الاضطِرابُ الوَسواسي القَهري نوعٌ من اضطرابات القَلَق. يكون لدى الأشخاصُ المُصابين بالوَسواس القهري أفكارِ متكررة مزعجة تأتيهم. تُدعى هذه الأفكارُ "وَساوِس". يحاول الشخصُ المُصابُ بالوَسواس القهري تكرارَ فعل أشياء معيَّنة لطرد الوَساوِس عنه. وتُدعى هذه الأفعالُ المُتكرِّرة باسم "الأفعال القَهريَّة". من الأمثلة على الوَساوِس نذكر الخوفَ من الجراثيم، والخوف من ترك الباب مفتوحاً. ومن الطبيعي أن تكونَ الأفعالُ القَهريَّة المتَّصلة بهذين الوَسواسين هي تكرار غسل الأيدي والعودة دائماً إلى البيت بعدَ المغادرة للتأكُّد من إغلاق الأبواب. وتكون الوَساوِسُ والأفعال القَهريَّة المرتبطة بها كثيرةَ التواتر والشدَّة بحيث تترك أثراً على حياة الشخص في عمله وبيته وعلاقاته مع أصدقائه. وإذا لم يُعالج اضطِرابُ الوَسواس القَهري، فمن الممكن أن يسيطر على حياة الشخص. إنَّ السببَ الدَّقيق لاضطِراب الوَسواس القَهري غيرُ معروف. ويعتقد الباحثون أنَّه يُمكن أن يكونَ ناجماً عن عدم توازن كيميائي في الدِّماغ أو عن خللٍ في "تَوصيلات" الدِّماغ. يميل هذا الاضطرابُ إلى التكرُّر في العائلة الواحدة. وتبدأ الأعراضُ في مرحلة الطفولة أو المُراهَقة عادةً. وغالباً ما تتكوَّن المُعالجةُ من مزيج من المُعالجة الدوائية والمُعالجة النفسيَّة.
يمكن أن يسيطر اضطِرابُ الوَسواس القَهري على حياة المريض إذا ظلَّ من غير مُعالجة. لكنَّه في أغلب الحالات يمكن معالجته بصورة فعالة المُعالجة باستخدام مزيج من المُعالجة الدوائية والمُعالجة النفسية. يشرح هذا البرنامج التثقيفي اضطِراب الوَسواس القَهري ويتناول أعراضه وأسبابه. وهو يناقش أيضاً كيف يجري تشخيصُه ومُعالجته.
مقدِّمة
الاضطِرابُ الوَسواسي القَهري هو نوعٌ من اضطرابات القَلَق. ويُسبِّب أفكاراً مزعجة متكرِّرة تُدعى "وَساوِس". يحاول الشخصُ المُصاب بالوَسواس القهري تكرارَ فعل أشياء معيَّنة لطرد الوَساوِس عنه. تُدعى هذه الأفعالُ المُتكرِّرة باسم "الأفعال القَهريَّة".يمكن أن يسيطر اضطِرابُ الوَسواس القَهري على حياة المريض إذا ظلَّ من غير مُعالجة. لكنَّه في أغلب الحالات يمكن معالجته بصورة فعالة المُعالجة باستخدام مزيج من المُعالجة الدوائية والمُعالجة النفسية. يشرح هذا البرنامج التثقيفي اضطِراب الوَسواس القَهري ويتناول أعراضه وأسبابه. وهو يناقش أيضاً كيف يجري تشخيصُه ومُعالجته.
الاضطرابُ الوَسواسي القهري
اضطِراب الوَسواس القَهري نوعٌ من اضطرابات القَلَق. وهو يخلق لدى المريض أفكاراً ومخاوفَ مبالغاً فيها. تُدعى هذه الأفكارُ والمخاوف باسم "وَساوِس". ويعجز المريضُ عن ضبطها أو التحكُّم بها. إنَّ الاضطِراب الوَسواسي القَهري يجعل المريضَ يقوم بأفعال متكرِّرة تُدعى "الأفعال القَهريَّة". وتكون الغايةُ من هذه الأفعال القَهريَّة هي التخلُّص من القلق المرتبط بالوَساوِس التي تنتاب المريض. يشعر المريضُ بضرورة القيام بهذه الأفعال، لأنَّها تمنحُه راحةً مؤقَّتة من الوساِوس المُزعِجة. وهو يشعر أيضاً بانعدام القدرة على التحكُّم بأفعاله القَهريَّة أو ضبطها. كثيراً ما تترَكَّزُ الوَساوِسُ والأفعال القَهريَّة على موضوع محدَّد أو على فِكرة مُحددَّة؛ فقد يجعل هذا الاضطرابُ وَساوِسَ المريض تتركَّز على الجراثيم مثلاً. وبالنتيجة، يكون الفعلُ القَهري لدى المريض هو تكرار غسل اليدين. وبالمثل، يمكن أن يجعلَ اضطِرابُ الوَسواس القَهري المريضَ مُوَسوَساً بترتيب الأشياء؛ فقد يعجز المريضُ عن مقاومة الحاجة إلى ترتيب الأشياء الموجودة على أحد الرُّفوف، بحيث تتَّخذ اتجاهاً واحداً أو بحيث تفصل بينها مسافاتٌ متساوية تماماً. لنأخذ مثالاً: سمير شخصٌ مُصاب باضطراب الوَسواس القهري. وهو دائمُ القلق من عدم إغلاق باب منزله. وحتَّى يتخلَّصَ سمير من مخاوفه، يجد نفسَه مضطرَّاً إلى تفقُّد الباب مراراً وتكراراً للتأكُّد من إغلاقه. وبدلاً من قيادة السيَّارة مباشرةً إلى عمله في الصباح، يجد سمير نفسَه مُضطرَّاً إلى العودة إلى المنزل مرَّةً بعدَ مرَّة للتأكُّد من أنَّه أغلق البابَ جيِّداً. من الطبيعي أن تكونَ فكرةُ نسيان باب المنزل غيرَ مُغلَق مقلقةً لأيِّ إنسان. لكنَّ مريضَ الوَسواس القهري يُعاني من قلق شديد ومتكرِّر يُفسِد عليه حياتَه كلَّها. يُعاني سمير مشاكلَ في عمله بسبب اضطِراب الوَسواس القَهري الذي أصابه، فهو يصل إلى عمله متأخِّراً أكثرَ الأيَّام. وغالباً ما يتشَتَّت انتباهُه في أثناء العمل بسبب تفكيره في أنَّه قد ترك بابَ المنزل غيرَ مغلَق. من الممكن أن يُدرِكَ مريضُ الوَسواس القهري أنَّ مخاوفَه غير منطقيَّة. وقد يحاول تجاهُلَ وَساوِسَه أو الكَفَّ عن القيام بالأفعال القَهريَّة المرتبطة بها. لكنَّ تجاهلَ الدَّافِع المُلِحِّ للقيام بالفعل القهري يؤدِّي إلى زيادة قلق المريض. اضطِرابُ الوَسواس القَهري حالةٌ مُزمِنة مستمرَّة. وهو يُعدُّ مرضاً يدوم طوالَ حياة المريض. لكن تَرك هذه الحالة من غير مُعالجة يمكن أن يجعلَ الوَساوِسَ والأفعال القَهريَّة تسيطر على حياة المريض.الأعراض
تتألَّف أعراضُ اضطِراب الوَسواس القَهري من وَساوِس المريض وأفعاله القَهريَّة. وتختلف هذه الأعراضُ باختلاف المرضى، فهي تتوقَّف على الطبيعة المحدَّدة للوَسواس وللفعل القهري المرتبط به لدى كلِّ مريض. غالباً ما تبدأ أعراضُ اضطِراب الوَسواس القَهري بالظُّهور على نحو بطيء خلال مرحلتي الطفولة والمراهقة. ومن الممكن أن تتغيَّرَ شدَّةُ الأعراض خلال حياة المريض. لكنَّها تتفاقم وتزداد في أوقات الشدَّة النفسية عادةً. أمثلة على الأفكار والمشاعر الوَساوِسيَّة الشائعة:- الشك في عدم إغلاق باب المنزل أو في ترك الوعاء على النار.
- القلق من التسبُّب في إيذاء شخص ما في حادث سير.
- القلق بسبب عدم ترتيب الأشياء أو عدم اتِّخاذها اتجاهاً واحداً.
- الضيق والانزعاج لدى المريض جرَّاء تَخيُّل تعرُّض طفله إلى الأذى.
- المبالغة في تكرار غسل الأيدي.
- العَدُّ وفقَ نمط معيَّن، كالعدِّ أزواجاً أو العدِّ وِفق مضاعفات العدد خمسة مثلاً.
- تفقُّد الأبواب وإعادة تفقُّدها مراراً للتأكُّد من إغلاقها.
- التأكد بصورة متكررة من عدم ترك الوعاء على النار.
- ترتيب الأشياء بحيث تتَّخذ اتجاهاً واحداً.
- تشَقُّق جلد اليدين لكثرة الغَسل.
- فقدان الشعر أو ظهور بُقع صلعاء بسبب كثرة شدِّ الشعر.
- الصُّراخ بكلمات نابية في أوضاع غير مناسبة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق