الأربعاء، 22 يناير 2014

الاضطراباتُ الفرجية أمراض النساء والولادة

الاضطراباتُ الفرجية - كافةالفَرجُ هو الجزءُ الخارجي من الجهاز التَّناسُلي عند المرأة. هناك بعضُ المشاكل التي تُصيب منطقةَ الفَرج، ومنها: • الالتهابات الجُرثوميَّة أو الفطريَّة. • مشاكل الجلد الناجمة عن الحساسية. • السَّرطان الفَرجي. • الألم الفَرجي، الذي يُشار إليه أحياناً بتعبير "ألم في الأسفل"، أو "ألم نسائي". وقد يكون من الأعراض أيضاً الاحمرار، أو الحكَّة، أو الألم، أو تشقُّق الجلد. ويعتمد اختيارُ المُعالجة على سبب هذه الأعراض. 

مُقدِّمة

الفَرجُ هو الجزءُ الخارجيُّ من الجهاز التناسليِّ عندَ المرأة. هُناك بعض الأسبابٌ الشائعة للمشاكل التي قد تُعاني منها المرأةُ في منطقة الفَرج. إنَّ مُعالجة الاضطرابات الفَرجيَّة تعتمد على السبب الذي يؤدِّي إلى كلِّ مشكلة من هذه المشاكل. يساعد هذا البرنامجُ التثقيفي المرأةَ على فهم الاضطرابات الفَرجيَّة. وهو يناقش الاضطراباتِ الشائعةَ في الفَرج، كما يناقش أيضاً تشخيصَها ومعالجتها. 

الفَرج

الفَرجُ هو مجموعةُ الأعضاء الجنسيَّة الأُنثويَّة الخارجيَّة. وهي تشمل الأشفَار، والبَظَر، وفتحتَي المَهبِل والإحليل. هناك مجموعتان من الأشفار: الشفَران الكبيران والشفَران الصغيران. الشفَران الكبيران هما الشفران الموجودان من الخارج، والشفَران الصغيران هما الشفران الموجودان من الداخل. البَظْرُ هو نسيجٌ حسَّاس يوجد بين الأشفار على قمَّة الشفرين الصغيرين. أمَّا القُلنسوةُ فهي نسيجٌ يحجُب البظر جزئيَّاً. إنَّ فتحتَي المَهبِل والإحليل هما جزءان من الفَرج أيضاً. وهما تنفتحان في منطقة تُدعى الدِّهليزَ بين الشفرين الصغيرين أو الداخليين. هناك غددٌ ضمنَ الدهليز تقوم بإفراز موادَّ مُزلِّقة. يوجد الشَّرجُ إلى الخلف من فتحة المَهبِل، وهو فتحةُ المُستقيم المؤدِّية إلى خارج الجسم. تُدعى المنطقةُ التي تصل بين مدخل المَهبِل والشرج باسم العِجان. 

الفحصُ الذاتي للفرج

اضطراباتُ الفَرج هي مجموعةٌ من المشاكل التي تحدث في الفَرج. قد يجري اكتشافُ مشاكل الفَرج من قِبل الطبيب. كما يُمكن اكتشافها أيضاً في أثناء الفحص الذاتي للفرج. تقوم بعضُ النساء بإجراء فحص شهريٍّ ذاتي للفرج للبحث عن أيَّة تَغيُّرات. ويُمكن أن يُساعدَ هذا الفحصُ الذاتي المُنتظم المرأةَ على معرفة ما هو طبيعي، وما يُمكن أن يكون علامةً على وجود مُشكلة. يجب أن تستشيرَ المرأةُ طبيبَها إذا لاحظت وجودَ أيَّة تغيُّرات في الفَرج. قد يكون للمشاكل البسيطة والخطيرة في الفَرج الأعراضُ نفسها، بحيث لا تتمكَّن المرأةُ من التفريق بينها. يُمكن أن تُلاحظَ المرأةُ الأعراضَ بشكل مُبكِّر أكثر إذا كانت تُجري فحصاً ذاتيَّاً مُنتظماً للفرج. إنَّ الكشفَ عن المشاكل في وقت مُبكِّر يجعل مُعالجتها أمراً أكثرَ سهولة في مُعظم الحالات. 

الأعراض

إنَّ للكثير من اضطرابات الفَرج أعراضٌ مُتشابهة. وهذه بعضُ أعراض اضطرابات الفَرج:
  • النزف.
  • الاحساس بالحرق.
  • الحكَّة.
  • الألم أو الانزعاج.
  • الإيلام أو المضض.
قد تُلاحظ المرأةُ أيضاً الأعراضَ التالية لإضطرابات الفَرج:
  • أورام أو بَثَرات.
  • تشقُّقات في الجلد.
  • بُقع مختلفة الألوان.
  • احمرار أو تورُّم.
على المرأة أن تستشيرَ الطبيبَ إذا لاحظت أيَّ عَرض من هذه الأعراض، أو غير ذلك من التغيُّرات في الفَرج. إنَّ الكشف عن المشاكل في وقت مُبكِّر يجعل مُعالجتها أمراً أكثرَ سهولة في مُعظم الحالات. 

الأسبابُ الشائعة

هناك بعضُ الأسباب الشائعة لمشاكل الفَرج. يبحث هذا الفصلُ في الأسباب الرئيسيَّة لتلك المشاكل. يُمكن أن تُسبِّبَ الالتهاباتُ الجرثوميَّة أو الفطريَّة مشاكلَ في منطقة الفَرج. إنَّ أكثر أنواع التهابات الفَرج شيوعاً هي الالتهابات الفطريَّة. وهي تُصيب المَهبِلَ أيضاً في أغلب الحالات. ويُسبِّب ذلك حكَّةً وألماً وخروجَ مُفرزات غير طبيعيَّة. ومن الأسبابِ الشائعة الأُخرى لمشاكل الفَرج التهابُ الجلد التماسيُّ، وهو التهابٌ في الجلد يُمكن أن يحدثَ بسبب الصابون أو نتيجة بعض مُستحضَرات التنظيف النسائيَّة. من أعراضُ التهاب الجلد التماسي هي الاحمرارُ والحكَّة. يُمكن أن تُسبِّبَ الأمراضُ المنقولة عن طريق الجنس مشاكلَ في الفَرج أيضاً. إنَّ الثُّؤلول التناسلي والحلأ (الهربس) التناسلي هما من أكثر الأمراض المنقولة عن طريق الجنس شيوعاً التي تُصيب الفَرجَ. يحدث الثُّؤلولُ التناسليُّ بسبب فيروس يُدعى فيروس الوَرَم الحُلَيمي البشري. يرفع هذا الفيروسُ من خطورة الإصابة بأنواع مُعيَّنة من السرطان، من ضمنها السرطانُ الفَرجي. يحدث الحَلأ أو الهربس التناسليُّ بسبب الإصابة بفيروس الحَلأ البسيط. يبقى فيروسُ الحلأ البسيط، وكذلك فيروس الوَرَم الحُليمي البشري، في الجسم طوالَ العمر. ومن الممكن أن يُسبِّب الحلأ أو الهربس التناسلي تقرُّحات في المنطقة التناسليّة أو في منطقة المُستقيم أو على الأليتين (الردفين) والفخذَين. يُعاني مُعظمُ الناس من عدَّة هجمات للمرض في السنة. يُمكن أن يُصابَ الفَرجُ بالكيسات أيضاً. تحدث كيساتُ الفَرج عندما ينغَلِق قسمٌ من الغدد في الفَرج. تصنع هذه الغدد المُخاط. وإذا لم يستطع المُخاطُ الخروجَ من الغدَّة، فإنَّه يُشكِّل كيسةً، ويُسبِّب الألمَ والاحمرار والتورُّم. توجد غددُ بارتولين على مدخل المَهبِل؛ وهي تُفرز المُخاط أيضاً، وتُساعد على ترطيب المَهبِل. يُمكن أن تُغلقَ هذه الغددُ أو تُصاب بالالتهاب، ممَّا يُؤدِّي إلى ظهور نوع آخر من الكيسات تُدعى كيسات بارتولين. الألمُ الفَرجيُّ، الذي يُشار إليه أحياناً باسم "ألم في الأسفل"، أو "ألم نسائي" هو ألم غير مُفسَّر؛ فليس هُناك سببٌ معروف للألم الفَرجي. ولكن هناك معالجاتٌ مُتوفِّرة لتخفيف هذا الألم. هناك اضطرابٌ آخر من اضطرابات الفَرج، ألا وهو الحَثلُ الفَرجي أو ضمور الفرج. وهو نموٌّ جلد غير طبيعي في الفَرج. قد يكون هذا الجلدُ رقيقاً جدَّاً أو ثخيناً جدَّاً. تتضمَّن الأعراضُ غالباً الحكَّةَ أو الإحساس بالحَرقة، وكذلك الاحمرار أو الشحوب في المنطقة المُصابة. من الممكن أن يكونَ السَّرطانُ الفَرجي سبباً لمشاكل الفَرج أيضاً. تشمل العلاماتُ المُمكنة للسرطان الفَرجيِّ النزفَ أو الحكَّة. وقد يكون هناك كتلةٌ أو إيلام في الفَرج أيضاً. 

الفحوصُ والتشخيص

لتشخيص أيَّة اضطرابات في الفَرج، يسأل الطبيبُ في البداية عن الأعراض التي تشكو منها المريضة، كما قد يسأل أيضاً عن التاريخ الصحِّي الشخصيِّ والعائلي للمريضة. يقوم الطبيبُ بإجراء فحص جسدي للبحث عن العلامات العامَّة للصحَّة في الجسم. ويشمل ذلك فحصَ الفَرج للبحث عن أيَّة علامات للمرض. إذا كان جلدُ الفَرج يبدو غيرَ طبيعي، أو إذا جرى العثورُ على كتلة، فقد يطلب الطبيبُ إجراءَ خَزعة. إنَّ الخزعة هي انتزاع خلايا أو أنسجة لفحصها تحت المُجهِر. يُمكن أن تُساعدَ الخزعةُ على تشخيص الحثل الفَرجيِّ والسرطان الفَرجيِّ. قد يقوم الطبيبُ أيضاً بإجراء فحص الحوض للتحقُّق من حالة الأعضاء الأُنثويَّة الداخليَّة. قد يكون ذلك الفحصُ مُفيداً عندَ الاشتباه في إصابة المريضة بإلتهاب فطري. كما يسمح أيضاً باستبعاد الأسباب الأُخرى للأعراض التي تشكو منها المرأة. إذا كانت المريضةُ تُعاني من الألم، فقد يقوم الطبيب بالتحرِّي برفق عن المناطق التي تُسبِّب الألم، وقد يقوم بذلك عن طريق الضغط برفق على هذه المناطق بواسطة ماسحة قطنيَّة رطبة. قد يجري أخذُ عيِّنة من المُفرزات في أثناء الفحص الحوضيِّ لتشخيص الإصابة بإلتهاب فطري. ويجري فحصُ هذه العيِّنة تحت المجهر للبحث عن علامات للفطريات. إذا اشتبه الطبيبُ بوجود إصابة بالتهاب الجلد التماسِّي، فقد يسأل المريضةَ عن أيَّة مادَّة أو شيء كان على تماسٍّ مع فرجها. قد تكون الفُوط المُعطَّرة أو المناديل الورقيَّة أو الصابون هي سبب التهاب الجلد التماسِّيِّ أحياناً. هناك فحوصٌ أخرى قد تُستعمَل لتشخيص اضطرابات الفَرج، كالتحرِّي عن الأمراض المنقولة عن طريق الجنس أو غيرها من الالتهابات. 

المُعالجة

تعتمد مُعالجةُ اضطرابات الفَرج على معرفة سببها. إنَّ مُعالجة بعض هذه الاضطرابات أسهل من مُعالجة بعضها الآخر. إنَّ العنايةَ بالنظافة هي المفتاح إلى مُعالجة المرض الفطريِّ. كما أنَّ استعمالَ الأدوية المُضادَّة للفطور يُمكن أن يقضي على المرض الفطريِّ عندَ أغلب المريضات. إنَّ هذه الأدوية مُتوفِّرة بوصفة طبيَّة أو من غير وصفة طبيَّة. يُمكن مُعالجةُ كيسات الفَرج في المنزل غالباً بتطبيق كمَّادات دافئة وارتداء ثياب فضفاضة. ورغم ذلك، قد تحتاج الكيساتُ في بعض الأحيان للشقِّ والنزح من قبل الطبيب. قد يُعالَج الحَثلُ الفَرجيُّ بالكريمات أو المراهم. يحتاج هذا النوعُ من الاضطرابات إلى فترة طويلة من المُعالجة عادةً. من الممكن أن يجري استخدامُ الجراحة والمُعالجة الإشعاعيَّة والمُعالجة الكيميائيَّة في مُعالجة السرطان الفَرجيِّ. وقد تُستعمَل الأدويةُ والجراحة وعلاجات أُخرى لمُعالجة الأنواع الأُخرى من اضطرابات الفَرج. 

الخُلاصة

الفَرجُ هو الجزءُ الخارجيُّ من الأعضاء التناسليَّة عندَ المرأة. هُناك بعضُ المشاكل الشائعة التي تتعرَّض لها المرأةُ في منطقة الفَرج، وقد يكون من هذه المشاكل الالتهابات ومشاكل الجلد والسَّرطان وغيرها. هناك العديدُ من الفحوص التي يُمكن أن تُستعملَ لفحص صحَّة الفَرج. تُساعد هذه الفحوصُ على تحديد سبب المشكلة الفَرجيَّة. تعتمد مُعالجةُ اضطرابات الفَرج على معرفة أسبابها. إنَّ اكتشاف المُشكلة باكراً يجعل مُعالجتها أسهل في أغلب الحالات. يساعد إجراءُ فحص ذاتيٍّ للفرج بانتظام في اكتشاف المشاكل ومعالجتها باكراً. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق