تقع غدّة البروستات تحت مثانة الرّجل، وهي تُفرز سائلاً يساهم في تشكيل المني. يُعتبر سرطان البروستات ثالث أكبر مسبّبٍ للوفيات بسببب السّرطان عند الرّجال في كلِّ الأعمار. وهو نادر الحدوث عند الرّجال الّذين تقلّ أعمارهم عن 40 سنةً.
ترتفع مستويات مادّةٍ تُسمّى المُستضادّ البروستاتي النّوعي (PSA) غالباً عند الرّجال المصابين بسرطان البروستات، ولكنّها يمكن أن ترتفع أيضاً في حالاتٍ أخرى تصيب البروستات. لقد أصبح إجراء اختبار التّحرّي عن هذه المادة (PSA) أمراً مألوفاً. لذلك فإنّ معظم حالات سرطان البروستات تُكتشف قبل ظهور الأعراض. قد تتضمّن أعراض سرطان البروستات:
• مشاكل في التّبوّل، كالألم، وصعوبة البدء أو التّوقّف عن التّبوّل، أو تَقاطُر البول
• ألماً أسفل الظهر
• ألماً عند قَذف السائل المَنَوي
وفي أغلب الأحيان، تعتمد معالجة سرطان البروستات على المرحلة الّتي وصل إليها و تطوره. تساعد معرفة السّرعة الّتي ينمو بها السّرطان ومدى تمايزه عن النّسج المحيطة به في تحديد المرحلة الّتي وصل إليها. قد تتضمّن المعالجة اللّجوء إلى الجراحة والمعالجة الكيميائيّة والشّعاعيّة، أو التّحكّم بمستوى الهرمونات الّتي تؤثّر على السّرطان.
كلما تم اكتشاف سرطان البروستات باكراً كلما ازدادت فرصة النجاح في علاجه.
ويقدم هذا البرنامج التعليمي للناس المعلومات حول سرطان البروستات وكيفية تشخيص الإصابة به وعلاجه.
تنمو الخلايا الطبيعية وتموت وفق طريقة منضبطة.
وفي بعض الأحيان تواصل الخلايا الانقسام والنمو لكن بدون الانضباط الطبيعي، لتسبب نمواً غير طبيعي يطلق عليه اسم الورم.
حين لا يغزو هذا الورم الأنسجة والأعضاء المجاورة يسمى ورماً حميداً أو غير سرطاني. نادراً ما تسبب الأورام الحميدة الموت.
أما إذا غزا الورم الخلايا المجاورة وأتلفها فيسمى بالورم الخبيث أو السرطان. إذ قد يهدد السرطان حياة المصابين به.
قد تنتشر الخلايا السرطانية وتتفشى أيضاً في أجزاء أخرى من الجسم عبر الأوعية الدموية والأقنية اللمفية. واللمف سائل شفاف نسبياً يصنعه الجسم لتصفية الفضلات من الخلايا. يتنقل اللمف في الجسم عبر الأوعية والعقد اللمفاوية التي تشبه حبات الفاصولياء.
تبيد علاجات السرطان الخلايا السرطانية التي تتكاثر بشكل غير طبيعي أو تتحكم بتكاثرها.
تسمى السرطانات بأسماء تعتمد على مصدر نشوئها في الجسم.
فالسرطان الذي يبدأ في البروستاتة يسمى سرطان البروستاتة حتى ولو تفشى في أماكن أخرى من الجسم كالكبد أو العظام أو الدماغ.
بالرغم من أن الأطباء يستطيعون اكتشاف مكان بدء السرطان إلا أنهم يعجزون عن اكتشاف سبب الإصابة بهذا المرض عادة.
تحتوي الخلايا على مواد وراثية أو جينية تسمى الصبغيات أو الكروموسومات. يعتمد نمو الخلايا على هذه المادة الوراثية.
يحصل السرطان دائماً نتيجة تغييرات في هذه المواد الوراثية. حين تصبح المواد الوراثية في الخلية غير طبيعية لا تستطيع ضبط نمو الخلية.
قد تحدث هذه التغييرات المفاجئة في المواد الوراثية لعدة أسباب. فقد يرث الشخصُ المرضَ عن والديه.
وقد تحدث التغييرات في المواد الوراثية نتيجة التعرض للأمراض التي تنتقل بالعدوى أو تعاطي المخدرات والتبغ وعوامل أخرى.
كما توجد البروستات أمام المستقيم وهو الجزء الأسفل من القولون الذي يختزن الفضلات الصلبة.
إن حجم البروستات يعادل حجم الجوزة، وهي تحيط بالإحليل، والإحليل هو الأنبوب الذي يحمل البول من المثانة وينقله إلى خارج الجسم.
تفرز البروستات السائل الذي يشكل جزءاً من السائل المنوي. والسائل المنوي هو سائل أبيض يحمل النطاف.
تتأثر غدة البروستات بالهرمونات الجنسية الذكرية. والهرمونات مواد تتحكم بوظائف الجسم. وأهم هرمون ذكري هو التستوستيرون الذي يصنع في الخصيتين.
لفحص البروستات يدخل الطبيب عادة إصبعه المغلف بالقفازات في المستقيم للتأكد من وجود أي كتلة في البروستات . يسمى هذا الفحص فحص المستقيم بالإصبع. ولكن قد يكون الورم صغيراً جداً في بعض الأحيان بحيث لا يشعر به الطبيب أثناء فحص المستقيم.
كلما نما السرطان كلما زاد ضغطه على الإحليل أكثر. يمر البول عبر الإحليل حين يفرغ الرجل مثانته. لذا فأول أعراض سرطان البروستات عادة هي صعوبة التبول. ولكن هناك أمراضاً أخرى تسبب صعوبة في التبول.
تختلف سرعة نمو السرطان من شخص إلى آخر.
كلما تم اكتشاف سرطان البروستات باكراً كلما زادت فرصة نجاح العلاج. لذا يوصي الأطباء بإجراء اختبار للدم يسمى فحص المستضد النوعي للبروستات لاكتشاف الإصابة بسرطان البروستات في مراحله الأولى.
إن المستضد النوعي للبروستات هو مادة في الدم قد تشير على الإصابة بسرطان البروستات. إذا كانت كمية المستضد النوعي للبروستات في الدم أعلى من الحد الطبيعي، أو إذا شعر الطبيب بوجود كتلة أثناء إجرائه لفحص المستقيم، فإن الطبيب سيطلب إجراء اختبارات إضافية لسرطان البروستات.
تساعد بعض الاختبارات الطبيب على رؤية غدة البروستات ورؤية الأماكن الأخرى التي قد ينتشر فيها السرطان في الجسم. وتشمل هذه الاختبارات:
قد يأخذ الطبيب عينة من خلايا البروستات ويفحصها بواسطة المجهر. ويجري الطبيب ذلك بإدخال إبرة في البروستات لأخذ عينة من الخلايا، ويسمى ذلك بالخزعة بالإبرة.
عند تشخيص الإصابة بسرطان البروستات ينبغي إجراء المزيد من الفحوصات لمعرفة ما إذا كان هناك انتشار في الخلايا السرطانية إلى الأنسجة المجاورة أو إلى أعضاء أخرى من الجسم. ويسمى هذا الإجراء بتصنيف المراحل. إذ ينبغي على الطبيب معرفة مرحلة السرطان من أجل التخطيط للعلاج المناسب له.
تساعد معرفة مرحلة السرطان الطبيب على تحديد خيارات العلاج الأفضل.
يحلل اختصاصي الباثولوجيا عينة من الخلايا والأنسجة السرطانية في البروستات. إن إختصاصي الباثولوجيا هو طبيب يفحص العينات السرطانية تحت المجهر.
يصنف الأطباء سرطان البروستات إلى أربع مراحل. كلما كان رقم المرحلة عالياً كلما كانت المرحلة متقدمة أكثر.
المرحلة الأولى. لا يمكن الشعور بسرطان البروستات في هذه المرحلة، فهو لا يسبب أية أعراض. وفي هذه المرحلة يقتصر وجود السرطان على غدة البروستات فقط، ويتم اكتشافه بالصدفة عادة عند إجراء الجراحة لأسباب أخرى. ويكون الورم صغيراَ جداً بحيث لا يشعر به الطبيب عند إجراء فحص المستقيم بالإصبع.
المرحلة الثانية. وفي هذه المرحلة يقتصر وجود الورم في غدة البروستات أيضاً ولكنه يكون كبير الحجم بحيث يمكن للطبيب أن يشعر بوجوده عند إجراء فحص المستقيم بالإصبع. وفي هذه المرحلة أيضاً لا تلاحظ أية أعراض.
المرحلة الثالثة. وفي هذه المرحلة تنتشر خلايا السرطان خارج البروستات وتنتقل إلى الأنسجة المجاورة. وتعتبر صعوبة التبول من الأعراض الشائعة في هذه المرحلة.
المرحلة الرابعة. وفي هذه المرحلة تنتشر الخلايا السرطانية في العقد اللمفاوية المجاورة لغدة البروستات أو البعيدة عنها أو الأنسجة والأعضاء البعيدة عن البروستات كالعظام أو الكبد أو الرئتين. وقد يعاني المريض من صعوبة في التبول وألماً في العظام و يفقد بعض الوزن ويشعر بالتعب.
قد يتابع الطبيب حالة مريضه عن قرب بدلاً من البدء بالعلاج مباشرة. يعتمد ذلك على:
لقد أصبح من الممكن علاج جميع مرضى سرطان البروستات بفضل تقدم التكنولوجيا والعلوم الطبية. وأصبح بإمكان آلاف مرضى سرطان البروستات التمتع بحياة أطول، مع معاناة أقل من الألم، ومع القليل من الآثار الجانبية للعلاج.
هناك أربعة أنواع شائعة للعلاج:
يمكن إجراء الجراحة لاستئصال السرطان من البروستات ومن الأنسجة المجاورة التي انتشر فيها السرطان.
ينصح بإجراء الجراحة في المراحل الأولى للسرطان. فالجراحة قد تشفي من سرطان البروستات إذا تم اكتشافه باكراً.
هناك عدة عمليات جراحية لاستئصال سرطان البروستات . يمكن استئصال البروستات عبر العجان وهي منطقة بين الصفن والشرج. تسمى هذه العملية بالاستئصال الجذري للبروستات عن طريق العجان. ويتم فيها إزالة غدة البروستات والأنسجة السرطانية بأكملها.
هناك جراحة أخرى للاسئصال الجذري لسرطان البروستات و العقد اللمفاوية وذلك عبر شق في أسفل البطن. تسمى هذه العملية الاستئصال الجذري للبروستات من خلف العانة.
ولا تجرى جراحة الاستئصال الجذري للبروستات إلا عندما يكون السرطان غير منتشر خارج البروستات. فقبل إجراء الجراحة يغلب أن يستخرج الطبيب عقداً لمفاوية من الحوض للتأكد من عدم وجود خلايا سرطانية. وتسمى هذه العملية تسليخ العقد اللمفاوية الحوضية. فإذا كانت العقد اللمفاوية تحتوي على السرطان، عندها لا يجري الطبيب جراحة لاستئصال البروستات، وقد يوصي أو لا يوصي بعلاج آخر.
وهناك عملية أخرى تسمى استئصال البروستات عن طريق الإحليل، وتشمل استئصال عينة من نسيج البروستات عبر إدخال أداة عبر الإحليل من خلال القضيب. وفي استئصال البروستات عن طريق الإحليل يستأصل الطبيي جزءاً من البروستات فقط. وتجرى هذه الجراحة أحياناً للحد من أعراض الورم قبل استخدام أي علاج آخر، أو تجرى لدى الرجال الذين لا يمكن إجراء استئصال جذري للبروستاتة لديهم بسبب تقدمهم في السن أو لإصابتهم بأمراض أخرى.
وهناك جراحة أخرى أيضاً تسمى الجراحة بالبرد، وفيها يتم قتل الخلايا السرطاني بواسطة التجميد.
إن العلاج الشعاعي هو استخدام إشعاعات عالية الطاقة لقتل الخلايا السرطانية وتقليص حجم الأورام. قد تستخدم آلة خارجية لإصدار الأشعة (العلاج الشعاعي الخارجي) أو عبر وضع مواد تصدر الأشعة في مكان اكتشاف الخلايا السرطانية (العلاج الشعاعي الداخلي أو المعالجة عن قرب).
قد تؤدي الإشعاعات إلى تلف الخلايا السرطانية والخلايا السليمة المجاورة لها، لأن توجيهها لا يكون دقيقاً جداً. فإذا أعطيت جرعة الأشعة بكميات صغيرة وعلى مدى فترة طويلة فقد تموت الخلايا السرطانية وتواصل الخلايا السليمة البقاء على قيد الحياة وتستعيد صحتها.
يستعمل العلاج الشعاعي لسرطان البروستات الذي لم ينتشر في أماكن أخرى من الجسم كالرئتين والعظام. كما يساعد العلاج الشعاعي على إيقاف انتشار السرطان.
يساعد العلاج الشعاعي على الشفاء من المرض إذا كان في مراحله الأولى.
قد يخفف العلاج الشعاعي من الألم إذا كان سرطان البروستات قد انتشر في العظام.
إن العلاج الهرموني هو استخدام الهرمونات لإيقاف نمو الخلايا السرطانية. إذ تساعد الهرمونات الذكرية مثل التستوستيرون على نمو الخلايا السرطانية. لذا يعطى المريض دواءاً للحد من كمية الهرمونات الذكرية وإيقاف نمو السرطان. من هذه الأدوية:
في بعض الأحيان يجري الطبيب لمريضه عملية جراحية لاستئصال الخصيتين ولإيقاف إنتاج الخصيتين للتستوستيرون وهو الهرمون الذكري الأساسي.
يستخدم العلاج الهرموني في المراحل المتقدمة من السرطان عادة أي بعد انتشار السرطان خارج البروستات وفي أماكن أخرى من الجسم.
لا يشفي العلاج الهرموني السرطان ولكنه يساعد على التخفيف من نموه وإطالة عمر المريض والتخفيف من الأعراض لديه.
يستخدم العلاج الكيميائي الأدوية السامة لإبادة الخلايا السرطانية. يمكن تناول العلاج الكيميائي على شكل أقراص عن طريق الفم أو على شكل حقن عن طريق الوريد أو العضل.
يدخل الدواء السام مجرى الدم ويتنقَّل في الجسم ويقتل الخلايا التي تتكاثر بسرعة، ومنها خلايا سرطانية وخلايا سليمة. ولقتل الخلايا السرطانية دون إلحاق أذى جسيم بالخلايا السليمة يعطى الدواء بجرعات محددة لفترة زمنية معينة.
وحتى أيامنا هذه، لم ينجح العلاج الكيميائي نجاحاً كبيراً لدى الكثير من الرجال المصابين بسرطان البروستات. ويقتصر نفعه عند استخدامه في علاج بعض المراحل المتقدمة من سرطان البروستات التي يكون السرطان فيها قد انتشر إلى أماكن أخرى من الجسم فقط.
قد يعود سرطان البروستات للظهور من جديد بعد العلاج؟ يعتمد علاج السرطان الذي عاد للظهور من جديد بعد علاجه على عدة عوامل:
إذا اكتشفت الإصابة بسرطان البروستات فهناك خيارات متعددة متوفرة للعلاج. يعتمد العلاج على مرحلة السرطان وسن المريض وحالته الصحية.
ترتفع مستويات مادّةٍ تُسمّى المُستضادّ البروستاتي النّوعي (PSA) غالباً عند الرّجال المصابين بسرطان البروستات، ولكنّها يمكن أن ترتفع أيضاً في حالاتٍ أخرى تصيب البروستات. لقد أصبح إجراء اختبار التّحرّي عن هذه المادة (PSA) أمراً مألوفاً. لذلك فإنّ معظم حالات سرطان البروستات تُكتشف قبل ظهور الأعراض. قد تتضمّن أعراض سرطان البروستات:
• مشاكل في التّبوّل، كالألم، وصعوبة البدء أو التّوقّف عن التّبوّل، أو تَقاطُر البول
• ألماً أسفل الظهر
• ألماً عند قَذف السائل المَنَوي
وفي أغلب الأحيان، تعتمد معالجة سرطان البروستات على المرحلة الّتي وصل إليها و تطوره. تساعد معرفة السّرعة الّتي ينمو بها السّرطان ومدى تمايزه عن النّسج المحيطة به في تحديد المرحلة الّتي وصل إليها. قد تتضمّن المعالجة اللّجوء إلى الجراحة والمعالجة الكيميائيّة والشّعاعيّة، أو التّحكّم بمستوى الهرمونات الّتي تؤثّر على السّرطان.
مقدمة
إن سرطان البروستات هو أكثر أنواع السرطان انتشاراً بين الرجال.كلما تم اكتشاف سرطان البروستات باكراً كلما ازدادت فرصة النجاح في علاجه.
ويقدم هذا البرنامج التعليمي للناس المعلومات حول سرطان البروستات وكيفية تشخيص الإصابة به وعلاجه.
السرطان وأسبابه
يتألف الجسم من خلايا صغيرة جداً.تنمو الخلايا الطبيعية وتموت وفق طريقة منضبطة.
وفي بعض الأحيان تواصل الخلايا الانقسام والنمو لكن بدون الانضباط الطبيعي، لتسبب نمواً غير طبيعي يطلق عليه اسم الورم.
حين لا يغزو هذا الورم الأنسجة والأعضاء المجاورة يسمى ورماً حميداً أو غير سرطاني. نادراً ما تسبب الأورام الحميدة الموت.
أما إذا غزا الورم الخلايا المجاورة وأتلفها فيسمى بالورم الخبيث أو السرطان. إذ قد يهدد السرطان حياة المصابين به.
قد تنتشر الخلايا السرطانية وتتفشى أيضاً في أجزاء أخرى من الجسم عبر الأوعية الدموية والأقنية اللمفية. واللمف سائل شفاف نسبياً يصنعه الجسم لتصفية الفضلات من الخلايا. يتنقل اللمف في الجسم عبر الأوعية والعقد اللمفاوية التي تشبه حبات الفاصولياء.
تبيد علاجات السرطان الخلايا السرطانية التي تتكاثر بشكل غير طبيعي أو تتحكم بتكاثرها.
تسمى السرطانات بأسماء تعتمد على مصدر نشوئها في الجسم.
فالسرطان الذي يبدأ في البروستاتة يسمى سرطان البروستاتة حتى ولو تفشى في أماكن أخرى من الجسم كالكبد أو العظام أو الدماغ.
بالرغم من أن الأطباء يستطيعون اكتشاف مكان بدء السرطان إلا أنهم يعجزون عن اكتشاف سبب الإصابة بهذا المرض عادة.
تحتوي الخلايا على مواد وراثية أو جينية تسمى الصبغيات أو الكروموسومات. يعتمد نمو الخلايا على هذه المادة الوراثية.
يحصل السرطان دائماً نتيجة تغييرات في هذه المواد الوراثية. حين تصبح المواد الوراثية في الخلية غير طبيعية لا تستطيع ضبط نمو الخلية.
قد تحدث هذه التغييرات المفاجئة في المواد الوراثية لعدة أسباب. فقد يرث الشخصُ المرضَ عن والديه.
وقد تحدث التغييرات في المواد الوراثية نتيجة التعرض للأمراض التي تنتقل بالعدوى أو تعاطي المخدرات والتبغ وعوامل أخرى.
تشريح البروستات
إن البروستات هي إحدى الغدد التناسلية عند الذكور. توجد البروستات تحت المثانة مباشرة. إن المثانة هي العضو الذي يجمع البول ويفرغه.كما توجد البروستات أمام المستقيم وهو الجزء الأسفل من القولون الذي يختزن الفضلات الصلبة.
إن حجم البروستات يعادل حجم الجوزة، وهي تحيط بالإحليل، والإحليل هو الأنبوب الذي يحمل البول من المثانة وينقله إلى خارج الجسم.
تفرز البروستات السائل الذي يشكل جزءاً من السائل المنوي. والسائل المنوي هو سائل أبيض يحمل النطاف.
تتأثر غدة البروستات بالهرمونات الجنسية الذكرية. والهرمونات مواد تتحكم بوظائف الجسم. وأهم هرمون ذكري هو التستوستيرون الذي يصنع في الخصيتين.
تشخيص سرطان البروستات
ليس لسرطان البروستات في مراحله الأولى أية أعراض.لفحص البروستات يدخل الطبيب عادة إصبعه المغلف بالقفازات في المستقيم للتأكد من وجود أي كتلة في البروستات . يسمى هذا الفحص فحص المستقيم بالإصبع. ولكن قد يكون الورم صغيراً جداً في بعض الأحيان بحيث لا يشعر به الطبيب أثناء فحص المستقيم.
كلما نما السرطان كلما زاد ضغطه على الإحليل أكثر. يمر البول عبر الإحليل حين يفرغ الرجل مثانته. لذا فأول أعراض سرطان البروستات عادة هي صعوبة التبول. ولكن هناك أمراضاً أخرى تسبب صعوبة في التبول.
تختلف سرعة نمو السرطان من شخص إلى آخر.
كلما تم اكتشاف سرطان البروستات باكراً كلما زادت فرصة نجاح العلاج. لذا يوصي الأطباء بإجراء اختبار للدم يسمى فحص المستضد النوعي للبروستات لاكتشاف الإصابة بسرطان البروستات في مراحله الأولى.
إن المستضد النوعي للبروستات هو مادة في الدم قد تشير على الإصابة بسرطان البروستات. إذا كانت كمية المستضد النوعي للبروستات في الدم أعلى من الحد الطبيعي، أو إذا شعر الطبيب بوجود كتلة أثناء إجرائه لفحص المستقيم، فإن الطبيب سيطلب إجراء اختبارات إضافية لسرطان البروستات.
تساعد بعض الاختبارات الطبيب على رؤية غدة البروستات ورؤية الأماكن الأخرى التي قد ينتشر فيها السرطان في الجسم. وتشمل هذه الاختبارات:
- الفحص بالإيكو أو بالأمواج فوق الصوت
- التصوير الشعاعي
- تصويرالجهاز البولي الظليل بالحقن الوريدي
- تفرس العظام
- التصوير بالرنين المغناطيسي
قد يأخذ الطبيب عينة من خلايا البروستات ويفحصها بواسطة المجهر. ويجري الطبيب ذلك بإدخال إبرة في البروستات لأخذ عينة من الخلايا، ويسمى ذلك بالخزعة بالإبرة.
عند تشخيص الإصابة بسرطان البروستات ينبغي إجراء المزيد من الفحوصات لمعرفة ما إذا كان هناك انتشار في الخلايا السرطانية إلى الأنسجة المجاورة أو إلى أعضاء أخرى من الجسم. ويسمى هذا الإجراء بتصنيف المراحل. إذ ينبغي على الطبيب معرفة مرحلة السرطان من أجل التخطيط للعلاج المناسب له.
تصنيف مراحل سرطان البروستات
إذا كان المريض مصاباً بسرطان البروستات فمن الضروري التأكد من:- مدى نمو السرطان
- انتشار السرطان إلى أماكن أخرى من الجسم
تساعد معرفة مرحلة السرطان الطبيب على تحديد خيارات العلاج الأفضل.
يحلل اختصاصي الباثولوجيا عينة من الخلايا والأنسجة السرطانية في البروستات. إن إختصاصي الباثولوجيا هو طبيب يفحص العينات السرطانية تحت المجهر.
يصنف الأطباء سرطان البروستات إلى أربع مراحل. كلما كان رقم المرحلة عالياً كلما كانت المرحلة متقدمة أكثر.
المرحلة الأولى. لا يمكن الشعور بسرطان البروستات في هذه المرحلة، فهو لا يسبب أية أعراض. وفي هذه المرحلة يقتصر وجود السرطان على غدة البروستات فقط، ويتم اكتشافه بالصدفة عادة عند إجراء الجراحة لأسباب أخرى. ويكون الورم صغيراَ جداً بحيث لا يشعر به الطبيب عند إجراء فحص المستقيم بالإصبع.
المرحلة الثانية. وفي هذه المرحلة يقتصر وجود الورم في غدة البروستات أيضاً ولكنه يكون كبير الحجم بحيث يمكن للطبيب أن يشعر بوجوده عند إجراء فحص المستقيم بالإصبع. وفي هذه المرحلة أيضاً لا تلاحظ أية أعراض.
المرحلة الثالثة. وفي هذه المرحلة تنتشر خلايا السرطان خارج البروستات وتنتقل إلى الأنسجة المجاورة. وتعتبر صعوبة التبول من الأعراض الشائعة في هذه المرحلة.
المرحلة الرابعة. وفي هذه المرحلة تنتشر الخلايا السرطانية في العقد اللمفاوية المجاورة لغدة البروستات أو البعيدة عنها أو الأنسجة والأعضاء البعيدة عن البروستات كالعظام أو الكبد أو الرئتين. وقد يعاني المريض من صعوبة في التبول وألماً في العظام و يفقد بعض الوزن ويشعر بالتعب.
علاج سرطان البروستات
يعتمد علاج سرطان البروستات على مرحلة السرطان بالإضافة إلى سن المريض وصحته بشكل عام.قد يتابع الطبيب حالة مريضه عن قرب بدلاً من البدء بالعلاج مباشرة. يعتمد ذلك على:
- وجود الأعراض
- مدى التقدم في العمر
- إصابة المريض بمرض آخر أكثر خطورة
- وجود تغيرات غير طبيعية جزئياً في الخلايا الورمية
لقد أصبح من الممكن علاج جميع مرضى سرطان البروستات بفضل تقدم التكنولوجيا والعلوم الطبية. وأصبح بإمكان آلاف مرضى سرطان البروستات التمتع بحياة أطول، مع معاناة أقل من الألم، ومع القليل من الآثار الجانبية للعلاج.
هناك أربعة أنواع شائعة للعلاج:
- أولا، الجراحة.
- ثانيا، العلاج الشعاعي باستخدام الأشعة بجرعات عالية أو باستخدام الإشعاعات الأخرى العالية الطاقة لقتل الخلايا السرطانية.
- ثالثا، العلاج الهرموني بإستخدام الهرمونات التي توقف نمو الخلايا السرطانية.
- رابعا، مزيج من العلاج بالأشعة والعلاج بالهرمونات.
يمكن إجراء الجراحة لاستئصال السرطان من البروستات ومن الأنسجة المجاورة التي انتشر فيها السرطان.
ينصح بإجراء الجراحة في المراحل الأولى للسرطان. فالجراحة قد تشفي من سرطان البروستات إذا تم اكتشافه باكراً.
هناك عدة عمليات جراحية لاستئصال سرطان البروستات . يمكن استئصال البروستات عبر العجان وهي منطقة بين الصفن والشرج. تسمى هذه العملية بالاستئصال الجذري للبروستات عن طريق العجان. ويتم فيها إزالة غدة البروستات والأنسجة السرطانية بأكملها.
هناك جراحة أخرى للاسئصال الجذري لسرطان البروستات و العقد اللمفاوية وذلك عبر شق في أسفل البطن. تسمى هذه العملية الاستئصال الجذري للبروستات من خلف العانة.
ولا تجرى جراحة الاستئصال الجذري للبروستات إلا عندما يكون السرطان غير منتشر خارج البروستات. فقبل إجراء الجراحة يغلب أن يستخرج الطبيب عقداً لمفاوية من الحوض للتأكد من عدم وجود خلايا سرطانية. وتسمى هذه العملية تسليخ العقد اللمفاوية الحوضية. فإذا كانت العقد اللمفاوية تحتوي على السرطان، عندها لا يجري الطبيب جراحة لاستئصال البروستات، وقد يوصي أو لا يوصي بعلاج آخر.
وهناك عملية أخرى تسمى استئصال البروستات عن طريق الإحليل، وتشمل استئصال عينة من نسيج البروستات عبر إدخال أداة عبر الإحليل من خلال القضيب. وفي استئصال البروستات عن طريق الإحليل يستأصل الطبيي جزءاً من البروستات فقط. وتجرى هذه الجراحة أحياناً للحد من أعراض الورم قبل استخدام أي علاج آخر، أو تجرى لدى الرجال الذين لا يمكن إجراء استئصال جذري للبروستاتة لديهم بسبب تقدمهم في السن أو لإصابتهم بأمراض أخرى.
وهناك جراحة أخرى أيضاً تسمى الجراحة بالبرد، وفيها يتم قتل الخلايا السرطاني بواسطة التجميد.
إن العلاج الشعاعي هو استخدام إشعاعات عالية الطاقة لقتل الخلايا السرطانية وتقليص حجم الأورام. قد تستخدم آلة خارجية لإصدار الأشعة (العلاج الشعاعي الخارجي) أو عبر وضع مواد تصدر الأشعة في مكان اكتشاف الخلايا السرطانية (العلاج الشعاعي الداخلي أو المعالجة عن قرب).
قد تؤدي الإشعاعات إلى تلف الخلايا السرطانية والخلايا السليمة المجاورة لها، لأن توجيهها لا يكون دقيقاً جداً. فإذا أعطيت جرعة الأشعة بكميات صغيرة وعلى مدى فترة طويلة فقد تموت الخلايا السرطانية وتواصل الخلايا السليمة البقاء على قيد الحياة وتستعيد صحتها.
يستعمل العلاج الشعاعي لسرطان البروستات الذي لم ينتشر في أماكن أخرى من الجسم كالرئتين والعظام. كما يساعد العلاج الشعاعي على إيقاف انتشار السرطان.
يساعد العلاج الشعاعي على الشفاء من المرض إذا كان في مراحله الأولى.
قد يخفف العلاج الشعاعي من الألم إذا كان سرطان البروستات قد انتشر في العظام.
إن العلاج الهرموني هو استخدام الهرمونات لإيقاف نمو الخلايا السرطانية. إذ تساعد الهرمونات الذكرية مثل التستوستيرون على نمو الخلايا السرطانية. لذا يعطى المريض دواءاً للحد من كمية الهرمونات الذكرية وإيقاف نمو السرطان. من هذه الأدوية:
- العلاج بالهرمونات الأنثوية
- العلاج بالهرمون المطلق للجريب - الهرمون المُلَوْتِن
- علاج مضاد للأندروجين أو الهرمونات الذكرية
في بعض الأحيان يجري الطبيب لمريضه عملية جراحية لاستئصال الخصيتين ولإيقاف إنتاج الخصيتين للتستوستيرون وهو الهرمون الذكري الأساسي.
يستخدم العلاج الهرموني في المراحل المتقدمة من السرطان عادة أي بعد انتشار السرطان خارج البروستات وفي أماكن أخرى من الجسم.
لا يشفي العلاج الهرموني السرطان ولكنه يساعد على التخفيف من نموه وإطالة عمر المريض والتخفيف من الأعراض لديه.
يستخدم العلاج الكيميائي الأدوية السامة لإبادة الخلايا السرطانية. يمكن تناول العلاج الكيميائي على شكل أقراص عن طريق الفم أو على شكل حقن عن طريق الوريد أو العضل.
يدخل الدواء السام مجرى الدم ويتنقَّل في الجسم ويقتل الخلايا التي تتكاثر بسرعة، ومنها خلايا سرطانية وخلايا سليمة. ولقتل الخلايا السرطانية دون إلحاق أذى جسيم بالخلايا السليمة يعطى الدواء بجرعات محددة لفترة زمنية معينة.
وحتى أيامنا هذه، لم ينجح العلاج الكيميائي نجاحاً كبيراً لدى الكثير من الرجال المصابين بسرطان البروستات. ويقتصر نفعه عند استخدامه في علاج بعض المراحل المتقدمة من سرطان البروستات التي يكون السرطان فيها قد انتشر إلى أماكن أخرى من الجسم فقط.
قد يعود سرطان البروستات للظهور من جديد بعد العلاج؟ يعتمد علاج السرطان الذي عاد للظهور من جديد بعد علاجه على عدة عوامل:
- مرحلة السرطان
- العلاج الذي أعطي للمريض سابقا
- الحالة الصحية لدى المريض
الخلاصة
إن سرطان البروستات هو أكثر أنواع السرطان انتشاراً بين الرجال. ويساعد إجراء اختبارات التحري عن السطان بانتظام على كشف الإصابة بسرطان البروستات في مراحله الأولى.إذا اكتشفت الإصابة بسرطان البروستات فهناك خيارات متعددة متوفرة للعلاج. يعتمد العلاج على مرحلة السرطان وسن المريض وحالته الصحية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق