الاثنين، 6 يناير 2014

مشاكلُ الأَعصاب السُّكريَّة السكري


مشاكلُ الأَعصاب السُّكريَّة - كافةتكون مُستويات سُكَّر الدّم مُرتفعةً جدَّاً عند الإصابة بالسُّكَّريِّ؛ ويمكن لهذا، بمضيِّ الوقت، أن يتلفَ الأعصابَ أو الأوعيَة الدَّمويَّة التي تجلب الأكسجين إلى الأعصاب. قد تَتوقَّف الأعصابُ التَّالفة عن بعث الرَّسائل، أو قد تبعث الرَّسائِل بِبطء أو في أوقات خاطئة. يُطلقُ على هذا التَّلف اسم الاعتلال العَصبيّ السّكَّريّ. ويُصاب نصف مرضى السُّكّريّ به تقريباً. وقد تَشتملُ الأعراض على: • اخدِرار في اليدين أو الرّجلين أو القدمين. • آلامٌ بارقة أو حارقة أو نَخز. • غَثيان أو قيء أو إمساك أو إسهال. • مَشاكل في الوَظيفةِ الجنسيَّة. • مَشاكِل بَوليَّة. • دَوخَة عند تغيير الوَضعيَّة بِسرعَة. يُساعد ضَبطُ سكَّر الدّم على الوقاية من المَشاكِل العَصبيّة، أو يمنعها من التَّدَهوُر. قد تشتملُ المعالجة على مسكِّنات الألَم وأدويَةٍ أخرى.

مُقدِّمة

يكون احتمالُ إصابَة مرضى السّكّريّ بالمشاكل العصبيّة أكبر ممّا لدى الآخرين. حيثُ يُصاب حوالي 60-70٪ من مرضى السُّكريِّ بأحد أنواع المشاكل العصبيَّة. يُمكن الوقاية من المَشاكل العَصبيّة أو تأخيرها في غالب الأحيَان إذا ضُبِط السُّكريّ جيّداً. وتكون المعالجةُ المبكّرة مُهمَّة إذا حدثت مشاكل عَصبيَّة. يشرحُ هذا البرنامجُ التثقيفي كيفَ يؤثِّر السُّكريّ في الأعصاب، كما يُغطّي ما يُمكن لِمرضى السُّكّريّ فعله لوقاية أنفسهم من حدوث تلكَ المَشاكل العصبيّة.

الأعصاب

يُطلقُ على كلٍّ من الدّماغ والنّخاع الشّوكيّ اسم "الجِهاز العصبيّ المَركزيّ". ويُطلقُ على الأعصاب في باقي الجسم اسم "الجهاز العصبيّ المحيطيّ". الدّماغُ هوَ مَركز قيادة الجّسم. وبالإضافة للتّفكير والشّعور، يتلقّى الدّماغ معلومات من أجزاء الجّسم المختلفة ويُرسل أوامر لها. تنتقلُ الأوامر الصّادرة من الدّماغ عبر النّخاع الشَّوكيّ، وتنتقل الأوامر من النّخاع الشّوكيّ إلى بقيّة الجِّسم عبرَ الأعصاب المُحيطيَّة. تُرسلُ الأعصابُ السليمة رسائل عَن الحركة وتَستقبلها؛ فعندَ رَفع اليد مثلاً، يطلبُ الدماغُ من الذّراع واليد فِعل ذلك. كما ترسل الأعصابُ السليمة رسائلَ عن الحِسّ أو الشّعور وتَستقبلها. فعندَ حَرق اليد في أثناء الطّهي، تُرسلُ الأعصابُ في الجلد إشارات ألم إلى الدِّماغ. لا تستطيعُ الأعصابُ في حالِ تَلفها أن ترسلَ الرّسائل وتستقبلها بشكلٍ صحيح. ويمكن لهذا أن يؤثِّر في الحركة والحسِّ. قد يحدثُ التّلف العَصبيّ في أيّ مكانٍ من الجّسم. ويمكن للأعضاء المُهمَّة كذلك أن تتأثّر بالمشاكل العصبيّة.

اعتلال الأعصاب السّكَّري

تكون مُستويات سُكَّر الدّم مرتفعةً جداً عندَ الإصابة بالسكَّريّ، وقد يُتلف ذلكَ الأعصابَ بمرور الوقت. للتَّلف العصبيّ الحاصل بِسبب السّكريّ اسمٌ خاصّ، فهوَ يُسمَّى الاعتلال العصبيّ السّكريّ. قد تتوقّف الأعصاب التّالفة عن بعث الرّسائل، كما أنّها قد تبعث الرّسائل بِبطء أو في الوقت الخاطِئ. يَحدث الاعتلال العصبيّ السُّكّريّ على الأرجح بِسبب عددٍ من العَوامل. قد يحدث بِسبب عَوامِل استقلابيّة. وهنا بعضُ الأمثلة عليها:
  • مُستويات سكّر الدّم المُرتفعة.
  • مُستويات دُهون الدّم الشّاذَّة.
  • مُستويات الأنسولين المنخفضة.
قد يَحدثُ اعتلال الأعصاب السُّكريّ أيضاً بِسبب عوامل عَصبيّة وعائيّة. تُسبّب تلك العوامل تلفاً للأوعيَة الدَّمويّة التي تَحملُ الأكسجين والمُغذِّيات إلى الأعصاب. وتشتمل العواملُ الأخرى التي قد تُؤدّي إلى اعتلال الأعصاب السّكّريّ على:
  • التهاب في الأعصاب.
  • صفات موروثة ترفع خُطورة المرض العصبيّ.
  • خيارات نمط الحياة، مثل التّدخين أو مُعاقرة الكحول.
  • أذيّة فيزيائيَّة للأعصاب.
تزداد خُطورة اعتلال الأعصاب السّكّريّ مع طول مدّة الإصابة بالسّكريّ. وهو أكثر شيوعاً بينَ المصابين بالسُّكَّريّ منذ 25 سنة أو أكثر.

أنواع الاعتلال العصبي

هناكَ أربعة أنواعٍ رئيسيَّة من اعتلال الأعصاب السّكَّري:
  • الاعتلال العصبيّ المحيطي.
  • الاعتلال العصبيّ المُستقلي (في الأعصاب الذاتية).
  • الاعتلال العصبيّ الدّاني.
  • الاعتلال العصبيّ البؤري.
يعتمدُ نوع الاعتلال العصبيّ على أيّة أعصاب هيَ التي أُصيبَت. الاعتلال العصبيّ المحيطيّ هو تَلفٌ عصبيّ في الذّراعين والرّجلين، وهو أكثر الأنواع شيوعاً. تكون إصابة القدمين والرّجلين سابقة لإصابة اليدين والذّراعين على الأرجح. يصيب الاعتلال العصبيّ المُستقل الأعصاب في الجِذع. تتحكّم تلك الأعصاب بالقلب وتنظيم ضغط الدّم والمُحافَظة على مُستَويات سكّر الدّم طبيعيّة. ويمكن لها أن تتسبّبَ بِنَقص سُكَّر الدّم دون أن تتسبّب بأيّة أعراض، وقد يكون هذا مُهدّداً للحياة. يُؤثِّر الاعتلال العصبيّ المُستقل أيضاً في الأعضاء الدّاخليَّة الأخرى، ما يُسبِّب مشاكل في:
  • التَّنفُّس.
  • الهَضم.
  • الاستجابة الجّنسيَّة.
  • التّعرُّق.
  • التّبوُّل.
  • الرّؤية.
يُصيبُ الاعتلال العصبيّ الدّانيّ الأعصاب في الفخذين أو الوركين أو الألية أو السّاقين. وهو أكثر شُيوعاً بينَ المُصابين بالسكريّ من النّوع 2. كما أنَّه أكثر شُيوعاً بينَ المصابين بالسّكري الأكبر عُمراً. يَظهرُ الاعتلال العصبيُّ البُؤريُّ فجأةً، ويُؤثِّر في أعصابَ مُعيّنة، في الرّأس أو الجِذع أو الرّجلين غالباً. وهو يحدث في المقام الأوّل عندَ الكبار في العمر المُصابين بالسُّكّريّ. ولكنَّه، ولله الحمد، يَتحسّن تَلقائيّاً في غضون أسابيع أو أشهر. وهو لا يَتسبَّب بضرر طويل الأمد.

الأعراض

تكون أعراضُ الاعتلال العصبيِّ السُّكّريِّ بسيطة غالباً في البداية، ويحدث التّلفُ العصبيّ على امتداد عدّة سنين. قد تمضي الحالاتُ الخَفيفة دونَ أن تُلاحظ لمدّةٍ طويلة. تعتمدُ أعراضُ الاعتلال العصبيّ على النَّوع، وعلى أيَّة أعصاب هي المُصابَة. لا يكون لدى بعض المُصابين بالتّلف العصبيّ أعراضاً على الإطلاق، بينما تبدأُ الأعراضُ الأولى لدى الآخرين عادةً في القدمين. وقد يشعرون باخدِرار أو وَخز أو ألم في القدمين. الأعراضُ الأخرى للتّلف أو الضرر العصبيّ هي:
  • اخدِرار أو وَخز أو ألم في أصابع القدم والرّجلين والقدمين والذّراعين والأصابع.
  • ضَعف.
قد يكون الألم الناجم عن الأعصاب المتضرِّرة في بعض الأحيان مباغتاً وشديداً. ويحصل هذا غالباً عند المصابين بالاعتلال العصبيّ البُؤري. قد يُسبّب الاعتلال العصبيّ السّكريّ أيضاً ما يلي:
  • الإسهال أو الإمساك.
  • الدوخَة أو الوَهَن بسبب انخفاض ضَغط الدّم بعد الجلوس أو الوقوف.
  • خلل في وَظيفة الانتصاب عند الرّجال.
  • عُسرُ هَضم أو غثيان أو قيء.
  • مشاكل في التّبوُّل.
  • جفاف المهبل عندَ النّساء.
نقص الوزن والاكتئاب عرضان شائعان أيضاً عندَ المصابين بالاعتلال العصبيّ السّكّري. غيرَ أنَّ هذين العرضين لا يحدثان بسبب الاعتلال العصبيّ السّكّري.

التّشخيص

سوف يسألُ مُقدِّم الرّعاية الصّحيّة من أجل تشخيص الاعتلال العصبيّ السّكّريّ عن بعض الأعراض، وسيجري فَحصاً جَسدياً. يَتحرّى الفحصُ الجسديّ عن:
  • ضغط الدّم.
  • سُرعة القلب.
  • القُوَّة العضليّة.
  • الحسّ.
  • المُنعكسات.
سوف يَتحرّى مُقدّم الرّعاية الصحيّة أيضاً عمَّا إذا كان المريض حسّاساً للتغييرات عندَ جلوسه أو وقوفه. وسوفَ يتحقّق كذلك من إصابة أحاسيس الاهتزاز أو الحرارة أو اللمس الخَفيف. ينبغي أن يجري المُصابون بالسُّكّريّ فحصاً شاملاً للقَدم كلّ سنة للتحقّق من وجود ضرر عصبيّ. ويتحرَّى الفَحصُ عن الجلد والعضلات والعظام ودورة الدم والأحساس في القدمين. قد يحتاج المريضُ في حال تَشخيص إصابته بالاعتلال العصبيّ السُّكّريّ لفحص القدم أكثرَ من مرّة سَنويّاً. قد يكون هناكَ حاجة لمَزيدٍ من الفُحوص إذا كشفَ الفَحص الجسديّ أو فَحص القدم وُجود تلفٍ عصبيّ. ويمكن أن تساعدَ الفحوصُ الأخرى على كَشف نوع الضرر العصبيّ وشدّته. يمكن إجراء دراسات للتّوصيلِ العصبيّ، وهي تتحقّق من مدى جودة انتقال الإشَارات الكَهربائيّة عبرَ الأعصاب، كما تقيس سرعة إرسال الإشارات. يُظهرُ تخطيط كَهرَبيَّة العَضل (EMG) جودةَ استجابة العَضلات للإشَارات الكهربائيّة التي ترسِلُها الأعصاب القريبة. وغالباً ما يُجرى برفقة فحوص عَصبيَّة أخرى. يمكن لِفحوص أخرى أن تدرسَ القَلب والأعضاء الأخرى لملاحظة ما إذا أثّر الضرر العصبيّ فيها. وقد تُقاس سُرعة القلب عندَ الاستجابة للتَّنفّس العميق أو التغيّرات في ضَغط الدّم والوَضعَة. وقد يظهر فحص الأمواج فوق الصّوتيّة أيضاً فيما إذا كانت أعضاء مُعيّنة، مثل المثانة، تعمل بشكلٍ مُناسب.

العلاج

العلاج المَبدئيّ للاعتلال العصبيّ السّكّريّ هو التَّأكُّد من أنَّ مستويات سكَّر الدّم تحت السّيطرة، حيث يُساعد هذا على الوقاية من حصول تلف عصبيّ أكبر. يمكن ضَبط مُستويات سكَّر الدّم بواسطة:
  • مراقبة سكَّر الدَّم.
  • تنظيم الوَجبات.
  • النّشاط الجَّسدي.
  • أدوية السّكّري.
  • الأنسولين.
تَعتمدُ المعالجةُ الإضافيّة على نوع المُشكلة العصبيّة والأعراض؛ فمثلاً، يُعالج الألم العصبيّ غالباً بالأدوية الفمويَّة. يمكن دهن الجلد بأدويةٍ أخرى لمُعالجة الألم. وتشمل تلك الأدوية كريمات أو بَخّاخات أو لُصاقات. ويمكن التَّحدُّث مع مُقدّم الرّعاية الصحيّة بشأن أفضل خَيار لضَبط الألم. قد يُساعد تغيير النّظام الغِذائيّ على تَخفيف المشاكل الهضميّة، مثل عُسر الهَضم أو الغَثيان. يجب تناول وجبات أصغر وبتكرارٍ أكثر، ويجب أيضاً تفادي الدّهون وتناول ألياف أقلّ. يمكن استخدامُ الأدوية إذا كانت الأعراض شديدة بهدفِ تسريع الهَضم أو تسكين الغَثيان أو تقليل حمض المَعدة. تترافَق الدَّوخة أو الضَّعف الحاصلان بِسبب الاعتلال العصبيّ السّكريّ معَ مشاكل ضَغط الدّم والدّوران. ويتضمّن العلاج لتخفيف تلك الأعراض:
  • أدوية ارتفاع ضغط الدَّم.
  • ارتفاع الملح في النظام الغذائيّ.
  • المعالجة الفيزيائيّة.
  • رفعُ الرّأس عن مستوى السّرير.
  • ارتداء جوارب مَرنة.
كما تتوفَّر معالجة للمَشاكل البَوليّة والجّنسيّة. يمكن التَّحدُّث مع مُقدِّم الرّعاية الصّحيّة للمزيدِ من المعلومات عن تلكَ العلاجات. يَحتاجُ المُصابون بالاعتلال العَصبيّ أيضاً لإيلاء عناية خاصّة لأقدامهم. نقص الحسّ في القدمين يعني عدم ملاحظة القرحات أو الإصابات، و هذا ما قد يؤدي الى اصابتها بالعدوى. للاعتناء بالقدمين يجب:
  • تنظيف القدمين يومياً باستخدام مياه دافئة وصابون لطيف. ويجب عدم نقع القدمين. يمكن تجفيفهما بمنشفَة ناعمة، مع التأكُّد من الوصول لما بين الأصابع.
  • تَفحُّص القدمين والأصابع كلّ يوم بحثاً عن جروح أو نَفطات أو احمرار أو تَورُّم أو مشاكل أخرى. يجب إخبارُ مُقدِّم الرّعاية الصّحيَّة عن أيَّة مشاكل.
  • ترطيب القدمين بِدَهون، مع تفادي وصول الدّهون لما بين الأصابع.
  • بعد الاستحمام أو الدُّش، يمكن بَرد التقَرُّنات ومسامير القدم برفق باستخدام حجر الخَفَّان.
  • يمكن قصّ أظافر أصابع القدم بشكلٍ يتوافق مع الأصابع وبَرد الحوافّ بمبرد الأظافر.
  • يجب ارتداء حذاء أو خفّ دوماً لحمايَة القدمين من الإصابات. ويمكن الوقايةُ من التَّهيُّج الجلدي بارتداء جوارب ناعمة وسميكة.
  • يجب ارتداءُ حذاء ملائم جيّداً، وأن يسمح للأصابع بالتحرّك. يجب ادخال الأحذية الجديدة برِفق.

الخُلاصة

يكون احتمالُ إصابَة مرضى السّكّريّ بالمشاكل العصبيّة أكبر ممّا لدى الآخرين. حيثُ يُصاب حوالي 60-70٪ من مرضى السُّكريّ بأحد أنواع المشاكل العصبيّة. يمكن الوقايةُ منَ المشاكل العَصبيّة أو تأخيرها بتدبيرٍ مناسب للسُّكّريّ. ويتضمّن تدبير السُّكّري:
  • ضبط مُستوى سكَّر الدّم.
  • الأكل الصّحي.
  • التمارين الرياضيّة.
  • الحفاظ على نظافةٍ ملائمة.
  • التّعلُّم عن السُّكّري.
العلاج المبكّر مهمٌّ للوقاية من المزيد من التَّلف العصبيّ. ولهذا يُفحَصُ مرضى السُّكّري بانتظام بحثاً عن تلفٍ عصبيّ في القدمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق