الاثنين، 6 يناير 2014

السكري والحمل السكري


السكري والحمل - كافة
تواجه النساءُ المصابات بمرض السكَّري تحدِّياتٍ خاصَّةً خلال فترة الحمل؛ فإذا كانت المرأةُ مصابة بالسكَّري، يكون من المهمِّ أن تخطِّط للحمل؛ فالتَّعاملُ أو الإدارة الجيِّدة أمرٌ حيوي طوالَ الأشهر التسعة. وإذا حدث مرض السكَّري خلال فترة الحمل (يُدعى سكَّري الحمل أو السكَّري الحملي)، من المهمِّ اتِّخاذُ خطوات للسيطرة على المرض.
إذا كانت المرأةُ مصابة بالسكَّري، فهي معرَّضة أكثر لخطر المشاكل في أثناء الحمل والولادة، بما في ذلك ولادةُ جنين ميِّت. كما تزداد لديها أيضاً مخاطرُ الولادة المبكِّرة وإنجاب طفلٍ كبير الحجم (بوزن أكبر من 4 كغ).
لكن هناك الكثير ممَا يمكن القيام به لتساعد نفسها وطفلها على البقاء في صحَّة جيِّدة. إذا كانت المرأة مصابةً بمرض السكَّري، وكانت تفكِّر في إنجاب طفل، فإنَّ الخطوةَ الأولى هي التحدُّث إلى فريق الرعاية الخاصَّة بداء السكَّري، فقد تُحوَّل إلى عيادة ما قبل الحمل المتخصِّصة بالنساء المصابات بمرض السكَّري.

قبلَ التفكير بالحمل

إنَّ التخطيطَ هو مفتاح الحمل الجيِّد عندما يكون لدى المرأة مرضُ السكَّري، حيث يجب التأكُّد من السيطرة الدقيقة على مستويات السكَّر (الغلوكوز) في الدم قبل حدوث الحمل.
فضعفُ السيطرة على مستوى السكَّر في الدم خلال الأسابيع الثمانية الأولى من الحمل يزيد من احتمال مُعاناة الطفل من مشاكل صحِّية خطيرة.
يمكن أن يساعدَ فريقُ رعاية مرضى السكَّري على التخطيط الجيِّد والمضبوط للحمل؛ فإذا كانت المرأة ترغب في إنجاب طفل، يجب عليها تحديد موعد للحصول على المشورة من الفريق الصحِّي قبلَ البدء في محاولة الحمل.
من المهمِّ تحقيقُ سيطرةٍ كاملة على مستوى السكَّر في الدم قبلَ الحمل. كما سيقوم فريق رعاية مرضى السكَّري بالتحدُّث مع المريضة عن التعامل مع جوانب أخرى لهذا المرض، بما في ذلك فحصُ العينين بحثاً عن اعتلال الشبكية السكَّري وفحصُ الكليتين.
إذا كانت المراةُ تتناول أدويةً لحالات صحِّية أخرى، فقد تكون هناك حاجةٌ إلى تغييرها أو تعديلها.
في الواقع، لا يجري التخطيطُ لكلِّ حالات الحمل. ولكن إذا كان لدى المرأة مرضُ السكَّري وكانت حاملاً، فهي بحاجة إلى اتِّخاذ الإجراءات اللازمة. وكلَّما كان ذلك أبكر، انخفض احتمالُ حصول مضاعفاتٍ لها ولطفلها. لذلك، يجب الاتِّصالُ بفريق رعاية مرضى السكَّري على الفور.

بعدَ حدوث الحمل

بالنسبة للنساء المصابات بمرض السكَّري، يمكن أن تكونَ فترةُ الحمل فترةَ تحدِّيات كبيرة؛ فالحفاظُ على صحَّة الأمِّ وطفلها يتطلَّب تخطيطاً إضافياً وصبراً وإدارةً واعية.
ينبغي أن تجري إحالةُ المريضة إلى عيادة متخصِّصة قبلَ الولادة بالنسبة للنِّساء المصابات بمرض السكَّري. ويمكن للفريق تقديم مشورة مفصَّلة عن كيفية إدارة كلِّ مرحلة من مراحل الحمل.
من الشائع أن تتغيَّرَ مستوياتُ السكَّر في الدم بطرق جديدة مع تقدُّم الحمل؛ فعلى سبيل المثال، تلاحظ العديدُ من النساء أنَّ مستويات السكَّر لديهن تميل إلى الانخفاض أكثر من المعتاد خِلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.
من المهمِّ حضورُ جميع المواعيد السابقة للولادة. ويجب التذكُّر بأنَّه يمكن دائماً الذهاب إلى فريق رعاية مرضى السكَّري بأسئلة ومخاوف جديدة.
انخفاض نسبة السكَّر في الدم
تجد بعضُ النساء أنَّ الضبط الشديد لمستويات السكَّر في الدم يجعلهن أكثرَ عُرضةً لنوبات نقص سكَّر الدم، حيث ينخفض مستوى السكَّر في الدم بشكلٍ خطير. ولذلك، من المهمِّ أن تعرف المرأة كيفيةَ التعامل مع ذلك. ويمكن لفريق الرعاية المساعدة على حلِّ هذه المشكلة.
يمكن أن تكونَ المريضةُ على استعداد للقيام بذلك كما يلي:
● حَمل مستلزمات عِلاج نقص سكَّر الدم (أقراص الغلوكوز، هلام الغلوكوز أو عصير الفواكه) في كلِّ مكان.
● المحافظة على مجموعة أو عدَّة الغلوكاغون مع المريضة في كلِّ الأوقات، حيث تتيح لها أن تعطي نفسها حقنةً بسيطة من شأنها أن تجعلها تخرج من نوبة نقص سكَّر الدم. ويجب التأكُّدُ من أنَّ المريضة، والناس من حولها في العمل والمنـزل، على معرفةٍ بكيفيَّة استخدامها.
ارتفاع مستوى السكَّر في الدم
تجد بعضُ النساء أنَّه في مراحل معيَّنة من الحمل - في الأشهر الأخيرة في كثير من الأحيان عندما يأكلن أكثر - يرتفع الغلوكوز في الدم أعلى من المعتاد.
يجب أن تعرفَ المرأة كيفيةَ اختبار البول أو الدم بحثاً عن الكيتونات؛ والكيتوناتُ هي أحماض يُنتجها الجسمُ عندما يحرق الدهون الخاصَّة به، وهذه إشارةٌ إلى أنَّ نسبة الغلوكوز في الدم مرتفعة جداً، وتحتاج إلى ضبط لطريقةِ التعامل مع الحالة.
يجب طلبُ المساعدة في حالات الطوارئ إذا لم تكن الحامل على ما يُرام، وكانت تعتقد بأنَّها قد تُصاب بالحُماض الكيتوني السكَّري.

مرضُ السكَّري الذي يظهر في فترة الحمل

يُسمَّى مرضُ السكَّري الذي يبدأ في فترة الحمل بسكَّري الحمل أو السكَّري الحملي.
يدوم سكَّري الحمل خِلال فترة الحمل فقط. ولذلك، على مقربة من بداية الحمل، يجب تقييمُ كلِّ امرأة بالنسبة لعوامل خطر مرض السكَّري الحملي. ويشمل ذلك:
● فرط الوزن والسمنة.
● وجود تاريخ عائلي وثيق لداء السكَّري.
● إذا كانت المرأة سبق أن أنجبت طفلاً كبيراً جداً (أكثر من 4.5 كغ).
● وجود سكَّري الحمل في حمل سابق.
● إذا كانت المرأة من جنوبي آسيا أو سوداء أو من منطقة البحر الكاريبِي أو من أصول شرق أوسطية.
إذا شُخِّص للحامل سكَّري الحمل، فيمكن لتغيير النظام الغذائي ونمط الحياة أن يكون كافياً للسيطرة على الحالة غالباً.
بعدَ الحصول على مشورة فريق الرعاية الخاصَّة بداء السكَّري، يجب زيادة مستويات النَّشاط البدني. كما ينبغي إحالةُ الحامل إلى اختصاصي تَغذية لتقديم النصح حولَ اعتماد نظام غذائي صحِّي متوازن. وإذا لم تتحقَّق السيطرةُ على مستويات السكَّر في الدم عن طريق هذه التدابير، يمكن التفكيرُ باستعمال الأقراص أو الأنسولين.
بالنسبة للنساء المصابات بسكَّري الحمل، يجب أن يكنَّ حذرات حول مستوى الغلوكوز في الدم والصحَّة مثل المصابات بالسكَّري من النوع الأوَّل أو الثاني.
إذا كانت المرأةُ مصابةً بسكَّري الحمل، فإنَّ خطرَ الإصابة بمرض السكَّري من النوع الثاني في مرحلةٍ ما من حياتها يرتفع إلى 30٪. كما يزداد أيضاً خطرُ الإصابة بسكَّري الحمل في أثناء فترات الحمل اللاحقة.
ولذلك، حتَّى بعدَ انتهاء الحمل، يجب على المرأة البقاء على بيِّنة من عوامل الخطر الأخرى لمرض السكَّري، وزيارة الطبيب إذا واجهت أيَّةَ أعراض. كما ينبغي على الطبيب إجراء الترتيبات اللازمة في كلِّ عام لمراقبة حدوث مرض السكَّري من النوع 2.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق