تعدُّ الأسنان اللبنية للطفل هامةً جداً، إذ يحتاج الطفل إلى أسنان قوية وسليمة تساعده على مضغ طعامه والتكلُّم والظهور بمظهر حسن وابتسامة جميلة. كما تؤدِّي الأسنان اللبنية مهامَّ أخرى، مثل حفظ مسافة في الفك لبزوغ الأسنان الدائمة لاحقاً. من جهة أخرى، إذا بقيت الأسنان اللبنية لمدة أطول من اللازم، فقد تبزغ الأسنان الدائمة بشكل منحرف في الفراغ المجاور لها. وقد لا تتوفَّر مسافة كافية لبزوغ الأسنان الدائمة بعد سقوط الأسنان المؤقتة، وهذا ما يؤدِّي إلى تراكب الأسنان.
إن العناية بصحَّة الطفل الفموية، منذ أيَّامه الأولى، قد تساعد على وقاية أسنانه لعقود بعد ذلك.
الأعراض
تتعرَّض أسنان الطفل لخطر النخر منذ اللحظات الأولى لبزوغها في الفم، وهو ما يكون عادة في عمر الستة الأشهر. يُشار عادة إلى نخر الأسنان لدى الرضع والأطفال الصغار بالنخر الناجم عن الرضاعة أو النخر السني الطفلي. غالباً ما يحدث هذا النخر في الأسنان العلوية الأمامية، دون أن يستثني الأسنان الخلفية. قد يكون النخر في بعض الحالات واسعاً ومعمَّماً، بحيث لا يمكن إصلاح الأسنان معه، ويتوجب إزالتها. ولكنَّ الخبر الجيد هنا أنه يمكن تطبيق وسائل للوقاية من ذلك النخر.
نخر الأسنان مرضٌ تسبِّبه الجراثيم المُحدِثة للنخر، والتي تنتقل من فم الأم إلى فم الطفل من خلال اللعاب عادةً، وذلك عندما تضع الأم ملعقة الطفل في فمها أو عندما تنظِّف لهَّايته بفمها، فتنتقل بذلك الجراثيم إلى فم الطفل.
العاملُ الآخر المسبِّب لنخر الأسنان هو تعرُّض أسنان الطفل المتكرِّر والمديد للسوائل المحتوية على السكر، كالماء المحلَّى وعصير الفواكه، وإلى حد ما الحليب بنوعيه، حليب الأم والحليب الصناعي. يمكن أن يحدث نخرُ الأسنان عندما يُترك الطفل في سريره وزجاجة الحليب في فمه، كما يمكن أن يحدثَ عندما تُستخدَم زجاجة الرضاعة كبديل عن اللهاية. في مثل هذه الأوضاع، تقوم السوائل السكرية بعمل ما يشبه البركة حول أسنان الطفل، وتستخدم الجراثيمُ الموجودة في فم الطفل هذه السكاكر الموجودة في هذه السوائل كغذاء، ومن ثمَّ تقوم بإنتاج حموض تهاجم الأسنان. في كلِّ مرَّة يتناول فيها الطفل أحدَ هذه السوائل، فإنَّه يتعرَّض لهجمة حمضية على أسنانه لفترة لا تقلُّ عن عشرين دقيقة، وقد تزيد على ذلك. يمكن للسن بعد عدَّة هجمات حمضية أن يصبح متنخِّراً.
يمكن أن تؤدِّي اللهَّاية المغموسة بالسكر أو العسل إلى نتائج مماثلة أيضاً، وذلك لأنَّ السكَّر أو العسل الموجود عليها يوفِّر الغذاء لهجمات الجراثيم الحمضية.
كما يمكن للأطفال الذين لا يحصلون على وارد كاف من الفلوريد أن يكونوا عُرضة لخطر متزايد للإصابة بنخر الأسنان، حيث إنَّ الفلوريد يتَّحد مع الطبقة الخارجية من السن (الميناء) فيزيد من مقاومتها للهجمات الحمضية.
الوقاية
إن الخبر الجيد هنا، هو أنَّ النخر السني يمكننا الوقاية منه بشكل كامل؛ حيث يمكن وقاية أسنان الطفل من النخر عن طريق اتباع الخطوات التالية:
المعالجة
عندما تبزغ الأسنانُ الأولى للطفل، يجب ترتيبُ موعد زيارته الأولى لطبيب الأسنان. كما يجب النظر إلى الزيارة على أنَّها هامَّة كما لو كانت زيارة دورية لطبيب الأطفال. ومن الجيِّد أن يكونَ موعد تلك الزيارة خلال الأشهر الستَّة التالية لبزوغ الأسنان الأولى للطفل، وألاَّ تتأخَّر عن نهاية عامه الأوَّل. وبالرغم من أنَّ ذلك قد يبدو باكراً جداً، إلاَّ أنَّ البداية المبكِّرة قد تكون المفتاح نحو حياة صحِّية للفم والأسنان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق