الجمعة، 3 يناير 2014

اللِمفومةُ اللاهودجكينيَّة من أمراض الدم


اللِمفومةُ اللاهودجكينيَّة - كافةاللِّمفومةُ اللاهودجكينيَّة هي نوع من السَّرطان الذي يبدأ في خلايا الجهاز المناعي. تحدث اللِّمفومةُ اللاهودجكينية عندما تصبح بعض الخلايا في الجهاز المناعي غيرَ طبيعية أو شاذَّة، وتبدأ بتشكيل نسخ منها بطريقةٍ لا يمكن السيطرة عليها. وهناك العديد من أنواع اللِّمفومة اللاهودجكينية؛ لكنَّ أنواعها الأكثر انتشاراً فهي "لمفومة الخلايا البائية المُتوسِّعة المُنتشرة" و"اللمفومة الجُريبية" أو العُقيدية. قد تُصنَّف اللمفومةُ بحسب سرعة نموِّها إلى نوعين: • لمفومة بطيئة التَّنامي، وتُسمَّى مُنخفضة الدرجة أيضاً، وهي لمفوماتٌ تنمو ببطء؛ وتَميل إلى التسبُّب ببعض الأعراض فقط. • لمفومة عدوانية، وتسمَّى متوسِّطة الدرجة ومرتفعة الدرجة أيضاً، وهي لمفوماتٌ تنمو وتنتشر بصورة أسرع؛ وتميل إلى التسبُّب بأعراض شديدة. تتحوَّل كثيرٌ من اللمفومات بطيئة التنامي مع مرور الوقت إلى لمفومات عدوانيَّة. تعدُّ اللِمفومة اللاهودجكينيَّة قابلة للمعالجة إلى حدٍّ كبير؛ وقد تكون معالجتُها إشعاعية أو كيميائية أو بيولوجية، أو عن طريق زراعة الخلايا الجذعية. وقد تُستخدم هذه الطُرُق كلُّها معاً في بعض الأحيان. تعتمد قراراتُ المعالجة على المرحلة التي بلغها المرض، وموضعه في الجسم، والأعراض التي ظهرت عند المريض، وعلى الحالة الصحِّية العامَّة للمريض وعمره. ويُمكن في هذه الأيام شفاء مُعظم الناس الذين يجري تشخيصُ الإصابة باللمفومة اللاهودجكينية عندهم، أو يُمكن السيطرة على مرضهم لسنوات عديدة.

مقدِّمة

اللِمفومةُ اللاهودجكينية هي نوعٌ من السرطان الذي يبدأ في خلايا الجهاز المناعي. يقاوم الجهازُ اللمناعيُّ الأمراضَ المعدية والأمراض الأُخرى. تحدث اللِمفومةُ اللاهودجكينية عندما تُصبح خلايا من الجهاز المناعي شاذَّة، وتبدأ بنسخ نفسها بطريقة غير مضبوطة. تعدُّ اللمفومةُ اللاهودجكينية قابلةً للمعالجة إلى حدٍّ كبير. ويُمكن شفاء مُعظم الناس الذين يوضع لهم تشخيص الإصابة باللمفومة اللاهودجكينية في هذه الأيَّام، أو يُمكن السيطرة على مرضهم لسنوات عديدة. يشرح هذا البرنامجُ التثقيفي اللمفومةَ اللاهودجكينيّة، كما يشرح أسبابها، وأعراضها، والأساليب المُتاحة لمعالجتها.

لمحة تشريحية عن الجهاز اللمفي

الجهازُ اللمفي هو جزء من الجهاز المناعي، يقاوم الجهاز المناعي الأمراض المُعدية والأمراض الأُخرى؛ وهو يتكوَّن من الأوعية اللِمفيَّة واللِمف والعُقد اللِمفية. يبدو اللِمف كسائل رائق تقريباً يُنتجه الجسم، ويقوم بنزح الفضلات من الخلايا. وهو ينتقل عبر الجهاز اللِمفي الذي يتألَّف من شبكة من قنوات، ومن أجسام تُشبه حبَّة الفاصولياء تُدعى العُقد اللِّمفية. توجد مجموعات من هذه العُقد اللِمفية في الرقبة، وتحت الإبط، وفي الصدر، والبطن، وفي المنطقة الأُربيَّة. تحوي العِقد اللِمفية خلايا من الجهاز المناعي تعمل كحاجز يوقف الجراثيمَ والفيروسات، ويمنعها من مهاجمة الجسم. وتُصنَّف هذه الخلايا في فئتين واسعتين تُدعيان الخلايا التائية أو اللِمفاويات التائية، والخلايا البائية أو اللِمفاويات البائية. تتَّصل العُقدُ اللِمفية فيما بينها بواسطة قنوات خاصَّة تُسمَّى الأوعية اللِمفية. وتنتشر هذه القنوات في مُعظم أنحاء الجسم مثلما تنتشر الأوعية الدموية. يقوم الجهازُ اللِمفي بنزح السوائل الفائضة والفضلات. هناك أجزاء أُخرى من الجسم تحوي نسيجاً لِمفياً، ومنها اللوزتان، وغُدَّة التوتة أو التيموس، والطِّحال، والمَعِدة، والجِلد، والأمعاء الدقيقة.

اللِمفومةُ اللاهودجكينيّة وأسبابها

اللِّمفومةُ اللاهودجكينية هي نوع من اللِمفومات، وهي سرطانات تُصيب اللِمفاويات (وهي كُريَّات دم بيضاء)، تظهر في الجهاز اللِمفي، من خلايا الجهاز المناعي البائيَّة والتائيَّة. تنمو الخلايا الطبيعية في الجسم، وتموت وفقَ آلية مضبوطة. تبدأ خلايا من الجهاز المناعي عند الإصابة باللِمفومة اللاهودجكينية بالتكاثر على نحو شاذٍّ. وتنقسم الخلايا الجديدة مرَّات ومرَّات، مُنتجة المزيد من الخلايا الشاذَّة. لا تموت الخلايا الشاذَّة عندما ينبغي عليها أن تموت. وهي لا تحمي الجسمَ من الأمراض المُعدية أو الأمراض الأُخرى. ويؤدِّي تراكم الخلايا الزائد إلى تشكُّل كتلة من النسيج غالباً تُدعى تنشُّؤاً أو ورماً. تحوي الخلايا موادَّ وراثيّة أو جِينيَّة تُدعى الصِّبغيَّات. وتتحكَّم هذه الصِّبغيَّات في نموِّ الخلايا وتكاثرها. تظهر اللِمفومة اللاهودجكينيّة دائماً بسبب تغيُّرات تطرأ على الصِّبغيَّات. وتفقد الخليَّة قدرتها على التَّحكُّم في تكاثرها عندما تُصبح صِبغيَّاتها شاذَّة. يُمكن أن تطرأ التغيُّرات على المادَّة الجِينيَّة نتيجة أسباب مُتعدِّدة. وتكون هذه التغيُّرات وراثيَّة في بعض الأحيان. قد تطرأ التغيُّرات على الصِّبغيّات أيضاً نتيجة للتعرُّض لعدوى، أو استعمال أدوية مُعيَّنة، أو التبغ، أو مواد كيميائيَّة، أو عوامل أُخرى. تؤدِّي الإصابةُ بأنواع مُعيَّنة من العدوى إلى ارتفاع خطر إصابة الشخص باللِمفومة اللاهودجكينيَّة. ومن هذه الأنواع:
  • فيروس العَوَز المناعي البشري المعروف باسم فيروس الإيدز.
  • فيروس إيبشتاين ـ بار.
  • فيروس التهاب الكبد سي (C).
ومن عوامل الخطر الأُخرى:
  • الأدوية التي تُثبِّط الجهاز المناعي.
  • العُمر: إذ يزداد خطر إصابتنا مع تقدُّمنا بالعمر أيضاً.
ثمَّة أنواع كثيرة للِّمفومة اللاهودجكينية. وأكثر هذه الأنواع انتشاراً هما ورم الخلايا اللِمفاوية البائيَّة الكبيرة المنتشر واللِمفومة الجُرَيبيَّة أو العُقَيدية. تُصنَّف الأورامُ اللِمفية في بعض الأحيان وفقاً للطريقة التي تميل للنموِّ بها:
  • بطيئة النمو، وتُسمَّى أيضاً مُنخفضة الدرجة، وهي أورام تنمو ببطء. وتميل هذه الأورام إلى التسبُّب بأعراض قليلة فقط.
  • عدوانية، وتسمَّى متوسِّطة الدرجة ومرتفعة الدرجة أيضاً، وهي لمفومات تنمو وتنتشر بصورة أسرع. وهي تميل إلى التسبُّب بأعراض شديدة. ويتحوَّل كثير من اللمفومات بطيئة التنامي مع مرور الوقت إلى لمفومات عدوانيَّة.
يُمكن أن تنشأ اللِمفومة اللاهودجكينية في أيِّ مكان من الجسم تقريباً، ذلك لأنَّ النسيج اللِمفي موجود في كثير من أجزاء الجسم.

أعراض اللمفومة اللاهودجكينية

إنَّ العرض المألوف للِّمفومة اللاهودجكينيّة هو تورُّم غير مُؤلم في العُقد اللِمفية في الرقبة أو تحت الإبط أو المنطقة الأُربية. ولكن، في الحقيقة إن مُعظم حالات تورُّم العقد اللِمفية تحدث نتيجة عدوى موضعيَّة، وليس بسبب اللِمفومة. وقد يكون من الأعراض المألوفة الأُخرى:
  • الحُمَّى.
  • تعرُّق ليلي غزير.
  • وهن وضَعف.
  • خسارة وزن غير مُفسَّرة.
  • اضطراب التنفُّس، أو سعال، أو ألم صدري.
  • ألم، أو تورُّم أو شعور بالامتلاء في البطن.
  • تعب.
قد لا تكون هذه الأعراضُ ناجمة عن اللِّمفومة اللاهودجكينية بالضرورة؛ فالأمراضُ المعروفة كالأمراض المُعدية أو الإنفلونزا يُمكن أن تُسبِّب أعراضاً مُشابهة. ولذلك، يجب مُراجعة الطبيب إذا استمرَّت هذه الأعراض أكثر من أُسبوعَين. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق