الاثنين، 6 يناير 2014

فَرط سُكر الدم السكري


فَرط سُكر الدم - كافةفَرطُ أو ارتفاع سُكر الدم حالةٌ تظهر لدى الأشخاص المصابين بالداء السكري. وهناك عوامل كثيرة يمكن أن تساهمَ في حدوث فرط سكر الدم لدى هؤلاء الأشخاص. من هذه العوامل: • الأغذية. • النشاط الجسدي. • المرض. • بعض الأدوية. • عدم تناول ما يكفي من الأدوية التي تقلِّل سكر الغلوكوز في الدم. تعدُّ معالجةُ فرط سكر الدم أمراً مهماً. أمَّا إذا ظل من غير معالجة، فإن الحالةَ يمكن أن تصبحَ شديدة. كما يمكن أن تؤدِّي إلى مضاعفات خطيرة تقتضي رعاية إسعافية، وذلك من قبيل الغيبوبة السكرية مثلاً. كما أنَّ فرطَ سكر الدم الذي يستمر فترة طويلة يمكن أيضاً أن يؤدي إلى حدوث مضاعفات، حتى إذا لم يكن شديداً. وفي هذه الحالة، يمكن أن يؤدِّي فرطُ سكر الدم إلى الإضرار بالعينين والكليتين والأعصاب والقلب.

مقدمة

فرطُ سكَّر الدم هو ارتفاع نسبة السكر في الدم. هناك عوامل كثيرة يمكن أن تسبِّب فرط سكر الدم لدى الأشخاص المصابين بالداء السكري. كما أن الأشخاص غير المصابين بهذا الداء يمكن أن يُصابوا بفرط سكر الدم في بعض حالات الأمراض الشديدة. إذا ظلَّ فرطُ سكر الدم من غير معالجة، فإنه يمكن أن يصبح حالة شديدة. ومن الممكن أن تؤدِّي هذه الحالةُ إلى مضاعفات خطيرة تتطلب رعاية طبية إسعافية. وإذا استمرَّ فرطُ سكر الدم فترة طويلة، وإن لم يكن شديداً، فمن الممكن أن يؤدي إلى حدوث مضاعفات. وقد تسبِّب هذه المضاعفاتُ ضرراً للعينين والكليتين والأعصاب والقلب. يساعد هذا البرنامجُ التثقيفي على تكوين فهم أفضل لفرط سكر الدم. وهو يناقش أعراضه وأسبابه ومعالجته والوقاية منه.

سكر الدم ومرض السكري

يتألف الجسمُ من ملايين الخلايا التي تحتاج إلى الطاقة من أجل عملها. إنَّ الطعامَ الذي نتناوله يتحول إلى سكر يدعى باسم "غلوكوز". ويستخدم الجسم أيضاً الهرمونات من أجل صنع هذا الغلوكوز في الكبد والعضلات. الغلوكوز من أهمِّ المواد اللازمة للخلايا من أجل إنتاج الطاقة. وهو مصدر "الوقود" الرئيسي بالنسبة للجسم. إن أجزاء الجسم كلها تحتاج إلى الغلوكوز من أجل العمل على نحو طبيعي، وخاصَّة الدماغ. وقد يُصاب الدماغُ بالضرر على نحو سريع جداً إذا لم يحصل على كفايته من سكر الغلوكوز. ينقل الدم الغلوكوز إلى خلايا الجسم كلها. وحتَّى يدخل الغلوكوز إلى الخلية، فلابدَّ من توفر شرطين اثنين:
  1. يجب أن تملك الخلية "أبواباً" كافية. تدعى هذه الأبواب باسم "المستقبِلات".
  2. وجود مادة الأنسولين التي تقوم "بفتح الأبواب"، أي المستقبِلات.
في حالة وجود كمية كافية من المستقبِلات وكمية كافية من مادَّة الأنسولين، فإن الغلوكوز يدخل إلى الخلايا حيث يجري استخدامُه لإنتاج الطاقة. وأمَّا من غير إنتاج الطاقة، فإن الخلايا تموت. الأنسولين هو هرمونٌ كيميائي ينتجه البنكرياس. وفي جسم الإنسان غير المصاب بالداء السكري، تعتمد تغيراتُ مستوى الأنسولين في الدم على كمية الغلوكوز الموجود في الدم. مرض السكَّري حالةٌ شائعة تصيب ملايين الأشخاص كل عام. وهو مرض يجعل من الصعب على الخلايا أن تحصلَ على الغلوكوز اللازم لها لإنتاج الطاقة. عندما يعجز الغلوكوز عن الدخول إلى الخلايا، فإنه يتجمع في الدم. وهذا ما يؤدي إلى فرط سكر الدم. وتستطيع الفحوصُ المخبرية قياسَ سوية السكر في الدم. هناك نوعان من الداء السكري:
  1. الداء السكري من النوع الأول، وهو يحدث عندما لا يقوم الجسم بصنع الأنسولين.
  2. الداء السكري من النوع الثاني، وهو يحدث عندما يقوم الجسم بصنع الأنسولين، لكن الخلايا تظل عاجزة عن استخدام الغلوكوز رغم توفُّر الأنسولين.
في الداء السكري من النوع الأول، يقوم جهاز المناعة في الجسم بمهاجمة وتدمير خلايا البنكرياس التي تصنع الأنسولين. وبذلك، فإنَّ الأشخاص المصابين بالداء السكري من النوع الأول لا يملكون الأنسولين الكافي في أجسامهم. وهذا ما يؤدِّي إلى ارتفاع شديد لسوية سكر الدم. يكون الداء السكري من النوع الأول أكثر شيوعاً لدى الأطفال واليافعين، لكنه يمكن أن يحدثَ في أي سن. والداءُ السكري مرض لا ينتقل بالعدوى. يحدث الداءُ السكري من النوع الثاني عندما يملك الجسم كمية كافية من الأنسولين، لكنه لا يملك كميةً كافية من المستقبِلات في الخلايا من أجل السماح للغلوكوز بالدخول. وهذا ما يؤدِّي إلى ارتفاع مستوى الغلوكوز في الدم لأنه لا يدخل إلى الخلايا.

الأعراض

لا يسبب فرطُ سكر الدم أيَّ أعراض حتى تصبح مستويات الغلوكوز مرتفعة أكثر من الحد الطبيعي كثيراً. يتطوَّر فرط سكر الدم على نحو بطيء خلال أيام وأسابيع كثيرة. وكلما ظل مستوى السكر في الدم مرتفعاً، صارت الأعراض أكثر خطورة. تشتمل أعراض فرط سكر الدم على ما يلي:
  • تشوُّش الرؤية.
  • حكَّة مع جفاف في الجلد.
  • التعب أو الشعور بالنعاس.
  • كثرة التبوُّل.
  • صداع.
  • زيادة العطش وجفاف الفم.
  • فقدان الوزن وزيادة الشهية.

الأسباب

هناك عوامل تؤدِّي إلى زيادة سوية سكر الدم لدى مرضى السكري. ومن هذه العوامل:
  • تناول أغذية غنية بالكربوهيدرات.
  • عدم إنتاج كمية كافية من الأنسولين.
  • الشدَّة النفسية.
  • قلَّة مستوى النشاط الجسدي.
  • العدوى أو الأمراض أو الخضوع لعمليات جراحية.
إن الأشخاص غير المصابين بالداء السكري يمكن أيضاً أن يُصابوا بفرط سكر الدم خلال إصابتهم ببعض الأمراض الشديدة. كما يمكن أن يكون الأشخاصُ المصابون بالداء السكري في حاجة إلى تناول مزيد من أدوية السكري للمحافظة على سوية سكر الدم قريبة من الحدود الطبيعية خلال إصابتهم بأمراض أخرى أو بالشدَّة النفسية.

المضاعفات

إذا لم يجرِ الكشفُ عن وجود إصابة بفرط سكر الدم، أو إذا لم تجر معالجة هذه الإصابة، واستمرَّ الأمر عدة سنوات، فمن الممكن أن يؤدي هذا إلى حدوث مشكلات. كما يمكن أن تؤدي الحالات الخفيفة من فرط سكر الدم أيضاً إلى ضرر في الدماغ أو الكليتين أو الشرايين. يمكن أن يؤدِّي فرط سكر الدم الشديد إلى التجفاف. وهناك أيضاً أعراض أخرى يمكن أن تظهر. ومن هذه الأعراض:
  • صعوبة التنفُّس.
  • الإصابة بالدوخة عند الوقوف.
  • حالة متزايدة من النعاس والتشوُّش.
  • نقص سريع للوزن.
  • فقدان الوعي أو الغيبوبة.
إذا ظلت حالةُ فرط سكر الدم من غير معالجة، فمن الممكن أن تؤدي إلى "الحُماض الكيتوني". وتحدث هذه الحالةُ بفعل الأحماض السامة المعروفة باسم الكيتونات. وفي هذه الحالة، فإن الكيتونات تتراكم في الدم والبول. يُعرف الحُماضُ الكيتوني أيضاً باسم "الغيبوبة السكرية" أو "الحُماض الكيتوني السكري". يحدث الحُماضُ الكيتوني لأنَّ الجسمَ لا يستطيع تحويل الغلوكوز إلى "طاقة". وبدلاً من ذلك فإن الجسم يقوم بتفكيك الدُّسُم من أجل استخدامها لإنتاج الطاقة. وعندما يقوم الجسمُ بتفكيك هذه الدُّسُم، فإن الكيتونات تكون من المنتجات الثانوية لهذه العملية. تكون علاماتُ وأعراض الحُماض الكيتوني كما يلي:
  • ألم بطني.
  • غيبوبة.
  • تشوُّش ذهني.
  • جفاف الفم.
  • رائحة فاكهة في أنفاس المريض.
  • غثيان وتقيُّؤ.
  • قِصَر النَّفَس.
  • الضعف.
متلازمةُ فرط الأسمولية السكرية هي واحدة من المضاعفات الشديدة. تحدث هذه المتلازمةُ عندما يقوم الجسم بصنع الأنسولين، لكن هذا الأنسولين لا يعمل على نحو سليم. وقد تصبح مستوياتُ الغلوكوز في الدم شديدة الارتفاع في هذه الحالة. وبما أنَّ الأنسولين موجود، لكنه لا يعمل على النحو الصحيح، فإنَّ الجسمَ لا يستطيع استخدامَ الغلوكوز ولا المواد الدسمة أو الدهنية من أجل إنتاج الطاقة. يظهر الغلوكوز الزائد في البول. وهذا ما يؤدِّي إلى زيادة التبوُّل. وفي حالة عدم المعالجة، فإن متلازمة فرط الإسمولية السكرية يمكن أن تؤدي إلى الغيبوبة وإلى تجفاف قد يقود إلى الوفاة. من الممكن أن تؤدِّي عدم معالجة فرط سكر الدم إلى مضاعفات بعيدة المدى أيضاً. ومن هذه المضاعفات:
  • مشكلات في العظام والمفاصل.
  • الساد العيني.
  • أضرار تلحق بالأوعية الدموية في شبكية العين.
  • مشكلات في القدمين ناتجة عن إصابة الأعصاب أو عن سوء جريان الدم في القدمين.
هناك مضاعفاتٌ أخرى لفرط سكر الدم. ومن بينها:
  • أمراض القلب.
  • أضرار تصيب الكلى والأعصاب.
  • مشكلات جلدية من بينها حالاتُ العدوى وعدم شفاء الجروح.
  • عدوى في الأسنان واللثتين.

التشخيص

من أجل تشخيص فرط سكر الدم، يُجري الطبيب فحصاً جسدياً في البداية. وبعد ذلك يسأل الطبيبُ مريضَه عن تاريخه الطبي وعن الأعراض. إذا شك الطبيبُ في وجود حالة فرط سكر الدم، فإنه يُجري فحصاً للدم من أجل التحقُّق من مستوى السكر فيه. ومن الممكن استخدام فحص الخضاب أو الهيموغلوبين السكَّري (A1C) من أجل التحقق من متوسط مستوى السكر في الدم خلال الشهرين الماضيين أو خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

الوقاية والمعالجة

من أجل الوقاية من فرط سكر الدم، فإنَّ على المريض استشارة طبيبه الذي يراقب مستوى السكر في الدم. ويمكن اللجوء إلى أساليب مختلفة في المعالجة من أجل المحافظة على مستويات الغلوكوز ضمن المجال المستهدف. يقوم الطبيبُ بتحديد المجال المستهدف لمستوى الغلوكوز في الدم عند المريض. وقد يختلف هذا المجالُ في حالة الحمل. كما يمكن أن يختلف مع التقدُّم في السن أيضاً. على المريض مراقبة مستوى السكر في دمه باستخدام مقياس سكر الدم. وهذه هي الطريقةُ المثلى من أجل التأكُّد من نجاح خطة المعالجة في المحافظة على سكر الدم ضمن المجال المحدد. ولابدَّ من فحص سكر الدم وفقاً لتوصيات الطبيب. من أجل الوقاية من فرط سكر الدم، ومن أجل معالجته أيضاً، فإن الطبيب يمكن أن يقترح ما يلي:
  • التمارين الرياضية.
  • الأدوية.
  • نظام غذائي مناسب للداء السكري.
  • تعديل مستوى الأنسولين من أجل ضبط فرط سكر الدم.
غالباً ما تكون ممارسةُ التمارين الرياضية المنتظمة طريقةً فعَّالة من أجل ضبط فرط سكر الدم. لكن يجب الابتعاد عن ممارسة التمارين الرياضية في حالة وجود كيتونات في البول، لأنَّ التمارين الرياضية يمكن أن تزيدَ من مستوى سكر الدم في هذه الحالة. قد يقوم الطبيبُ بتعديل الجرعة الدوائية أو بتعديل توقيتها إذا ظهرت لدى المريض نوباتٌ متكرِّرة من فرط سكر الدم. إذا كان المريضُ مصاباً بالداء السكري، فإن عليه الامتناع عن تناول المشروبات والأغذية التي تحوي السكر. أمَّا إذا كان المريضُ يعاني من مشكلات في الالتزام بالنظام الغذائي المناسب لمرضى السكري، فإنَّ عليه التماس مساعدة الطبيب أو اختصاصي التغذية. على المريض مراقبة مستوى سكَّر الدم وفقاً لتعليمات الطبيب. وعليه الإكثار من مراقبته في حالات المرض أو الشدَّة النفسية. كما يجدر بالمريض أيضاً أن يراقبَ مستوى سكر الدم في حالة وجود مخاوف تتعلق بالارتفاع الشديد لسكر الدم أو الانخفاض الشديد له، وهي الحالةُ التي تدعى باسم "نقص سكَّر الدم". إن تعديل برنامج تناول الأنسولين، أو تناول جرعات زائدة من الأنسولين سريع المفعول، يمكن أن يكونَ مفيداً في ضبط فرط سكر الدم. وتستخدم الجرعةُ الزائدة للمساعدة مؤقتاً في تصحيح سوية سكر الدم المرتفعة. لابدَّ من طلب الرعاية الصحية الإسعافية في حالة الارتفاع الشديد لمستوى سكر الدم. ويمكن للمعالجة الإسعافية أن تخفض مستوى سكَّر الدم ليصل إلى معدله الطبيعي. وتشتمل المعالجةُ على ما يلي عادة:
  • تعويض السوائل.
  • تعويض الكهارل.
  • المعالجة بالأنسولين.
يتلقَّى المريضُ السوائلَ إما عن طريق الفم أو عن طريق الوريد إلى أن يجري تعويضها والتخلُّص من حالة التجفاف. وهذه السوائلُ تحل محلَّ السوائل التي يفقدها الجسم بسبب زيادة التبول. كما أنَّها تساعد على معالجة زيادة السكر في الدم. يمكن أن يؤدِّي عدمُ توفُّر الكمية الكافية من الأنسولين في الدم إلى انخفاض سوية الكهارل فيه أيضاً. ولهذا، فإنَّ المريض يتلقى الكهارل عبر الوريد من أجل مساعدة جسمه في المحافظة على العمل الطبيعي للقلب والعضلات والخلايا العصبية. يؤدِّي الأنسولين إلى عكس العملية التي تسبب تشكُّلَ الكيتونات التي تتراكم في الدم. وإلى جانب تعويض السوائل والكهارل، فإنَّ المريض يتلقى معالجة بالأنسولين. ويُعطى الأنسولين عادة عن طريق الوريد أيضاً. يبحث الطبيبُ أيضاً عن السبب الذي أدى إلى الارتفاع الشديد في مستوى سكر الدم. واعتماداً على السبب، فقد يقرِّر الطبيب أن المريضَ في حاجة إلى معالجة إضافية.

الخلاصة

فرطُ سكَّر الدم هو زيادة نسبة السكر في الدم. وهناك عوامل كثيرة يمكن أن تؤدِّي إلى فرط سكر الدم لدى الأشخاص المصابين بالداء السكري. وقد يحدث هذا بسبب الأغذية أو بسبب قلة التمارين الرياضية أو بسبب المرض. كما يمكن أيضاً أن يكونَ ناتجاً عن تناول بعض الأدوية أو عن عدم تناول المقدار المناسب من الأدوية التي تخفض سوية الغلوكوز في الدم. من الممكن أن تشتملَ أعراضُ فرط سكر الدم على ما يلي:
  • تشوُّش الرؤية.
  • جفاف وحكة في الجلد.
  • التعب أو النعاس.
  • كثرة التبوُّل.
  • الصداع.
  • زيادة العطش وجفاف الفم.
  • نقص الوزن وزيادة الشهية.
إذا ظلَّ فرطُ سكر الدم من غير معالجة، فمن الممكن أن يصبح شديداً. وقد يؤدِّي أيضاً إلى مضاعفات خطيرة تستدعي رعاية طبية إسعافية. كما أنَّ استمرارَ فرط سكر الدم لفترات طويلة، حتى إذا لم يكن شديداً، يمكن أن يؤدِّي إلى حدوث مضاعفات. ومن الممكن أن يؤدي إلى أضرار تصيب العينين والكليتين والأعصاب والقلب. يجب استشارةُ الطبيب فيما يتعلق بكيفية التعامل مع فرط سكر الدم. وهناك معالجات مختلفة يمكن أن تساعدَ في المحافظة على مستويات الغلوكوز ضمن المجال المستهدَف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق