إذا كان المريضُ مُصاباً بفقر الدم، فهذا يعني أنَّ دَمه لا يحمل ما يكفي من الأُكسجين إلى بقيَّة الجسم. يُعدُّ نقصُ الحديد السببَ الأكثر شيوعاً لفقر الدم. ويحتاج الجسمُ إلى عنصر الحديد من أجل تركيب خِضاب الدم، أو الهيموغلوبين، وهو بروتينٌ غنيٌّ بالحديد، يعطي الدمَ لونَه الأحمر. وهو يحمل الأُكسجين من الرِّئتين إلى بقيَّة أنحاء الجسم. يحدث نقصُ الحديد في الجسم بسبب دوراتِ الطَّمث الغزيرة، والحَمل، والقَرحات، وبوليبات القولون، وسرطان القولون، وبعض الأمراض الوراثية، وكذلك بسبب نقص الحديد في الطعام. كما يُمكن أيضاً أن يحدثَ فقرُ الدم بسبب نقص حمض الفوليك أو الفيتامين ب12. ويُمكن أن تسبِّبَ اضطراباتُ الدم، مثل الثَّلاسيميَّة وفَقر الدَّم المِنجلي، أو سرطان الدم، فقرَ الدم أيضاً. إنَّ فقرَ الدم يجعل المريضَ يشعر بالضعف والبرد والدوخة وسرعة الغضب. ويجري التأكُّدُ من تشخيص فقر الدم من خلال إجراء تحليل الدم. أمَّا المعالجةُ فتعتمد على نوع فقر الدم الموجود لدى المريض.
مقدِّمة
يحدث فقرُ الدم عندما لا يكون تَعدادُ الكريَّات الحُمر كافياً. وعندما ينخفض تعدادُ الكريَّات، يعجز الدمُ عن حمل الأكسجين إلى الجسم. يُقارِب عددُ المصابين بفقر الدم نحوَ ثلث سكَّان العالم. ولكنَّ معظمَ حالات فقر الدم تكون خفيفةً سهلة العلاج. أمَّا حالاتُ فقر الدم الشديد والمديد، فمن الممكن أن تؤذي القلب والدماغ وغيرها من أعضاء الجسم، وقد تسبِّب الوفاةَ أيضاً. يساعد هذا البرنامجُ التثقيفي الموجَّه للمرضى على فهم فقر الدم بصورةٍ أفضل، بما في ذلك أعراضُه وأسبابُه. كما يناقش عواملَ الخطر والمعالجة والوقاية.الدَّم
فقرُ الدم مرضٌ يصيب الدم. يتناول هذا القسمُ دورَ الدم في الجسم، إضافةً إلى مُكَوِّنات الدم. يقوم الدمُ بنقل وتوزيع العناصر الغذائية والأكسجين والهُرمونات التي يحتاج إليها الجسم. كما يحمل السُّمومَ والفضلات إلى الكبد والكليتين، حيث يجري التخلُّصُ منها. يتألَّفُ الدمُ من خلايا تسبح في مَصلٍ يتألَّف في معظمه من الماء ومواد كيميائيَّة، منها الكولستيرول والبروتيناتُ والهرمونات والمعادن والفيتامينات، وكذلك الغلوكوز الذي هو نوعٌ من السُّكَّريات. هناك ثلاثةُ أنواع من خلايا الدم: الكُرَيَّات الحمر، والكُرَيَّات البيض، والصُّفَيحات. تُشكِّلُ الكُرَيَّاتُ الحمراء، والتي تُسمَّى خلايا الدم الحمراء أيضاً، نصفَ حجم الدم تقريباً. يكون للكريَّةِ الحمراء شكلُ القرص. وهي تشبه كعكةً مستديرة، لكن من غير فتحةٍ في وسطها. تكون الكريَّةُ الحمراء مليئةً بالخِضاب المعروف بالهيموغلوبين، وهو بروتينٌ يلتقط الأكسجين في الرئتين، وينقله إلى خلايا الجسم المختلفة. كما أنَّه يحمل ثاني أكسيد الكربون من مختلف خلايا الجسم لكي يجريَ طرحُه عبرَ الرئتين. وتقوم الكُرَيَّاتُ البيض، التي تُدعى أيضاً الخلايا البيض، بمكافحة المرض والعدوى من خلال مهاجمةِ وقتل الجراثيم التي تدخل الجسم. وهناك أنواعٌ عديدةٌ من الكريَّات البيض، يكافح كلٌّ منها أنواعاً مختلفة من الجراثيم بطرقٍ مختلفة. الصُّفيحاتُ هي قطعٌ صَغيرة من الخلايا، تساعد على تَجَلُّط الدم وتوقُّف النزف. تُصنِّع خلايا الدم في نقي العظم، وهو نسيجٌ إسفنجي يقع داخل بعض العظام ويحوي الخلايا الأمَّ التي تُسمَّى الخلايا الجِذعيَّة، والتي يمكن أن تتمايز إلى ثلاثة أنواع من خلايا الدم. عندَ انخفاض تَعداد أحد أنواع خلايا الدم دون المستوى الطبيعي، نقول إنَّ هناك نقصاً في تعداد الدم، وتُسمَّى هذه الحالةُ "قِلَّة الكُريَّات". تُسمَّى حالةُ النقص في تعداد كريات الدم الحمراء "فَقرَ الدم". وهناك حالاتٌ من فقر الدم تتَّسمُ بوجود نقصٍ في تعداد كلِّ أنواع خلايا الدم. كما يحدث فقرُ الدم أيضاً حين تحوي الكريَّاتُ الحمراء كمِّيةً غير كافية من الخضاب، أو حين يكون الخِضابُ غيرَ فعَّال.الأعراض
العرضُ الأكثر شيوعاً في حالات فقر الدم هو الشعورُ بالتعب والضعف. ومن الأعراض الأخرى:- ضيق النَّفس.
- الشُّحوب.
- خفَّة الرأس.
- الألم الصدري.
- الشُّعور بضربات القلب (الخفقان).
- الصُّداع.
- الطَّنين (أو سماع رنين أو همهمة) في الأذنين.
- زيادة ساعات النوم.
- برودة في الأطراف.
المُضاعفات
يمكن أن يسبِّب فقرُ الدم مُضاعفات كثيرة إذا لم يُعالج. لذلك، فمن المهمِّ مراجعة الطبيب حين يشعر الإنسانُ بأعراض فقر الدم. وتنجم مضاعفاتُ فقر الدم عن حاجة القلب إلى بذل جهد أكبر لضخِّ الدم الذي يحمل الأكسجين إلى أعضاء الجسم. يمكن أن تنجمَ عن فقرِ الدم حالةُ "اضطراب نَظم القلب"، وهي خللٌ في عدد ضربات القلب أو في انتظامها. ويمكن أن تسبِّبَ هذه الحالةُ ضرراً للقلب أو قُصوراً في عمله إذا استمرَّت زمناً طويلاً. في حالة فقر الدم، يصبح من الصعب على الجسم أن يؤمِّنَ الدمَ والأكسجين لكلِّ أعضائه، وهذا ما يمكن أن يُؤذي أعضاءَ الجسم. يمكن لفقر الدم أن يُضعفَ مرضى السرطان أو الإيدز، كما يمكن أن يقلِّل من فاعلية المُعالجات المستخَدمة. كما يمكن أن يسبِّبَ فقرُ الدم أيضاً الكثيرَ من المشاكل الصحِّية الأخرى. إنَّ وجودَ أمراض أخرى يمكن أن يزيد أحياناً من احتمال حدوث المضاعفات؛ فمثلاً، المرضى الذين يعانون من مشاكلَ كلويةٍ مع فقر الدم يكون من المرجَّح أن يُصابوا بأمراض قلبية.الأسباب
يمكن أن ينجمَ فقرُ الدَّم عن واحدٍ أو أكثر من الأسباب التالية:- فقدان الدم (النَّزف).
- نقص في تصنيع الكريات الحمر.
- زيادة معدَّلات تخريب خلايا الدم.
عواملُ الخطورة
فقرُ الدم حالةٌ شائعة في العالم، يمكن أن تصيبَ أشخاصاً من مختلف الأعمار والأعراق والجماعات الإثنية، ولكن هناك عواملُ خطورةٍ يمكن أن تزيد من احتمالات الإصابة بفقر الدم. تكون النساءُ في سنِّ الإنجاب مُعرَّضات للإصابة بفقر الدم، لأنَّ النساءَ في هذا العمر يفقدن الدمَ بسبب الحَيض. كما يمكن أن يحدثَ فقرُ الدم في أثناء الحمل أيضاً. قد يُصاب بفقرِ الدم المرضى الذين فقدوا الكثيرَ من الدم خِلال عملية جراحية أو بسبب إصابة. يكون بعضُ الأطفال أكثرَ تعرُّضاً لاحتمال الإصابة بفقر الدم، بسبب نقص الحديد. ويمكن أن يُصابَ بفقر الدم بسبب نقص الحديد الأطفالُ الخُدَّج والأطفالُ الذين يَتغَذَّون على حليب الأم فقط أو على حليب صناعي غير مُدعَّم بالحديد. يكون الأطفالُ بين عمر سنة واحدة وسنتين معرَّضين لخطر الإصابة بفقر الدم عندما لا يكون الحديدُ في غذائهم كافياً، لاسيَّما إذا كانوا يشربون الكثيرَ من حليب البقر، وهو فقيرٌ بالحديد، ويمكن أن يمنعَ الجسمَ من امتصاصه من الأطعمة الغنيَّة بالحديد. ويكون المراهقون معرَّضين للإصابة بفقر الدم، لأنَّ قفزةَ النموِّ في هذه السنوات يمكن أن تؤدِّي إلى فقر الدم بنقص الحديد في أجسامهم. يُواصِل الباحثون دراسةَ كيفية تأثير فقر الدم عندَ كبار السن، حيث إنَّ أكثرَ من عشرة بالمئة من كبار السن لديهم أشكالٌ خفيفة من فقر الدم، والكثيرُ منهم يُعاني من مرضٍ آخر أيضاً. من يُعاني من مرضٍ مزمن أو خطير يكون معرَّضاً للإصابة بفقر الدم أيضاً. ومن هذه الأمراض:- السرطان.
- السكَّري.
- قُصور أو فشل القلب.
- الإيدز.
- داء الأمعاء الالتهابي.
- اعتلال الكُليَة.
- اعتلال الكَبِد.
- التهاب المفاصل الرُّوماتويدي.
- أمراض الدَّرَق.
- الغذاء الفقير بالحديد والفيتامينات والمعادن.
- وجود قصَّة فقر دم وراثي في العائلة.
- فقدان الدم خلال عملية جراحية أو بسبب إصابة.
- العَدوى المزمنة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق