استئصالُ اللوزتين وتجريف النَّاميات عندَ الأطفال أمراض الأطفال والمراهقين
تعدُّ عمليةُ استئصال اللوزتين وتجريف الناميات عمليةً واسعة الانتشار، لاسيَّما عند الأطفال. ويُمكن أن تساعد هذه العملية على الوقاية من تكرار التهاب اللوزتين، وربَّما على الحدِّ من التهاب الأذن الوسطى. والسبب الأكثر مُصادفةً لاستئصال اللوزتين هو التهابهما المتكرِّر ـ يجعل التهابُ اللوزتين البلعَ مؤلماً وصعباً. وفي حال وجود التهابات متكرِّرة أو في حالة عدم استجابة الالتهاب أو العدوى لمضادَّات الجراثيم، فإنَّ الطبيب يفكِّر في استئصال اللوزتين. كما يمكن أن تؤدِّي ضخامةُ الناميات وانسداد النَّفير (نفير أوستاش) إلى عدوى متكرِّرة في الأذن ونقص السمع عند الأطفال. وهذا ما قد يؤدِّي إلى مشاكل في الكلام عندهم. يُفضَّل دائماً أن يتمَّ استئصالُ اللوزتين والناميات تحت التخدير العام. ومن الطبيعي أن يشعر المريضُ بألم في البلعوم لمدَّة أسبوع أو أسبوعين بعد العملية. ولكن، من المهمِّ أن يشربَ المريض الكثير من السوائل حتَّى إذا كان البلع مؤلماً، وذلك لحماية الطفل من التجفاف.
مقدِّمة
تعدُّ عمليةُ استئصال اللوزتين وربَّما الناميات التي يمكن أن ترافقها عمليةً شائعة جداً وآمنة. وهي ثاني أوسع العمليات الجراحية انتشاراً بين العمليات التي تُجرى للأطفال. تفيد عمليةُ استئصال اللوزتين والناميات في الوقاية من تكرار آلام البلعوم، ويمكن أن تفيد في الحدِّ من التهابات الأذن الوسطى. لا تُجرى عملية استئصال اللوزتين والناميات معاً بصورة دائمة، فمن الممكن أن لا يحتاج الطفل سوى إلى عملية واحدة. يُساعد هذا البرنامج التثقيفي على فهم استئصال اللوزتين والناميات فهماً أفضل ومعرفة فائدتها.
لمحة تشريحية
اللوزتان هما غدَّتان موجودتان في عمق الفم على الجانبين، وهما جزء من الجهاز المناعي للجسم، وتساعدان على مقاومة العدوى. توجد النامياتُ خلف شِراع الحَنَك، وهو القسمُ العُلوي الخَلفي من سقف الفم. والناميات هي جزء من الجهاز المناعي للجسم أيضاً. توجد اللهاةُ في القسم الخلفي من الفم، وهي تتدلَّى من وسط شراع الحنك. ويوجد ممرٌّ خلف اللهاة يصل بين الفم والأنف. يصل نفيرُ أوستاش الأذنَ الوسطى مع البلعوم الأنفي، وهو يساعد في الحفاظ على ضغط متجانس داخل الأذن. يمكن أن ينغلق نفيرُ أوستاش إذا حدث انتفاخٌ والتهاب حول الناميات، وفي هذه الحالة يمكن أن يمتلئ بالقيح ويسبِّب التهاب الأذن الوسطى. وهذا ما يمكن أن يؤدِّي إلى نقص في السمع أحياناً.
الأعراضُ والأسباب
السببُ الأكثر مشاهدة في حالة ضرورة استئصال اللوزتين هو التهابهما المتكرِّر. والتهابُ اللوزتين هو عدوى في البلعوم تحدث في اللوزتين. يسبِّب التهابُ اللوزتين حُمَّى وألماً شديداً في البلعوم عادةً، ويصبح البلع مؤلماً وصعباً. يعدُّ التهابُ اللوزتين مُزمناً أو خطيراً إذا حدث:
- خمس مرَّات في السنة أو أكثر.
- ثلاث مرَّات في السنة أو أكثر في سنتين متتاليتين.
- عوارض التهاب لا تستجيب لمضادَّات الجراثيم.
يمكن أن تتضخَّم اللوزتان حتَّى تتلامسان، ونسمِّي هذه الحالة "اللوزتين المُتلاثمتين". السببُ الآخر لاستئصال اللوزتين هو تشكُّل خُراج حول اللوزة. والخراجُ هو كيسٌ مملوء بالقيح. وهذه الحالة نادرة، لكنَّها سبب يستوجب استئصال اللوزتين. من الممكن أن تؤدِّي العدوى المتكرِّرة في الأذن الوسطى بسبب تضخُّم الناميات وانسداد نفير أوستاش إلى حدوث نقص في السمع. وهذا ما يمكن أن يسبِّب مشاكل في النطق عند الطفل أحياناً. ولذلك، يمكن إجراءُ عملية تجريف الناميات لوقاية الأذن الوسطى من العدوى. يمكن أن يسبِّب تضخُّمُ اللوزتين أو الناميات صعوبةً في التنفُّس خلال النوم. وهذه الحالة تُسمَّى انقطاعَ النَّفَس في أثناء النوم. إن استئصال اللوزتين وتجريف الناميات يزيل الانسدادَ، ويشفي من انقطاع النفس في أثناء النوم.
التشخيص والمعالجة
تجري معالجةُ التهاب اللوزتين والأذن الوسطى بمضادَّات الجراثيم عادة. ولكن، إذا لم يتم علاج التهاب اللوزتين، فقد تتضرَّر أعضاء أخرى في الجسم، مثل القلب والكليتين. تهدف عمليةُ استئصال اللوزتين إلى إزالتهما، كما تهدف عملية تجريف الناميات إلى إزالتها. وقد يقرِّر الجرَّاحُ إجراء العمليتين معاً أو إجراء عملية واحدة فقط. إذا فشلت مضادَّاتُ الجراثيم في معالجة التهاب اللوزتين والتهاب الأذن الوسطى، يُمكن اللجوءُ إلى عملية استئصال اللوزتين؛ فهذه العملية يمكن أن تقلِّل عدد مرات التهاب اللوزتين والأذن الوسطى. قبلَ عملية استئصال اللوزتين وتجريف الناميات، يمكن أن يطلب الطبيب إجراء اختبارات دمويَّة لمعرفة:
- هل الدم قادر على التخثُّر بصورة صحيحة.
- هل تعداد الصُّفيحات طبيعي.
يتأكَّد الطبيبُ من خلال اختبارات الدم أنَّه لن يكون هناك نزف زائد بعد الجراحة؛ فمنطقةُ الفم تميل إلى النزف أكثر من غيرها، فإذا كان الدم لا يتخثَّر بصورة صحيحة وكان تعداد الصفيحات منخفضاً، فإنَّ خطر النزف يكون مرتفعاً.
العملية
تُجرى عمليةُ استئصال اللوزتين وتجريف الناميات تحت التخدير العام، أي أنَّ المريض يكون نائماً في أثناء العملية. يقوم الجرَّاحُ بإزالة اللوزتين والناميات بطرق عديدة. كما يناقش الجرَّاح مع المريض الطرقَ التي سيعتمدها. بعد انتهاء العملية، يتمُّ إيقاف النزف، ويُؤخذ المريضُ إلى غرفة الإنعاش. بعد العملية والإنعاش، يفيق المريض، ويُعطى الأدوية التي تخفِّف الألم والتورُّم. عندما يشفى المريضُ من العملية، يمكنه الذهاب إلى البيت.
المخاطِرُ والمضاعفات
من المخاطر والمضاعفات ما يتعلَّق بالتخدير، ومنها ما يتعلَّق بهذه العملية تحديداً. يقوم طبيبُ التخدير أو ممرِّض التخدير بمناقشة مخاطر التخدير مع المريض بالتفصيل. إنَّ المخاطر المتعلِّقة بجراحة استئصال اللوزتين وتجريف الناميات هي مخاطر النزف والعدوى، ولكنَّها نادرة جداً. يجب استدعاءُ الطبيب فوراً إذا:
- حدث نزفٌ أحمر قانٍ لأكثر من دقيقة إلى دقيقتين.
- ارتفعت حرارةُ المريض إلى ما فوق 39 درجة.
- كان لدى المريض ألمٌ مستمرٌّ لا يهدأ رغم تناول الأدوية المُسكِّنة.
بعد الجراحة
تعدُّ عمليةُ استئصال اللوزتين والناميات عمليةً سهلة على المريض. ويكون ألمُ البلعوم بعد العملية خفيفاً. من المهمِّ مراقبةُ النزف بعد استئصال اللوزتين؛ فإذا كان المريض يُكثر من تكرار حركة البلع، فقد يكون هذا مؤشِّراً على نزف مكان الجراحة؛ ومن المهمِّ تكرار فحص جوف الفم في الأيَّام القليلة الأولى بعد العملية. من الأسهل على المريض أن يتناول السوائلَ والطعام البارد. ومن المهم أن يتناولَ المريض الكثير من السوائل، حتَّى إذا كان البلع صعباً، وذلك حتَّى لا يُصاب الجفاف. في الحالات العادية، يعاني الطفلُ من ألم البلعوم لمدَّة أسبوع بعد العملية.
الخلاصة
إنَّ عملية استئصال اللوزتين وتجريف الناميات عملية شائعة وناجحة. تُفيد عمليةُ استئصال اللوزتين وتجريف الناميات المريضَ الذي يعاني من عدوى متكرِّرة في البلعوم ومن مضاعفات أخرى أكثر خطورة. يساعد فهمُ عملية استئصال اللوزتين وتجريف الناميات، وفهم مخاطرها ومضاعفاتها المحتملة، على نجاح العملية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق