السبت، 18 يناير 2014

سرطانُ العَين أمراض العيون

سرطانُ العَين - كافةسَرَطانُ العين حالةٌ غير شائعة من حالات الإصابة بالسَرَطان. ومن الممكن أن يصيبَ السَرَطانُ الجزء الخارجي من العين، كالجَفنين مثلاً، وهما مكوِّنان من عضلاتٍ وجلد وأعصاب. أمَّا إذا بدأ السَرَطانُ في داخل كرة العين، فهو يُدعى باسم "سَرَطان باطِن العين". إنَّ سَرَطانات باطِن العين الأكثر شُيوعاً لدى البالغين هي الوَرَمُ الميلانيني والوَرَم اللمفاوي. وأمَّا سَرَطان العين الشائع لدى الأطفال فهو "الوَرَم الأرومي الشَّبَكي" الذي يبدأ في خلايا الشَّبَكية. ومن الممكن أيضاً أن ينتقل السَرَطانُ إلى العين من أجزاء أخرى في الجسم. تختلف مُعالَجةُ سَرَطان العين بحسب اختلاف نوع السَرَطان ومدى تقدمه. وقد تشتمل المُعالَجة على الجراحة وعلى المُعالَجة الإشعاعية، بالإضافة إلى المعالجة بالتبريد أو بالتسخين وإلى المُعالَجة الليزرية أيضاً. 

مقدِّمة

سَرَطانُ العين حالةٌ غير شائعة من حالات الإصابة بالسَرَطان. ومن الممكن أن يُصيبَ هذا السَرَطانُ الأجزاءَ الخارجية والأجزاء الداخلية من العين. إن النوعين الأكثر شُيوعاً من سَرَطان العين هما:
  • الوَرَم الميلانيني داخل المُقلَة.
  • الوَرَم الأرومي الشَّبَكي.
يُصيب هذان النوعان الأجزاءَ الداخلية ضمن كرة العين. وتُدعى السَرَطانات التي تبدأ في داخل كرة العين باسم "سَرَطانات داخل المُقلَة". وأمَّا السَرَطانُ الذي يبدأ في خلايا الشَّبَكية فيُدعى باسم "الوَرَم الأرومي الشَّبَكي". يركِّز هذا البرنامجُ التثقيفي على نوعين اثنين من أنواع سَرَطان العين. الأول هو الوَرَم الميلانيني داخل المُقلَة. وأمَّا الآخر فهو الوَرَم الأرومي الشَّبَكي. ويشرح هذا البرنامجُ هذين النوعين من أنواع سَرَطان العين. إضافةً إلى سُبُل معالجتهما. 

العين

من المهم أن نتعرَّفَ إلى أجزاء العين حتى نستطيع أن نفهم سَرَطان العين بشكلٍ أفضل. ولذلك، يستعرض هذا القسم تشريحَ العين. إن القَرنيَّة هي الجزء الشَّفاف الذي يغطي مقدمة العين. وهي جزءٌ من الطبقة الخارجية للعين. والقَرنيَّة هي الجزء الذي يتعرض للضوء أولاً. تشتمل الطبقةُ الخارجية للعين على "الصُّلبَة" أيضاً. والصُّلبَة هي بياض العين. يشتمل الجزءُ الأوسط من العين على:
  • القُزَحيَّة.
  • الجسم الهَدبي.
القُزَحيَّة هي الجزءُ المُلوَّن من العين. وهي تتحكم بكمية الضوء الداخل إلى العين. وفي وسط القُزَحيَّة فتحةٌ تُدعى باسم "الحَدَقَة". يسير الضوء من القُزَحيَّة إلى الجزء الخلفي من العين من خلال الحَدَقَة. عندَ مرور الضوء من الحَدَقَة، فإنه يمر عبر عدسةٍ صافية تقوم بتركيزه على مؤخرة العين. تعمل هذه العدسةُ مثلما تعمل عدسة آلة التصوير. الجسمُ الهَدبي هو حلقة من النُّسُج مع أليافٍ عَصَبية تعمل على تغيير حجم الحَدَقَة وشكل العدسة. وهي واقعةٌ خلف القُزَحيَّة. بعدَ مرور الضوء من العدسة، تتابع الحزمة الضوئية المركَّزة سيرها عبر مادةٍ هلاميةٍ شفافة. تُدعى هذه المادةُ الهلامية باسم "الجسم الزجاجي". يصل الضوءُ إلى مؤخرة العين حيث تقع الشَّبَكية. تقوم الشَّبَكيةُ بتحويل الضوء الساقط عليها إلى إشاراتٍ كهربائية. ثم يجري إرسال هذه الإشارات إلى الدماغ عن طريق العَصَب البصري. ويقوم الدماغ بترجمة الإشارات إلى الصور التي تراها أعيننا. يُدعى الجزءُ الأوسط من الشَّبَكية باسم "البُقعة". إن هذه البُقعَة هي ما يسمح لنا برؤية الأشياء على نحوٍ واضح. يدعى الجزءُ الباقي من الشَّبَكية باسم "المحيط". وهو يساعدنا على رؤية الأشياء على الجانبين. يُدعى هذا النوع من الرؤية باسم الرؤية الجانبية، أو المحيطية. المَشيمِيَّةُ هي طبقةٌ من الأوعية الدموية التي تزوِّد العين بالأكسجين والمواد المغذِّية. وهي واقعةٌ في مؤخرة العين عند الشَّبَكية. 

سَرَطان العين

يتألَّف الجسم من خلايا صغيرة جداً. تنمو خلايا الجسم وتموت على نحوٍ مضبوط عادةً. في بعض الأحيان، تواصل الخلايا انقسامها ونموها على نحوٍ شاذ غير مضبوط. يُدعى هذا النمو باسم "وَرَم". إذا كان الوَرَمُ لا يغزو النُّسُج وأجزاء الجسم المجاورة له، فهو يُدعى باسم "وَرَم حميد". وهو يُدعى بأنه نموٌّ غير سَرَطاني أيضاً. إن الأورام الحميدة غير خطيرة على حياة الإنسان عادةً. إذا كان الوَرَمُ يغزو النُّسُج وأجزاء الجسم المجاورة، فإنه يُدعى سَرَطاناً. كما يُدعى باسم "وَرَم خبيث". تنتقل الخلايا السَرَطانية إلى أجزاءٍ مختلفة من الجسم عن طريق الأوعية الدموية والقنوات اللِّمفية. اللِّمفُ هو سائلٌ رائقٌ شفاف ينتجه الجسم. وهو يقوم بنَزِح الفضلات من الخلايا. يجري اللِّمف عبر قنواتٍ خاصةٍ في الجسم وعبر أجسامٍ على شكل حبات الفاصولياء تُدعى باسم العقد اللِّمفية. يُعرف السَرَطانُ الذي ينتقل من أحد الأعضاء إلى أجزاء أخرى من الجسم باسم "سَرَطان نَقيلي". وعلى سبيل المثال، فإن الأورام السَرَطانية في العين يُمكِن أن تنمو. كما يُمكِن أن تنتقلَ إلى النُّسُج القريبة منها مع مرور الزمن. تُعطى السَرَطانات في الجسم أسماء مختلفة. ويتعلق اسم كل سَرَطان باسم المكان الذي بدأ منه. يُدعى السَرَطان الذي يبدأ في العين باسم سَرَطان العين دائماً، حتى إذا انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. إذا بدأ السَرَطانُ في داخل كرة العين فهو يُدعى باسم "سَرَطان باطِن العين". إنَّ نوع سَرَطان العين الأكثر شُيوعاً لدى البالغين هو الوَرَم الميلانيني في باطِن العين. وهو يبدأ في الطبقة الوسطى من العين. إنَّ سَرَطان العين الأكثر شُيوعاً لدى الأطفال هو الوَرَم الأرومي الشَّبَكي. وهو يبدأ في خلايا الشَّبَكية. ونادراً ما ينتقل هذا السَرَطان من العين إلى النُّسُج القريبة أو إلى أجزاء أخرى من الجسم. 

الأسباب وعوامل الخطورة

من غير الممكن عادةً تحديدُ السبب الدقيق لإصابة شخص محدَّد بالسَرَطان. لكنَّنا نعرف ما الذي يُسبِّب السَرَطان بشكلٍ عام. ويعرف الأطباءُ العواملَ التي يُمكِن أن تزيد من احتمال الإصابة بالسَرَطان. وهم يدعون هذه العوامل باسم "عوامل الخطورة". إنَّ التعرُّضَ المتكرِّر للضوء الطبيعي أو الصُّنعي واحدٌ من عوامل الخطورة فيما يخص سَرَطان العين. ومن الأمثلة على الضوء الصُّنعي الذي يشبه ضوء الشمس الضوءُ الذي يُستخدم في حُجرات التَّسمير (إضفاء السُّمرة على الجلد). يعدُّ لونُ البشرة الأشقر أحد عوامل الخطورة فيما يخص الإصابة بسَرَطان العين. والمقصودُ بهذا النوع من البشرة هو:
  • الجلد الأشقر الذي يتجعد ويحترق بسهولة ولا يتحوَّل إلى اللون الأسمر بسهولةٍ أو على نحوٍ جيد.
  • العيون ذات اللون الأزرق أو الأخضر أو الملونة بألوان فاتحة أخرى.
إنَّ أصحابَ الجلد الأبيض هم أكثر تعرضاً لخطورة الإصابة بسَرَطان العين. وكذلك الأمر بالنسبة للأشخاص الذين بلغوا خمسةً وخمسين عاماً من العمر أو أكثر. من الممكن أن يكونَ الوَرَم الأرومي الشَّبَكي ناتجاً عن تغيُّر في الجينات ينتقل من الآباء إلى الأبناء. وهذا ما يُدعى باسم الوَرَم الأرومي الشَّبَكي الوراثي. ويظهر هذا النوعُ من السَرَطان في سنٍّ مبكرة عادةً، بالمقارنة مع بقية أنواع سَرَطان العين. إن وجود وَرَم أرومي شبكي وراثي لدى الطفل يجعله أكثر تعرُّضاً للإصابة بأنواعٍ أخرى من السَرَطان أيضاً. ولذلك، فإن الفحوصات المنتظمة أمرٌ مهم من أجل التحقُّق من هذه الحالات. ومن المهم أيضاً أن يجري اكتشاف السَرَطان في وقتٍ مبكِّر. لا يُصاب بسَرَطان العين كل من تتوفَّر لديه عوامل الخطورة المتعلقة بهذا النوع من السَرَطان. هناك أشخاصٌ لا تكون لديهم عوامل خطورة، لكنَّهم يُصابون بسَرَطان العين رغم ذلك. 

الأعراض

تختلف أعراضُ سَرَطان العين اعتماداً على مكان بدء السَرَطان. يبدأ الوَرَم الميلانيني في باطِن العين ضمن الطبقة الوسطى من العين. وأمَّا الوَرَم الأرومي الشَّبَكي فيبدأ في خلايا الشَّبَكية. قد لا تظهر أي أعراض مبكِّرة للوَرَم الميلانيني في باطِن العين. لكن من الممكن اكتشافه أحياناً خلال الفحص الدَّوري للعين. ومن الأعراض العامة لهذا السَرَطان:
  • تغيُّر في شكل حَدَقَة العين.
  • تغيُّراتٌ في الرؤية.
  • ظهور بُقعة قاتمة في قُزَحيَّة العين.
  • تشوُّش الرؤية.
من الممكن أن يؤدي الوَرَم إلى انفصال الشَّبَكية عن العين. وعندما يُصيب الوَرَم الميلانيني الجسم الهَدبي، فمن الممكن أن يُصاب المريض بالغلوكوما (الزَّرَق أو ارتفاع ضغط العين). ومن الممكن أن يُصيب الزَّرَقُ العَصَبَ البصري بالضرر. وهذا ما قد يؤدي إلى العمى أو فقدان البصر. إن الزَّرَق لا يؤدي إلى ظهور أي أعراض في معظم الأحيان. وإذا ظهرت أعراضه، فقد يكون من بينها:
  • تشوُّش الرؤية.
  • ألم في العين.
  • احمرار في العين.
  • غَثَيان.
يؤدي الوَرَم الأرومي الشَّبَكي إلى ظهور أعراض مختلفة، من بينها:
  • ظهور العينين كأنهما تنظران إلى اتجاهين مختلفين (حَوَل).
  • ألمٌ أو احمرار في العين.
  • ظهور حَدَقَة العين بلونٍ أبيض بدلاً من الأحمر عندما يصيبهما الضوء. وهذا ما قد يبدو واضحاً في الصور الفوتوغرافية الملتقطة في ضوء آلة التصوير الوامض (فلاش).
قد لا تكون الأعراضُ ناتجةً عن سَرَطان في العين. لذلك، يجب الحرص على استشارة الطبيب من أجل معرفة سبب الأعراض. 

التشخيص

إذا ظهرت لدى المرء أعراض سَرَطان العين، فعليه أن يستشير الطبيب لمحاولة معرفة ما إذا كان سَرَطان العين هو السبب الحقيقي لتلك الأعراض. وقد تكون هناك أسبابٌ أخرى. يطرح الطبيب أسئلةً عن التاريخ الطبي لأسرة المريض. كما يسأل المريض عن الأعراض. ويجري الطبيب فحصاً جسدياً للمريض أيضاً. كما يُمكِن أن يقوم الطبيب بإجراء فحوص واختبارات أخرى أيضاً. يستطيع الطبيبُ فحصَ مؤخَّرة العين (قعر العين) من خلال توسيع الحَدَقَة. وهو يقوم بذلك عن طريق استخدام قَطرة عينية طِبية خاصة. ويقوم الطبيب بفحص مُؤخِّرة العين باستخدام جهاز يُطلِق حزمةً ضيقةً من الضوء. كما يُمكِن أن يلتقط الطبيب صوراً لتسجيل التغيرات الحاصلة مع مرور الزمن. قد يقوم الطبيبُ بفحصٍ آخر وهو التنظير غير المباشر للعين. يقوم هذا التنظير بفحص مؤخرة العين. وهو يستخدم عدسةً مُكبِّرةً صغيرة وحزمةً ضوئية. من الممكن أيضاً التقاط صورة بالأمواج فوق الصوتية لباطِن العين وذلك باستخدام أمواج صوتية عالية الطاقة. يستخدم الطبيب قطرةً عينية في البداية من أجل تخدير العين، ثم يضع على سطح العين مِسباراً يقوم بإرسال الأمواج الصوتية وتلقيها. هناك اختباراتٌ تصويريةٌ أخرى يُمكِن أن يستخدمها الطبيب. ومن بينها التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي. تستطيع هذه الطرق في التصوير إنتاج صور أكثر تفصيلاً. إنَّ تصوير الأوعية الفلوروسيني قادرٌ أيضاً على تشخيص سَرَطان العين. وهو يفحص الأوعيةَ الدموية وتدفق الدم في العين. يجري حقن صِباغ مُتوهِّج (فلوروسيني) في الأوعية الدموية في الذراع. ينتقل هذا الصباغ حتى يصل إلى العين. وهناك آلةُ تصوير خاصة تستطيع رصد أي انسداد أو تسرُّب في الأوعية الدموية للعين. من الممكن أيضاً إجراء اختبارات وفحوص أخرى للقَرنيَّة أو القُزَحيَّة ومن الممكن أيضاً فحص عدسة العين أو الجسم الهَدبي. إن تشخيص سَرَطان العين لا يتطلب أخذ خَزعة في أغلب الأحيان. 

تحديد مراحل السَرَطان

إذا كان المرءُ مصاباً بسَرَطان العين، فإن الطبيب يحدد المرحلة التي بلغها هذا السَرَطان. وتحديد المراحل هو محاولةٌ لمعرفة مدى نمو الوَرَم السَرَطاني. كما أنَّه مفيدٌ لتحديد مدى انتشار السَرَطان إلى أجزاء أخرى من الجسم. يجري تحديد مراحل سَرَطان العين بشكلٍ مختلف بحسب نوع هذا السَرَطان. كما يجري تحديدُ مراحل الوَرَم الميلانيني في باطِن العين من خلال حجم الوَرَم. إن مراحل الوَرَم الميلانيني في باطِن العين هي:
  • صغير.
  • متوسط.
  • كبير.
  • مُنتشر.
تصف مراحل الوَرَم الأرومي الشَّبَكي مكانَ العثور على الوَرَم في الجسم. وهذه المراحل هي:
  • الوَرَم الأرومي الشَّبَكي في باطِن العين، أي عندما يكون السَرَطان موجوداً في العين فقط.
  • الوَرَم الأرومي الشَّبَكي خارج المُقلَة، أي عندما يكون السَرَطان قد انتشر إلى خارج العين. وقد ينتشر هذا السَرَطانُ إلى النُّسُج المحيطة بالعين. كما يُمكِن أيضاً أن ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، كالدماغ أو الحبل الشوكي مثلاً. ومن الممكن أن ينتشر إلى العقد اللمفية أو إلى نقي العظم.
هناك الكثير من الفحوص والاختبارات المستخدمة من أجل تشخيص سَرَطان العين يُمكِن أن تُستخدم من أجل تحديد المراحل أيضاً. وهناك اختباراتٌ وفحوص أخرى يُمكِن إجراؤها من أجل تحديد مرحلة السَرَطان. يُستخدم تنظيرُ الزاوية العينية من أجل فحص الجزء الأمامي من العين الذي يقع بين الحَدَقَة والقُزَحيَّة. تُستخدم في هذا التنظير أداةٌ خاصة، تبحث عن مواضع الانسداد في منطقة خروج السائل (الدمع) من العين. هناك نوعٌ خاص من الأمواج فوق الصوتية يُمكِن استخدامه أيضاً. وهو يُدعى باسم الفحص المجهري البيولوجي بالأمواج فوق الصوتية. ويقوم هذا النوعُ من الفحص بالعثور على الأورام الصغيرة في العين وبقياس حجمها أيضاً. من الممكن إجراء فحوص للدم من أجل البحث عن بعض أنواع المواد التي يشير وجودها إلى وجود المرض في الجسم. وعلى سبيل المثال، فإن من الممكن فحص الدم من أجل اختبار مدى حُسن عمل الكبد. وإذا كان الكبد لا يعمل على نحوٍ جيد، فمن الممكن أن يكونَ السَرَطان قد انتشر إليه. من الممكن أيضاً استخدام تصوير الصدر بالأشعة السينية من أجل تحديد مراحل سَرَطان العين. ويستطيع هذا التصوير اكتشاف ما إذا كان السَرَطان قد انتشر إلى أعضاء موجودة في الصدر. يُمكِن للبَزل القطني التحقق من وجود خلايا سَرَطانية في السائل المحيط بالدماغ والحبل الشوكي. يُدعى هذا السائل باسم السائل الدماغي الشوكي (CSF). يتم إجراء البَزل من خلال إدخال إبرة في العمود الفقري من أجل الحصول على كمية صغيرة من السائل. من أجل معرفة ما إذا كان السَرَطان قد انتقل إلى نقي العظم، فمن الممكن رَشف جزء من نقي العظم أو الحصول على خَزعة. ومن أجل هذا الاختبار يجري إدخال إبرة مُجَوَّفة في عظمٍ من العظام الكبيرة، غالباً ما يكون عظم الحوض. ويجري في هذه الحالة أخذ عينة من نقي العظم ومن الدم، إضافةً إلى قطعة من العظم نفسه من أجل فحصها. 

المُعالَجة والرعاية الداعمة

يعتمد نوعُ المُعالَجة المستخدمة على عوامل كثيرة. ومن هذه العوامل:
  • صحة المريض.
  • حجم الوَرَم وموقعه.
  • المرحلة التي بلغها المرض.
وقد تشتمل مُعالَجة سَرَطان العين على ما يلي:
  • الجراحة.
  • المُعالَجة الإشعاعية.
  • المُعالَجة الكيميائية.
  • التَّخثير الضوئي.
  • المُعالَجة بالتَّبريد.
  • المُعالَجة الحرارية.
وغالباً ما يجري استخدام مزيج من هذه المعالجات معاً. تستخدم المُعالَجة الإشعاعية أشعةً ذات طاقة مرتفعة من أجل قتل الخلايا السَرَطانية. وهذا ما يمنع الخلايا من النمو والانتشار. تصدر الأشعة المُستخدمة في المُعالَجة الإشعاعية عن آلةٍ خاصة تقوم بتوجيه هذه الأشعة إلى منطقة محدَّدة في الجسم. من الممكن أيضاً إعطاء الإشعاع داخلياً. وتعتمد المُعالَجة الإشعاعية الداخلية على مواد مُشعَّة موضوعة ضمن أجسام تشبه الإبر أو الأسلاك أو القثاطر. توضع هذه الأجسام في منطقة السَرَطان أو بالقرب منها. هناك أيضاً أنواع أخرى من المُعالَجة الإشعاعية التي يُمكِن استخدامها من أجل مُعالَجة سَرَطان العين. ولابدَّ من استشارة الطبيب لمعرفة المزيد عن هذه الأنواع من المُعالَجة. المُعالَجة الكيميائية هي استخدام الأدوية من أجل قتل الخلايا السَرَطانية. وعادةً ما يجري إعطاء المُعالَجة الكيميائية عن طريق الدم، وذلك عبر قثطرة وريدية. كما يُمكِن تناولها عن طريق الفم. ومن الممكن أيضاً أن تُحقَن الأدويةُ مباشرةً ضمن السائل النُّخاعي الشَّوكي. تستخدم طريقة المُعالَجة بالتَّخثير الضوئي شعاعاً من الليزر من أجل تخريب الاوعية الدموية التي تقوم بإيصال المواد المغذية إلى الوَرَم. وهذا ما يجعل خلايا الوَرَم تموت. ومن الممكن استخدامُ هذه الطريقة من أجل مُعالَجة الأورام الصغيرة. المُعالَجةُ بالتبريد قادرة أيضاً على التعامل مع سَرَطان العين. وهي تستخدم أداة خاصَّة من أجل تجميد النسيج السَرَطاني وتخريبه. تستخدم المُعالَجة الحرارية الحرارة من أجل تخريب الخلايا السَرَطانية. وتنتج هذه الحرارة عن شعاعٍ ليزري. ومن الممكن توجيه هذا الشعاع عبر حَدَقَة العين بعد تخديرها. كما يُمكِن أيضاً توجيهها إلى خارج كرة العين. من الممكن أيضاً اللجوء إلى الجراحة من أجل مُعالَجة الوَرَم الأرومي الشَّبَكي. وفي هذه الجراحة تجري إزالة العين كلها مع جزء من العَصَب البصري. ويجري اللجوءُ إلى هذه الطريقة إذا:
  • كان الوَرَم كبيراً.
  • كان من المحتمل أن ينتشر السَرَطان إلى أجزاء أخرى من الجسم.
  • انعدمت أو تضاءلت فرص المحافظة على الرؤية.
قد تتوفَّر تجارب سريرية من أجل الأشخاص المصابين بسَرَطان العين. وتهدف الاختبارات السريرية إلى تجربة أساليب ومعالجات طبية جديدة. من الممكن أن يؤدِّي سَرَطان العين ومعالجته إلى مشكلاتٍ صحيةٍ أخرى. ومن المهم أن يتلقى المريض رعايةً داعمة خلال مُعالَجة السَرَطان وبعدها. والرعاية الداعمة هي مُعالَجة تهدف إلى ما يلي:
  • ضبط الأعراض.
  • تخفيف الآثار الجانبية للمُعالَجة.
  • مساعدة المريض في التلاؤم مع مشاعره الناتجة عن المرض.
تتعامل الرعاية الداعمة أيضاً مع الألم المرتبط بالسَرَطان ومعالجته. ويستطيع الطبيبُ اقتراح الطرق المناسبة من أجل تخفيف الألم. كما يُمكِن أيضاً أن تجري الاستعانة بطبيب اختصاصي في ضبط الألم. 

الخلاصة

سَرَطانُ العين غير شائع. ويُمكِن لهذا السَرَطان أن يصيب الجزء الخارجي من العين، كالجَفنين مثلاً. كما يُمكِن أن يبدأ في داخل العين نفسها. وهذا ما يُدعى باسم سَرَطان باطِن العين. إن النوع الأكثر شُيوعاً من سَرَطان باطِن العين لدى البالغين هو الوَرَم الميلانيني. وأمَّا النوع الأكثر شُيوعاً من سَرَطان العين لدى الأطفال فهو الوَرَم الأرومي الشَّبَكي. ويبدأ هذا الوَرَم في خلايا الشَّبَكية. وقد تشتمل مُعالَجة سَرَطان العين على ما يلي:
  • الجراحة.
  • المُعالَجة الإشعاعيّة.
  • المُعالَجة الكيميائيّة.
  • التَّخثير الضوئي.
  • المُعالَجة بالتبريد.
  • المُعالَجة الحراريّة.
وغالباً ما يجري استخدام مزيج من عدة طرق في المُعالَجة معاً. يكون سَرَطان العين أكثر قابليةً للمُعالَجة في مراحله المبكرة. وقد أدت الأبحاثُ الجارية إلى تطوراتٍ سمحت لمرضى السَرَطان بالعيش مدةً أطول. وتستمر الأبحاث من أجل العثور على طرقٍ أفضل من أجل رعاية الأشخاص المصابين بسَرَطان العين. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق