الأربعاء، 22 يناير 2014

الدّاﺀ الالتِهابِيُّ الحَوضِيُّ أمراض النساء والولادة

الدّاﺀ الالتِهابِيُّ الحَوضِيُّ - كافةالداءُ الالتهابي الحوضي هو عدوى والتهاب يصيبان الجهازَ الإنجابي الأنثوي. ومن الممكن أن تؤدِّي هذه الحالةُ إلى تشكُّل ندبات في الأنبوبين (البوقين) اللذين ينقلان البيوضَ من المبيضين إلى الرَّحِم. وهذا ما قد يؤدِّي إلى العقم، والحمل المُنتَبِذ (خارج الرحم)، والألم الحوضي، ومشكلات أخرى أيضاً. ويعدُّ الداءُ الالتهابي الحوضي من أكثر أسباب العقم القابل للوقاية شيوعاً. كما يعدُّ مرضا السيلان والمُتَدَثِّرة (كلاميديا) من أهم أسباب الإصابة بهذا الداء، لكن هناك أنواع أخرى من البكتيريا يمكن أن تكونَ سبباً له أيضاً. تكون المرأةُ معرَّضة لخطر الإصابة بهذا الداء إذا كانت: • دون الخامسة والعشرين من العمر، وكانت لها حياة جنسية نشيطة. • إذا كانت تقيم علاقة جنسية مع أكثر من شريك جنسي واحد. • إذا كانت تستخدم طريقةَ غسل المَهبِل بالدوش (الماء المتدفِّق). هناك نساء لا تظهر عليهن أعراض هذا الداء. لكن هناك مريضات أيضاً يشعرن بألم في أسفل البطن، بالإضافة إلى ظهور حمى وخروج مفرزات فرجية نفَّاذة الرائحة، وكذلك حدوث نزف غير منتظم، أو ألم خلال الجماع. تكون المضاداتُ الحيوية قادرةً على معالجة الداء الالتهابي الحوضي. وتعدُّ المعالجةُ المبكِّرة أمراً مهماً، لأنَّ التأخُّر في المعالجة يزيد من خطر الإصابة بالعقم. 

مقدمة

الداءُ الالتهابي الحوضي هو عدوى تصيب الجهازَ الإنجابي الأنثوي. إن أعضاء الجهاز الإنجابي الأنثوي ضرورية حتى تتمكَّنَ المرأة من الإنجاب. من الممكن أن تنتج عن الداء الالتهابي الحوضي مشكلاتٌ كثيرة، كالعقم مثلاً. والعقمُ هو عدم قدرة المرأة على الإنجاب. ويعدُّ هذا الداء من أكثر أسباب العقم القابل للمعالجة شيوعاً. لكنَّ الوقايةَ منه أمر ممكن. يساعد هذا البرنامجُ التثقيفي على فهم الداء الالتهابي الحوضي وأسبابه. كما أنه يتحدَّث عن الجهاز الإنجابي الأنثوي. وهو يتناول أعراضَ الداء الالتهابي الحوضي وطرق معالجته. 

الجهاز الإنجابي الأنثوي

يتألَّف الجهازُ الإنجابي الأنثوي من الأعضاء اللازمة من أجل إنجاب الأطفال. يتناول هذا القسمُ أعضاء الجهاز الإنجابي الأنثوي. تقع هذه الأعضاء كلها في منطقة الحوض. وهي موجودةٌ بين المثانة والمستقيم. يتألف الجهاز الإنجابي الأنثوي مما يلي:
  • المبيضين.
  • البوقين.
  • الرحم.
  • عنق الرحم.
  • المهبل.
في البداية، يطلق المبيضُ بيضة. وتنحدر هذه البيضة عبر البوق حتى تصل إلى الرحم. ومن الممكن أن تُخَصَّبَ البيضة في أثناء سيرها إلى الرحم. إذا حَبِلت المرأة، فإنَّ الجنين يظل في الرحم حتى يحين موعد الولادة. إن الرحم قادر على التمدُّد إلى حدٍّ كبير. تغلِّف الرحمَ من الداخل بطانةٌ خاصَّة. وتُدعى هذه البطانةُ باسم "بطانة الرحم". تنمو هذه البطانة وتزداد سماكتها كل شهر. والبطانةُ الرحمية مسؤولة عن إعداد الجسم للحمل. إذا لم تحبل المرأة، فإنَّ بطانة الرحم تخرج من الجسم. وتدعى عملية خروجها باسم الحيض، أو الدورة الشهرية. تتوقَّف الدورةُ الشهرية عندما تبلغ المرأة سن اليأس. ويتوقف المبيضان عن إنتاج الهرمونات. ويكون ذلك عادة عندما تبلغ المرأة خمسين عاماً تقريباً. ومع اقتراب هذا الموعد، فإنَّ الدورات الشهرية يمكن أن تكف عن الحدوث كل شهر، ومن الممكن في هذه الحالة أن تمر شهورٌ لا يحدث فيها الحيض. وقد لا تستمرُّ فترة الحيض زمناً طويلاً أيضاً. يدعى الجزءُ الأسفل من الرحم باسم عنق الرحم. وعنقُ الرحم هو الممر المؤدي من الرحم إلى المهبل. ينفتح المهبلُ على الوسط الخارجي. وتوجد فتحةُ المهبل بين الإحليل والمستقيم. والإحليل هو مكان خروج البول من الجسم. وأمَّا المستقيمُ فهو الجزءُ الأخير من الأمعاء الغليظة. 

الأعراض

لا تدرك نساءٌ كثيرات أنَّهن مصابات بالداء الالتهابي الحوضي، لأنهن لا يعانين من أي أعراض. أمَّا لدى النساء اللواتي يعانين هذه الأعراض، فإنَّ هذه الأعراضَ يمكن أن تتدرج من الخفيفة إلى الشديدة. ويكون العرضُ الأكثر شيوعاً للداء الالتهابي الحوضي هو وجود الألم في أسفل البطن. من الأعراض الأخرى للداء الالتهابي الحوضي:
  • حمَّى تبلغ درجة الحرارة فيها 38 درجة مئوية أو أكثر.
  • عدم انتظام دورات الحيض.
  • ألم في الجهة العليا اليمنى من البطن.
  • ألم عند التبوُّل.
  • ألم خلال ممارسة الجنس.
  • مفرزات مهبلية يمكن أن تكونَ لها رائحة كريهة.
من الممكن أن يبدأَ الداءُ الالتهابي الحوضي على نحو مفاجئ. ومن الممكن أن يُسبِّب ألماً شديداً وحمَّى. وغالباً ما يكون الأمر هكذا إذا كان الداء ناتجاً عن عدوى تدعى باسم "داء السيلان". وتنتقل هذه العدوى عن طريق الاتصال الجنسي. 

الأسباب

ينتج الداءُ الالتهابي الحوضي عن أنواع متعددة من البكتيريا. ومن الممكن أن تصابَ المرأة بالداء الالتهابي الحوضي إذا التقطت أعضاء الحوض لديها هذه البكتيريا. وتستطيع البكتيريا دخولَ الجسم عن طريق المهبل. تُسبِّب البكتيريا تورماً في أعضاء الحوض. وهذا ما قد يؤدِّي إلى ضرر شديد يصيب هذه الأعضاء. هناك أنواع كثيرة مختلفة من البكتريا يمكن أن تُسبِّب الداء الالتهابي الحوضي. لكنَّ معظم حالات هذا الداء تحدث بسبب داء السيلان أو عدوى المُتَدَثِّرة (كلاميديا). السيلان والمُتَدَثِّرة نوعان من الأمراض المنتقلة عن طريق الجنس. وقد تُصاب المرأةُ بالأمراض المنتقلة عن طريق الجنس من خلال الاتصال الجنسي بشخص مصاب. من الممكن أن يستغرقَ الأمر عدَّة أيام أو عدة أشهر حتى تظهر الإصابة بالداء الالتهابي الحوضي. وقد تستغرق العدوى زمناً حتى تنتقل صعوداً من المهبل حتى الأعضاء الأخرى في الحوض. يمكن أن تُصابَ المرأة بالداء الالتهابي الحوضي من غير أن تكون مصابة بمرض من الأمراض المنقولة عن طريق الجنس، لأنَّ البكتيريا العادية الموجودة في المهبل وفي عنق الرحم يمكن أحياناً أن تُسبِّب الداء الالتهابي الحوضي. ولا يعرف أحدٌ سببَ حدوث ذلك. 

عوامل الخطورة

هناك عوامل معيَّنة يمكن أن تزيدَ من احتمال الإصابة بالداء الالتهابي الحوضي. تعرف هذه العوامل باسم "عوامل الخطورة". يتحدث هذا القسم عن عوامل الخطورة المتعلِّقة بالداء الالتهابي الحوضي. يزداد احتمالُ الإصابة بالداء الالتهابي الحوضي في الحالات التالية:
  • إذا كان سنُّ المرأة دون الخامسة والعشرين عاماً وكانت ناشطة جنسياً.
  • إذا كانت المرأةُ مصابة بأحد الأمراض المنقولة جنسياً.
  • إذا كان لدى المرأة أكثر من شريك جنسي واحد.
يعدُّ غسلُ المهبل عن طريق الدوش عاملاً من عوامل الخطورة أيضاً. تستخدم بعضُ النساء هذه الطريقةَ في الغسل لمنع الحمل. لكن الماء المندفع يمكن أن يجعل البكتيريا تندفع أيضاً مع المياه وصولاً إلى أعضاء الحوض، ممَّا يُسبِّب العدوى. ومن الممكن أيضاً لهذه الطريقة في الغسل أن تخفي علامات الإصابة بالعدوى. إنَّ استخدام اللولب الرحمي من أجل منع الحمل يمكن أيضاً أن يزيد من خطورة الإصابة بالداء الالتهابي الحوضي. ولذلك، يجب أن تخضع المرأة للفحص والمعالجة من أي عدوى قبل وضع هذا اللولب، وذلك لأنَّ من شأن هذا أن يقلِّل الخطر. 

التشخيص

يجب استشارةُ الطبيب بسرعة إذا ظنت المرأة أنها يمكن أن تكون مصابةً بالداء الالتهابي الحوضي. يُجري الطبيب فحصاً جسدياً. وهذا ما يشتمل على فحص الحوض. يتفقد فحصُ الحوض حالةَ الأعضاء الموجودة في منطقة الحوض، ويرصد علامات المرض. خلال فحص الحوض، يبحث الطبيبُ عن الأشياء التالية:
  • وجود مفرزات غير طبيعية تخرج من المهبل أو من عنق الرحم.
  • وجود كتل بالقرب من المبيضين والبوقين.
  • ألم، أو ألم عند الضغط، في الأعضاء الموجودة في الحوض.
يبحث الطبيبُ عن وجود أي إصابة بالأمراض المنقولة جنسياً، كالسيلان مثلاً. ومن الممكن أيضاً أن يُجري الطبيب اختباراً للبول من أجل استبعاد احتمال وجود عدوى في السبيل البولي. كما يمكن فحصُ البول أيضاً من أجل التأكُّد من عدم وجود حمل. قد يستخدم الطبيب أيضاً الاختبارات والفحوص التالية من أجل تشخيص الداء الالتهابي الحوضي. وهذه الفحوصُ قادرة على استبعاد أسباب أخرى محتملة قد تكون مسؤولةً عن الأعراض. من الممكن أن يساعد التصوير بالأمواج فوق الصوتية في تشخيص الداء الالتهابي الحوضيويستخدم هذا الفحصُ أمواجاً صوتية من أجل التقاط صور لمنطقة الحوضوهذه الصورُ قادرةٌ على إظهار أي تغيُّرات شاذة في أعضاء تلك المنطقة. هناك اختبارٌ آخر يمكن أن يجريه الطبيب، وهو استخلاص خزعة من بطانة الرحمولهذه الغاية، يأخذ الطبيبُ عيِّنة صغيرة من بطانة الرحموبعد ذلك، يجري فحصُ هذه العيِّنة بحثاً عن علامات المرض.من الممكن أيضاً تشخيص الداء الالتهابي الحوضي باستخدام تنظير البطن. يجري إدخالُ أنبوب دقيق مضاء عبر شق في منطقة البطن، حيث يسمح هذا الأنبوبُ برؤية أعضاء الحوض. إذا جرى تشخيصُ الداء الالتهابي الحوضي، فيجب مطالبة الشريك الجنسي بالخضوع للفحص أيضاً؛ فالداءُ الالتهابي الحوضي قادر على الانتقال من خلال التواصل الجنسي. ومن الممكن أن تنتقلَ البكتيريا إلى الشريك من غير أن تظهرَ لها أي أعراض. كما يمكن أيضاً أن يكون الشريك الجنسي مصاباً بأحد الأمراض المنقولة جنسياً. وفي هذه الحالة فإنَّه يصبح قادراً على نقل العدوى إلى الآخرين. 

المعالجة

إن شفاء الداء الالتهابي الحوضي أمر ممكن، وذلك باستخدام أدوية تُدعى باسم المضادات الحيوية. وهذه الأدويةُ تقتل البكتيريا. وتخضع معظم المريضات للمعالجة بنوعين على الأقل من المضادات الحيوية في وقت واحد. ويقرر الطبيبُ أسلوبَ العلاج الأفضل لكل حالة. يجب تناولُ كامل كمية الدواء التي يصفها الطبيبكما يجب الاستمرار في تناول الدواء حتى إذا زالت الأعراضإن هذا يساعد على التأكُّد من زوال العدوى تماماًولابدَّ من مراجعة الطبيب بعد يومين أو ثلاثة أيام من بدء المعالجةوالهدفُ من ذلك هو التأكد من مفعول المضاد الحيوي. من الممكن أن يؤدِّي الداءُ الالتهابي الحوضي إلى مشكلات شديدة إذا ظل من غير معالجة. ومن هذه المشكلات:
  • ألم حوضي مزمن أو مستمر.
  • حمل مُنتَبِذ.
  • عُقم.
من المستبعد أن تفلح المعالجةُ في إصلاح أي ضرر أصاب الأعضاء الموجودة في الحوض قبل بدء المعالجة. لكن هذا لا يعني الامتناعَ عن المعالجة؛ ففي حال الامتناع عن المعالجة، يمكن أن تصبح المرأة عاجزة عن إنجاب الأطفال. وإذا ظنت أيُّ امرأة أنها مصابة بالداء الالتهابي الحوضي، فإنَّ عليها أن تستشيرَ الطبيب سريعاً. من الممكن أن يقترح الطبيب على المرأة أن تتوجَّهَ إلى مركز طبي من أجل معالجة الداء الالتهابي الحوضي. وذلك في الحالات التالية:
  • إذا كانت حاملاً.
  • إذا كان مرضها شديداً.
  • إن لم تستجب للمعالجة، أو إذا كانت غير قادرة على ابتلاع أقراص المضاد الحيوي.
  • إذا كان لديها خُراج أو تقرُّح في البوق أو المبيض.
قد تكون المرأة في حاجة إلى إجراء عملية جراحية إذا استمرت الأعراض، أو إذا كان لديها خُراج لا يستجيب للمعالجة بالمضادات الحيوية. ويمكن أن تكونَ معالجةُ المشكلات الناتجة عن الداء الالتهابي الحوضي صعبةً. لكنَّ الوضعَ يمكن أن يتحسَّن بعد الجراحة. حتى تحمي المرأةُ نفسَها من الإصابة بالداء الالتهابي الحوضي من جديد، فإنَّ عليها أن تفعل ما يلي:
  • تشجيع الشريك الجنسي على الخضوع إلى الفحص، حتى إذا لم تظهر عليه أي أعراض.
  • عدم قبول ممارسة الجنس مع شريك جنسي لم يخضع للفحص.

الخلاصة

الداءُ الالتهابي الحوضي هو عدوى تصيب الأعضاء الإنجابية الأنثوية. وهذه الأعضاءُ ضرورية حتى تتمكن المرأة من الحمل والإنجاب. من الممكن أن يؤدِّي الداء الالتهابي الحوضي إلى مشكلات كثيرة، كالعقم مثلاً. والعقمُ هو أن تصبح المرأة عاجزة عن الحمل والإنجاب. يعدُّ الداءُ الالتهابي الحوضي من أكثر أسباب العقم شيوعاً. لكن الأمر الحسن هو أنَّه مرض قابل للمعالجة وللوقاية أيضاً. لا تعرف نساءٌ كثيرات أنَّهن مصاباتٌ بالداء الالتهابي الحوضي، وذلك بسبب عدم ظهور أي أعراض. أمَّا عندما تظهر الأعراض، فإنها يمكن أن تكونَ خفيفة أو شديدة. والعرض الأكثر شيوعاً للداء الالتهابي الحوضي هو الألم في ناحية أسفل المعدة. من الممكن أن تُصابَ المرأةُ بالداء الالتهابي الحوضي إذا صعدت البكتيريا من المهبل إلى الأعضاء الموجودة في الحوض. وهناك أنواع مختلفة كثيرة من البكتيريا التي يمكن أن تُسبِّبَ هذا المرض. لكن السيلان والمُتَدَثِّرة (كلاميديا) هما السببان الرئيسيان للإصابة بالداء الالتهابي الحوضي. ويمكن أن تُسبِّب البكتيريا المسؤولة عن هذين المرضين الداءَ الالتهابي الحوضي أيضاً. يمكن معالجةُ الداء الالتهابي الحوضي وشفاؤه بواسطة المضادات الحيوية. لكن أيَّ ضرر يصيب أعضاء الحوض قبل بدء المعالجة يكون غيرَ قابل للإصلاح على الأرجح. و لا يجوز تأجيلُ المعالجة على الإطلاق. وإذا قررت المرأة تأجيل المعالجة، فقد تصبح غيرَ قادرة على الإنجاب. وعندما تظن المرأة أنها يمكن أن تكونَ مصابة بالداء الالتهابي الحوضي، فإنَّ عليها أن تستشيرَ الطبيبَ سريعاً. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق