِّر في حال حدوثها. 

ومن المخاطر التي قد يسبِّبها التخديرُ العام نذكر الغَثيانَ والقيء، واحتباس البول وجرح الشفتين وتكسُّر الأسنان والتهاب الحلق والصُّداع. ومن مخاطر التخدير العام الأكثر خطورة نذكر النوباتِ القلبيَّةَ والسكتات الدماغيَّة والالتهاب الرئويَّ. يقوم طبيبُ التخدير بمناقشة هذه المخاطر مع المريضة، ويسألها عمَّا إذا كانت تعاني من تَحسُّس تجاه أدوية مُعيَّنة. 

قد تحدث جلطاتٌ دمويَّة في الساقَين نتيجة لقلَّة الحركة في أثناء الجراحة وبعدها. وتظهر هذه الجلطاتُ بعد الجراحة بأيَّام عادة. وهي تجعل الساقَ تبدو مُتورِّمة وساخنة. 

يُمكن أن تنفصل الجلطاتُ الدمويَّة، وترتحل من الساق، وتذهب إلى الرئتَين، حيث تُسبِّب ضيقَ النَّفَس وألم الصدر، وربَّما تؤدِّي إلى الوفاة. لذلك يُعدُّ إخبارُ الطبيب عن حدوث أيٍّ من هذه الأعراض فور حدوثها أمراً بالغ الأهمِّيَّة. كما يمكن أن يحدث ضيقُ النَّفَس دون سابق إنذار أحياناً. قد يُساعد النهوضُ المُبكِّر من السرير بعد الجراحة بوقت قصير على التقليل من خطر حدوث جلطات في الساقَين. 

ومن المخاطر والمضاعفات، التي قد تحدث بعد أيَّة عمليَّة جراحيَّة، النزفُ والعدوى، أو تندُّب عنق الرحم. ولكنَّ هذه الأمور نادرةُ الحُدوث. 

قد يجعل التندُّبُ تفسيرَ لُطاخات بابانيكولاو في المُستقبل أكثرَ صُعوبة. 

هناك احتمالٌ ضئيل جداً في أنَّ الخزعة المخروطية قد تجعل من احتمال الحمل أكثرَ صعوبة في المُستقبل، أو تُسبِّب مشاكل في الحمل إذا حصل. وهذا الأمرُ مُمكن إذا تمَّ اقتطاعُ جزء كبير من عنق الرحم خلال إجراء الخزعة المخروطيَّة. 



ماذا بعد الإجراء؟

تُؤخَذ المريضةُ بعد إجراء الخزعة المخروطيَّة إلى غُرفة الإنعاش. 

تستطيع المريضةُ أن تذهبَ إلى البيت بعد أن تصحو من التخدير العامِّ في اليوم نفسه. 

يحتاج عُنُقُ الرَّحِم إلى وقت كي يتعافى. لذلك، ينبغي على المريضة الامتناع عن الممارسة الجنسيَّة، وعن وضع أيٍّ شيء في المهبل لعدَّة أسابيع. 

قد تعاني المريضةُ من المغص ومن بعض المُفرزات المهبليَّة الممزوجة بالدم (المُدمَّاة). 

يجب على المريضة الاتِّصال بالطبيب إذا أصبحت المُفرزاتُ حمراء قانية، أو سميكة جدَّاً، أو كريهة الرَّائحة، لأنَّ ذلك قد يكون علامة على النزف الدَّاخليِّ أو العدوى. 

كما أنَّ عليها تجنُّب القيام بتمارين مُجهدة لبضعة أيَّام بعد هذا الإجراء. 

الاستحمامُ برشَّاش الماء مسموح، ولكن لا يُنصح بحَمَّام الدَّوَّامَة والاستحمام في الحوض وحمَّامات البُخار. ويقوم الطبيبُ بإخبار المريضة متى يُمكنها القيام بهذه الأمور بأمان. 

كما سيقوم بإخبارها متى يكون آمناً القيامُ بما يلي:
  • مُمارسة الجماع.
  • استعمال الدَّكّات داخل المَهبِل.
  • الاستحمام.




الخُلاصَة

تعدُّ الخزعةُ المخروطيَّة إجراء آمناً جدَّاً، يُمكن أن يساعد الطبيبَ على تشخيص سرطان عُنُق الرَّحِم، وربَّما على شفائه إذا كان لا يزال في مراحله المُبكِّرة. 

تكون الخزعةُ المخروطيَّة جيِّدةَ التحمُّل، ولا تسبِّب سوى القليل من الألم أو الانزعاج. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق