لا يشكِّل انثقابُ غشاء الطبل في العادة مشكلةً كبيرة، ولكن يمكن أن يسبِّب نقصاً في السمع وعدوى متكرِّرة في الأذن الوسطى. كما يمكن أن يؤدِّي نقصُ السمع إلى مشاكل في الكلام واللغة عند الأطفال. والسببُ الأكثر شُيُوعاً لانثقاب غشاء الطبل هو التهاب أو عدوى الأذن الوسطى، حيث يتراكم السائلُ فيها؛ وإذا لم يتمكَّن السائل من التسرُّب عبر نفير أوستاش إلى الجزء العلوي من البلعوم، فإنَّ ضغطه يزداد ويؤدِّي إلى انثقاب غشاء الطبل. كما يمكن أن ينثقب غشاءُ الطبل نتيجة التبدُّل في ضغط الهواء المحيط، مثلما يحدث عندما تغيِّر الطائرةُ من ارتفاعها. ويمكن أيضاً أن ينثقب غشاءُ الطبل بسبب الرضوض، مثلاً بسبب صفعة على الأذن أو بسبب انفجار عنيف أو دخول أداة ما في الأذن. وتتراوح أعراضُ انثقاب غشاء الطبل ما بين ألمٍ خفيف إلى ألم حاد. وقد يسيل من الأذن سائلٌ شفَّاف أو قيحي أو دموي. ويشعر المريضُ المُصاب بانثقاب غشاء الطبل أحياناً بصوت رنين أو هدير أو وزيز أو طقطقة. وإذا دخل الماءُ عبر ثقب غشاء الطبل إلى الأذن الداخلية، فقد يشعر المريضُ بالدوخة. وفي حالاتٍ نادرة، يمكن أن تنتقلَ العدوى من الأذن الوسطى إلى الأقسام المجاورة من الرأس، وتسبِّب مضاعفات شديدة. لذلك، ينبغي مراجعةُ الطبيب بشكل دوري للتحرِّي عن عدوى أو التهابات الأذن.
لا يكون انثقابُ غشاء الطبل حالةً خطيرة في الأحوال العادية، ولكنَّه يُمكن أن يؤدِّي إلى نقص في السمع وإلى تكرار العدوى في الأذن الوسطى.
يساعد هذا البرنامجُ على فهم معنى انثقاب غشاء الطبل؛ ويتناول الأسبابَ والأعراض والتشخيص والمعالجة. كما يتضمَّن نصائح للوقاية من انثقاب غِشاء الطبل.
في الأذن ثلاثةُ أقسام:
يمنع غشاءُ الطبل الجراثيمَ من دخول الأذن الوسطى؛ فإذا تمزَّق أو انثقب، تتمكَّن الجراثيم من الدخول بسهولة إلى الأذن الوسطى أوأن تُسبِّب العدوى.
تساعدنا الطبلةُ على السمع؛ حيث تدخل الموجاتُ الصوتيَّة عبر مجرى السمع فتهتزُّ الطبلة. وعندما تهتزُّ الطبلة، تهتزُّ العُظيمات الثلاث في الأذن الوسطى أيضاً، وتنقل هذا الاهتزازَ إلى الأذن الداخلية.
تتحوَّل الاهتزازاتُ التي تصل إلى الأذن الداخلية إلى إشارات كهربائية. وهناك عصبٌ يُسمَّى العصبَ الثامن يقوم بنقل الإشارات الكهربائية إلى الدماغ الذي يفسِّرها كأصوات.
يوجد في الأذن الداخلية جزءٌ مسؤول عن التوازن، إلى جانب العصب الثامن. لهذا، تترافق مشاكلُ السمع في كثير من الأحيان مع مشاكل التوازن.
يمثِّل نَفيرُ أوستاش ممرَّاً صغيراً يربط بين الأذن الوسطى والقسم العلوي من الحلق.
حين يُصاب المرءُ بالزُّكام أو الأنفلونزا، يمكن أن يُسَدُّ نفير أوستاش بسبب المُخاط أو الوذمة؛ وعندئذ، لا يصل الهواءُ إلى الأذن الوسطى. وإذا بقي النفيرُ مغلقاً، لا تستطيع سوائلُ الأذن الوسطى أن تتسرَّب إلى البلعوم، فتتراكم وتسبِّب العدوى. والاسمُ الطبِّي لهذا الالتهاب أو العدوى هو التهاب الأذن الوسطى.
ينجم التهابُ أو عدوى الأذن الوسطى عن تراكم السائل فيها.
في حالاتِ العدوى الشديدة، يتراكم السائلُ في الأذن الوسطى ولا يستطيع التسرُّب عبر نفير أوستاش، وهذا ما يؤدِّي إلى زيادة الضغط داخل الأذن الوسطى، ممَّا يسبِّب انثقاباً أو تمزُّقاً في الطبلة. ولهذا، من الضروري مراجعةُ الطبيب حين تظهر عند المريض أو عند الطفل أعراضُ التهاب أو عدوى الأذن.
كما يمكن أن ينقثب غشاءُ الطبل أيضاً بفعل التغيُّرات في الضغط الجوِّي المحيط، كما يحدث عندما تهبط الطائرةُ أو عندما يغوص الغوَّاصون؛ فإذا لم يتمكَّن نفيرُ أوستاش من تعديل الضغط بالسرعة الكافية، قد يتمزَّق الغشاء. ويحدث التمزُّق أحياناً بفعل ترافق التهاب الأذن الوسطى مع حالة تغيُّر في الضغط الجوِّي للمحيط.
ولموازنة الضغط في الأذنين عندَ الطيران أو الغوص، يجب إغلاقُ الأنف والقيام بحركة بلع أو نفخ مع إبقاء الفم مغلقاً. كما أنَّ مضغ العلكة أو اللِّبان يفيد في ذلك في أثناء الطيران.
يمكن أن ينثقب غشاءُ الطبل أيضاً بفعل الحوادث أو الإصابات، وهذه تُسمَّى الرضوض. ومن الأمثلة على الرضوض:
من المهمِّ جداً أن نحمي الأذن من الضجيج الصاخب الناجم عن الآلات أو الأسلحة النارية. كما يجب الامتناعُ عن تنظيف الأذن بفتائل الأذن ذات النهاية القطنية.
يُمكن أن يسيلَ من الأذن سائلٌ دموي مليء بالقيح.
يشعر بعضُ الناس برنين أو هدير أو أزيز أو طقطقة في الأذن. ويُسمَّى الأزيزُ المستمرُّ في الأذن بالطَّنين.
مع الوقت، يمكن أن يشعر مريضُ انثقاب الطبلة بنقص السمع.
عند دخول الماء إلى الأذن الوسطى عبر الثقب، يمكن أن يسبِّب نقصاً في التوازن ودواراً يجعل المريضَ يشعر كأنَّ الدنيا تدور به؛ وهذا لأنَّ الأذن تساعدنا على التوازن؛ فحينما يدخل الماءُ إلى الأذن، تصبح أكثرَ برودة من الأذن الأخرى، وهذا ما يُسبِّب فقدان التوازن. ويحدث ذلك عند السبَّاحين أو عند الناس الذين يدخل الماءُ في أذنهم خلال الاستحمام.
يؤثِّر تمزُّقُ غشاء الطبل في سمع المريض. وكلَّما كان التمزُّقُ أكبر، كان نقصُ السمع أكبر. ويمكن أن يحدث انثقابُ غشاء الطبل عندَ الأطفال بسبب تكرار عدوى الأذن الوسطى.
يمكن للطفل الذي يحدث لديه عدوى متكرِّرة في الأذن الوسطى أن يُعاني من ضعف سمع في وقت يعدُّ فيه السَّمع شديدَ الأهمِّية بالنسبة للأطفال، لأنَّ الطفل الذي لا يسمع جيِّداً يعجز تقريباً عن تعلُّم الكلام ولفظ الأصوات المختلفة، ويمكن أن تنشأَ عنده إعاقاتٌ لغوية أو كلامية.
يمكن أن تدخلَ الجراثيمُ والفطور من غشاء الطبل المثقوب إلى الأذن الوسطى، وهذا ما يزيد من احتمال إصابةِ الأذن الوسطى بالعدوى.
في حالاتٍ نادرة، يمكن أن ينتقلَ التهابُ الأذن الوسطى إلى الأجزاء المجاورة من الرأس، بما في ذلك الدماغ. وهذا ما يُسبِّب مضاعفاتٍ خَطيرة.
ومن أعراضِ هذه المضاعفات تَصلُّبُ الرقبة والصُّداع الشديد وصعوبة التكلُّم أو فتح الفم، والتقيُّؤ، والألم في العظم الكائن خلف الأذن، والتغيُّرات المفاجئة في الرؤية، والتنميل في الوجه.
على المريض أن يراجعَ الطبيبُ فوراً إذا ظهرت لديه حُمَّى أو صداع شديد، أو إذا اصبح الألمُ في الأذن شديداً جداً. وعليه أيضاً أن يراجعَ الطبيبُ إذا شعر بالدُّوار وبتغيُّرات مفاجئة في السمع.
إذا كان الثقبُ صغيراً جداً، فقد لا يتمكَّن الطبيبُ من رؤيته، فيقوم بإحالة المريض إلى طبيب متخصِّص بأمراض الأذن، وهو طبيبُ الأنف والأذن والحنجرة.
قد يطلب الطبيبُ إجراءَ اختبار سَمعي يُدعى "تخطيط السمع"، لمعرفة ما إذا كان المريضُ يعاني من نقص السمع.
وخلال هذه الفترة، يجب على المريض أن يحافظَ على جفاف أذنه، وأن يحرص على فتح فمه عند العُطاس. وفيما يلي بعض النصائح: عند الاستحمام، يجب سدُّ الأذن بسدادة قطنية ممزوجة بالفازلين. ويمكن أن يضعَ المريضُ حول الاذن غطاء للشعر لمنع الماء من الدخول إلى الأذن.
عندما يضطرُّ المريضُ للعطاس، عليه أن يفتح فمه ويدع الهواء يخرج منه. وعليه أن يمسحَ أنفه بلطف بدلاً من التمخُّط العنيف. ويجب أن نتذكَّر بأنَّ الضغطَ المرتفع في الفم يمكن أن يمرَّ عبر نفير أوستاش إلى الأذن ويمزِّق غشاءَ الطبل الذي يكون في مرحلة الشفاء.
إذا لم يشفَ ثقبُ غشاء الطبل من تلقاء ذاته، فقد يحتاج الأمرُ إلى عمل جراحي، حيث إنَّ إعادة إغلاق غشاء الطبل المثقوب يمكن أن تفيدَ في تحسين السمع وتقليل الطنين أو الرنين في الأذن.
يمكن أن يمنع إغلاقُ غشاء الطبل جراحياً من حدوث ما يُسمَّى الورمَ الكولستيرولي، وهو كيسَةٌ مكوَّنة من نسيج جلدي في الأذن الوسطى يُمكن أن تسبِّب عدوى في الأذن الوسطى وتلفاً في بنية الأذن.
بالنسبة للسبَّاحين الذين يفقدون توازنَهم عند دخول الماء عبر غشاء الطبل المثقوب، فإنَّ الجراحةَ تسمح لهم بالعودة إلى السباحة.
بالنسبة للشخصِ الذي يُعاني من نقص سمع، وهو ليس سبَّاحاً ولا يحدث لديه التهاب أذن وسطى متكرِّر، فقد يوصيه الطبيبُ بوسائل الإعانة السَّمعية أو أجهزة تقوية السَّمع بدلاً من الجراحَة. وتساعد سُدادةُ الأذن على حماية الأذن الوسطى من التلوُّث في أثناء الاستحمام.
إذا نصح الطبيبُ بترميم غشاء الطبل، فإنَّه سوف يختار الإجراء المناسب لحالة المريض. وقد يكون هذا الإجراءُ بسيطاً، يتمُّ في عيادة الطبيب، حيث يجري تنبيهُ حواف الثقب على النموِّ باستخدام أدوية خاصَّة. وفي هذه الحالات، توضَع ورقةٌ صغيرة على سطح الثقب لكي تشكِّل جسراً لنموِّ النسيج الجديد.
قد يوصي الطبيبُ بإجراء عمل جراحي في المستشفى تحت التخدير العام أو الموضعي، وتُسمَّى هذه العملية "رأب الطبلة" أو ترقيع غشاء الطبل. وفي هذه العملية، يضع الطبيبُ رقعة مأخوذة من نسيج حيٍّ من جسم المريض لتغطِّي الثقب؛ حيث يعمل هذا النسيجُ، مثل قطعة الورق، كجسر يمكن للنسيج أن ينمو عليه ويغلق غشاءَ الطبل. وهذه الرقعةُ النسيجية الحية يمكن أن تُؤخَذ من إحدى عضلات المريض أو أوردته أو من نسيجه الشحمي.
تنجح عمليةُ رأب الطبلة في إغلاق الثقب واستعادة السمع غالباً، وهي عمليةٌ تُجرى للمريض دون حاجة إلى الإقامة في المستشفى، حيث يعود إلى البيت في اليوم نفسه.
مُعالجة أيَّة عدوى في الأذن الوسطى قبل أن تصبحَ شديدة وتؤذي غشاءَ الطبل.
الوقاية من التهابات الأذن الوسطى من خلال المثابرة على غسل اليدين والابتعاد عن مرضى الزُّكام أو الأنفلونزا.
عدم إدخال أجسام غريبة في مجرى السمع، مثل أدوات تنظيف الأذن القطنية أو دبابيس الشعر.
حماية الأذن من الأصوات العالية بوضع واقيات الأذنين أو سدادات الأذنين.
مضغ العلكة أو اللِّبان في أثناء إقلاع الطائرة وهبوطها. وعند الشعور بضغط في الأذن، يمكن إغلاقُ الأنف والقيام بحركة بلع أو بالنفخ والفم مغلق لموازنة الضغط على جانبي غشاء الطبل.
قد يشفى غشاءُ الطبل إذا كان الثقبُ أو التمزُّق صغيراً. أمَّا إذا كان الثقبُ كبيراً، فقد ينصح الطبيبُ بإجراء عملية ترقيع غشاء طبل أو "رأب الطبلة".
إنَّ الخطوةَ الأهم في حماية غشاء الطبل من الانثقاب هي الإسراع في معالجة عدوى والتهابات الأذن الوسطى!
مقدِّمة
انثقابُ غشاء الطبل حالةٌ شائعة، فغشاءُ الطبل نسيجٌ رقيق يقع في نهاية مجرى السمع الظاهر.لا يكون انثقابُ غشاء الطبل حالةً خطيرة في الأحوال العادية، ولكنَّه يُمكن أن يؤدِّي إلى نقص في السمع وإلى تكرار العدوى في الأذن الوسطى.
يساعد هذا البرنامجُ على فهم معنى انثقاب غشاء الطبل؛ ويتناول الأسبابَ والأعراض والتشخيص والمعالجة. كما يتضمَّن نصائح للوقاية من انثقاب غِشاء الطبل.
تشريح الأذن
الأذنُ عضوٌ رفيع التخصُّص، يمنحنا القدرةَ على السَّمع والتوازن.في الأذن ثلاثةُ أقسام:
يمنع غشاءُ الطبل الجراثيمَ من دخول الأذن الوسطى؛ فإذا تمزَّق أو انثقب، تتمكَّن الجراثيم من الدخول بسهولة إلى الأذن الوسطى أوأن تُسبِّب العدوى.
تساعدنا الطبلةُ على السمع؛ حيث تدخل الموجاتُ الصوتيَّة عبر مجرى السمع فتهتزُّ الطبلة. وعندما تهتزُّ الطبلة، تهتزُّ العُظيمات الثلاث في الأذن الوسطى أيضاً، وتنقل هذا الاهتزازَ إلى الأذن الداخلية.
تتحوَّل الاهتزازاتُ التي تصل إلى الأذن الداخلية إلى إشارات كهربائية. وهناك عصبٌ يُسمَّى العصبَ الثامن يقوم بنقل الإشارات الكهربائية إلى الدماغ الذي يفسِّرها كأصوات.
يوجد في الأذن الداخلية جزءٌ مسؤول عن التوازن، إلى جانب العصب الثامن. لهذا، تترافق مشاكلُ السمع في كثير من الأحيان مع مشاكل التوازن.
يمثِّل نَفيرُ أوستاش ممرَّاً صغيراً يربط بين الأذن الوسطى والقسم العلوي من الحلق.
حين يُصاب المرءُ بالزُّكام أو الأنفلونزا، يمكن أن يُسَدُّ نفير أوستاش بسبب المُخاط أو الوذمة؛ وعندئذ، لا يصل الهواءُ إلى الأذن الوسطى. وإذا بقي النفيرُ مغلقاً، لا تستطيع سوائلُ الأذن الوسطى أن تتسرَّب إلى البلعوم، فتتراكم وتسبِّب العدوى. والاسمُ الطبِّي لهذا الالتهاب أو العدوى هو التهاب الأذن الوسطى.
أسباب ثقب طبلة الأذن
السببُ الأكثر شُيُوعاً لانثقاب غشاء الطبل هو التهابُ الأذن الوسطى.ينجم التهابُ أو عدوى الأذن الوسطى عن تراكم السائل فيها.
في حالاتِ العدوى الشديدة، يتراكم السائلُ في الأذن الوسطى ولا يستطيع التسرُّب عبر نفير أوستاش، وهذا ما يؤدِّي إلى زيادة الضغط داخل الأذن الوسطى، ممَّا يسبِّب انثقاباً أو تمزُّقاً في الطبلة. ولهذا، من الضروري مراجعةُ الطبيب حين تظهر عند المريض أو عند الطفل أعراضُ التهاب أو عدوى الأذن.
كما يمكن أن ينقثب غشاءُ الطبل أيضاً بفعل التغيُّرات في الضغط الجوِّي المحيط، كما يحدث عندما تهبط الطائرةُ أو عندما يغوص الغوَّاصون؛ فإذا لم يتمكَّن نفيرُ أوستاش من تعديل الضغط بالسرعة الكافية، قد يتمزَّق الغشاء. ويحدث التمزُّق أحياناً بفعل ترافق التهاب الأذن الوسطى مع حالة تغيُّر في الضغط الجوِّي للمحيط.
ولموازنة الضغط في الأذنين عندَ الطيران أو الغوص، يجب إغلاقُ الأنف والقيام بحركة بلع أو نفخ مع إبقاء الفم مغلقاً. كما أنَّ مضغ العلكة أو اللِّبان يفيد في ذلك في أثناء الطيران.
يمكن أن ينثقب غشاءُ الطبل أيضاً بفعل الحوادث أو الإصابات، وهذه تُسمَّى الرضوض. ومن الأمثلة على الرضوض:
من المهمِّ جداً أن نحمي الأذن من الضجيج الصاخب الناجم عن الآلات أو الأسلحة النارية. كما يجب الامتناعُ عن تنظيف الأذن بفتائل الأذن ذات النهاية القطنية.
أعراض انثقاب طبلة الأذن
قد تكون أعراضُ انثقاب غشاء الطبل خفيفة أو شديدة. كما لا يشعر بعضُ مرضى انثقاب غشاء الطبل إلاَّ ببعض الانزعاج في الأذن، بينما يشعر البعضُ الآخر بألم شديد.يُمكن أن يسيلَ من الأذن سائلٌ دموي مليء بالقيح.
يشعر بعضُ الناس برنين أو هدير أو أزيز أو طقطقة في الأذن. ويُسمَّى الأزيزُ المستمرُّ في الأذن بالطَّنين.
مع الوقت، يمكن أن يشعر مريضُ انثقاب الطبلة بنقص السمع.
عند دخول الماء إلى الأذن الوسطى عبر الثقب، يمكن أن يسبِّب نقصاً في التوازن ودواراً يجعل المريضَ يشعر كأنَّ الدنيا تدور به؛ وهذا لأنَّ الأذن تساعدنا على التوازن؛ فحينما يدخل الماءُ إلى الأذن، تصبح أكثرَ برودة من الأذن الأخرى، وهذا ما يُسبِّب فقدان التوازن. ويحدث ذلك عند السبَّاحين أو عند الناس الذين يدخل الماءُ في أذنهم خلال الاستحمام.
مضاعفات انثقاب طبلة الأذن
لا يشكِّل تمزُّقُ غشاء الطبل حالةً خطيرة عادة؛ ففي حالات كثيرة، يشفى المريضُ تلقائياً، ولكن إذا لم يُشفَ المريضُ وحدث توسُّع في الثقب، فقد يسبِّب مُضاعفاتٍ خَطيرة.يؤثِّر تمزُّقُ غشاء الطبل في سمع المريض. وكلَّما كان التمزُّقُ أكبر، كان نقصُ السمع أكبر. ويمكن أن يحدث انثقابُ غشاء الطبل عندَ الأطفال بسبب تكرار عدوى الأذن الوسطى.
يمكن للطفل الذي يحدث لديه عدوى متكرِّرة في الأذن الوسطى أن يُعاني من ضعف سمع في وقت يعدُّ فيه السَّمع شديدَ الأهمِّية بالنسبة للأطفال، لأنَّ الطفل الذي لا يسمع جيِّداً يعجز تقريباً عن تعلُّم الكلام ولفظ الأصوات المختلفة، ويمكن أن تنشأَ عنده إعاقاتٌ لغوية أو كلامية.
يمكن أن تدخلَ الجراثيمُ والفطور من غشاء الطبل المثقوب إلى الأذن الوسطى، وهذا ما يزيد من احتمال إصابةِ الأذن الوسطى بالعدوى.
في حالاتٍ نادرة، يمكن أن ينتقلَ التهابُ الأذن الوسطى إلى الأجزاء المجاورة من الرأس، بما في ذلك الدماغ. وهذا ما يُسبِّب مضاعفاتٍ خَطيرة.
ومن أعراضِ هذه المضاعفات تَصلُّبُ الرقبة والصُّداع الشديد وصعوبة التكلُّم أو فتح الفم، والتقيُّؤ، والألم في العظم الكائن خلف الأذن، والتغيُّرات المفاجئة في الرؤية، والتنميل في الوجه.
على المريض أن يراجعَ الطبيبُ فوراً إذا ظهرت لديه حُمَّى أو صداع شديد، أو إذا اصبح الألمُ في الأذن شديداً جداً. وعليه أيضاً أن يراجعَ الطبيبُ إذا شعر بالدُّوار وبتغيُّرات مفاجئة في السمع.
تشخيص انثقاب طبلة الأذن
بعدَ معرفة الأعراض والقصَّة المرضية، يمكن أن يشكَّ الطبيبُ بوجود ثقب في غشاء الطبل لدى المريض؛ حيث يعاين الطبيبُ أذنَ المريض بواسطة منظار الأذن، وهو أداةٌ خاصَّة مزوَّدة بمصباح، لرؤية التمزُّق أو الثقب.إذا كان الثقبُ صغيراً جداً، فقد لا يتمكَّن الطبيبُ من رؤيته، فيقوم بإحالة المريض إلى طبيب متخصِّص بأمراض الأذن، وهو طبيبُ الأنف والأذن والحنجرة.
قد يطلب الطبيبُ إجراءَ اختبار سَمعي يُدعى "تخطيط السمع"، لمعرفة ما إذا كان المريضُ يعاني من نقص السمع.
علاج انثقاب طبلة الأذن
تشفى التمزُّقاتُ أو الثقوب الصغيرة في غشاء الطبل تلقائياً دون معالجة، وهذا ما يحتاج إلى أسابيع أو أشهر.وخلال هذه الفترة، يجب على المريض أن يحافظَ على جفاف أذنه، وأن يحرص على فتح فمه عند العُطاس. وفيما يلي بعض النصائح: عند الاستحمام، يجب سدُّ الأذن بسدادة قطنية ممزوجة بالفازلين. ويمكن أن يضعَ المريضُ حول الاذن غطاء للشعر لمنع الماء من الدخول إلى الأذن.
عندما يضطرُّ المريضُ للعطاس، عليه أن يفتح فمه ويدع الهواء يخرج منه. وعليه أن يمسحَ أنفه بلطف بدلاً من التمخُّط العنيف. ويجب أن نتذكَّر بأنَّ الضغطَ المرتفع في الفم يمكن أن يمرَّ عبر نفير أوستاش إلى الأذن ويمزِّق غشاءَ الطبل الذي يكون في مرحلة الشفاء.
إذا لم يشفَ ثقبُ غشاء الطبل من تلقاء ذاته، فقد يحتاج الأمرُ إلى عمل جراحي، حيث إنَّ إعادة إغلاق غشاء الطبل المثقوب يمكن أن تفيدَ في تحسين السمع وتقليل الطنين أو الرنين في الأذن.
يمكن أن يمنع إغلاقُ غشاء الطبل جراحياً من حدوث ما يُسمَّى الورمَ الكولستيرولي، وهو كيسَةٌ مكوَّنة من نسيج جلدي في الأذن الوسطى يُمكن أن تسبِّب عدوى في الأذن الوسطى وتلفاً في بنية الأذن.
بالنسبة للسبَّاحين الذين يفقدون توازنَهم عند دخول الماء عبر غشاء الطبل المثقوب، فإنَّ الجراحةَ تسمح لهم بالعودة إلى السباحة.
بالنسبة للشخصِ الذي يُعاني من نقص سمع، وهو ليس سبَّاحاً ولا يحدث لديه التهاب أذن وسطى متكرِّر، فقد يوصيه الطبيبُ بوسائل الإعانة السَّمعية أو أجهزة تقوية السَّمع بدلاً من الجراحَة. وتساعد سُدادةُ الأذن على حماية الأذن الوسطى من التلوُّث في أثناء الاستحمام.
إذا نصح الطبيبُ بترميم غشاء الطبل، فإنَّه سوف يختار الإجراء المناسب لحالة المريض. وقد يكون هذا الإجراءُ بسيطاً، يتمُّ في عيادة الطبيب، حيث يجري تنبيهُ حواف الثقب على النموِّ باستخدام أدوية خاصَّة. وفي هذه الحالات، توضَع ورقةٌ صغيرة على سطح الثقب لكي تشكِّل جسراً لنموِّ النسيج الجديد.
قد يوصي الطبيبُ بإجراء عمل جراحي في المستشفى تحت التخدير العام أو الموضعي، وتُسمَّى هذه العملية "رأب الطبلة" أو ترقيع غشاء الطبل. وفي هذه العملية، يضع الطبيبُ رقعة مأخوذة من نسيج حيٍّ من جسم المريض لتغطِّي الثقب؛ حيث يعمل هذا النسيجُ، مثل قطعة الورق، كجسر يمكن للنسيج أن ينمو عليه ويغلق غشاءَ الطبل. وهذه الرقعةُ النسيجية الحية يمكن أن تُؤخَذ من إحدى عضلات المريض أو أوردته أو من نسيجه الشحمي.
تنجح عمليةُ رأب الطبلة في إغلاق الثقب واستعادة السمع غالباً، وهي عمليةٌ تُجرى للمريض دون حاجة إلى الإقامة في المستشفى، حيث يعود إلى البيت في اليوم نفسه.
الوقاية من انثقاب طبلة الأذن
يمكن الوقايةُ من ثقب غشاء الطبل باتِّباع هذه النصائح الخمس:مُعالجة أيَّة عدوى في الأذن الوسطى قبل أن تصبحَ شديدة وتؤذي غشاءَ الطبل.
الوقاية من التهابات الأذن الوسطى من خلال المثابرة على غسل اليدين والابتعاد عن مرضى الزُّكام أو الأنفلونزا.
عدم إدخال أجسام غريبة في مجرى السمع، مثل أدوات تنظيف الأذن القطنية أو دبابيس الشعر.
حماية الأذن من الأصوات العالية بوضع واقيات الأذنين أو سدادات الأذنين.
مضغ العلكة أو اللِّبان في أثناء إقلاع الطائرة وهبوطها. وعند الشعور بضغط في الأذن، يمكن إغلاقُ الأنف والقيام بحركة بلع أو بالنفخ والفم مغلق لموازنة الضغط على جانبي غشاء الطبل.
الخُلاصَة
يساعد غشاءُ الطبل على السمع وحماية الأذن الوسطى. ولكن، يُمكن أن ينثقبَ غشاءُ الطبل بسبب العدوى والالتهابات المتكرِّرة في الأذن الوسطى، كما يمكن أن يتمزَّق غشاء الطبل بفعل الإصابات أو الأصوات العالية أو زيادة الضغط الجوِّي أو ضغط الماء في أثناء الغوص.قد يشفى غشاءُ الطبل إذا كان الثقبُ أو التمزُّق صغيراً. أمَّا إذا كان الثقبُ كبيراً، فقد ينصح الطبيبُ بإجراء عملية ترقيع غشاء طبل أو "رأب الطبلة".
إنَّ الخطوةَ الأهم في حماية غشاء الطبل من الانثقاب هي الإسراع في معالجة عدوى والتهابات الأذن الوسطى!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق