السبت، 4 يناير 2014

سرطان الغُدَّة الكُظريَّة من أمراض الغدد الصم


سرطان الغُدَّة الكُظريَّة - كافةيمكن أن تُصابَ غدَّتا الكُظر باضطراباتٍ كثيرة من بينها أنماطٌ متعددة من السَّرطان. إن سرطانات الكُظر غير شائعة. لكن من أنواعها: • سَرطانة قِشرة الكُظر. وهي سرطانٌ يصيب الجزءَ الخارجي من غُدَّة الكُظر. • الوّرَم الأرومي العَصَبي. وهو نوعٌ من سرطانات الطفولة. • ورم القَواتِم. وهو ورمٌ نادر يبدأ عادةً في خلايا الغُدَّتين الكُظريتين، لكنَّه يكون حميداً في معظم الحالات. يكون معظم أورام الكُظر أوراماً غير سرطانية لا تسبِّب أيَّةَ أعراض عادةً، كما يمكن الّا تكون في حاجةٍ إلى معالجة. تعتمد أعراضُ سرطان الكُظر على نوع السَّرطان لدى المريض. وقد تشتمل المعالجةُ على الجراحة أو المعالجة الكيميائية أو المعالجة الشعاعية.

مقدِّمة

يعدُّ سرطانُ الكُظر سرطاناً نادراً. وهو يبدأ في غُدَّتين توجد كلُّ واحدةٍ منهما فوق إحدى الكليتين. تنتج هاتان الغُدَّتان هرموناتٍ في غاية الأهمِّية لا يستطيع الجسمُ أن يعيشَ من غيرها. هناك أنواعٌ مختلفة من سرطانات الكُظر. ويعتمد التصنيفُ على مكان بَدء السَّرطان ضمن الغُدَّة. يُركِّز هذا البرنامجُ التثقيفي على سرطانة قشرة الكُظر، التي تبدأ في الطبقة الخارجية من الغُدَّة الكُظرية. يساعد هذا البرنامج التثقيفي على تكوين فهمٍ أفضل لطبيعة سرطان الكُظر، ولسُبُل المعالجة المتوفِّرة.

الغُدَّتان الكُظريتان

تقع كلُّ واحدةٍ من الغُدَّتين الكُظريتين على قمَّة إحدى الكليتين. والكليتان هما عضوان موجودان في وسط إلى أسفل الظهر على جانبي العمود الفقري. لكل كلية غدة كظرية واحدة. وتكون غُدَّة الكُظر على شكل مثلَّث صغير فوق الكلية. تقوم الغُدَّتان الكُظريتان بإنتاج هرمونات في غاية الأهمية. ومن هذه الهرمونات:
  • الكورتيزول.
  • الألدوستيرون.
  • التِّستوستيرون.
  • الإستروجين.
يساعد هرمون الكورتيزول الجسمَ على استخدام سكر الغلوكوز. كما يساعد الجسم على التحكُّم باستخدام البروتين والدهون أيضاً. يساعد هرمونُ الألدوستيرون على ضبط توازن الماء والملح في الجسم. كما يساعد أيضاً على المحافظة على ضغط الدم ضمن حدوده الطبيعية. إنَّ هرمون التستوستيرون مسؤولٌ عن الخصائص الذكرية في الجسم، وذلك من قبيل شعر الوجه وعمق الصوت ونمو العضلات. ويقوم الجسمُ بإنتاج هذا الهرمون بشكل رئيسي في الخصيتين. لكنَّ قسماً منه يجري إنتاجه في الكُظر أيضاً. هرمونُ الإستروجين مسؤولٌ عن إكساب الجسم الخصائص الأنثوية، كنمو أنسجة الثدي مثلاً. ويجري إنتاجُ هذا الهرمون في الكُظر وفي المبيضين. يدعى السَّرطانُ الذي يبدأ في قشرة الكُظر باسم سرطانة قشرة الكُظر. وهذا هو النوعُ الذي يتناوله البرنامج.

سرطانُ الكُظر

يتألَّف الجسمُ من خلايا صغيرة جداً. تنمو الخلايا وتموت على نحوٍ مضبوط. تواصل الخلايا أحياناً انقسامها ونموَّها على نحوٍ غير مضبوط، ممَّا يسبِّب نمواً شاذاً يُدعى باسم "ورم". إذا كان الورمُ لا يقوم بغزو أنسجة وأجزاء الجسم المجاورة، فإنَّنا ندعوه ورماً حميداً، أو ورماً غير سرطاني. وتكونُ الأورام الحميدة غير خطيرةٍ على الحياة عادةً. إذا قام السَّرطانُ بغزو الأنسجة والأعضاء المجاورة، فإنَّنا ندعوه ورماً خبيثاً، أو سرطاناً. تنتشر الخلايا السَّرطانية إلى أنحاء مختلفة من الجسم عن طريق الأوعية الدموية والقنوات اللِّمفيَّة. اللِّمفُ هو سائلٌ رائق ينتجه الجسمُ، ويقوم بتنظيف الخلايا من الفضلات. ينتقل هذا السائلُ عبر أوعيةٍ خاصَّة وعقدٍ على شكل حبات الفاصولياء تُدعى باسم "العقد اللمفيَّة". يُدعى السَّرطانُ الذي ينتقل من نسيجٍ إلى أجزاء أخرى من الجسم باسم "سرطان نَقِيلي". وعلى سبيل المثال، فإنَّ ورمَ الكُظر يمكن أن ينمو فيخترق الطبقة الخارجية للكُظر، ويصل إلى النسج القريبة مع مرور الزمن. تُطلق أسماءٌ مختلفة على السَّرطانات التي تصيب الجسم، وذلك اعتماداً على مكان بدء السَّرطان. إنَّ السَّرطانَ الذي يبدأ في الكُظر يدعى دائماً باسم سرطان الكُظر، وذلك حتى إذا انتقل إلى أماكن أخرى من الجسم. يمكن أن يكونَ الورمُ الموجود في غُدَّة الكُظر عاملاً (وظيفياً) أو غير عامل (غير وظيفي). إذا كان الورم عاملاً، فإنَّه ينتج الهرمونات على نحوٍ أكثر من الحدِّ الطبيعي. أمَّا إذا كان غيرَ عامل، فإنه لا يقوم بإنتاج الهرمونات. إنَّ هذه الهرمونات التي تنتج عن الأورام العاملة يمكن أن تسبِّب أعراضاً. هناك أنواع مختلفة من سرطانات الكُظر. وييركز هذا البرنامجُ التثقيفي على النوع الأكثر شيوعاً من سرطانات الكُظر، وهي سرطانة قشرة الكُظر. يبدأ هذا النوع من السَّرطان في قشرة الكُظر، أي في الجزء الخارجي من الغُدَّة.

عواملُ الخطورة

من المستحيل تحديد سبب السَّرطان عند مريضٍ بعينه عادةً. لكنَّنا نعرف ما يسبِّب السَّرطانَ بشكلٍ عام. ويعرف الأطباء أيضاً العوامل التي يمكن أن تزيدَ من احتمال الإصابة بالسَّرطان. وهي ما تعرف باسم "عوامل الخطورة". إنَّ وجودَ بعض الحالات الوراثية يزيد من مخاطر الإصابة بسرطان الكُظر. وتنتج الحالة الوراثية عن جينات مَعيبة، تنتقل من الأبوين إلى الطفل. ومن الممكن أيضاً أن تحدثَ الحالة الوراثية بفعل طَفرة أو تغيير يصيب جيناً محدداً. إنَّ متلازمة لي فراوميني اضطرابٌ نادرٌ يؤدي إلى زيادةٍ كبيرة في مخاطر الإصابة بعدَّة أنواع من السَّرطان، بما فيها سرطانُ الكُظر. وتحدث هذه المتلازمةُ بسبب تغيُّرٍ في الجين الذي يتحكَّم بنموِّ الخلايا عادةً. إنَّ متلازمةَ بكويث ويدمان تؤدي أيضاً إلى زيادة مخاطر الإصابة ببعض أنواع السَّرطان، بما في ذلك سرطانُ الكُظر. إنَّ هذه المتلازمة حالةٌ نادرة من اضطرابات فرط النمو. ويكون الطفلُ المصاب بها كبير الحجم عندَ الولادة. كما تؤدِّي أيضاً إلى ضخامة اللسان والأعضاء الداخلية، وإلى مشكلاتٍ أخرى. هناك حالة وراثية نادرة اخرى تؤدِّي إلى زيادة مخاطر الإصابة بسرطان الكُظر، وهي عقدة كارني. تتَّسم عقدةُ كارني بوجود بقع قاتمة اللون على الجلد، بالإضافة إلى وجود أورام في القلب وبعض الغدد، ومن بينها الغُدَّتان الكُظريتان، وكذلك في الجلد والأعصاب. لا يُصاب كلُّ من تكون لديه عوامل خطورة مرتفعة فيما يتعلق بسرطان الكُظر بهذا السَّرطان. وهناك أشخاصٌ لا توجد لديهم عوامل خطورة، لكنَّهم يُصابون بسرطان الكُظر رغم ذلك.

الأعراض

إنَّ الأعراضَ الشائعة لسرطان الكُظر تشتمل على ما يلي:
  • ظهور كتلة في البطن.
  • ألم في البطن أو الظهر.
إنَّ الورمَ غير العامل لا ينتج الهرمونات. ومن الممكن ألاَّ تسبِّب هذه الأورام ظهورَ أعراض مبكِّرة. يقوم الورمُ العامل أو الوظيفي بصنع كمِّية زائدة من هرمون معين. ويعتمد ظهورُ الأعراض على نوعية الهرمونات التي يصنعها الورم. إنَّ زيادةَ كمِّية هرمون الكورتيزول يمكن أن تسبِّب ما يلي:
  • ازدياد عمق الصوت وتورُّم الأعضاء الجنسية أو الثديين، وذلك لدى الرجال والنساء على حدٍّ سواء.
  • نمو شعر ناعم على الوجه وأعلى الظهر والذراعين.
  • زيادة امتلاء منطقة الوجه والرقبة والجذع، مع نحول الذراعين والساقين.
يمكن أن تشتملَ أعراضُ زيادة هرمون الكورتيزول على ما يلي أيضاً:
  • ظهور كُتلة دِهنية على الجهة الخلفية من الرقبة.
  • استدارة الوجه واحمراره وامتلاؤه.
  • زيادة ضغط الدم.
  • زيادة سكَّر الدم.
  • ضعف العضلات.
يمكن أن يؤدِّي إنتاجُ كمِّية زائدة من هرمون الألدوستيرون إلى ما يلي:
  • الشعور بالعطش.
  • كثرة التبوُّل.
  • ازدياد ضغط الدم.
  • ضعف العضلات، أو الإصابة بتشنُّجات عضلية.
إن زيادة إنتاج هرمون التستوستيرون لدى النساء يمكن أن تؤدِّي إلى ما يلي:
  • زيادة عمق الصوت.
  • حب الشباب.
  • الصَّلع.
  • نمو شعر ناعم على الوجه أو أعلى الظهر أو الذراعين.
  • انقطاع الحَيض.
لا تظهر أيَّةُ أعراض عادةً عندَ الرجال الذين لديهم كمِّيات زائدة من التستوستيرون. إنَّ زيادةَ إنتاج هرمون الإستروجين لدى النساء يمكن أن يؤدِّي إلى ما يلي:
  • عدم انتظام دورات الحَيض قبل بلوغ سن اليأس.
  • نزف حَيضي بعد بلوغ سن اليأس.
يمكن أن تؤدِّي زيادةُ إنتاج هرمون الإستروجين لدى الرجال إلى ما يلي:
  • نمو نسج الثديين.
  • العجز الجنسي.
  • تراجع الدافع الجنسي.
من الممكن أن تكونَ هذه الأعراضُ غير ناتجةٍ عن الإصابة بسرطان الكُظر. يجب استشارةُ الطبيب لمعرفة السبب الحقيقي للأعراض.

التشخيص

يطرح الطبيبُ في البداية أسئلةً عن التاريخ الطبي للمريض وأسرته. ثم يقوم الطبيبُ بإجراء فحصٍ جسدي. كما قد يطلب إجراءَ فحوص للدم، أو غير ذلك من الفحوص المختبرية، من أجل استبعاد الأسباب الأخرى التي يمكن أن تكونَ مسؤولةً عن الأعراض. ومن الممكن أن يجري جمع البول لمدَّة أربع وعشرين ساعة من أجل فحصه. إن هذا الفحص يقيس كميةَ هرمون الكورتيزول وعدداً من المواد الأخرى في البول. وقد يكون اكتشافُ كمِّيات زائدة عن الحد الطبيعي دليلاً على وجود مشكلة في قشرة الكُظر. هناك اختباراتٌ تُدعى "اختبارات كبت الديكساميتازون". وهي يمكن ان تُستخدَم أيضاً من أجل التحقُّق من حالة الكُظر. تُجرى هذه الاختباراتُ من خلال إعطاء جرعة منخفضة أو مرتفعة من هرمون صنعي يُدعى "ديكساميتازون". وبعدَ ذلك، يجري فحص مستوى هرمون الكورتيزول في الدم أو في البول الذي يُجمَع على امتداد ثلاثة أيَّام. يمكن استخدامُ الفحوص التصويرية من أجل تكوين صور لمناطق داخل الجسم. إن هذه الصور قادرةٌ على كشف وجود الأورام. تشتملَ الفحوص التصويرية التي يمكن اجراؤها على ما يلي:
  • التصوير المقطعي المحوسب.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي.
  • التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني.
  • المسح بميتا إيودوبنزيلغ وانيدين (MIBG).
يمكن أيضاً إجراء اختبارات من أجل فحص الأوعية الدموية وجريان الدم بالقرب من غدتي الكُظر. يجري حقنُ المريض بمادة صباغية أو ظليلة. وخلال حركة هذه المادة عبر الأوعية الدموية، يجري التقاطُ صور بالأشعَّة السينية بحثاً عن وجود أيِّ انسداد. إنَّ تصويرَ الأوعية الكُظرية قادرٌ على فحص الشرايين. وأمَّا تصويرُ الأوردة الكُظرية فهو قادرٌ على كشف انسداد الأوردة. غالباً ما يكون من الضروري أخذُ خَزعَة من أجل تشخيص سرطان الكُظر. والخَزعَةُ هي استئصال عيّنة من الخلايا أو من النسيج. وغالباً ما يجري الحصولُ على هذه العيِّنة باستخدام إبرة. يقوم طبيبُ التشخيص التشريحي المرضي بفحص الخَزعَة تحت المجهر بحثاً عن الخلايا السَّرطانية. إنَّ الخَزعَةَ هي الطريقة المؤكَّدة الوحيدة من أجل تشخيص وجود خلايا سرطانية بالفعل.

تحديدُ مراحل السَّرطان

إذا كان المريضُ مُصاباً بسرطان الكُظر، فإنَّ الطبيبَ يقوم بتحديد المرحلة التي بلغها السَّرطان. ويعدُّ تحديدُ المراحل محاولةً من أجل اكتشاف إن كان السَّرطان قد انتشر، ومعرفة أجزاء الجسم التي انتشر إليها إذا كان قد انتشرَ بالفعل. يجري تحديدُ المراحل باستخدام الأرقام من واحد إلى أربعة عادةً. إن انخفاض الرقم يشير إلى مرحلة مبكِّرة من مراحل السَّرطان. ويعدُّ تحديدُ المراحل مفيداً من أجل تحديد الخطَّة الأفضل للمعالجة. عندَ تحديد مراحل سرطان الكُظر، سيرغب الطبيبُ بمعرفة ما يلي:
  • حجم الورم.
  • إن كان السَّرطانُ قد انتشر إلى العقد اللمفيَّة القريبة.
  • إن كان السَّرطانُ قد انتشر، وإذا كان قد انتشر، فإلى أيَّة أجزاء من الجسم؟
إذا كان السَّرطانُ الكُظري قد انتقل إلى العقد اللمفية القريبة، فمن الممكن أن ينتقلَ إلى مناطق أخرى من الجسم. ومن الشائع ان ينتشر سرطانُ الكُظر إلى العظام والكَبِد والرئتين وغشاء البريتوان، وهو الغشاءُ الذي يُغلِّف البطن. تُستخدَم معظمُ الفحوص والاختبارات اللازمة من أجل تحديد المرحلة التي بلغها سرطان الكُظر في تشخيص وجود هذا السَّرطان أيضاً. ويستعرض هذا القسمُ عدداً من الفحوص الإضافية التي يمكن إجراؤها من أجل تحديد مراحل سرطان الكُظر. يمكن إجراءُ تصوير الوريد الأجوف السفلي لمراقبة حركة الدم عبره. وهذا الوريدُ هو الوريدُ الكبير الذي يصب في القلب. يُحقن المريض بصَباغٍ تباينيٍّ أو ظليل من أجل إجراء هذا التصوير. وبعد ذلك يجري التقاطُ صور بالأشعَّة السينية بحثاً عن أيَّة تغيُّرات في الوريد. يمكن إجراءُ تصوير بالأمواج فوق الصوتية أيضاً من أجل تحديد مراحل سرطان الكُظر. يعتمد هذا التصويرُ على الأمواج فوق الصوتية التي ترتد عن الأعضاء والبنى الاخرى في داخل الجسم فتشكِّل صوراً لها. هناك جراحةٌ تدعى باسم "استئصال الكُظر" يمكن إجراؤها أيضاً. وتستهدف هذه العمليةُ إزالةَ الغُدَّة الكُظرية بشكلٍ كامل. وفي هذه الحالة، فإنَّ الغُدَّة الكُظرية الموجودة على الكلية الأخرى تستطيع التعويضَ عن الغُدّة التي جرى استئصالها. وبعد ذلك يقوم طبيب التشخيص التشريحي بفحص عيِّنة من الغُدَّة تحت المجهر بحثاً عن علامات السَّرطان.

المعالجةُ والرعاية الداعمة

إنَّ نوعَ المعالجة يعتمد على حجم الورم وموقعه، وعلى المرحلة التي بلغها المرض، وكذلك على الصحَّة العامَّة للمريض. قد تشتمل معالجةُ سرطان الكُظر على الجراحة أو المعالجة الشعاعية أو المعالجة الكيميائية، أو على مزيجٍ من هذه المعالجات الثلاث. غالباً ما تشتمل الجراحةُ على إزالة الغُدَّة المصابة بالسَّرطان، إضافةً إلى بعض النسيج المحيط بها. وقد تكون إزالةُ النسيج المحيط بالغُدَّة مفيدةً في الوقاية من عودة الورم. كما من الممكن أن يقومَ الجراح أيضاً بإزالة بعض العقد اللمفية القريبة. المعالجةُ الشعاعية نوعٌ من أنواع معالجة السَّرطان التي تستخدم أشعةً سينيةً مرتفعة الطاقة أو غير ذلك من الأشعَّة من أجل قتل الخلايا السَّرطانية أو منعها من النمو. وتعتمد طريقةُ إعطاء المعالجة الشعاعية على نوع السَّرطان ومرحلته. هناك نوعان من المعالجة الشعاعية:
  • تستخدم المعالجة الشعاعية الخارجية آلةً خارج الجسم تقوم بإصدار الأشعة وتوجيهها إلى منطقة السَّرطان.
  • تعتمد المعالجةُ الشعاعية الداخلية على الإبر أو "البذور" أو الأسلاك أو القثاطير التي تحوي كمِّيات صغيرة من المادة المُشِعَّة، وتوضع في أو بالقرب من الورم السَّرطاني.
المعالجةُ الكيميائية هي نوع من أنواع معالجة السرطان التي تستخدم الأدوية من أجل قتل الخلايا السَّرطانية. وقد يجري إعطاءُ الأدوية عن طريق الدم من خلال قثطار وريدي. كما يمكن إعطاؤها عن طريق الفم. وقد يجري أيضاً وضعُ الأدوية في مناطق محدَّدة من الجسم. يعتمد اختيارُ الطريقة على نوع الورم السَّرطاني والمرحلة التي وصل إليها. من الممكن أحياناً اللجوءُ إلى المعالجة الشعاعية والمعالجة الكيميائية معاً. . وقد يُستخدم هذان الأسلوبان وحدهما، كما يمكن اللجوءُ إليهما قبل الجراحة أو بعدَها. يوجد أيضاً تجارب سريرية متوفرة من أجل مرضى السَّرطان. تعتمد التجاربُ السريرية على اختباراتٍ جديدة لتجربة معالجات ومنهجيات طبية جديدة. من الممكن أن يؤدِّي السَّرطانُ والطرق المستخدمة في معالجته إلى ظهور مشكلات صحِّية أخرى. ومن المهم أن يتلقى المريض رعاية داعمة قبل معالجة السَّرطان وخلال هذه المعالجة وبعدها أيضاً. والمعالجةُ الداعمة هي المعالجة الهادفة إلى ضبط الأعراض وتخفيف الآثار الجانبية للمعالجة، بالإضافة إلى مساعدة المريض على التأقلم مع مشاعره وعواطفه. من الممكن أن ينتج الورمُ الوظيفي كمِّياتٍ زائدة من الهرمونات، ممَّا يؤدي إلى ظهور الأعراض. وهناك دواء مضاد للسرطان اسمه "ميتوتين" يمكن استخدامه من أجل منع قشرة الكُظر من إنتاج الهرمونات. وقد يكون هذا مفيداً في تخفيف بعض الأعراض. تهتمّ الرعايةُ الداعمة أيضاً بالألم الذي يصاحب السَّرطان ومعالجاته. ومن الممكن أن يقترح الطبيبُ أو اختصاصي الألم طرقاً من أجل إزالة الألم أو تخفيفه.

الخلاصة

إنَّ سرطانات الكُظر غير شائعة. تبدأ هذه السَّرطانات في الغُدَّتين الكُظريتين الواقعتين فوق الكليتين. تنتج هاتان الغُدَّتان هرمونات في غاية الأهمية، ولا يستطيع الجسمُ العيشَ من غيرها. هناك أنواع مختلفة من سرطانات الكُظر. ويعتمد تحديدُ النوع على مكان بدء السَّرطان في الغُدَّتين الكُظريتين. لكنَّ تركيزَ هذا البرنامج ينصب على سرطانة قشرة الكُظر التي تبدأ في الطبقة الخارجية من الغُدَّة التي تدعى قشرة الكظر. إذا ظهرت على المريض أعراضُ سرطان الكُظر، فإنَّ الطبيب يحاول أولاً أن يتأكد من أن السَّرطان هو السبب الحقيقي لهذه الأعراض. وهناك فحوصٌ مختبرية وتصويرية متنوعة يمكن اللجوء إليها بحثاً عن علامات السَّرطان، وكذلك من أجل استبعاد الأسباب المحتملة الأخرى. غالباً ما يكون من الضروري أخذُ خَزعَة من أجل تشخيص سرطان الكظر. تشتمل معالجةُ سرطان الكُظر عادةً على الجراحة أو المعالجة الشعاعية أو المعالجة الكيميائية، أو على مزيجٍ من هذه الأساليب الثلاثة. يكون سرطانُ الكُظر أكثرَ قابليةً للعلاج في مراحله المبكِّرة. وقد أدت الأبحاث التي جرت حتى الآن إلى حدوث تقدم يمكن أن يساعد المرضى على العيش مدةً أطول. وتتواصل الأبحاث والدراسات من أجل العثور على أساليب أفضل من أجل معالجة مرضى سرطان الكُظر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق