السبت، 4 يناير 2014

مرض السكري والعناية بالقدم من أمراض الغدد الصم


مرض السكري والعناية بالقدم - كافةعند الإصابة بمرض السكري تكون مستويات سكر الدّم عالية جداً، وبمرور الوقت يُمكن لهذا المرض أن يؤذي الأعصاب أو الأوعية الدّموية، كما يُمكن أن يُؤدي تلفُ الأعصاب الناجم عن مرض السكري إلى فقدان الإحساس بالقدمين. وعند ذلك لا يستطيع المريض أن يشعر بالجروح أو التقرحات أو الالتهاب في قدميه. وهذا ما يؤدي إلى تفاقم هذه الحالات إلى حدٍّ يؤدي إلى ضرورة بتر القدم. كما يُمكن أن يؤدي تلف الأوعية الدّموية إلى عدم حصول القدم على كفايتها من الدّم والأوكسجين فيصبح شفاؤها صعباً إذا أصيبت بتقَرُّح أو التهاب.

من الممكن مساعدة المريض على تجنّب مشاكل الأقدام: يجب أولاً ضبط مستويات سكر الدّم، كما أن إتباع نظام صحي للقدمين عامل شديد الأهمية أيضاً.


مقدمة

يغلب أن يتعرض مرضى السكري لمشاكل في أقدامهم أكثر من تعرض غيرهم. وقد تؤدي هذه المشاكل إلى حالات عدوى خطرة في القدم.

يساعد اكتشاف هذه المشاكل ومعالجتها باكرا في تفادي أي مضاعفات خطرة.

ويقدم هذا البرنامج التعليمي للناس تفسيراَ لكيفية تأثير السكري على القدمين، وما ينبغي عليهم القيام به لتفادي المضاعفات الخطرة إذا كانوا مصابين بالسكري.


الأقدام الصحية

إن الأقدام الصحية قوية ومرنة وهي تسمح لنا بالمشي والركض وتتحمل وزن الجسم بأكمله.

تمتص عظام ومفاصل القدم الضغط الناتج عن وزن الجسم.

يعتبر الجلد والدهن في القدمين حاجز الدفاع الأول الذي يمنع دخول العدوى إلى داخل القدم ثم الإنتشار في سائر الجسم.

في الحالات الطبيعية يشعر الأنسان بالألم عند إصابة قدمه بجرح أو بالعدوى.

وينبه الألمُ الإنسانَ لوجود الجروح أو العدوى التي قد تكون حالات خطيرة. وحين يشعر الإنسان بالألم يعلم أن عليه أن يقوم بتنظيف مكان الجرح أو العدوى وحمايته من أي إصابة جديدة.

يبدأ الجسم بمكافحة العدوى بواسطة خلايا خاصة تستطيع قتل الجراثيم المؤذية. تصل الخلايا التي تكافح العدوى والخلايا التي ترمم الأنسجة إلى مكان العدوى عبر مجرى الدم.

كما يصل الغذاء والأوكسجين الضروريان لأنسجة القدم عبر الأوعية الدموية.


كيف يؤثر السكري في القدمين

يؤثر السكري على صحة القدمين من خلال طريقتين: فهو إما يسبب تلفاً في الأعصاب أو تصلباً في الأوعية الدموية.

قد تتعرض أعصاب الجسم إلى التلف بسبب ارتفاع سكر الدم لدى مريض السكري. تعرف هذه الحالة بإسم "اعتلال الأعصاب السكري."

يصيب اعتلال الأعصاب السكري الأعصاب الحسية في القدمين فيضعف الشعور بالألم لدى مرضى السكري. لذا قد لا يشعر المصاب بالسكري بالألم عند الإصابة بجرح صغير أو عند إصابته بأذية جلدية صغيرة.

فإذا لم يعالج الجرح فقد يلتهب ويؤدي إلى الغنغرينة. والغنغرينة هي عدوى خطيرة، إذا لم تتم معالجتها، فإنها تتطلب بتر جزء من القدم لإنقاذ بقية الطرف السفلي.

قد يدل الإحساس بإلتنميل أو بمايشبه وخز الإبر في القدم على تلف الأعصاب.

كما يؤثر السكري على صحة الأوعية الدموية في القدم، فيسبب تضيقها، وهو ما يسمى "اعتلال الأوعية السكري" تنقل الأوعية الضيقة كمية قليلة من الدم إلى القدمين.

تدل برودة القدم أو ازرقاقها أو شحوبها على ضعف الدورة الدموية فيها.

ونتيجة لوصول كمية أقل من الدم إلى القدم، فإن القدم تتلقى كمية أقل من الأوكسجين والمغذيات الضرورية لشفاء الجروح ولمكافحة العدوى.

ونتيجة لنقص كمية الأكسجين والمغذيات التي ترد إلى القدم، تصاب القدم بضعف مافيها عظام ومفاصل، وتصبح القدم، تصبح القدم مسطحة أكثر مما كانت عليه من قبل. مما يؤدي إلى نشوء مناطق ضغط جديدة في باطن القدم تؤدي الى تشقق الجلد.

وحين تتعرض الأعصاب والشرايين إلى التلف، فإن مريض السكري قد لاينتبه إلى الجروح البسيطة، التي ما تلبث أن تصاب بعدوى خطيرة تهدد صحة القدم والطرف السفلي بأكمله. وإذا لم تعالج هذه العدوى فإنها قد تهدد سلامة الجسم بأكمله أيضا.

إن علامات العدوى هي الاحمرار والتورم وارتفاع حرارة القدم.


الوقاية من مشاكل القدمين

يساعد ضبط مستوى السكر في الدم عند علاج السكري على تأخير الإصابة بمشاكل الأقدام أو الوقاية منها. تعتبر هذه الطريقة من أفضل وأهم الطرق في تفادي إصابة القدم بالمضاعفات.

بالإضافة إلى ضبط مستوى سكر الدم، ينبغي على مرضى السكري أولا، العناية بالقدم مثل غسلها وتقليم أظفارها والتدقيق في فحصها لكشف أي علامات تدل على الإصابة بجرح أو بعدوى. ثانيا، لبس الأحذية المناسبة ثالثا، تفادي إصابة القدمين بجروح رابعا، زيارة الطبيب بانتظام.


العناية اليومية بالقدمين

بالنسبة للمصابين بالسكري، سيساعدهم الفحص اليومي للقدمين على ملاحظة المشاكل الصغيرة قبل أن تتفاقم وتصبح مضاعفات خطيرة. ومن النصائح الضرورية للمصابين بالسكري:

على المصاب بالسكري أن يفحص قدميه كل يوم. وأن يفتش بين أصابع قدميه لكشف أي تشقق أو فقاعة صغيرة أو خدش أو جرح أو احمرار أو تورم. وإذا كان لا يستطيع رؤية باطن القدم فعليه أن يستخدم مرآة صغيرة يحملها بيده.

على المصاب بالسكري أن يغسل قدميه كل يوم بالماء الدافئ والصابون اللطيف.

على المصاب بالسكري أن يجفف قدميه بحذر خاصة بين الأصابع.

على المصاب بالسكري أن يدهن بعض الكريم المرطب على الجلد المتشقق وباطن القدمين، على أن لا يدهن الكريم بين الأصابع.

على المصاب بالسكري أن يتصل بالطبيب أو الممرضة فوراً إذا لاحظ أي علامة من علامات العدوى كالتورم والاحمرار وسيلان المفرزات والحمى أو الرعدة.


العناية المنتظمة بالقدمين

على المصاب بالسكري أن يحافظ على أظافر قدميه مقلمة ونظيفة. فبعد نقع قدميه بالماء أو بعد الاستحمام، عليه أن يقلم أظافره بحيث لا تتجاوز أطراف الأصابع، ويكون لها شكل أطراف الأصابع. وعليه أن يتفادى قص الزوايا وأن يحذر حذراً شديداً من قص الجلد على أطراف الأصابع .

إذا كان المصاب بالسكري يعاني من خلل في الرؤية، فينبغي عليه أن يطلب المساعدة من شخص ما عند تقليمه أظافر القدمين. أما إذا كانت الأظافر سميكة فقد يحتاج المصاب بالسكري إلى مساعدة الطبيب أو الممرضة.

على المصاب بالسكري أن يخبر الطبيب أو الممرضة عند ملاحظة أي علامات لانحشار الأظافر تحت الجلد كالاحمرار وسيلان المفرزات أو التورم.

إن مسمار القدم هو عبارة عن جلد سميك أو قاسٍ على الأصابع والثفن جلد سميك في باطن القدم. فإذا كان المصاب بالسكري يشكو من المسامير أو الثفن وجب عليه أن يخبر الطبيب أو الممرضة. وعليه أن لا يحاول أن يزيلها بنفسه.


الأحذية

تحمي الأحذية والجوارب المناسبة القدمين، ويحافظ على صحتهما عبر وقايتهما من المسامير والثفن والجروح. ومن النصائح التي يوصى بها المصاب بالسكري:

على المصاب بالسكري أن يلبس الأحذية المريحة التي تناسب قدمه من حيث القياس. يجب أن يسمح طرف الحذاء بتحريك جميع أصابع القدم.

على المصاب بالسكري أن يتجنب الأحذية المفتوحة من الأمام عند الأصابع أو من الخلف عند الكعب.

على المصاب بالسكري أن يلبس جوارب نظيفة وأن يبدلها كل يوم، وأن يتجنب لبس الجوارب ذات الأشرطة المحكمة الربط أو ذات المطاط الضيق.


حماية القدمين من الجروح

على مرضى السكري اتخاذ احتياطات أكثر من غيرهم كي يتفادوا إصابات الأقدام لأنهم قد لا يشعرون بأي ألم عند الإصابة. ومن النصائح المفيدة في هذا المجال:

على المصاب بالسكري أن لا يمشي حافي القدمين.

على المصاب بالسكري أن يفحص داخل الحذاءين قبل لبسهما. فالأشياء الصغيرة أو طرف الحذاء المسنن أو البطانة الممزقة تخلق نقاط ضغط جديدة قد تؤدي إلى تهيج الجلد أو العدوى.

على المصاب بالسكري أن ينتبه عندما تلامس قدماه الأشياء الساخنة فقد تحرقهما دون أن يشعر بذلك. وعلى المصاب بالسكري أن يفحص درجة حرارة الماء بيده أو بمرفقه (كوعه) قبل تغطيس القدمين فيه.

على المصاب بالسكري أن يتجنب التعرض لأشعة الشمس دون دهن كريم واق من الشمس.


إجراء الفحوص الدورية للقدمين

على المصاب بالسكري أن يفحص قدميه لدى الطبيب أو أخصائي الأقدام بانتظام.

على المصاب بالسكري أن يطلب من طبيبه أو ممرضته فحص قدمه.

على المصاب بالسكري أن لا يزيل المسامير بنفسه بل ترك ذلك للطبيب أو الممرضة.

عند إكتشاف مشاكل القدم مبكرا يمكن علاجها بالغسل ودهن الأدوية الموضعية. كما يمكن لمريض السكري علاج العدوى البسيطة عبر التنظيف المنتظم والمضادات الحيوية.

عندما لا تعالج العدوى البسيطة مبكرا قد تتطور وتصبح خطرة. فقد تنتشر العدوى الخطيرة في العظام وتنتقل إلى الرجلين. قد يستدعي علاج هذه الإلتهابات إجراء جراحة.


الخلاصة

إن مشاكل القدم هي من مضاعفات السكري الأكثر إنتشاراً. لحسن الحظ يمكن للمصاب بالسكري أن يؤخر التعرض لها أو تفاديها عبر ضبط مستوى سكر الدم والحفاظ على نظافة الأقدام.

يعتمد علاج السكري على ضبط مستوى سكر الدم وتناول الأطعمة الصحية وممارسة التمارين الرياضية.

للحفاظ على نظافة الأقدام ينبغي على المصاب بالسكري أن يعتني بقدميه عناية يومية، ولبس الأحذية المناسبة، وتفادي الجروح وإجراء الفحوصات لدى الطبيب بانتظام.

يعتمد علاج السكري والحفاظ على نظافة الأقدام على المريض نفسه. لقد أدى الضبط الجيد لمستوى سكر الدم الملايين من الأشخاص فرصة عيش حياة أطول وصحة أكثر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق