الجمعة، 3 يناير 2014

مُتلازمةُ أسبرجر من الامراض النفسية



مُتلازمةُ أسبرجر - كافةمُتلازِمةُ أسبرجر هي نوعٌ خفيف من التَّوَحُّد. وهي أكثر شيوعاً عندَ الذكور منها عندَ الإناث. الاهتمامُ أو الانشغال الوسواسي بموضوع واحد هو عَرَضٌ رئيسي من أعراض مُتلازِمة أسبرجر. يصبح بعضُ الأطفال المصابين بمُتلازِمة أسبيرجر خبراءَ بالديناصورات، أو يصنعون نماذج من السيَّارات، أو حتَّى أشياء تبدو غريبةً، مثل المكانس الكهربائية. ويبدو هؤلاء بخبرتهم والمستوى العالي من المفردات التي يمتلكونها وكلامهم الرسمي شبيهين بأساتذة صغار. يعاني أطفالُ مُتلازِمة أسبرجر من صعوبة في قراءة وفهم التلميحات الاجتماعية، والتعرُّف إلى مشاعر الآخرين. ويمكن أن تكونَ لديهم حركاتٌ غريبة أو طرق مميَّزة في حركاتهم. كلُّ هذا يجعل من الصعب عليهم بناء صداقات. كما أنَّهم يُعانون من مشاكل في المَهارات الحَرَكية. يتركَّز العلاجُ على الأعراض الرئيسية الثلاثة: نَقص مهارات التواصل، الروتين الوِسواسي أو التكراري، والخَرَقة الجسدية.

مقدِّمة

التَّوَحُّدُ هو مجموعةٌ من الاضطرابات الدماغية التي تؤثِّر في تطوُّر الطفل. بعضُ هذه الاضطرابات خفيفٌ، وبعضُها شديد. ولهذا نسمِّي التَّوَحُّد طيف اضطرابات التَّوَحُّد. تعدُّ مُتلازِمةُ أسبرجر نوعاً من أنواع طيف اضطرابات التَّوَحُّد. يُعاني الأطفالُ المصابون بمُتلازِمة أسبرجر من صعوبة في قراءة وفهم التلميحات الاجتماعية، والتعرُّف إلى مشاعر الآخرين. ويمكن أن تكونَ لديهم حركاتٌ غريبة أو طرق مميَّزة في حركاتهم. كلُّ هذا يجعل من الصعب عليهم بناءَ صداقات. هذا البرناجُ التثقيفي موجَّهٌ للأهل، ولمن يعتنون بالأطفال المصابين بمُتلازِمة أسبرجر. يشرح البرنامجُ ما هي مُتلازِمة أسبرجر، وما العلاماتُ والأعراض التي تظهر على الطفل، وما هي المعالجةُ المتوفِّرة.

مُتلازِمةُ أسبرجر

سُمِّيت مُتلازِمةُ أسبرجر نسبةً إلى هانس أسبرجر، وهو طبيبُ أطفال أسترالي اكتشف هذا المرضَ في عام 1944 في أثناء مراقبته الأطفالَ الذين يُعانون من صعوبة في التواصل الاجتماعي. مُتلازِمةُ أسبرجر هي شكلٌ من التَّوَحُّد. واضطراباتُ التَّوَحُّد يمكن أن تسبِّب مشاكلَ في اللغة وفي مهارات التواصل. ويمكن أن تسبِّبَ هذه الاضطراباتُ أفكاراً وسلوكيَّات متكرِّرة أو تَقَيُّدية، مثل القيام بالشيء نفسه مرَّةً بعدَ أخرى. طيفُ اضطرابات التَّوَحُّد هي:
  • اضطراب التَّوَحُّد (التَّوَحُّد الكلاسيكي).
  • مُتلازِمة أسبرجر.
  • اضطراب ريت.
  • اضطراب اللاتكامل الطفولي.
  • اضطراب الانحراف التطوُّري غير المصنَّف.
تكون مُتلازِمةُ أسبرجر أقلَّ شدَّة من التَّوَحُّد الكلاسيكي، ولكنَّها تشترك معه في بعض الأعراض. وغالباً ما يجري تشخيصُها في فترة الطفولة. يلاحظ الأهلُ عادةً أنَّ ابنهم مختلفٌ عن بقيَّة الأطفال عندما يبلغ السنةَ الثالثة من عمره تقريباً. يُعاني الأطفالُ المُصابون بمُتلازِمة أسبرجر من صعوبة في قراءة وفهم التلميحات الاجتماعية والتعرُّف إلى مشاعر الآخرين. ويمكن أن تكونَ لديهم حركاتٌ غريبة أو طُرُق مُميَّزة في حركاتهم. وكلُّ هذا يجعل بناءَ الصداقات صعباً عليهم. تستمرُّ مشاكلُ الاندماج في المجتمع والتواصل مع الآخرين حتَّى مرحلة البلوغ. وتظهر عندَ بعض أطفال مُتلازِمة أسبرجر أعراضٌ واضطرابات نفسية إضافية خِلال المراهقة والبلوغ. يمكن أن توجدَ مُتلازِمةُ أسبرجر مع مشاكل صحِّية أخرى، مثل الاكتئاب، أو الاضطراب الهَوَسي الاكتئابي، أو اضطراب فَرط الحركة مع نقص الانتباه. وهي أكثر شيوعاً عندَ الذكور منها عند الإناث.

الأعراض

يمكن أن تختلفَ أعراضُ مُتلازِمة أسبرجر من طفل لآخر، لكنَّها تقع عموماً في ثلاث مجموعات:
  • الإعاقة الاجتماعية.
  • صُعوبات التواصل.
  • السُّلوك النمطي المتكرِّر.
يمكن أن تؤثِّر مُتلازِمةُ أسبرجر في طريقة فهم الشخص للآخرين، وفي طريقة كلامه وسلوكه معهم. وفي العادة، يجد مريضُ مُتلازِمة أسبرجر مشكلةً في التلاؤم مع الآخرين. ومن الأعراض الأخرى لمُتلازِمة أسبرجر:
  • الخَرَق وعدم تناسق الحركات.
  • الوسوسة بموضوع معيَّن.
  • العادات أو الحركات الخاصَّة المتكرِّرة.
ومن أعراض مُتلازِمة أسبرجر أيضاً:
  • السلوك غير اللائق اجتماعياً وعاطفياً.
  • العجز عن التعامل بنجاح مع الأقران.
  • مشاكل في التواصل غير الكلامي.
  • كلام وسلوك لغوي غير طبيعي، مثل الكلام بطريقةٍ شديدة الرسمية أو بصوت أحادي النغمة.
يلاحظ الأهل عادةً ظهورَ أعراض مُتلازِمة أسبرجر على الطفل في السنة الثالثة من عمره. ويُمكن أن تظهرَ الأعراضُ على بعض الأطفال في سِّن الرَّضاعة. وقد تكون العلاماتُ الأولى لمُتلازِمة أسبرجر التأخُّر في الزحف أو المشي، والخرَق، وغير ذلك من المشاكل في المهارات الحركية. غالباً ما يكون الطفلُ المصاب بمُتلازِمة أسبرجر أخرقَ وضعيفَ التناسق في حركاته؛ وقد تبدو مشيته شديدةَ التكلُّف أو متوثِّبة. ويمكن أن يجدَ صعوبةً في ركوب الدرَّاجة العادية أو في مسك الكرة أو تسلُّق الألعاب في الحدائق. يكون الطفلُ المصاب بمُتلازِمة أسبرجر مهووساً بشيء واحد أو موضوع واحد غالباً؛ فمثلاً، يمكن أن يكونَ هذا الطفلُ مهووساً بالديناصورات وقادراً على ذكر اسم كلِّ نوع من الديناصورات التي جرى اكتشافُها. ولا تكون لديه رغبةٌ في الحديث عن أيِّ شيء سوى الديناصورات. يمكن أن يجمعَ الطفلُ المصاب بمُتلازِمة أسبرجر الكثيرَ من المعلومات عن الشيء المفضَّل لديه، وأن يتحدَّثَ دون انقطاع عنه. كما يمكن أن يُظهِر خبرة، ومستوى عالياً من المفردات، وطرق كلام رسمية. ولكنَّ حديثَه قد يبدو مثلَ مجموعة عشوائية من المعلومات من غير هدف أو نتيجة. يمكن أن يتكلَّمَ الطفلُ المصاب بمُتلازِمة أسبرجر دون إيقاع أو بنبرة غريبة أو بنغمة رتيبة. كما يمكن أن يجدَ صعوبةً في تغيير شدَّة الصوت بما يلائم المحيط؛ إنَّه مثلاً يحتاج إلى من يُذكِّره بأن يتكلَّمَ بصوتٍ منخفض في المكتبة أو في صالة المسرح. لا يشعر الطفلُ المصاب بمُتلازِمة أسبرجر بالخجل. ومن الممكن أن يتجنَّبه الأطفالُ الآخرون بسبب ضعف مهاراته الاجتماعية وضيق دائرة اهتماماته. غالباً ما يحاول هذا الطفلُ الحديثَ مع بقيَّة الأطفال، ولكنَّ سلوكَه قد يبدو غريباً في أعين الأطفال الآخرين، ممَّا يمنعه من كسب الأصدقاء. يكون طفلُ مُتلازِمة أسبرجر نشيطاً وسعيداً في طفولته المبكِّرة، ثم يظهر لديه القلق والاكتئاب في بداية البلوغ. من الأمراض الأخرى التي تترافق غالباً مع مُتلازِمة أسبرجر:
    1. اضطراب فرط النشاط مع نقص الانتباه.
    2. اضطرابات العَّرة، مثل مُتلازِمة توريت.
    3. الاكتئاب.
    4. اضطرابات القلق.
    5. الاضطراب الوسواسي القَسري.

الأسباب

يمكن أن تحدثَ مُتلازِمةُ أسبرجر بسبب شذوذ في الدماغ، فقد اكتشف العلماء فروقاتٍ وظيفية وتشريحية في مناطق معيَّنة من الدماغ عندَ أطفال مُتلازِمة أسبرجر. يبدو أنَّ اضطرابَ التَّوَحُّد يجري في العائلات، وهذا يدفع العلماء للاعتقاد بأنَّ متلازمة أسبرجر هو إضطراب وراثي، حيث يمكن أن تنتقل المُورِّثاتُ التي تسبِّب مُتلازِمةَ أسبرجر من الوالدين إلى الطفل. لم تُحدَّد مُوَرِّثةٌ خاصَّة بمُتلازِمة أسبرجر، ولكنَّ الأطبَّاء يعرفون أنَّه يمكن أن تكونَ هناك مجموعةٌ من المورِّثات التي قد تجعل الطفلَ معَرَّضاً لظهور متلازمة أسبرجر. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق