التِهابُ السَّحايا هو التهابُ الغشاء الرقيق الذي يحيطُ بالدماغِ وبالحبلِ الشوكيِّ (النُّخاع)، ويُدعى هذا الغشاءُ "السَّحايا". وهناك عدّةُ أنواعٍ من التِهاب السَّحايا وأكثرُها شيوعاً هو التهابُ السَّحايا الفيروسي الذي يصيبُ البشرَ بسببِ دخول فيروس إلى الجسمِ من خلالِ الأنف أو الفمِّ، ثم ينتقلُ إلى الدماغ. أمّا التِهابُ السَّحايا الجرثومي فهو نادر، لكنَّه قد يكون مميتاً؛ ويبدأُ عادةً بالإصابة بجراثيم تسببُ عدوى تشبه الزُّكام. يُمكن أن تؤدّي الإصابةُ بالتِهاب السَّحايا إلى انسداد الأوعية الدمويَّة الموجودة في الدماغ، وأن تسبِّب السكتة الدماغية وأذيّة الدماغ، كما بإمكانِها أن تؤذي أعضاء الجسم الأخرى.
كلُّ شخص معرَّضٌ للإصابةِ بالتِهاب السَّحايا، لكنَّه منتشرٌ أكثر عند الأشخاصِ الذين تعاني أجسامُهم من مشاكل في مقاومة الأمراض المُعدية. وقد يترقَّى التِهابُ السَّحايا بسرعةٍ، لذلك يجبُ أن يحصل المريض على الرعايةِ الطبِّية بأقصى سرعةٍ إذا ظهرت هذه الأعراضُ:
• الحمَّى المفاجئة.
• الصُّداع الحادُّ.
• تصلُّب العنق.
يمكن أن تمنع المعالجة المبكِّرة المشاكلَ الخطيرة، وأن تجنِّب المريض الموت، كما يمكن أن يحمي اللقاحُ من الإصابة ببعضَ أنواعِ الجراثيم التي تسبِّب التِهاب السَّحايا. ولذلك، يجبُ أن يستشيرَ أهالي الطلاب المراهقين والمقيمين في السَّكنِ الداخلي أو السكن الجامعي الطبيبَ من أجل الحصول على اللِّقاح.
يمكن أن يؤدِّي التهابُ السحايا إلى الموت؛ أمَّا إذا اكتُشف باكراً، فإنَّ من الممكن معالجتُه.
هذا البرنامجُ التثقيفي مُوجَّهٌ للأطفال وذويهم؛ وهو يساعد على معرفة ما الذي يسبِّب التهابَ السحايا عند الرُّضَّع والأطفال واليافعين، وكيف يتمُّ تشخيصه ومعالجته والوقاية منه.
هناك سائلٌ رائق يُسمَّى السائلَ الدماغي الشوكي أو السائل الدِّماغي النًّخاعي، يحيط بالدماغ والنُّخاع الشوكي، وهو سائلٌ رائق يبدو كالماء. ويقوم هذا السائلُ بدور ماصٍّ للصدمات، فيحمي الدماغ والنخاع الشوكي من الأذى.
كما أنَّ هناك أغشيةً تُدعى السحايا، تقوم بحماية الدماغ والنخاع الشوكيِّ والسائل الدماغي النخاعي. كما تقوم هذه الأغشيةُ بمنع السائل النُخاعي من التسرُّب إلى الخارج.
يمثِّل التهابُ السحايا عدوى في السائل الدماغي النخاعي، وهو السائلُ الذي يُحيط بالدماغ والنخاع الشوكي. ويستعمل البعضُ مصطلح التِهاب السَّحايا النُّخاعِيَّة للإشارة إلى التهاب السحايا.
وفيما يلي بعضُ أنواع الجراثيم التي يمكن أن تسبِّب التهاب السحايا:
تتوفَّر، ولله الحمد، لقاحاتٌ تساعد على حماية الأطفال من بعض هذه الجراثيم.
ومن المهمِّ أن نعرفَ ما إذا كان سببُ التهاب السحايا فيروسياً أم جرثومياً حتَّى يمكن معالجتُه بشكل صحيح؛ ولكنَّ التهابَ السحايا الجرثومي ليس شائعاً مثل شيوع التهاب السحايا الفيروسي، غير أنَّه خطيرٌ جداً، ويمكن أن يهدِّد الحياة إذا لم يُعالج على الفور. أمَّا التهابُ السحايا الفيروسي فهو أكثر شيوعاً، ولكنَّه أقلُّ خطراً بكثير.
كما أنَّ من المهمِّ أيضاً أن نعرف، عندما يكون سببُ الإصابة جرثومياً، ما هو نوعُ الجرثوم الذي يسبِّب التهاب السحايا؛ حيث تُستخدم المضادَّاتُ الحيوية لمعالجة التهاب السحايا الجرثومي، كما أنَّها تقوم أيضاً بمنع بعض أنواع الجراثيم من الانتشار وإصابة أشخاص آخرين بالعدوى.
كما أنَّ أعراضاً أُخرى قد تظهر أيضاً، ومنها الغثيانُ والقيء وصُعوبة الرؤية في الضوء المُبهر والتشَوُّش (التخليط) والنُّعاس.
أمَّا عند الأطفال الصغار وحديثي الولادة، فإنَّه قد يكون من الصعب ملاحظة الأعراض الكلاسيكية لالتهاب السحايا، وهي الحمَّى والصُّداع وتيبُّس الرقبة، ولذلك يجب مُراقبةُ العلامات التالية:
كما يمكن ان تسبب السحايا مرض الصرع للاطفال في أي عمر. و الصرع هو مرض يحدث اثناء حلقة من النشاط الكهربائي غير الطبيعي في الدماغ. وتختلف اعراض الصرع اعتماداً على منطقة من الدماغ التي يكون فيها النشاط الكهربائي غير طبيعي، ويمكن ان تشمل الاعراض التالية:
قد يشتبه الطبيبُ بإصابة الطفل بالتهاب السَّحايا بعد أخذ تاريخ مرَضيٍّ مُفَصَّل وإجراء فحص سريريٍّ. ويعدُّ الصُّداعُ وتيبُّس الرقبة والنُعاس المُتزايد من العلامات المألوفة لالتهاب السحايا.
ثم يتمُّ أخذُ عَيِّنَة من السائل النخاعي عن طريق إجراء البزل القَطني، إذ يجري إدخالُ إبرة في منطقة أسفل الظهر من أجل البزل القطنيِّ، ثمَّ تُسحَب كمِّيَّةٌ صغيرة من السائل من القناة الشوكيَّة.
يجري زرعُ عيِّنة السائل النخاعيِّ في المختبر لكشف وجود جراثيم التهاب السحايا؛ فإذا أثبت الزرعُ وجودَ الجراثيم، يتمُّ وضعُ التشخيص النهائيِّ.
قد تحتاج الجراثيمُ الموجودة في السائل النخاعي يوماً إلى يومَين كي تنمو في المختبر؛ وفي أثناء ذلك، قد تُجرى فحوصٌ أخرى على السائل النخاعي تساعد الطبيبَ على تقرير ما إذا كان الطفلُ مُصاباً بالتهاب السحايا، وما إذا كان الالتهابُ فيروسياً أم جرثومياً.
يعدُّ اكتشافُ نوع الجراثيم التي سبَّبَت التهاب السحايا أمراً ضروريَّاً، لأنَّه يساعد الطبيبَ على اختيار المُضادِّ الحيويِّ المناسب.
قد يكون من الضروري إجراءُ تَصوير طبقي محوري للتأكُّد من أنَّ الأعراض ليست ناجمةً عن مرض آخر في الدماغ، كالأورام أو النزف أو الخُراجات.
ويمكن سحبُ عيِّنة من دم المريض أيضاً لفحص ما إذا كان عدد كُريَّات الدم البيض مُرتفعاً أكثر من الطبيعيِّ؛ مع العلم أنَّ الكُرَيَّات البيض تُساعد على محاربة العدوى.
تُنقص المُعالجةُ بالمضادَّات الحيويَّة لأغلب أنواع التهاب السحايا الجرثومي من خطر الموت بسبب هذا المرض إلى أقلَّ من خمسة عشرة بالمائة.
تُعطى المضادَّاتُ الحيوية عن طريق الوريد، ويبدأ إعطاؤها فَورَ الاشتباه بالتشخيص عادة. وحالما يتمُّ تحديد نوع الجرثوم الذي سبَّب الهجمةَ المرضية المحدَّدة، يتمُّ تغيير المضادِّ الحيوي إذا كان ذلك ضَرورياً.
كما يتمُّ إعطاءُ الطفل سوائلَ عن طريق الوريد أيضاً، ويُوضَع تحت المراقبة المباشرة. وقد يكون من الضروري إعادةُ إجراء البزل القطني من أجل التأكُّد من أنَّ التهاب السحايا قد عولج بنجاح.
لا يكون التهابُ السَّحايا الذي تسبِّبه الفيروساتُ بخطورة التهاب السحايا الجرثومي؛ ولا يحتاج إلى أيَّة مضادَّات حيوية أو أدوية مضادَّة للفيروسات، بل يُعالج الطفلُ في هذه الحالة بإعطاء السوائل عن طريق الوريد والراحة والمراقبة عن كَثب.
يمكن أن يؤثِّر التهابُ السحايا في العصب السمعي، ممَّا يؤدِّي إلى صمم دائم.
كما يمكن أن يؤدِّي التهابُ السحايا إلى ضرر خطير في الدماغ ممَّا يقود إلى إعاقة في التعلُّم أو حتَّى إلى الوفاة. ولكن يمكن للتشخيص والمعالجة المبكِّرين، ولله الحمد، خفض الضرر إلى حدِّه الأدنى.
لا تكون الجراثيمُ التي تسبِّب التهابَ السحايا مُعدِيةً عادة مثل الزُّكام أو الأنفلونزا؛ كما أنَّها لا تنتقل عن طريق المُخالطة العابرة أيضاً، كتنفُّس الهواء في مكان يوجد فيه مريضٌ مصاب بالسحايا مثلاً.
تنتشر الجراثيمُ التي تسبِّب التهابَ السحايا أحياناً الى الناس الذين يكونون على اتِّصال وثيق أو لفترات طويلة مع الطفل المصاب. ويشتمل الناسُ الذين يُعدُّون في خطر كبير لالتقاط العدوى من طفل أو يافع مُصاب على:
يجب على الأشخاص الذين هم على اتِّصال وثيق مع الطفل المُصاب ببعض أنواع التهاب السحايا أن يتناولوا المُضادَّات الحيويَّة المُناسبة لحماية أنفسهم من العدوى.
ينبغي التبليغُ عن حالات الإصابة بالتهاب السحايا إلى الجهات الصحيَّة الرسميَّة المناسبة، وذلك لضمان مُتابعة الذين هم على تماسٍّ مع المريض واتِّخاذ إجراءات الوقاية من انتشار المرض.
على الرغم من أنَّ أوبئة واسعة النطاق من التهاب السحايا لا تحدث في الولايات المتَّحدة عادةً، لكنَّ بعض البلدان تعاني من أوبئة واسعة النطاق من هذا المرض. والوباءُ هو انتشار واسع النطاق للمرض بين عدد كبير من السكَّان. ولذلك، ينبغي على المسافرين إلى الخارج التحقُّق لمعرفة ما إذا كان من المستحسَن أن يتلقَّوا لقاحاً ضد التهاب السحايا قُبيل رحلتهم.
يجب أن يُلقَّح كلُّ طفل سيسافر إلى مناطق قد ينتشر فيها وباءُ السحايا قبل أسبوع على الأقلّ من موعد السَّفر. ويمكن الحصولُ على تعليمات حول البلدان التي يكون تلقِّي لقاح التهاب السحايا قبل السفر إليها مفيداً من الجهات المعنيَّة.
هناك لقاحاتٌ تُساعد على الوقاية من بعض أنواع الجراثيم التي تُسبِّب أغلبَ حالات التهاب السحايا الجرثومي، ومنها لقاحاتٌ ضدَّ جراثيم العِقديَّات الرئوية والنيسيريَّة السحائيَّة والمُستدمية النزلية.
تعدُّ المعرفةُ الجيِّدة بالتهاب السحايا والقُدرة على تمييز أعراضه أمراً مُهمَّاً للتوصُّل إلى تشخيص مُبكِّر. وكلّما وُضع التشخيصُ والمعالجة في وقت مًبكِّر، كان احتمالُ ظهور مُضاعفات المرض أقلَّ. ويمثِّل الصُّداعُ وتيبُّس الرقبة وحساسية العين المُفرطة للضوء والميل الزائد للنوم وعدم التجاوُب أعراضاً لالتهاب السحايا.
تعدُّ معرفةُ ما إذا كان سببُ التهاب السحايا جرثوميَّاً أو فيروسيَّاً أمراً مُهماً من أجل اختيار المعالجة المناسبة. ويكون التهابُ السحايا الفيروسيُّ أقلَّ شدَّة من التهاب السحايا الجرثومي غالباً، وهو يشفى من دون مُعالجة بالمضادَّات الحيوية ومضادَّات الفيروسات، بينما يمكن أن يكون التهابُ السحايا الجرثومي خطيراً تماماً، وقد يُسبِّب ضرراً للدماغ أو فقدان السمع أو إعاقات في التعلُّم.
تُشكِّل المضادَّاتُ الحيوية ركناً أساسياً في معالجة التهاب السحايا الجرثومي. كما أنَّ اللقاحات متوفِّرة أيضاً للوقاية من أنواع معيَّنة من التهاب السحايا الجرثومي. ويجب سؤالُ الطبيب إذا ما كان من الضروري تلقيحُ الطفل ضدَّ التهاب السحايا.
إذا كان الطفلُ سيسافر إلى الخارج، وبشكل خاص إلى بُلدان قد ينتشر فيها وباءُ التهاب السحايا، يجب على الوالدَين أن يسألا الجهاتِ الصحِّية المختصَّة عمَّا إذا كان طفلهما بحاجة إلى التلقيح ضدَّ التهاب السحايا.
كلُّ شخص معرَّضٌ للإصابةِ بالتِهاب السَّحايا، لكنَّه منتشرٌ أكثر عند الأشخاصِ الذين تعاني أجسامُهم من مشاكل في مقاومة الأمراض المُعدية. وقد يترقَّى التِهابُ السَّحايا بسرعةٍ، لذلك يجبُ أن يحصل المريض على الرعايةِ الطبِّية بأقصى سرعةٍ إذا ظهرت هذه الأعراضُ:
• الحمَّى المفاجئة.
• الصُّداع الحادُّ.
• تصلُّب العنق.
يمكن أن تمنع المعالجة المبكِّرة المشاكلَ الخطيرة، وأن تجنِّب المريض الموت، كما يمكن أن يحمي اللقاحُ من الإصابة ببعضَ أنواعِ الجراثيم التي تسبِّب التِهاب السَّحايا. ولذلك، يجبُ أن يستشيرَ أهالي الطلاب المراهقين والمقيمين في السَّكنِ الداخلي أو السكن الجامعي الطبيبَ من أجل الحصول على اللِّقاح.
مُقدِّمة
التهابُ السحايا مرضٌ مُعدٍ، شديد الخطورة، يصيب السائلَ الذي يُحيط بالدِّماغ والنُّخاع الشوكي.يمكن أن يؤدِّي التهابُ السحايا إلى الموت؛ أمَّا إذا اكتُشف باكراً، فإنَّ من الممكن معالجتُه.
هذا البرنامجُ التثقيفي مُوجَّهٌ للأطفال وذويهم؛ وهو يساعد على معرفة ما الذي يسبِّب التهابَ السحايا عند الرُّضَّع والأطفال واليافعين، وكيف يتمُّ تشخيصه ومعالجته والوقاية منه.
التهابُ السحايا
الدماغُ والنُّخاع الشوكي هما المركزان المهيمنان في الجسم؛ حيث يُتيحان لنا أن:هناك سائلٌ رائق يُسمَّى السائلَ الدماغي الشوكي أو السائل الدِّماغي النًّخاعي، يحيط بالدماغ والنُّخاع الشوكي، وهو سائلٌ رائق يبدو كالماء. ويقوم هذا السائلُ بدور ماصٍّ للصدمات، فيحمي الدماغ والنخاع الشوكي من الأذى.
كما أنَّ هناك أغشيةً تُدعى السحايا، تقوم بحماية الدماغ والنخاع الشوكيِّ والسائل الدماغي النخاعي. كما تقوم هذه الأغشيةُ بمنع السائل النُخاعي من التسرُّب إلى الخارج.
يمثِّل التهابُ السحايا عدوى في السائل الدماغي النخاعي، وهو السائلُ الذي يُحيط بالدماغ والنخاع الشوكي. ويستعمل البعضُ مصطلح التِهاب السَّحايا النُّخاعِيَّة للإشارة إلى التهاب السحايا.
أسباب التهاب السحايا
يمكن أن يحدثَ التهابُ السحايا نتيجة للعدوى بالفيروسات أو الجراثيم. ونستعمل مصطلح التهاب السحايا الفيروسيِّ للإشارة إلى التهاب السحايا الذي تُسبِّبه الفيروسات، والتهاب السحايا الجرثوميِّ للإشارة إلى التهاب السحايا الذي تُسبِّبه الجراثيم.وفيما يلي بعضُ أنواع الجراثيم التي يمكن أن تسبِّب التهاب السحايا:
تتوفَّر، ولله الحمد، لقاحاتٌ تساعد على حماية الأطفال من بعض هذه الجراثيم.
ومن المهمِّ أن نعرفَ ما إذا كان سببُ التهاب السحايا فيروسياً أم جرثومياً حتَّى يمكن معالجتُه بشكل صحيح؛ ولكنَّ التهابَ السحايا الجرثومي ليس شائعاً مثل شيوع التهاب السحايا الفيروسي، غير أنَّه خطيرٌ جداً، ويمكن أن يهدِّد الحياة إذا لم يُعالج على الفور. أمَّا التهابُ السحايا الفيروسي فهو أكثر شيوعاً، ولكنَّه أقلُّ خطراً بكثير.
كما أنَّ من المهمِّ أيضاً أن نعرف، عندما يكون سببُ الإصابة جرثومياً، ما هو نوعُ الجرثوم الذي يسبِّب التهاب السحايا؛ حيث تُستخدم المضادَّاتُ الحيوية لمعالجة التهاب السحايا الجرثومي، كما أنَّها تقوم أيضاً بمنع بعض أنواع الجراثيم من الانتشار وإصابة أشخاص آخرين بالعدوى.
أعراض التهاب السحايا
يمكن أن تظهر الأعراضُ في أيِّ وقت من عدَّة ساعات إلى يومين بعد تعَرُّض الطفل للعدوى. وأهمُّ أعراض التهاب السحايا عند الأطفال بعمر سنتين أو أكثر هي:كما أنَّ أعراضاً أُخرى قد تظهر أيضاً، ومنها الغثيانُ والقيء وصُعوبة الرؤية في الضوء المُبهر والتشَوُّش (التخليط) والنُّعاس.
أمَّا عند الأطفال الصغار وحديثي الولادة، فإنَّه قد يكون من الصعب ملاحظة الأعراض الكلاسيكية لالتهاب السحايا، وهي الحمَّى والصُّداع وتيبُّس الرقبة، ولذلك يجب مُراقبةُ العلامات التالية:
كما يمكن ان تسبب السحايا مرض الصرع للاطفال في أي عمر. و الصرع هو مرض يحدث اثناء حلقة من النشاط الكهربائي غير الطبيعي في الدماغ. وتختلف اعراض الصرع اعتماداً على منطقة من الدماغ التي يكون فيها النشاط الكهربائي غير طبيعي، ويمكن ان تشمل الاعراض التالية:
تشخيص التهاب السحايا
يعدُّ تشخيصُ التهاب السحايا ومعالجته في وقت مُبكِّر أمراً مهماً جداً من أجل الحدِّ من المضاعفات الخطيرة. لذلك، ينبغي عرضُ الطفل على الطبيب فورَ ظهور أعراض التهاب السحايا.قد يشتبه الطبيبُ بإصابة الطفل بالتهاب السَّحايا بعد أخذ تاريخ مرَضيٍّ مُفَصَّل وإجراء فحص سريريٍّ. ويعدُّ الصُّداعُ وتيبُّس الرقبة والنُعاس المُتزايد من العلامات المألوفة لالتهاب السحايا.
ثم يتمُّ أخذُ عَيِّنَة من السائل النخاعي عن طريق إجراء البزل القَطني، إذ يجري إدخالُ إبرة في منطقة أسفل الظهر من أجل البزل القطنيِّ، ثمَّ تُسحَب كمِّيَّةٌ صغيرة من السائل من القناة الشوكيَّة.
يجري زرعُ عيِّنة السائل النخاعيِّ في المختبر لكشف وجود جراثيم التهاب السحايا؛ فإذا أثبت الزرعُ وجودَ الجراثيم، يتمُّ وضعُ التشخيص النهائيِّ.
قد تحتاج الجراثيمُ الموجودة في السائل النخاعي يوماً إلى يومَين كي تنمو في المختبر؛ وفي أثناء ذلك، قد تُجرى فحوصٌ أخرى على السائل النخاعي تساعد الطبيبَ على تقرير ما إذا كان الطفلُ مُصاباً بالتهاب السحايا، وما إذا كان الالتهابُ فيروسياً أم جرثومياً.
يعدُّ اكتشافُ نوع الجراثيم التي سبَّبَت التهاب السحايا أمراً ضروريَّاً، لأنَّه يساعد الطبيبَ على اختيار المُضادِّ الحيويِّ المناسب.
قد يكون من الضروري إجراءُ تَصوير طبقي محوري للتأكُّد من أنَّ الأعراض ليست ناجمةً عن مرض آخر في الدماغ، كالأورام أو النزف أو الخُراجات.
ويمكن سحبُ عيِّنة من دم المريض أيضاً لفحص ما إذا كان عدد كُريَّات الدم البيض مُرتفعاً أكثر من الطبيعيِّ؛ مع العلم أنَّ الكُرَيَّات البيض تُساعد على محاربة العدوى.
علاج التهاب السحايا
هناك عددٌ من المضادَّات الحيوية التي تعالج التهابَ السحايا الجرثومي. ولكن، من المهمِّ أن تبدأ المُعالجةُ في مرحلة مبكِّرة من مسيرة المرض.تُنقص المُعالجةُ بالمضادَّات الحيويَّة لأغلب أنواع التهاب السحايا الجرثومي من خطر الموت بسبب هذا المرض إلى أقلَّ من خمسة عشرة بالمائة.
تُعطى المضادَّاتُ الحيوية عن طريق الوريد، ويبدأ إعطاؤها فَورَ الاشتباه بالتشخيص عادة. وحالما يتمُّ تحديد نوع الجرثوم الذي سبَّب الهجمةَ المرضية المحدَّدة، يتمُّ تغيير المضادِّ الحيوي إذا كان ذلك ضَرورياً.
كما يتمُّ إعطاءُ الطفل سوائلَ عن طريق الوريد أيضاً، ويُوضَع تحت المراقبة المباشرة. وقد يكون من الضروري إعادةُ إجراء البزل القطني من أجل التأكُّد من أنَّ التهاب السحايا قد عولج بنجاح.
لا يكون التهابُ السَّحايا الذي تسبِّبه الفيروساتُ بخطورة التهاب السحايا الجرثومي؛ ولا يحتاج إلى أيَّة مضادَّات حيوية أو أدوية مضادَّة للفيروسات، بل يُعالج الطفلُ في هذه الحالة بإعطاء السوائل عن طريق الوريد والراحة والمراقبة عن كَثب.
مضاعفات التهاب السحايا
يحمل التهابُ السَّحايا الجرثومي خطراً أعلى لإحداث المضاعفات أكثر من التهاب السحايا الفيروسي.يمكن أن يؤثِّر التهابُ السحايا في العصب السمعي، ممَّا يؤدِّي إلى صمم دائم.
كما يمكن أن يؤدِّي التهابُ السحايا إلى ضرر خطير في الدماغ ممَّا يقود إلى إعاقة في التعلُّم أو حتَّى إلى الوفاة. ولكن يمكن للتشخيص والمعالجة المبكِّرين، ولله الحمد، خفض الضرر إلى حدِّه الأدنى.
انتشار العدوى بالتهاب السحايا
تكون بعضُ أشكال التهاب السحايا الجرثومي مُعدِية، أي أنَّها يُمكن أن تنتقل من شخص إلى آخر. وتنتشر الجراثيمُ من خلال تبادل مفرزات الجهاز التنفُّسي والحلق، الأمرالذي يمكن أن يحدث في أثناء السعال أو التقبيل.لا تكون الجراثيمُ التي تسبِّب التهابَ السحايا مُعدِيةً عادة مثل الزُّكام أو الأنفلونزا؛ كما أنَّها لا تنتقل عن طريق المُخالطة العابرة أيضاً، كتنفُّس الهواء في مكان يوجد فيه مريضٌ مصاب بالسحايا مثلاً.
تنتشر الجراثيمُ التي تسبِّب التهابَ السحايا أحياناً الى الناس الذين يكونون على اتِّصال وثيق أو لفترات طويلة مع الطفل المصاب. ويشتمل الناسُ الذين يُعدُّون في خطر كبير لالتقاط العدوى من طفل أو يافع مُصاب على:
يجب على الأشخاص الذين هم على اتِّصال وثيق مع الطفل المُصاب ببعض أنواع التهاب السحايا أن يتناولوا المُضادَّات الحيويَّة المُناسبة لحماية أنفسهم من العدوى.
ينبغي التبليغُ عن حالات الإصابة بالتهاب السحايا إلى الجهات الصحيَّة الرسميَّة المناسبة، وذلك لضمان مُتابعة الذين هم على تماسٍّ مع المريض واتِّخاذ إجراءات الوقاية من انتشار المرض.
على الرغم من أنَّ أوبئة واسعة النطاق من التهاب السحايا لا تحدث في الولايات المتَّحدة عادةً، لكنَّ بعض البلدان تعاني من أوبئة واسعة النطاق من هذا المرض. والوباءُ هو انتشار واسع النطاق للمرض بين عدد كبير من السكَّان. ولذلك، ينبغي على المسافرين إلى الخارج التحقُّق لمعرفة ما إذا كان من المستحسَن أن يتلقَّوا لقاحاً ضد التهاب السحايا قُبيل رحلتهم.
لقاح التهاب السحايا
تتوفَّر لقاحاتُ ضد الجراثيم التي تُسبِّب التهاب السحايا، وهي لقاحات آمنة تماماً وفعَّالة. ويجب سؤالُ الطبيب عمَّا إذا كان من الضروري أن يُلَقَّح الطفلُ ضدَّ التهاب السحايا.يجب أن يُلقَّح كلُّ طفل سيسافر إلى مناطق قد ينتشر فيها وباءُ السحايا قبل أسبوع على الأقلّ من موعد السَّفر. ويمكن الحصولُ على تعليمات حول البلدان التي يكون تلقِّي لقاح التهاب السحايا قبل السفر إليها مفيداً من الجهات المعنيَّة.
هناك لقاحاتٌ تُساعد على الوقاية من بعض أنواع الجراثيم التي تُسبِّب أغلبَ حالات التهاب السحايا الجرثومي، ومنها لقاحاتٌ ضدَّ جراثيم العِقديَّات الرئوية والنيسيريَّة السحائيَّة والمُستدمية النزلية.
الخُلاصَة
التهابُ السحايا هو التهابٌ في السائل الذي يُحيط بالدماغ والنُّخاع الشوكي. ويُمكن أن يكونَ هذا الالتهابُ خطيراً جداً، قد يكون مرضاً مُميتاً للأطفال في بعض الأحيان.تعدُّ المعرفةُ الجيِّدة بالتهاب السحايا والقُدرة على تمييز أعراضه أمراً مُهمَّاً للتوصُّل إلى تشخيص مُبكِّر. وكلّما وُضع التشخيصُ والمعالجة في وقت مًبكِّر، كان احتمالُ ظهور مُضاعفات المرض أقلَّ. ويمثِّل الصُّداعُ وتيبُّس الرقبة وحساسية العين المُفرطة للضوء والميل الزائد للنوم وعدم التجاوُب أعراضاً لالتهاب السحايا.
تعدُّ معرفةُ ما إذا كان سببُ التهاب السحايا جرثوميَّاً أو فيروسيَّاً أمراً مُهماً من أجل اختيار المعالجة المناسبة. ويكون التهابُ السحايا الفيروسيُّ أقلَّ شدَّة من التهاب السحايا الجرثومي غالباً، وهو يشفى من دون مُعالجة بالمضادَّات الحيوية ومضادَّات الفيروسات، بينما يمكن أن يكون التهابُ السحايا الجرثومي خطيراً تماماً، وقد يُسبِّب ضرراً للدماغ أو فقدان السمع أو إعاقات في التعلُّم.
تُشكِّل المضادَّاتُ الحيوية ركناً أساسياً في معالجة التهاب السحايا الجرثومي. كما أنَّ اللقاحات متوفِّرة أيضاً للوقاية من أنواع معيَّنة من التهاب السحايا الجرثومي. ويجب سؤالُ الطبيب إذا ما كان من الضروري تلقيحُ الطفل ضدَّ التهاب السحايا.
إذا كان الطفلُ سيسافر إلى الخارج، وبشكل خاص إلى بُلدان قد ينتشر فيها وباءُ التهاب السحايا، يجب على الوالدَين أن يسألا الجهاتِ الصحِّية المختصَّة عمَّا إذا كان طفلهما بحاجة إلى التلقيح ضدَّ التهاب السحايا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق