الجمعة، 3 يناير 2014

الفُصام اضطرابٌ نفسيٌّ أو دماغي من الامراض النفسية


الفُصام - كافةالفُصام اضطرابٌ نفسيٌّ أو دماغي شديد يدوم طوالَ حياة المريض. وقد يخال المُصابُ بالفُصام أنَّه يسمع أصواتاً أو يرى أشياء غير موجودة. وقد يعتقد أنَّ الآخرين يستطيعون قراءةَ أفكاره أو التحكُّم في عقله. تبدأ أعراضُ الفُصام عند الرِّجال في أواخر العقد الثاني من العُمر عادةً أو في أوائل العقد الثالث. وتشمل الأعراضُ الهَلاوِس، أو رؤية أشياء غير موجودة، والأوهام التي هي تخيُّل سماع أصوات. أمَّا عندَ النساء، فإنَّ ظهور الأعراض يبدأ في أواسط العقد الثالث أو في أوائِل الرابع. ومن الأعراض الأخرى للفُصام: • الأفكار أو التصوُّرات غير مألوفة. • اضطراب في الحركات. • صعوبة التكلُّم والتعبير عن العواطِف. • مشكلات في الانتباه والذَّاكِرة والتنظيم. لا يعرف أحدٌ السببَ المؤكَّد للفُصام. لكن من المُرَجَّح أن التكوين الوِراثي وكيمياء الدِّماغ يمارسان دوراً في الأمر. ومن الممكن أن تكونَ الأدوية مُفيدةً في تخفيف كثير من الأعراض، لكنَّ الأمرَ قد يتطَلَّب عدَّة مُحاولات قبلَ العثور على الدواء المُلائِم لحالة الشخص. ويستطيع المريضُ تفادي نُكس حالته عبر الالتزام بتناول الأدوية طوالَ المُدَّة التي يُقرِّرها الطبيب. وبمساعدة الأدوية، تتحسَّن حالة مرضى كثيرين إلى حدٍّ يسمح لهم بعيش حياةٍ مُرضية.

مقدِّمة

الفُصام اضطرابٌ دماغيٌّ شديد يدوم طوال حياة المريض. وقد يخال المُصابُ بالفُصام أنَّه يسمع أصواتاً أو يرى أشياء غير موجودة. وقد يعتقد أنَّ الآخرين يستطيعون قراءةَ أفكاره أو التحكُّم في عقله. تُؤدِّي أعراضُ الفُصام إلى إصابة كثير من المرضى بقدرٍ من الإعاقة. لكنَّ المعالجة تجعل الكثير من المرضى يتحسَّنون إلى حدٍّ يسمح لهم بعيش حياةٍ مُرضيَة. يساعد هذا البرنامجُ التثقيفي على فَهم اضطراب الفُصام. وهو يتناول أسبابَه وأعراضه وسُبُل مُعالجَته.

الفُصام

الفُصامُ اضطرابٌ مُزمِن شديد يُلحِق إعاقةً بالمريض. وقد تؤدِّي أعراض الفُصام إلى صعوبة المحافظة على العمل أو على الأصدقاء. كما يُمكن أن يُؤدِّي الفُصام إلى عدم قُدرة المريض على الاهتمام بنفسه. يسمع المُصابون بالفُصام أصواتاً لا يسمعها غيرُهم من الناس. وقد يظنُّون أنَّ الآخرين يعتزمون إيذاءَهم. وأحياناً، لا يكون كلامهم مفهوماً عندما يتكلَّمون. يمكن أن يُصيبَ الفُصامُ أيَّ شخص. وهو يُصيب الرجالَ والنساء من جميع الأعراق على قَدَم المُساواة. كما يُمكن أن يظهرَ الفُصامُ عندَ المُراهقين أيضاً، بل عند الأطفال أيضاً، وإن تكن إصابات الأطفال نادرة. من الممكن أن يعاني مريضُ الفُصام من أعراض مشاكل نفسية أخرى أيضاً. ومنها:
  • القلق.
  • الاكتئاب.
  • الأفكار أو التصرُّفات الانتحارية.

الأعراض

تتنوَّع أعراضُ الفُصام من مُعتَدِلة إلى شديدة. ويبدأ ظُهورُها بين السادسة عشرة والثلاثين من العُمر عادةً. وليس من الشائِع أن يُصابَ أحدٌ بالفُصام بعدَ تجاوز الخامسة والأربعين من العمر. تبدأ أعراضُ الفُصام عند الرِّجال في أواخر العقد الثاني من العُمر أو في أوائل العقد الثالث عادةً. أمَّا عندَ النساء، فإنَّ ظهورَها يبدأ في أواسط العقد الثالث أو في أوائِل العقد الرابع. تنقسم أعراضُ الفُصام إلى ثلاث مجموعات مختلفة. وتتضمَّن كلُّ مجموعة نمطاً بعينه من أنماط الفُصام. وهذه المجموعات هي:
  • الإيجابية.
  • السَّلبيَّة.
  • المعرفيَّة.
تتضمَّن الأعراضُ الإيجابية تغيُّراتٍ في طريقة التفكير والتصرُّف المُعتادة لدى المريض. وهي سلوكيات "ذُهانيَّة". ويكون المُصابون بهذه الأعراض غير قادرين أحياناً على التمييز بين ما هو حقيقي وما يتخيَّلون وجوده. تُعدُّ الهَلوَسَةُ إحدى أشكال الأعراض الإيجابية. وهي أن يسمعَ المريضُ أو يرى أو يشُّم أو يُحس بأشياء لا يستطيع غيرُه سماعها أو رؤيَتَها أو شَمَّها أو الإحساس بها. إن سماع أصوات رغم عدم وجود شخص يتكلم هي من الأعراض الشائعة لدى الأشخاص المصابين بالفصام. تُعدُّ التوهُّماتُ من الأعراض الإيجابية أيضاً. ويكون ذلك عندما يُصدِّق المريضُ أشياء غير صحيحة؛ فعلى سبيل المثال، يُمكن أن يعتقد مريض الفُصام أنَّ المذياع أو التلفزيون يتحدَّثان إليه شخصياً وعلى نحوٍ مُباشِر. كما قد يظن أيضاً أنَّ الناس يحاوِلون إيذاءَه. إنَّ اضطرابات التفكير شكلٌ آخر من أشكال الأعراض الإيجابية. وهي طرقٌ في التفكير ليست مألوفةً ولا مُفيدة. قد يعاني المُصابُ باضطراب التفكير مشكلاتٍ في ترتيب أفكاره. وقد يتوقَّف في منتصَف الجملة أو يخترع كلماتٍ لا معنى لها. إنَّ اضطراباتِ الحركة شكلٌ آخر من أشكال الأعراض الإيجابية. وقد يقوم المُصاب بها بتكرار بعض الحركات مرَّةً بعدَ مرَّة. وفي حالات أخرى، يُمكن أن يتوقَّف عن الكلام والحركة لبعض الوقت. وهذه حالةٌ نادِرة اسمها "الجامود". تترافق الأعراضُ السَّلبيَّة بحدوث انقطاعات في العواطف والسلوكيات المُعتادَة. وقد يَصعُب تمييزُ هذه الأعراض كجزء من أعراض الفُصام، حيث تشبه هذه الأعراض أعراض الإكتئاب أو غير ذلك من الأمراض. وقد يظهر على الأشخاص من ذوي الأعراض السلبية:
  • صُعوبة في المَرَح والاستمتاع.
  • صعوبة في التخطيط والالتزام بنشاطٍ معين، كتسوُّق المواد الغذائية مثلاً.
  • عدم إظهار أيَّة تعبيرات على الوَجه، كالابتسام أو العُبوس مثلاً.
  • التحدُّث بصوتٍ جامد.
  • قلَّة الحديث مع الآخرين، حتَّى عند الحاجة إلى ذلك.
تعدُّ الأعراض المعرفية خفيَّة مثل الأعراض السلبية، وقد تصعُب ملاحظت الأعراض المعرفية أو تمييزها. ومنها:
  • صعوبة استخدام المعلومات بعدَ تعلُّمها مباشرةً.
  • صعوبة الانتباه.
  • صعوبة استخدام المعلومات لاتِّخاذ القرارات.
تؤدِّي الأعراضُ المعرفية إلى صعوبة في ممارسة حياة طبيعية عادةً، وفي كسب أسباب العيش. ومن الممكن أن تخلق شدةً نفسية كبيرة للمريض. يمكن أن يظهرَ الفُصام عند المُراهقين، لكن ملاحظته تكون صعبةً في البداية، لأنَّه قد تبدو الأعراض كأنها من جُملة المشكلات التي يعاني منها المُراهِق عادةً. وذلك من قبيل:
  • تقلُّب المزاج وسرعة الانزعاج.
  • كثرة تغيير الأصدقاء.
  • نيل درجات سيِّئة في المدرسة.
  • صعوبة النوم.

الأسباب

لا يعرف أحدٌ سببَ الإصابة بالفُصام معرفةً مؤكَّدَة. لكن ثمَّة عوامل معروفة كثيرة يُمكن أن تكونَ من جُملة الأسباب. إنَّ التركيبَ الوِراثي واحدٌ من الأسباب التي قد تكون لها مساهمة في الإصابة بالفُصام. وهذا يعني أنَّ الفُصام يمكن أن يكون متعلِّقاً بالمُوَرِّثات أو الجينات التي يأخذها الشخص عن أبويه. ويزداد احتمالُ الإصابة عند وجود شخص فُصامي في الأسرة. كما يمكن أيضاً أن تمارسَ عوامل البيئةُ المُحيطة دوراً في الإصابة بالفُصام. ويعتقد العلماءُ أنَّ التفاعل بين المورِّثات والبيئة المُحيطة أمرٌ لابدَّ منه لظهور الفُصام. وقد يكون لعدد من العوامل البيئية دورٌ في هذا، وذلك من قبيل سوء التغذية قبل الولادة أو التعرض للإصابة بالفيروسات ، إضافةً إلى المشكلات التي تحدث في أثناءالولادة وعوامل أخرى أيضاً. يعتقد العلماءُ أنَّ عدمَ التوازن في التفاعُلات الكيميائية في الدِّماغ يمارس دوراً في الإصابة بالفُصام. كما أنَّ أدمغةَ المُصابين بالفُصام تبدو مُختلفةً عن أدمغة الأصِحَّاء اختلافاً بسيطاً؛ فعلى سبيل المثال، فإنَّ الأجواف المليئة بالسائل في مركز الدماغ، واسمها "بُطَينات الدِّماغ"، تبدو عند المصابين بالفُصام أكبر حجماً ممَّا هي عليه عندَ الأصِحَّاء. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق